استيقظ إبراهيم، فكان أول ما فعله أن بدأ بتجهيز حقائبة، ثم تناول قهوته، فجلس ينتظر مُكالمة تليفونية من ساندي لإعلامه بمكانها.
* * *
استيقظ آدم فكان أول ما فعله أن بدأ بتجهيز أدواته. يُعد آدم من أمهر فتَّاحون الخزنات في الجمهورية، وكان صاحبه يعلم هذا جيدًا، بل قد نعتبره أحد أهم أسباب تقاربه منه؛ إن اعتبرنا الظن حلالًا!
ثم انتظر آدم مُكالمة من ميشيل لإعلامه بمكان مُقابلته بزُملاؤه في تلڪ المُهمة تحديدًا.
* * *
- ألو، أيوة يا ساندي، إنتي فين دلوقتي؟ تمام، أنا جايلِڪ بالعربية.
* * *
- ألو، أيوة يا ميشيل، إنت فين دلوقتي؟ تمام، أنا جايلڪ بالباص.
* * *
-... بتهرجي! المُخرج إبراهيم صقار؟!
قالتها إحدىٰ زميلات ساندي في حين وجود كُلًا من لوران وسلمىٰ بالمُحادثة، وقد بدت تعابير البهجة وكأن الروح قد رُدَّت لها بعد موتها طوال هذا اليوم البائس الملئ بالمُحاضرات المُملة، فردَّت عليها ساندي ببعضٍ من الاستهزاء:
- هتستهبلي يا ندىٰ! تسمعي منين عن إبراهيم صقار؟ حضرتيلُه مثلًا قبل كدة؟!
- لأ، بس أخويا الكبير دايمًا بيحضرلُه، ونِفسه في يوم من الأيام يطلع مُخرج زيُّه.
كانت ملامح سلمىٰ لا تخلو من العبوس والضيق، فلكزتها لوران، التي كانت تقف بجوارها، في كتفها لتتدخَّل في الحديث، لعدم شعور إحداهُن بمُصيبتها:
- وعلىٰ كدة إنتوا هتسافروا إمتىٰ يا ساندي؟
- دلوقتي.
فصمتن جميعًا ذهولًا بالموعد، حتىٰ قالت ساندي:
- أنا اتسرَّعت، صح؟
فأشارت سلمىٰ برأسها، عكس ما شعر قلبها، علامة الإيجاب، ثم قالت مُبتسمة تجميليًّا:
- تروحي وتيجي بالسلامة يا حبيبتي!
- يا رب يا سلمىٰ! إدعيلي.
- عيوني!
وصلت سيارة إبراهيم بجوار بوابة الجامعة، حيثُ كُن مُجتمعات، قبل أن يُقرروا الدخول. فوقعت عيني إبراهيم علىٰ إحدىٰ الفتيات الموجودات بجوار ساندي، فقام بخلع نظارات الشمس التي كان يرتديها ليتمعَّن النظر بملامحها أكثر. وبينما كان مُندمجًا بها حرفيًّا، لمحته ساندي:
- هو ده يا بنات!
فالتفت له كُل واحدةٍ منهُن! ولمواراة ما كان إبراهيم يفعل، قام بإرتداء نظاراته مرة أخرىٰ، بينما كان لا يزال يتأملها من تحتها.
أنت تقرأ
ليالي الأنس في ڤيينا | Layali El-o'ns Fe Veena
Romanceمتع شبابڪ بِـ ڤيينا، ديه ڤيينا روضة مِـ الجنة! نغم في الجوِّ له رَنة، سمعها الطير بكىٰ وغنىٰ.