الفصل الخامس عشر: علىٰ ضَيّ القمر.

34 7 0
                                    

«بالقرب من نهر ڤيينا».
الساعة 10:00 مساءً.

نرىٰ إبراهيم الواقف بمكانه لما يزيد عن الساعة الكاملة، فقط يتأمل الماء الأسود للنهر، وقد انعكس علىٰ قطراته ضوء القمر مكسور الرؤية، فنرىٰ علىٰ ملامحه نظرات ضيق واضح.

- ... لمَّٰ بتتخنق بتيجي هنا؟!

صدرت من وراء ظهره من صوت هوَ يعلمه جيدًا..

إنها ساندي!

لم يلتفت لها حتىٰ وصلت هيَ لجواره مُباشرةً، فاستندت برأسها علىٰ كتفه بينما أخذ هوَ يتأملها مُستعجبًا ما تفعله، دون أن يُعقب بكلمة واحدة، حتىٰ قالت هيَ:

- ... بيني وبينڪ، أنا كُنت فاكرة إن في حاجة بينڪ وبين جنة الشِشتاوي، بس النهاردة الصُبح اتأكدت إني كُنت غلطانة!

رمق النهر من أمامه وكأن شيئًا لم يكن، فقط سألها عمَّا قالته:

- ... إشمعنىٰ النهاردة؟
- عشان جنة قالتلي بنفسها، بُص، إنتَ عارف كويس إنڪ راجل مجنون، ومبتحبش إللي قُدامڪ يعرف عنڪ حاجة، فَـ مكانش قُدامي طريقة تانية غير ديه عشان أعرف إذا كان في حد في حياتڪ يا إبراهيم!

هنا أبعدها عن كتفه وقد طالعه ليسأل:

- وإفرضي طلع في حد تاني غير جنة؟!

قالت بمنتهىٰ الثقة:

- مُستحيل! إنتَ في خلال الفترة إللي فاتت كُلها متواصلتش مع سِت غير أنا وجنة الشِشتاوي، وسلمىٰ أبو الوفا.

ولقد عدّل عليها إضافة واحدة:

- وسكرتيرة ناصر الحيني!

فابتسمت مؤكدة:

- وسكرتيرة ناصر الحيني، فَـ إزاي بقىٰ واحدة عاقلة مُمكن تقول مُرتبطة براجل طول بعرض زي القمر زيڪ كدة وتنفضله طول الفترة ديه؟!

همهم بما لم تسمعه هيَ جيدًا:

- معندكيش فكرة تبقىٰ مين!
- بتقول إيه؟

كان قد شرد عنها وهوَ يُجيب، فَـ عاد لها بعد أن سألت ليسأل:

- إنتي عاوزة إيه دلوقتي يا ساندي؟.. أنا مصدع وجاي هنا عشان أفصل وأرلكِس قبل بُكرة، بُكرة هنبدأ شُغل الجد بتاع الحملة، وأنا معنديش أي استعداد أبدأه وأنا غير مؤهل نفسيًّا.

أخذت تُداعب سترته التي كان يرتديها وهيَ تُطالعه بنظرات في غاية التلكؤ:

- إبراهيم، أنا بحبڪ!

ليرد بمنتهىٰ التبلُّد:

- عارف.

ولقد فاجئتها صراحته المُفرطة، فتلجلجت وهيَ تتسائل:

- طب إيه، قولت إيه؟
- في إيه؟.. إنتي مستنية تسمعي إيه أو يحصل إيه بعد كدة؟

عقدت حاجبيها لأجزاءٍ من الثانية قبل أن تقول:

ليالي الأنس في ڤيينا | Layali El-o'ns Fe Veenaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن