«أحد ستديوهات التسجيل المُستأجرة».
الساعة 09:20 مساءً.نرىٰ كيف كان إبراهيم يحتسي مِمَّا لديه وكأنه لم يُنصت ولم يسمع ما قاله له راؤول مُنذ قليل، الأمر الذي استفز راؤول لكي يسأله بحدة:
- فعلًا، هوَ ده رد فعلڪ؟!
أنزل إبراهيم ما كان بيده قبل أن يتأمل راؤول بذات الثبات وهوَ يسأله:
- ... ده لإنڪ بمنتهىٰ البساطة مش جاي عشان تعمل كدة، ده مش شكل واحد جاي يخلّص علىٰ حد أكيد مُقابل مبلغ وقدره!
ثم قال:
- ... طب أزيدڪ من الشعر بيت؟ إنتَ في الغالب رفضت العرض بتاعه، وجاي لي هنا دلوقتي عشان تحذرني منه!
ثم قام بحڪ لحيته وهوَ يُفكر:
- أنا بس إللي مش فاهمُه، إيه مصلحتڪ؟ أصل تبقىٰ غبي لو افتركت إني هدفع لڪ فلوس أنا كمان، وأنا معرفش عنڪ الغباء!
ضحڪ راؤول قبل أن يُنزل الكأس التي بيده جانبًا، لتترڪ له مساحةً بأن يُصفق، وما إن أنهىٰ تصفيقه حتىٰ توقف بمكانه ليدنو من ذٰلڪ الواقف بوسط الستوديو، ليقول:
- شاطر، بتعرف تفكر، زي ما أنا توقعت عنڪ!
ثم وضع كلتا يديه بجيبي البنطال الذي يرتديه.
- ... أنا يا سيدي مش جاي عشان فلوسڪ، لو افترضنا إن معاڪ فلوس أصلًا؛ ولٰكن جاي عشان ناصر استغباني، وأنا مبحبش حد يستغباني!
- استغباڪ إزاي؟
- قال إنڪ خطفت منه جنة، وأنا عارف جنة كويس، جنة محدش مُمكن يغصبها علىٰ حاجة، بخلاف بقىٰ في بينكوا حاجة ولّلا لأ، بس جنة مش زي ما ناصر يعرفها... أو كان فاكر إنه يعرفها.ثم قال:
- عمومًا، خلّي بالڪ من نفسڪ، ناصر مش هيقف عندي، آه أنا غفلته، وأخدت منه مبلغ هيقطم ظهره، بس أنا عارفُه كويس، هوَ مش من النوع إللي يستسلم بالسهولة ديه!
طقطق إبراهيم وقد عوض شفتيه استهزاءً بعد أن أعرض وجهه عن راؤول لأجزاءٍ من الثوانِ، قبل أن يقول:
- علىٰ نفسه، أنا مبيفرقش عندي حد!
هنا اكتفىٰ راؤول بابتسامة عريضة بعض الشيء دون أن يُعقب، قبل أن يُعرض ظهره عنه ليرحل، ولٰكنه تذكر أمرًا أوقفه ليسأل:
- إنتَ عرفت منين إني مش جاي أقتلڪ!
- جاي لي لوحدڪ وممعكش سلاح، ومغفلتنيش وأنا بعملڪ كاس، ده الحكومة مش حنيّنة كدة مع المحكوم عليه بالإعدام!فضحڪ راؤول، ثم رحل.
* * *
«ڤيلّا السفير المصري - ڤيينا».
الساعة 10:00 مساءً.أوصلهما السائق إلىٰ أمام ڤيلّا السفير، فانتظر قليلًا لحين تأمره شمس بأن يتحرڪ، وما كان منها سوىٰ أن انتظرت من خطيبها أمرًا مُخالف لما قاله مُنذ قليل بالمطعم، ولٰكن ما كان منه سوىٰ أن أعرض وجهه عنها دون أن يرد، فقررت الخروج من السيارة، بالطبع بعد أن قالت:
أنت تقرأ
ليالي الأنس في ڤيينا | Layali El-o'ns Fe Veena
Lãng mạnمتع شبابڪ بِـ ڤيينا، ديه ڤيينا روضة مِـ الجنة! نغم في الجوِّ له رَنة، سمعها الطير بكىٰ وغنىٰ.