يبدأ المشهد الليلي بوصول أحدهم إلىٰ إحدىٰ خمارات ڤيينا، مُتلفتًا ذات اليمين وذات اليسار ليس تحسبًا لهجوم أحدهم أو تأهبًا للدفاع عن نفسه، بل كان الأمر في بحثه في الوجوه الموجودة عن شخصٍ مُحدد بعينه.
إلىٰ أن انتهىٰ به الأمر لأن يجلس لحين حضور هذا الشخص، فطلب كأسًا من الـ«پراندي»:
- I need a glass of "brandy".
ليضعه أمام حامل الخمور في لحظتها، وبمُجرد أن التقط إبراهيم صقار الكأس، وبينما كان يتلفت بالمكان دون أن يُراعي وجهة مُحددة، حتىٰ وقعت عينيه علىٰ الشخص المعني، لقد وجده أخيرًا..!
كان ميشيل ومعه صاحبيه، عماد و ڤينوم، يحتفلون بما أودوا آدم صقار إليه!
ابتسم إبراهيم، ثم ترڪ الكأس جانبًا وقد ترڪ حسابه تحته، ثم تحرڪ نحوهم بثبات لحين تسنت له الفرصة لسماع الحوار الدائر فيما بينهم.
- ... الفكرة إنه قال فاكر هيضحڪ عليَّٰ، بعد كُل شغلي هنا ومع كُل المُغتربين إللي اشتغلت معاهم فاكر هيضحڪ علىٰ ميشو!
ليرد عليه عماد:
- أنا مش قاهرني غير الخزنة إللي معرفش يفتحهالنا.
- لأ، موضوع الخزنة أمره سهل!
حتىٰ وصل إبراهيم صقار إلىٰ منضدتهم فقام بسحب أحد المقاعد التي مرّ بجوارها، ليجلس مُستندًا عليه وهوَ يُحدثهم بكُل ثقة:
- ... حلو، طب وبالنسبة للخزنة، هتفتحها إزاي يا ناصح؟
التفتوا له جميعًا مفزوعين من وصوله إليهم، وفي الأساس من ذٰلڪ الرجل الغريب الغامض عليهم أجمعين:
- إيه ده، إنتَ مين؟
قالها ميشيل وقد توقف، بالتزامن مع توقف كُلًّا من عماد وڤينوم ورفعهما كأسي الـ«ڤودڪا» التي كانا يتناولانها، مُتأهبان للهجوم.
في حين لم يُحرڪ إبراهيم ساكنًا ولم يغمض جفنًا، بل بقيَ بمكانه يتأملهم في ثبات وسكون، وكأنه كان يستعجب ذٰلڪ الذي فعلوه توًّا ورآه غريبًا عليه.
* * *
زاوية داخلية بداخل إحدىٰ سيارات الأجرة بـڤيينا، تُبين لنا كُلًّا من جنة الشِشتاوي وساندي الدهشان، وقد وصلتا إلىٰ تلڪ السيارة بعد وصولهنَّ إلىٰ النمسا علىٰ آخر رحلات الطيران الجوي.
فكان أول ما كانت تفعله جنة وقتها هوَ التأكد من صلاحية الميزانية التي ستتكلفها الشركة في حالة ما إذا تخلفت بعض الأمور المُتفق عليها، تحسُّبًا للسيء، كما اعتادت جنة أن تفعل بعملها.
وما إن تيقنت أن الأمور لن تؤول إلىٰ ما هوَ سيء حتى هدأ بالها، فأغلقت جهاز الـ«تابلت»، الخاص بها وتركته جانبًا وقد فركت وجهها مرتين أمام ساندي التي كانت لا تزال تراقبها.
أنت تقرأ
ليالي الأنس في ڤيينا | Layali El-o'ns Fe Veena
Romanceمتع شبابڪ بِـ ڤيينا، ديه ڤيينا روضة مِـ الجنة! نغم في الجوِّ له رَنة، سمعها الطير بكىٰ وغنىٰ.