يبدأ المشهد بصورة جانبية توضح جانبي وجهي إبراهيم صقار و الكولونيل، فنرىٰ كيف كان وجه الأول المُتأمل وجه المواجه له دون أن يفعل الأخير.
وأمّا بالنسبة للكولونيل ليو فقد كانت نظرته الأولىٰ والأخيرة موجهة للسفير، بالطبع مع مُراعاة بعض النظرات الجانبية منه لتلڪ الجميلة المدعوّة شمس، أمام إبراهيم الذي لم يكن مُشغول البال إلّا علىٰ شقيقه!
- صباح الخير يا سيادة السفير!
- صباح النور يا حضرة الكولونيل، نورتني! ومُتشكر جدًا لقبولڪ دعوىٰ الحضور المستعجلة في الوقت البدري ده.
يرد الكولونيل بنبرة في غاية الذوق للدرجة التي تجعل من ملامح ابن صقار تتبدل لملامح أخرىٰ تستنكر ما يحدث وتتمعن التفكير به.
- أبدًا يا سيادة السفير، أنا أصلًا كُنت في القسم بشرف علىٰ حاجة مُهمة في شُغلي.
كان الجدير بالذكر أن الكولونيل لم يكن يعرف إبراهيم صقار، الشقيق الأكبر لـآدم صقار بالشكل الشخصي، فإن أجزمنا أن ما كان يفعله الآن هوَ مُحاولة بائسة لاستفزاز أحدهم لكانت شمس!
وقد نجح في هذا، إذ سألت وهيَ في قمة لهفتها -دون أن تصل لربع المرحلة التي كان عليها ذاڪ الواقف بزاوية غير بعيدة عن الأحداث-:
-... طب إحنا كُنا عاوزين نسأل عن آدم، متعرفش حاجة عنه؟!
- إزاي بقىٰ؟! طبعًا أعرف!
هنا يقترب إبراهيم من مجرىٰ الأحداث خطوتين تلقائيتين.
- طب هوَ فين؟
صدرت من شمس.
-... في الحجز، مُتهم بكام تُهمة كدة عملهم هوَ والتنظيم العصابي إللي هوَ معاه.
يتدخل إبراهيم ليصير هوَ المواجه لـليو بقوله:
-... ثانية واحدة بقىٰ عشان أنا مش فاهم، تنظيم إيه وقضايا إيه؟!
يتعالىٰ الكولونيل عن الرد علىٰ إبراهيم، ليوجه سؤالًا للسفير مُشيرًا نحو إبراهيم دون رد عمَّا سأل عنه:
- مين الأستاذ؟
- الأستاذ إبراهيم صقار، أخو آدم الكبير، وجه من مصر مخصوص عشان أخوه مبيردش علىٰ تليفوناته.
وبنفس سرعة مجرىٰ الحوار، تتبدل نظرات وملامح صاحبنا إلىٰ ملامحًا أخرىٰ بها بعضًا من الشماتة وبعضًا من التهكم والكثير والكثير من نظرات النصر، ليقول ولٰكن تلڪ المرة لـإبراهيم ولا أحد غيره:
-... اممم، هوَ مكانش بيرد بقىٰ علىٰ تليفوناتڪ عشان كدة إنتَ جيت من مصر! ولّلا إنتَ أصلًا كُنت هنا وجيت لمَّٰ هوَ...
ليصيح به إبراهيم مُقاطعًا إياه قبل حتىٰ أن يبدأ في استكمال اتهامه بنبرة ثابتة تمامًا كالثلج بقمم الهيمالايا:
أنت تقرأ
ليالي الأنس في ڤيينا | Layali El-o'ns Fe Veena
Romanceمتع شبابڪ بِـ ڤيينا، ديه ڤيينا روضة مِـ الجنة! نغم في الجوِّ له رَنة، سمعها الطير بكىٰ وغنىٰ.