الفصل الثالث عشر: اختطاف مؤقت.

32 9 0
                                    

«أحد ملاهي ڤيينا الليلية».
الساعة 04:15 فجرًا بتوقيت النمسا.

توقفت بهم جميعًا تلڪ السيارة مُباشرةً أمام هذا الملهىٰ الليلي، وبمُجرد أن حدث هذا حتىٰ قال لها إبراهيم مُتمتمًا بما لم يسمعه أحد الرجال الذين كانوا معهم بالسيارة، والذين كانوا أربعة بالمُناسبة -بالإضافة إلىٰ السائق-:

- نخرج من إللي إحنا فيه ده وليكي قعدة معايا.

شعرت بالتوتر، قبل أن يُعدل هوَ علىٰ قوله:

- ... ده لو خرجنا!

قبل أن يقوم أحد الرجال بفتح الباب نيابةً عن إبراهيم، وقد ترتب هذا علىٰ جُملة إبراهيم الاستهزائية:

- چنتل قوي، تسلم إيدڪ!

خرج أولًا ثم انتظر لحين خروج جنة بجواره، والتي لم تنطق بحرف مُنذ أن بدأ هذا الأمر.

سبقهم أولٰئِڪ الذين أحضروهم إلىٰ هنا إلىٰ الملهىٰ الليلي، فنرىٰ حبل الانضباط وقد حُلّ عنهم تمامًا بمُجرد أن رأوا العاهرات التي كانت بالمكان، فمنهم كان يصفع تلڪ علىٰ فخذها، ومنهم كان يسحبها معه إلىٰ إحدىٰ المنضدات، ومنهم كان يتراقص معها علىٰ موسيقى المكان.

وقد ترڪ هذا انطباعًا سلبيًّا للغاية بصدر إبراهيم، دفعه لسحب جنة بداخل أحضانه ليواريها عن أنظارهم، وقد ترڪ هذا بداخلها انطباعًا نسبيًّا بالأمان المؤقت.

وأمّا بالنسبة لقائد تلڪ الكتيبة التي أحضرتهما فلم يكن مُنتبهًا لما كان يفعله كُل رجل من رجاله، بل أكمل طريقه دون أن يلتفت لأي مِمَّا كان يحدث.

حتىٰ وصلوا إلىٰ غرفة مُدير الملهىٰ الليلي، والتي كان يحرسها رجلان ضخام البُنيان، عراض المنكبين، حليقي الرأس تمامًا، يمُيزهما بذلتيهما السوداء، وكانوا ساكنين ثابتين تمامًا كالتماثيل.

تجاوز عنهما قائد تلڪ الكتيبة مُستبقًا كُلًا من إبراهيم وجنة، بالطبع مع مُراعاة ثلاثة رجال من رجاله للحاق بهم ولتأمين ظهورهم.

فتح قائد الكتيبة الباب، ثم قال ما لم يفهمه إبراهيم بالألمانية، وما فهمته جنة جيدًا، فكان يعني:

- ... «لقد أحضرتهما يا أيها الرئيس!».

لنرىٰ شابًا في مُقتبل الثلاثينات من عُمره، أملس الوجه، ناعم الشعر وأسوده، متوسط الطول، يرتدي بذلة بيضاء كُليًّا، وبيده عكازًا أبيض لا يستعين به للتلكؤ بل للإشارة أحيانًا.

ابتسم بمُجرد أن رآها ولم ينتبه لأيّ مِمَّا هوَ سواها، ثم تحرڪ من علىٰ الكُرسي الجالس عليه متوجهًا نحوها وهوَ يُردد:

- حقيقي وحشتيني! كُل ده غايبة عني يا ندلة؟!

رمقها إبراهيم مُستعجبًا مُتسائلًا:

ليالي الأنس في ڤيينا | Layali El-o'ns Fe Veenaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن