تناول إبراهيم فنجان القهوة، فرشف آخر ما كان به، ثم وضعه جانبًا، وتوجه بعدها ليُكمل تحضير حقيبته، في حين أتبعته ساندي:
- إبراهيم، حد قالڪ قبل كدة إنڪ مجنون؟!
- كتير.
- طب اسمحلي أأكد عليهم، إنت فعلًا مجنون، وعبيط كمان!
وبينما كان يرصّ قُمصانه التي تركها بخزانة الغُرفة، سأل:
- طب مجنون وعارفها، ومُتصالح مع نفسي فيها؛ بس أنا مش عبيط يا ساندي!
- لأ طبعًا، عبيط، أمَّا تضيَّع منڪ فرصة زي إللي إنت هتآخدها من شركة «عروسة ماروكو»؛ تبقىٰ أكبر عبيط عرفته في حياتي.
هنا أغلق إبراهيم حقيبته بعُنف، ثم التفت لـساندي، فأدنىٰ منها ببطئ وهدوء، فقال:
- أنا جاي هنا علشان أشتغل يا ساندي، ورسّيتڪ علىٰ طريقتي في الشُغل، و ده إللي عندي، وهُمَّٰ عارفين كدة كويس؛ مع ذٰلڪ ابتدوا يتصدموا بإللي شافوه مني، مش عارف إزاي!
فقالت ساندي:
- معاهم حق، لـمَّٰ الأول تقرر من دماغڪ وبمزاجڪ إنڪ تختار الموديل إللي هتمثل الحملة الدعائية، ومن غير حتىٰ ما تستشير حد منهم، ومن غير ما تروح حتىٰ الشركة، ولـمَّٰ تختار مكان الحملة في أوروبا لأول مرة من ساعة ما عملنا الحملات الدعائية للشركة، بمزاجڪ؛ ده يبقىٰ اسمه إيه؟!
وكان ردَّ إبراهيم قاطعًا:
- عارفة الـ(USB) بتاعة الأيفون مبتركبش علىٰ الأندرويد ليه؟! علشان مش شُغلانتها، وأنا شُغلانتي الأيفون، بلاش أندرويد يقولّي أعمل إيه.
ثم أنهىٰ تجهيز نفسه، وخرج بالحقيبة من الغرفة إلىٰ الصالون قائلًا:
- أنا مسافر النهاردة ڤيينا.
وكانت تلڪ الكلمة كالصاعقة بالنسبة لـساندي.
* * *
في منزل فاروق الشِشتاوي..
- أنا فعلًا كُنت غلطان أمَّا سمعت كلام فؤاد الدهشان، وجربت مُخرج من مصر.
ردَّ فاروق:
- ناصر، إهدىٰ! أنا ملامحظ إنڪ وآخد الموضوع علىٰ أعصابڪ!
فكانت نبرة ناصر تلڪ المرة أكثر غيظًا:
- مانتا كُنت واقف يا فاروق بيه، وشُفت طريقته في الكلام، كان واثق قوي في نفسه إننا هنمشّي الكلام إللي في دماغه، وإننا محتاجينلُه قوي!
حتىٰ تدخَّلت جنة:
- الصراحة يا ناصر إحنا فعلًا محتاجينله!
فالتفت لها كُلًا من ناصر وفاروق مُتعجبين، حتىٰ قالت:
- إبراهيم صقار هو إللي هيعرف يعمل حملة دعائية مُختلفة من نوعها لـ«عروسة ماروكو»، و ده إحنا فعلًا محتاجينه في الحملة الجديدة؛ يعني إحنا محتاجين إبراهيم صقار.

أنت تقرأ
ليالي الأنس في ڤيينا | Layali El-o'ns Fe Veena
Romanceمتع شبابڪ بِـ ڤيينا، ديه ڤيينا روضة مِـ الجنة! نغم في الجوِّ له رَنة، سمعها الطير بكىٰ وغنىٰ.