«أحد الأماڪن المهجورة - ڤيينا».
الساعة 01:00 صباحًا.- ... شمس؟!
امتزجت الڪلمات وتلعثمت الحروف واختلت كُل الموازين لدىٰ صاحبنا الذي أخذ يتأملها بمڪانه في حالة من الصمت والذهول، قبل أن ترد عليه سؤاله بسؤال:
- إزيك يا آدم؟
سرعان ما أبعد يد أحد الذين كانوا قد اقتربوا منه ليمنعونه من الوصول لها، ليستڪمل طريقه نحوها وقد أشارت هيَ للرجلين أن لا يتدخلا، وقد أشارت لوالدها كذَٰلك أنها تتولىٰ هذا الأمر.
- هوَ إيه إللي «إزيك يا آدم»؟!.. إنتي بتعملي إيه هنا؟
ولَڪم حملت كلماته من نبراتٍ مُشڪكة، هجومية، والحق كُل الحق في ظنه هذا، ففي النهاية هوَ يراها تقف وكأنها طرفًا رئيسيًّا في الأمر بأڪمله.
- لازم تسمعني الأول يا آدم.
- أنا بسألك عشان عاوز أسمعك.
- إنتَ المفروض كُنت تبقىٰ فرد في الڪلام ده كُله، لمَّٰ رشحك لينا زميلك ميشيل قبل العملية بتاعتڪوا، في ڤيلّا السفير المصري.ولقد التفت آدم نحو مظهر، أو بمعنىٰ أدق؛ نحو السفير المصري، مُنتظرًا منه النظرات المؤڪدة لما تقوله شمس، ولقد وجد منه ما توقع، فعاد لها بناظريه، فأڪملت:
- ... بس لمَّٰ ظهرت الحماسة بتاعتك وجدعنتك في الدفاع عني، بوّظت كُل حاجة، فڪان لازم تڪون تحت عينينا أڪتر من كدة.
أمسك آدم رأسه غير مُصدقًا لما يسمعه، قبل أن يلتفت لـمظهر البحيري قائلًا:
- أنا ضربت أخويا بالنار عشانها!
- محدش كان عاوز الأمور توصل لڪدة، بس لمَّٰ حقيقة إللي ماسك الموضوع كُله من الأول للآخر تتڪشف، ساعتها تهون روح أي حد.التفت لها آدم، فقال:
- إنتي يا مفعوصة إللي ورا كُل حاجة؟!
ليعدّل عليه مظهر البحيري:
- هيَ إللي بتعرف تدخل وتخرج كُل شُغلنا للبلد، أي بضاعة بتيجي مع شمس، بنت مظهر بيه البحيري؛ السفير المصري، أڪيد مش هتتفتش، وطبعًا بما إني مُرتبط بمواعيد السفارة ومڪتبي وشُغلي هنا مش هڪون بالأريحية إللي شمس بتتحرك بيها، ولمَّٰ شمس أثبتت جدارة ساعتها بس قدرت أثق في إنها تمسك الشُغل.
ابتسم آدم بقوة قبل أن يقول:
- يعني لمَّٰ الڪولونيل ليو كان بيهددني مڪانش بخرّف، كان فعلًا وآخد الموضوع علىٰ أعصابه.
- هوَ ده بالضبط إللي كان لازم نآخد بالنا منه، وبما إنك تحت عين الڪولونيل ليو في أغلب الوقت، لازم تڪون تحت عيونّا إحنا كمان!قالتها شمس بنبرة فتاة لم يعهدها قط، ليست تلك هيَ شمس التي عرفها ولا هيَ شمس التي أحبها حتىٰ قبل أن يعرفها.
أنت تقرأ
ليالي الأنس في ڤيينا | Layali El-o'ns Fe Veena
Romanceمتع شبابڪ بِـ ڤيينا، ديه ڤيينا روضة مِـ الجنة! نغم في الجوِّ له رَنة، سمعها الطير بكىٰ وغنىٰ.