الفصل الخامس: سكة سفر.

81 15 0
                                    

أفاقت سلمىٰ من نومها علىٰ رنين رقمٍ غريب. فردَّت، لتجده إبراهيم صقار من هاتف ساندي:

- طبعًا بعد إللي حصل إمبارح ده لو كُنت إتصلت بيكي من رقمي كُنتي إحتمال كبير مترُديش.

حاولت سلمىٰ تجميل الكلام.

- لأ طبعًا، مقدرش يا أستاذ إبراهيم!
- لأ، تقدري ونُص، ومعاكي حق. بس إنتي مش مُتخيلة إللي حصل إمبارح، ولو قُلتلِڪ احتمال كبير متصدقيش، فَـ لو سمحتي عاوزِڪ تفترضي أسوء الإحتمالات؛ وتعذريني.

كانت سلمىٰ في غاية سعادتها مِمَّا سمعته، حتىٰ صدر صوت ساندي بالخلفية:

- ده رصيد ناس يا صقار بيه! وبعدين متنساش إنها مُكالمة دولية.

فقال إبراهيم لـسلمىٰ مُتغاوضًا تمامًا عمَّا قيل:

- مُدير أعمالي هييجي لعنوانِڪ إللي هتبعتيهولي عَٰ الواتس بتاعي دلوقتي، وهو إللي هيفهمِڪ النظام هيمشي إزاي، ومتخافيش؛ بالنسبة للسفرية وكُل الصلاحيات إللي فيها هتكون علىٰ حسابي، مع العِلم إن ده كُله هيكون خارج ميزانيتِڪ الشخصية طبعًا.

كان كُل هذا جيد جدًا بالنسبة لها..!

- تمام، طب بعد إذنڪ يا أستاذ إبراهيم، أنا خطيبي عاوز ييجي معايا السفرية ديه؛ يعني من باب إن أهلي يتطمنوا وكدة.

بعد تفكير وصمتٍ وتأنّي..

- آه، طبعًا، حقه. بس أنا آسف؛ السفرية بتاعته هتكون خارج ميزانيتي إللي هحددهالِڪ.

وكان ردَّها:

- طب تمام، هنتصرف في ديه.

ثم شكرته:

- ... أنا مُتشكرة قوي يا أستاذ إبراهيم!

- مستنيكي، يا ريت متتأخريش.

- حاضر.

أغلق المُكالمة، فأعطىٰ الهاتف لـساندي، ثم سألها:

- جنة فين؟

- لِسَّة صاحية، بتستحمىٰ.

فاطمئن قلب ذلك الساهر القلِق على من ظلَّ بجوارها طوال سواد الليل، خشية أن تتجدد ببالها تلڪ الأفكار الشيطانية، فتؤذي نفسها في حين غفلةٍ منهما؛ فقرر البقاء ها هُنا مع ساندي لتلڪ الليلة. وما أثار إعجاب ذٰلڪ المُخرج المجنون.. أن ناصر لم يُفكر لا بالإتصال بها أو زيارتها مُنذ ليلة أمس؛ وحتىٰ تلڪ اللحظة!

أشعل إبراهيم سيجارًا كوبيّ مِمَّا اعتاد تدخينه، ثم تسائل وهوَ يُدخن:

- حالتها عاملة إيه دلوقتي؟

- أَهدىٰ شوية، بس الموضوع مش سهل يا إبراهيم! برضه الموقف إللي إنت حكيته إمبارح مكانش طبيعي، خصوصًا من ناصر، إنت مش عارف ناصر ده كان قُدامنا إيه؛ وبالنسبة لـجنة إيه!

ليالي الأنس في ڤيينا | Layali El-o'ns Fe Veenaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن