وصل كريم إلىٰ الفُندق، فكان فؤاد الدهشان بإنتظاره..
- فؤشي!
التفت فؤاد يمينه ويساره مُتتبعًا نظرات من التفتوا إليه بعد تلڪ الكنية الغريبة، التي لا تليق أبدًا لسِنه. وفور أن وصل إليه كريم حتىٰ أخذه بأحضانه:
- عامل إيه يا ابن الكلب!
- إيه يا حَج ده! دايمًا كدة كاسفني ومسيَّحلي قُدام الناس؟!
- إيه ده! هُما ميعرفوش؟!
- لأ، أنا متنكر، هو مش باين؟!
- والله ولا يبان عليڪ يا ابني.
لطالما كانت تلك هيَ العلاقة بين هذا الأب وذاك الإبن، علاقة رجلٍ يُصاحب ولده ويخاويه حرفيًّا.
صمت فؤاد، فقال بجِد:
- يلّلا إطلع علىٰ أوضتڪ، استريَّح من السفر الأول، وبُكرة الصُبح من النجمة تكون في مكتبي إللي الشركة، لِسَّة فاكرُه؟
- آه.
- تلبسلڪ البدلة المُحترمة إللي جبتها معاڪ من مصر، وتيجي علىٰ هناڪ عشان تعرف أنا هخليڪ تعمل إيه بالظبط.
ضرب كريم رأسه كمَن فقد أمرًا أو نسيَهُ.
- انا مجبتش معايا بِدل!
فسأل فؤاد مُتعجبًا:
- أومال جبت معاڪ إيه؟
- كچاوِل.
كانت نبرته تلقائية للدرجة التي أُعجب لها فؤاد.
- كچاوِل؟! جايبڪ واحدة من أكبر شركات مُستحضرات التجميل في المغرب؛ عشان تحضرلي بكچاوِل؟!
- أعمل إيه يا حَج! انا مش وآخد علىٰ الكلام ده، و إنتَ عارف.
- يا ابني مانتا لازم تكبر وتشيل مسئولية بقىٰ، عاوز أفرح بيڪ.
طأطأ كريم رأسه أرضًا خجلًا وحُزنًا من كلام والده الموجَّه إليه.
قال فؤاد وقد تجاوز عمَّا سبق ليخوض بغيره:
- النهاردة بالليل تنزل تجيبلڪ تلت بِدل علىٰ الأقل؛ إحنا هنخرج كتير، وفي سفرية كمان هنطلعها تبع الحملة الجديدة، يعني لازم تكون جاهز لأي استعدادات.
- حاضر.
وقبل أن يرحل أوقفه والده:
- استنىٰ! إنتَ كلمت أُختڪ؟
تبدَّلت ملامح كريم أكثر سوءً، ثم قال:
- أكلمها ليه؟
- كُل ده مكلمتهاش؟! انا قايلَّڪ بقالي قد إيه يا كريم؟
- يا فؤاد إنتَ عارف بنتڪ؛ مجنونة، وهي قالتها قبل كدة مرة، معنديش استعداد اسمعها تاني.

أنت تقرأ
ليالي الأنس في ڤيينا | Layali El-o'ns Fe Veena
Romanceمتع شبابڪ بِـ ڤيينا، ديه ڤيينا روضة مِـ الجنة! نغم في الجوِّ له رَنة، سمعها الطير بكىٰ وغنىٰ.