الفصل السادس: اجتماع فورمال.

71 16 3
                                    

وصل كريم إلىٰ الفُندق، فكان فؤاد الدهشان بإنتظاره..

- فؤشي!

التفت فؤاد يمينه ويساره مُتتبعًا نظرات من التفتوا إليه بعد تلڪ الكنية الغريبة، التي لا تليق أبدًا لسِنه. وفور أن وصل إليه كريم حتىٰ أخذه بأحضانه:

- عامل إيه يا ابن الكلب!

- إيه يا حَج ده! دايمًا كدة كاسفني ومسيَّحلي قُدام الناس؟!

- إيه ده! هُما ميعرفوش؟!

- لأ، أنا متنكر، هو مش باين؟!

- والله ولا يبان عليڪ يا ابني.

لطالما كانت تلك هيَ العلاقة بين هذا الأب وذاك الإبن، علاقة رجلٍ يُصاحب ولده ويخاويه حرفيًّا.

صمت فؤاد، فقال بجِد:

- يلّلا إطلع علىٰ أوضتڪ، استريَّح من السفر الأول، وبُكرة الصُبح من النجمة تكون في مكتبي إللي الشركة، لِسَّة فاكرُه؟

- آه.

- تلبسلڪ البدلة المُحترمة إللي جبتها معاڪ من مصر، وتيجي علىٰ هناڪ عشان تعرف أنا هخليڪ تعمل إيه بالظبط.

ضرب كريم رأسه كمَن فقد أمرًا أو نسيَهُ.

- انا مجبتش معايا بِدل!

فسأل فؤاد مُتعجبًا:

- أومال جبت معاڪ إيه؟

- كچاوِل.

كانت نبرته تلقائية للدرجة التي أُعجب لها فؤاد.

- كچاوِل؟! جايبڪ واحدة من أكبر شركات مُستحضرات التجميل في المغرب؛ عشان تحضرلي بكچاوِل؟!

- أعمل إيه يا حَج! انا مش وآخد علىٰ الكلام ده، و إنتَ عارف.

- يا ابني مانتا لازم تكبر وتشيل مسئولية بقىٰ، عاوز أفرح بيڪ.

طأطأ كريم رأسه أرضًا خجلًا وحُزنًا من كلام والده الموجَّه إليه.

قال فؤاد وقد تجاوز عمَّا سبق ليخوض بغيره:

- النهاردة بالليل تنزل تجيبلڪ تلت بِدل علىٰ الأقل؛ إحنا هنخرج كتير، وفي سفرية كمان هنطلعها تبع الحملة الجديدة، يعني لازم تكون جاهز لأي استعدادات.

- حاضر.

وقبل أن يرحل أوقفه والده:

- استنىٰ! إنتَ كلمت أُختڪ؟

تبدَّلت ملامح كريم أكثر سوءً، ثم قال:

- أكلمها ليه؟

- كُل ده مكلمتهاش؟! انا قايلَّڪ بقالي قد إيه يا كريم؟

- يا فؤاد إنتَ عارف بنتڪ؛ مجنونة، وهي قالتها قبل كدة مرة، معنديش استعداد اسمعها تاني.

ليالي الأنس في ڤيينا | Layali El-o'ns Fe Veenaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن