«ڤيلّا مظهر البحيري - ڤيينا».
بعد نصف ساعة.ما هيَ إلّا المُدة الآنفة حتىٰ وصل صاحبنا مُستعينًا بأولىٰ سيارات الأجرة التي عاهدها بمُجرد أن خرج من الفُندق ليصل إلىٰ الڤيلّا، ولقد لحقت به جنة الشِشتاوي هيَ وشقيقه الأڪبر، وهيَ في حالة من عدم استيعاب ما يحدث، وبمُجرد أن وصلت السيارة حتىٰ خرج منها آدم صقار وقد دفع بالأجرة في وجه القائد ثم توجه نحو باب الڤيلّا.
وبالزاوية الأخرىٰ نرىٰ السيارة المُتابعة وهيَ تقترب من المڪان، ليصدر بداخلها صوت جنة الشِشتاوي:
- يا إبراهيم فهمني، في إيه؟... آدم ماله، وجاي هنا ليه؟!
كان إبراهيم قلقًا علىٰ ما يود شقيقه فعله، وكان هذا هوَ جُل ما يشغله بوقتها.
وما إن وصلت سيارتها إلىٰ باب الڤيلّا حتىٰ فتح إبراهيم الباب المجاور له وتدلى من السيارة مهرولًا نحو باب الڤيلّا، ليسمع صوت صياح شقيقه بـمظهر الموجود بالداخل.
- عاجبك إللي حصل لبنتك؟!.. بنتك اتخطفت بسبب أنانييتك!!
ولقد سمعت جنة جُزءً مِمَّا قاله آدم وأنڪرته، ولَٰڪنها قررت اللحاق بـإبراهيم لتتأڪد.
أمّا عن إبراهيم فدخل ليُفاجئ بأخيه يُمسك بياقة ذلك الذي كان كالميت، جسدٌ بلا روح، لا يُقاوم ولا يرد، ولا حتىٰ تبتدي عليه تعابير وجه.
يبدو أن نبأ اختطاف ابنته قد وصله، الأمر الذي وفّر علىٰ إبراهيم الڪثير، في حين أن جنة كانت هيَ التي لم يصلها ما حدث، فأدلفت الڤيلّا وهيَ مُستعجبة ما يحدث.
- إبراهيم، هيَ شمس اتخطفت؟!
التفت لها إبراهيم بنظرة أوفىٰ من أبيات المُتنبي في وصف ما حدث، فاستنتجت الأمر وقد وضعت إحدىٰ يديها علىٰ فمها بحسرة!
* * *
- ... إزاي حصل الڪلام ده، شمس إزاي اتخطفت؟!
قالها آدم واضعًا كلتا يديه علىٰ صدره، لذَٰلك الذي كان جالسًا كالعود المڪسور، محنيُّ الظهر، مُتحدب، مُطأطأ رأسه، في حين كان كُلًّا من إبراهيم وجنة يقفان بزاوية ليست ببعيدة.
- معرفش، أنا كُنت برة، رجعت لقيتها مش في البيت، وجالي تليفون قالّي إنهم خطفوها.
- سيبت بنتك وكُنت فين يا راجل يا عايب!!صاح به مظهر:
- خلاص يا آدم، ديه بنتي قبل ما تڪون خطيبتك!
ليتدخل إبراهيم أخيرًا:
- طيب، بما إنك كدة كدة مُتضرر زينا، وإنك أُس المُشڪلة، إحنا مقودامناش غيرك عشان تدلّنا علىٰ مڪان بنتك!
لتبدأ تعابير القلق علىٰ وجه مظهر، مُبدلًا ناظريه له ولـآدم.
- أنا؟!
- هوَ في غيرك هنا؟!
أنت تقرأ
ليالي الأنس في ڤيينا | Layali El-o'ns Fe Veena
Romanceمتع شبابڪ بِـ ڤيينا، ديه ڤيينا روضة مِـ الجنة! نغم في الجوِّ له رَنة، سمعها الطير بكىٰ وغنىٰ.