زاوية مُقتربة من ليلٍ داخلي تقترب من صاحبنا الذي كان الثمل يقتله ويُذهب عقله ويهري كبده، وبالرغم من كُل هذا لا يزال كأس الڤودكا بيده، لا يزال يُحاول نسيان كُل ما حدث.
كان هذا قبل اقتراب أحدهم منه من وراء ظهره، وبما أن الأقدام كانت خفيفة بتلڪ الساعة المُتأخرة من الليل، كان من البديهي أن يُلاحظ ناصر الحيني تلڪ الحركة الخفيفة التي كانت وراءه.
ليلتفت نحو المُقترب بعزم قوته وبقمة غيظه وغضبه...
لقد كان فؤاد الدهشان!
- ده أنا يا ناصر، متخافش!
قبل أن يُجاوره المجلس، وقد ترڪ ناصر لنفسه مدة دقيقتين ليهدأ من آثار ذٰلڪ الدخول الغامض.
- ... جاي ليه تاني يا فؤاد؟
تنهد فؤاد قبل أن يُجيب:
- إحنا مسافرين بُكرة!
ردّ ناصر بنبرة مُمتزجة بالشهقات الناتجة عن الثمل، بنرة لا مُبالية البتة:
- وإنتَ جاي لي أنا تقولّي الكلام ده ليه؟!.. مش عندكوا جنة، وهيَ بقت الكبيرة وإللي بتخطط لكُل حاجة؟!.. والأراجوز إللي معاها ده إللي مش فاكر إسمه؛ إبراهيم كسار ولّلا إبراهيم جسار باين!
تنهد فؤاد ليقول:
- ... لأ يا ناصر، المُشكلة مش في إبراهيم، إنتَ إللي كُنت غايب وقت ما كان المفروض تبقىٰ موجود.
التفت له ناصر الحيني مُتسائلًا:
- ... أنا وبعد كُل إللي عملتهولها ده، كُنت غايب وقت ما كان المفروض أكون موجود؟!
- إللي إنتَ عملته ده مكانش كفاية يا ناصر، إنتَ تعرف إن جنة حاولت تنتحر وإبراهيم هوَ إللي أنقذها؟!
المزيد والمزيد من بطولات ذٰلڪ الطويل المدعو إبراهيم صقار!
كان الأمر يستحيل شخصيًّا رويدًا رويدًا..!
وكان هذا يعني خلق مشاكل لا أول لها من آخر فيما بين هاذين الرجيلن، من دون حتىٰ أن يكون فيما بينهما اختلافات سابقة!
إنها صفة شهيرة يمتاز بها بعض أشباه الرجال، أن تختلق مُشكلة وهمية مع رجلٍ كائنًا مَن كان لمُجرد إعجاب حبيبتڪ به!
ويبدو أن ناصر كان من ضمن أولٰئِڪ الرجال!
يُقاطع ناصر عن شرود آخر ما قاله فؤاد قبل الرحيل:
- ... عمومًا، أنا قولت آجي أودعڪ قبل ما أسافر، عشان بُكرة الفجر هنسافر أنا وكريم ابني وباقي الـ(Crew)؛ أشوف وشڪ بخير!
ثم ربت علىٰ أحد كتفيه قبل أن يتحرڪ تاركًا تلڪ الحانة، وتاركًا ناصر بها غارقًا بثمله وتفكيره في الانتقام!
أنت تقرأ
ليالي الأنس في ڤيينا | Layali El-o'ns Fe Veena
عاطفيةمتع شبابڪ بِـ ڤيينا، ديه ڤيينا روضة مِـ الجنة! نغم في الجوِّ له رَنة، سمعها الطير بكىٰ وغنىٰ.