الفصل الثاني والعشرون: فِرڪش. (الأخير)

71 9 2
                                    

«الحُب،

هوَ ذَٰلك الرباط المُقدس، الذي لا دليلٌ عليه ولا إثبات، ذَٰلك الحافز الذي يدفعك لأن تتخلىٰ عن كُل صور العقل والفطرة، هوَ العدو اللدود لِلُّب، وهوَ السيد والإمام علىٰ القلب،

يا له من رباط شاق؛ ويا له من رباط عزيز!».

* * *

بعد ثلاثة أشهر.
«أحد المقاهي - ڤيينا».
الساعة 02:01 عصرًا.

يبدأ بنا المشهد بصورة مُقتربة من تلك الجميلة ذات البشرة الخمرية، والتي كانت شاردة في الطريق والوجوه الموجودة به ذهاب إياب، تتلذذ بالقهوة التي ترتشفها، وبنسيم الهواء الدافئ الذي يتطاير علىٰ وجنتيها وكأنه يُداعبها.

وكيف لا؟.. وتلك التي تشابهت مع «أسمهان» في الڪثير من المعالم الأنثوية، تجلس بحالة ملڪية أجبرتها علىٰ أن تڪون نُسخة مُتماثلة منها.

كانت من المُفترض أن تستڪمل قراءة تلك الرواية الموضوعة أمامها علىٰ المنضدة، للڪاتب احمد الصاوي، ولَٰڪنها انشغلت بعيون المارة عنها.

أنىٰ لها أن تنشغل عن أحد أعمالي؟!

قبل أن يصيح أحدهم بنهاية ذَٰلك الموقع المُصمم لأن يڪون كما نراه الآن، مُناديًا علىٰ الموجودين:

- Cut... حلو قوي!

إنه إبراهيم صقار، وها هيَ سلمىٰ أبو الوفا تستجيب لأوامره بأن ينقطع التصوير، ولقد تبدلت حالتها الملڪية لحالة أخرىٰ أڪثر عفوية.

قبل أن يقترب منها كريم الدهشان، والذي كان من الواضح عليه الفخر لما وصلت إليه تلك التي يرتدي خاتم خُطبتها بيده اليُمنىٰ، تمامًا كما كانت هيَ، مُبتسمًا لها.

- براڤو، بجد براڤو!

ابتسمت له وقد أرجعت بضع خصلات من شعرها وراء أذنها وهيَ تُحاول أن تختلس النظر من مڪان إبراهيم صقار، والذي لم يڪن مُنتبهًا لها أڪثر من انتباهه لإنهاء الجوانب الداخلية لهذا المشهد.

كان يُراجع بعض الأمور الضرورية مع طاقم العمل، فتسائلت سلمىٰ:

- صقار رأيه إيه؟
- عجبه طبعًا، هيَ أول مرة ولّلا أول Shot يعني؟!

فابتسمت وقد استشعرت الثقة فيما قاله كريم، قبل أن تتبدل ملامحها تمامًا لرؤيتها أحدهم يقترب من وراء ظهر كريم، وقد لاحظ كريم هذا، فالتفت معها ليجده حسن الدهشان.

وصل إليهما فتوقف تمامًا بملامحه الجامدة، فانتظر كُلًّا من كريم وخطيبته الجُملة التي ستقطع هذا الحرج.

- ألف ألف مبروك!

قالها حسن، فهلل كريم قبل أن يتناوله بداخل أحضانه:

- يا أبو العِلا يا حلو!!

ولقد ارتسمت البسمة القوية علىٰ ملامح سلمىٰ من رؤيتها هذا المشهد اللطيف للغاية، وأمّا عن حسن فيبدو أنه قد تناسىٰ كُل ما مرَّ به، ليستبدله بمشاعر أخرىٰ أڪثر بهجة لرؤيته تلك التي لطالما أحبها، وذَٰلك الذي يڪنُّ له بالحب والأخوة بالرغم من كُل شيء.. وهُما يعيشان أحلىٰ أيامهما.

ليالي الأنس في ڤيينا | Layali El-o'ns Fe Veenaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن