وصلت سلمىٰ ومعها حسن إلىٰ الشركة، وكانت ساندي برفقتهم، فكانت جنة الشِشتاوي بإنتظاهم في مكتبها الخاص.
- قبل أي حاجة انا مبسوطة جدًا إني شُفتِڪ يا سلمىٰ!
قالتها جنة بمنتهىٰ البشاشة حتىٰ قبل أن تبدأ سلمىٰ بالكلام، فأخجلت الأخرىٰ من حلاوة لِسانها.
- ربنا يخليكي يا جنة هانم!.. تسلميلي.
فعقدت جنة حاجبيها مُتعجبة، ثم قالت:
- «هانم»؟! إيه يا بنتي جو الأفلام الأبيض وإسود ديه! وبعدين انا لا هانم ولا حاجة، انا تقريبًا في نفس سنِڪ، الفرق بس إني اشتغلت في الحاجة إللي اتولدت لقيت نفسي فيها.
فابتسمت سلمىٰ، في حين أكملت جنة:
- .. ثانيًا، اسمحيلي أقولِڪ إن إبراهيم صقار كان معاه حق، انتي فعلًا زي القمر، وفيكي شبة كبير من أسمهان...
* * *
-... تعرفي ان فيكي شبة كبير من مُغنية قديمة؟
- بجد! مين؟
- مُغنية اسمها أسمهان، انا أعرفها عشان ودني نظيفة، لٰكن أعتقد انتي متسمعيش عنها أصلًا بستايلات أغانيكي ديه.
ضحكت سلمىٰ، ثم سألت:
- بجد يا كريم؟! طب وريني صورتها كدة.
كانا معًا عند إحدى ضفتي كورنيش النيل، جالسين علىٰ الأرض. أخرج كريم هاتفه، فاختار صورة قد قام بتحميلها من علىٰ مُتصفحات الفن، فالتقطت منه سلمىٰ الهاتف بمنتهىٰ التهلُّف.
- إيه ده، ديه زي القمر!
- زيڪ.
فرمقته سلمىٰ بعينان تلمعان من الفرحة، ثم ألقت بنفسها في أحضانه.
* * *
كانت سلمىٰ شاردة، تبتسم من فرحتها وقت تلڪ الذكرىٰ، حتىٰ أفاقت علىٰ نبرة عدوانية من حسن بتوجيهه السؤال لـجنة:
-... إبراهيم صقار قال إيه؟!
فلم تجد جنة ما ترد به لتُبرر ما قالت، وتدخَّلت ساندي:
- إيه يا أبو علي! ده روتين، تعبير عن الإعجاب، وبعدين الموضوع في الأول والآخر شُغل، فُڪ كدة.
قالت سلمىٰ لمُحاولة التهدأة من حدة الأجواء:
- طب قوليلي يا جنة؛ احنا هنبدأ تصوير إمتىٰ إن شاء الله؟
- هنحدد بإذن الله أول ما نروح علىٰ مكان التصوير.
- وهو فين المكان ده؟
فَردَّت جنة بابتسامة بشوشة:
- ڤيينا.
فتبدَّلت ملامح كُلًا من سلمىٰ وحسن، في حين قال الأخير مُتعجبًا:
أنت تقرأ
ليالي الأنس في ڤيينا | Layali El-o'ns Fe Veena
Lãng mạnمتع شبابڪ بِـ ڤيينا، ديه ڤيينا روضة مِـ الجنة! نغم في الجوِّ له رَنة، سمعها الطير بكىٰ وغنىٰ.