~ الفصل الثاني عشر ~
أقتطف اليوم زهورا من بستان شاعرة دمشق { غادة السمان }
ما قبل البداية ..~
{ مازن _ أما زلتِ تحبينني ؟
سما _ لو كان حبي حنجرة لعمّ القارات نشيد الفرح لشيللر كما لحنّه بيتهوفن
ولتنهدت رئة الليل خلسةً علي أرصفة الفوضي الباهره .مازن _ ما الذي شّدكِ إليَّ ؟
سما _ أحببتُ ازدواج شخصيتك ..
لعلّي أحببتكَ لأنك الغموض
لأنني لا أعرف من أنت
أعرف من ليس أنت!
أحببتك لأنك الركض المستمر خلف شارات الإستفهام المشعة
لأنك الزلزال لا التثاؤب
لأنك رجل لا يُحصي
لأن الثلج لا يستطيع أن ينسي آثار خطاك حتي بعد ذوبانه
لأنك حقول تستعصي الحصاد
لقد حلّق بي حبك ذات يوم و أصبت بدوار المرتفعاتمازن _ هل تحقدين عليَّ؟
سما _ ها هي أيامنا تنمو وتزدهر بعد الفراق ، وتتبدي مفاتنها عبر ثياب الذكريات
حبي لك لؤلؤه تقرّ بأنها كانت حبة رمل ، قبل أن تغزل حولها ضياءك القمري
قبل حبك / الطعنه ،كان حرفي حبة رمل في صدفة منسيه قرب قاع البحر
النسيان خيانة عظمى!مازن _ ألا تكرهينني ؟
سما _ ارتكبت الحياة والحرف ولم أعاقر الكراهية لكنني أتقنت فن اللامبالاة.
ثمة لحظات أركل فيها الكره الأرضيه بقدمي ككره قدم ولا أبالي
أراقبها تتدحرج علي السلالم المظلمة لتدخل في مرمي الفتور .
أقوم بدور حارس المرمي وأنا أتثائب!مازن _ لماذا هجرتني ؟
سما _ لأنني أحببتَك كما أنت بكل نجومك وثقوبك
و أحببَت أنت َ ما سأكون عليه بعد أن تُدخِل تعديلات علي تضاريسي الروحية
وتُدخلني في قوالب مزاجك
لقد أحببت فيَّ إمرأة أخرى تريد أن تصنعها من " موادي الأولية" وعناصري
لقد زرعت مخبريك في شبكتي العصبيه ، ووضعت عدّادا علي دقات قلبي
وصرت تحصي عليَّ أصواتي و أمواتي ومصابيح روحي وتذكاراتي . }دقّة أولى ..~
{ مجاناً أحبك
ولست أنتظر أن تسرق من تزاحم يومك وقتاً
لتبحث فيه عن كلمات لإرضائى
كثيرة كلمات الغزل حولي
ومع هذا صمتك يغنيني عنها جميعاً
حضورك الغريب لثوان
يشبع روحي العطشى إلى واحات الدفء
كنت ممتلئة بك
راضية مكتفية بك
ولكن زمننا كان مثقوبا
يهرب منه رمل الفرح بسرعة ! }حينما توهمهم الحياة بالسعادة، فإنّها تخبئ لهم الكثير من المفاجآت، أغلبها تكون قاتلة دون موت. أحياء لكن قلوبهم دُفنت في قبر كتب عليه " ماضٍ سُحِق ". أرواح جديدة إحتلّت أجسادهم، طعنة القريب قاسية ولتبعاتها روح جامحة، روح تعلن عصيانها على كلّ جميل كانته يوما .. تلك هي الروح حينما تُجرح، تذبل كثيرا وأبدا لا تعود.