~ الفصل الثالث ~
ما قبل الحكاية ..
أحتاج أن أُعاتبكَ .. أُعاتبكَ .. وأظلّ أُعاتبكَ ..
ثمّ أرتمي في حضنكَ .. أبكيكَ ..وأبكيني ..ثمّ أغادركَ بصخبٍ صامت ..!
~~~~~~
..
فَتحَت باب الشقة ليتراءى لها نورُ خفيف من المطبخ ورائحة لذيذة ..
إبتسمت حين طَلَّ بالمقلاة و مريلة المطبخ عاقدا حاجبيه ..
-أوه مرحبا هاقد جئتما أخيرا .. تأخرتما عزيزتي .. أصابني القلق وكنت سأتصل بكِ لولا هذه الصينية بالسمك رفضت أن تنضج .. ثمّ كادتـ...
لكن أين لَمَـا ؟
خلعت حذائها ورمت مظلّتها دون إهتمام ..
ليليها معطفها المبلل ..
ثمّ إستدارت إليه تحييه ..
-مرحبا ..
لَمَـا ظلّت مع السيدة إكرام ..
مررت لأخذها فأخبرتني أنّها نائمة فقد تعرضت لنوبة برد خفيف وإرتفاع طفيف في الحرارة ..
رأت ملامح القلق بادية على وجهه.. سارعت إلى طمأنته ..
-لا تقلق فقد جلبت لها الطبيب ووصف لها مخفض للحرارة وبعض الفيتامينات وأخبرها أنّها ستصبح بخير غدا ..
أحسّ ببعض الراحة ليعود لون عينيه إلى زرقتهما بعد أن غشاهما السواد نتيجة قلقه على صغيرته ..
-تلك المشاغبة أظنّها خلعت قبعتها في الشارع كعادتها دوما ..عاقبتها مرارا ومع ذلكك لا تنفكّ عن فعلتها تلك ..
كان سيواصل ثرثرته لو لا رائحة إنتشرت في المكان ..
نظر بتوجّس إلى الواقفة أمامه ..
تضع هاتفها في الشاحن ليضيف متسائلا ..
-أظنني أشمّ رائحة غريبة ..
تغتصب إبتسامة.. ثمّ تجيبه ..
-أظنّ صينية السمك قد نَضُجَت أكثر مما يجب..
سارع إلى المطبخ قبل أن تنهي كلامها .. لتسمعه يصرخ لاعنا السمك .. والصينية ..
يضيف محدّثا إيّاها ..
-أوه لقد أصيبت ببعض الحروق ذات الدرجة الثانية .. لكنّها تبدو شهيّة .. قبل أن أتي بها .. لا تتسرّعي بالحكمِ عليها من شكلها المحترق ..
عاد يحملها ليضعها على طاولة الطعام التي جهزها مسبقا ..
إستدار إليها مبتسما.. ليجدها تقف شاردة تمسك بهاتفها وعلامات القلق بادية عليها ..