الفصل التاسع عشر

252 3 0
                                    

~ الفصل التاسع عشر ~


{ لا تندمي
كل الذي عشناه نار سوف يخنقها الرماد
فالحب في أعماقنا طفل غدا نلقيه.. في بحر البعاد
وغدا نصير مع الظلام حكاية
أشلاء ذكرى أو بقايا.. من سهاد
وغدا تسافر كالرياح عهودنا
ويعود للحن الحزين شراعنا
ونعود يا عمري نبيع اليأس في دنيا الضلال
ونسامر الأحزان نلقي الحلم في قبر المحال
أيامنا في الحب كانت واحة
نهرا من الأحلام فيضا من ظلال
والحب في زمن الضياع سحابة
وسراب أيام وشيء من خيال
ولقد قضيت العمر أسبح بالخيال
حتى رأيت الحب فيك حقيقة
سرعان ما جاءت
وتاهت.. بين أمواج الرمال
وغدا أسافر من حياتك
مثلما قد جئت يوما كالغريب
قد يسألونك في زحام العمر عن أمل حبيب
عن عاشق ألقت به الأمواج.. في ليل كئيب
وأتاك يوما مثلما
تلقي الطيور جراحها فوق الغروب
ورآك أرضا كان يحلم عندها
بربيع عمر.. لا يذوب
لا تحزني..
فالآن يرحل عن ربوعك
فارس مغلوب..
أنا لا أصدق كيف كسرنا
وفي الأعماق.. أصوات الحنين
وعلى جبين الدهر مات الحب منا.. كالجنين
قد يسألونك.. كيف مات الحب؟؟

قولي... ... جاء في زمن حزين }

لـ فاروق جويده
















فقط .. أعشق !

{ في غيابكِ بقيت مبهما،
مثل رسالة من غريب،
مثل إبتسامة من عابر سبيل،
مثل حبّة مطر تبرّأت منها الغيوم،
وغابت بالأفق البعيد !

" سيدي جوازكَ الأمريكي من فضلكَ " بتثاقل يرفع الجواز الأزرق نحو عامل الجوازات، يراه وقد وضع ختما على كلا جوازَيْهِ، متجهّم ينظر إلى ساعة يده، منهك القوى، فلقد قاربت رحلته خمس وثلاثون ساعة، بتأخير وصل حتّى أربعة عشر ساعة أمضاها في لندن، إكتفى فيها بمهاتفة أخيه الذي سارع إليه متخليّا عن مشاغله ليلتقيه في المطار لساعتين ومن ثمّ يعود إلى عمله تاركا إيّاه ممتعضا ينتظر فرج الخطوط الجويّة التي تعطّلت بسبب إحدى العواصف الثلجيّة .. كان قد خطّط للمجيء منذ أسبوع لكن بسبب ظروف طارئة أجّل العودة إلى هذا اليوم. يبتسم لتتغيّر ملامح وجهه من تجهّم بارد إلى إرتياح محبّب، لم يتخلّى يوما عن تقلّبات مزاجه التي أصبحت أكثر ما تُميّزه إلى جانب شخصيّته الغامضة.. كلّما مرّ طيف إبنته، تزوره إبتسامة واسعة، تحمل شعاعا مُبهجا يدفع كلّ متحدّث معه إلى الإنبهار بها، وردِّ أخرى بعفويّة تخلقها جماليّة تلك اللحظة.. غير أنّ هذه المرّة لم تكن لصغيرته دور في رسم البسمة على ثغره، فطيف آخر مرّ ببطء، تتلذّذ به جميع حواسه، ليمضي مختالا بين ثنايا عقله وقلبه، كان السبب.. يكتفي بهزّة رأس وهو يتلقّى عبارات الترحيب المبتذلة التي يلقيها عادة عاملُو المطارات، يمسك بجوازَيْه مُتقدّما، يحمل على كتفه حقيبة صغيرة تحوي حاسوبه الشخصيّ إضافة إلى بعضٍ المستندات الهامّة التي يحتاجها، ودون أن يتوجّه لإستلام حقائبه، يمرّ مغادرا نحو قاعة الإستقبال.
المحتوى الان غير مخفي

أحبك مرتعشة الجزء الاول من سلسلة عجاف الهوى لكاتبة أمة اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن