~ الفصل الثالث والعشرون ~
{غآدرني ..
دونَ أن تخدِش صبر الكلمآت بِ أظآفر أكآذيبگ ..
وَقولكَ لِي بِـ فخر جبآن :
- لن تستطيعي نِسيآنِي فَـ أنكِ أضعفُ مِن سنبلة تُقبلهآ ريحُ الخريف لِـ تميل ومن ثم تسقط في أحضآني ..
أحفظكِ گمآ أَحفظُ خآرطة جسدي ..!
ترآگ أين كنتَ حينمآ إقتحمَ الحنين قلبي وَتمدد الشتآء في عمري بِـ أكمله ..
ومزق اليأس معطفَ أشوآقي إليگ وتركَ مآضيگ ندوبه في ذآكرتي التي لن يمحيهآ نسيآن ..
أسمعتَ روحي حين كآنت تستجدي رجوعگ ذآت رعشة مشآعر وَفقدٍ بتر أطرآف الدفء ..
أرأيتَ يوماً السمآء وحيدة بدون شمس صيفية وتذكرتني ..!
أو مِسكيناً تجلدهـ الأمطآر وثيآبه ممزقة گ قلبي المرمى على الأرصفة يأن ..
صدقتَ حين قلت : بأنگ عرفتني لأني كنتُ إمرأة ربيعية لآتنسى لكنهآ وللأسف مرت عليكَ گ إسم فصل بين فصول نسآئگ المغآدرة .}{إن كنت تحبّني كن قريبا بما يكفيني لأتّكئ على كتفكَ وأبكي .. ~}
" لما أشعر أنّكما تخطّطان لأمر سيّء ! "
تتقدّم حاملة صينيّة وُضعت فوقها فناجين القهوة وصحن ممتلئ بأنواع الكيك .. بإبتسامة محبّبة تمدّ فنجانا لـ ضيفها ومن ثمّ تمرّ بسلاسة إلى حيث يجلس زوجها فتضع أمامه فنجانا .. يكتفي بهزّة رأس إمتنانا لها .. تلتفت إلى الأطفال الثلاثة الذين يصرخون مرحا غير بعيد عنهم ..
" سامر، سهى، حيا حبايبي تعالوا لتناول الكيك .. هيّا .. "
تنتقي كرسيّا خشبيّا مريحا فترمي بجسمها الرشيق عليه .. وتعود لإتمام حديثها مع نظرات زوجين من العيون الساخرة ..
" اَخبراني إذا بما تتهامسان قبل مجيئي ؟ "
يضع فنجانه قبل أن يرتشف منه، يتقدّم بجسمه إلى الأمام، يضع يديه على ذقنه .. لتفرج شفتاه عن ضحكة ساخرة.. ولسانه ينطق حروفا ببطء مستمتع ..
" ليندا كنت أُقنع زوجكِ العزيز بأن يبحث له عن أنثى تكون جميلة، لطيفة تدلّله وتعتني به .. "
تهزّ حاجبها بترفّع، تدور بنظراتها عن وجه ثائر لتقعا على زوجها .. تلمحه مبتسما، هادئا كعادته يرتشف قهوته .. تعود إلى الذي أردف ..
" يحتاج لأنثى تضيئ حياته فأنتِ لا تكفّين عن الأوامر وهذا مغيظ .. لو كنتُ مكانه لكنتُ تزوّجت ثانية منذ ليلة زواجنا الأولى .. "
تزمّ شفتيها، تنحني بظهرها قليلا لتلتقط فنجانها وتعود للإسترخاء على كرسيها .. ظهرها المستقيم متّكئ على الحافّة وأناملها الرقيقة تمسك بالفنجان .. بهدوء مشابه لزوجها تجيبه ..
" أتقنع فيصل بأن يتزوّج عليّ ..؟ " ..
يلتقط هو الآخر فنجانه .. يضمّ شفتيه متلذّذا بطعم القهوة التركيّة .. " مم .. صحيح .. " تخرج ضحكة لافتة، جذبت أنظار زوجها المدقّقة إليها ..