~ الفصل الرابع والعشرون ~
دقّة البداية تستفتحها سما بـ رسالة إلى مازن تردّ فيها على تساؤلات كثيرة طرحتموها ..
{ ويسألني الجميع لمآذا أحبُك ؟
مآ أتفه السُؤال أمام الإجآبة التي لا يمل قَلبي من تَرديدهآ ,
أنتَ الرجُل الذي لم يحميني من نَفسه فقَط بل من نفسي أيضآ
أنتَ الأمان لحظة الخَوف .. و الأمل وقتَ اليأس
والمأوى لحظة الضيآع والوَطن لحظة الاحتيآج
والفَرح وقتَ الحُزن ..أنتَ كل شي أشعُر به ولا أستَطيع وصفه ولا حتى رُؤيته
أنتَ الحُب الذي كتبَ عنه نِزآر وتغنت بهِ أم كُلثوم
و رقَصت على أنغآمه سعآد حسني
أنتَ الحُب الذي خلق الأنثى بدآخلي ..
ولمآذا أحبُك ؟؟ رُبمآ لانك الأكسجين الذي أتنَفسه
وأكثَر من ذلك ..! }{ أنا لآ أموت من قَسوتك ..
فنصفي يحيآ بِك.. }
بتثاقل يتقدّم نحو مدخل عمله .. أشغال متراكمة تنتظره ولا رغبة له بها .. لم ينم جيّدا البارحة، ظلّ يتقلّب طوال الليل، يعيد كلام صديقه جواد .. يطرح سؤلات لم يلقى لها أجوبة كافية وهذا جعله لا يقدر على إغماض جفونه .. أمام هذا الأرق المميت، لم يستطع منع نفسه من الإتّصال بها .. كان ينتظر أن يبعث صوتها في نفسه توكيدات يحتاجها .. أن يخبره أنّ مشاعره تجاهها أعمق ممّا يظنّ جواد .. لا هي ردّت ولا هو حصل على ما يطمئن قلبه المتعب .. ظلّ هاتفها يرنّ، وظلّت يده معلّقة تنتظر الفرج .. وما أصعب الإنتظار على قلب المحبّ ..
" صباح الخير .. "
تحيّة هادئة خالية من حماسها المعتاد يرسلها إلى زميلته، ليدخل مكتبه ويرمي بنفسه على كرسيّ قريب دون أن يخلع معطفه الثقيل ولا شاله السميك .. مصاب بالزكام وصوته يكاد أن يختفي أمام وجع حلقومه .. يبحث في جيب سترته عن علبة مناديله .. عبثا لا يجدها ليضطرّ للوقوف والبحث جيّدا في جميع جيوبه ..
" أوه تبّا .. نسيت هاتفي في المنزل .. يوم سيّء من أوّله .. "
يشتم متذمّما .. لم يسبق أن نسي هاتفه، ويأتي نسيانه في أشدّ حاجته له .. كان ينوي إعادة الإتّصال بها، خاصة وأنّه تأكّد أنّ مكروها ما قد حصل لها .. فمنذ نصف ساعة كان يقف أمام مدخل بيتهم، رنّ الجرس لكنّه ظلّ يرنّ كهاتفها، دون مجيب .. نار إشتعلت داخله لتُفاقم لهيب الإنفلونزا التي يعانيها ..
وكان سيتّصل بـ أخيه ليطمئنّ على حال سما .. هاهو سيضطرّ للإنتظار حتّى موعد مغادرته العمل .. ينظر لـ ساعة يديه، حيث تشير xxxxبها إلى الثامنة صباحا .. أسينتظر ثمانِ ساعات !! لا صبر له عليها ..
بتثاقل أكبر يتوجّه نحو زميلته، سيطالب بإجازة مرضيّة .." أأنتَ مريض ..؟ "
جاءه صوتها مريحا، إحمرار عينيه ووجهه المتعب علامات تشير لـ مرضه الشديد .. بِأَسًا عليه تضيف ..