~ الفصل الرابع ~
دقّة أولى : هي أنثى لا تعود ..!
أدعو ربّي لقاءا يجمعني بكَ .. علّني أسترجع بعضا منّي ..
خبأته ذات ليلة بين ثناياكَ .. كنت أتوهّم بأنّه سيحميك من كيد أنثى ..لم أكن أعلم أنّك تعشق كيد الإيناث ..!!
~~~~~~~~
لم ينفك المنبه عن إصدار رنينه المزعج ..
الساعة تشير إلى السادسة صباحا ..
لا ترغب بالإستيقاظ .. لم تحضى بنوم هادئ البارحة ..هاجمتها الكوابيس وأقلقت نومها .. منهكة جدا .. بتهالك تغلق المنبه متمتمة ..
- فلأنم حمس دقائق أخرى ..
غطّت من جديد غير عابئة بما ينتظرها من مهام في هذا اليوم الحافل ..
- سنان .. سنان ..
أحست بلمسات حانية على كتفها .. فتحت جفنيها بتعب .. لتجده يبتسم لها .. محي إيّاها ..
- صباح الخير .. ليس من عادتك التأخر في النوم .. أترغبين في أخذ إجازة اليوم .. يمكنني أن أمرّ السيدة إكرام لأوصل لما للحضانة ..
- صباح الأنو.... لما !! يا إلهي نسيتها تمام .. عشرون دقيقة وأكون جاهزة ..
أجبرت نفسها على مغادرة سريرها .. تقترب من ألة التسجيل لتفتحها .. فيصلها صوت فيروز تغنّي..
( رجعت الشتويّة ..ضلّ إفتكر فيّ .. يا حبيبي الهوى غلاب .. )
مشت ببطء نحو خزانة ملابسها .. لتفتحها ..
ترمي ببعض الفساتين على سريرها ليرسي إختيارها أخيرا على فستان أزرق أنيق .. تغادر متجهة إلى الحمام ..
تنظر إلى مرأتها .. تلمح طيف أنثى .. وجه شاحب وعيون محمرّة من البكاء .. شفاه جافّة ..( فلأضع بعض البودرة .. ومرطّب شفاه وسيكون شكلي مقنعا.. )
تمسك فرشاتها ..لتضع قليلا من أحمر الخدين لتخفي لون بشرتها الباهت .. ثمّ تضع مرطّب شفاه بلون وردي هادئ ..تترك شعرها منسدلا على كتفيها ..ترشّ قليلا من العطر .. لتغادر غرفتها .. أنثى تحمل جمالا لافتا وكبرياءا مغريا ..
ألقت بنظرها على ساعتها ..
الساعة السابعة ..
تبتسم ملوّحة لعماد وهو يصعد سيارته .. تراه يرسل لها قبلة في الهواء لينطلق مبتعدا ..بعد أن أوصاها أن تتصل به لتطمأنه عن وضع لما الصحي ..
تراقب الشارع .. هادئ يكاد يخلو من المارة.. ضباب ينتشر بكثافة ..
لا تعلم لما رفضت أن يوصلها أخاها بسيارته .. صحيح أنّها تحبّ رياضة المشي إلاّ انّ طقس اليوم لم يكن مناسبا لنزهة صباحيّة إن صحّ أن تسميها كذلك ..