عودة إلى ما يقارب الثمانِ ساعات، وقفت تاليا مُرتدية ثوبِ زفافها، الذي كان يضيق من بداية صدرها إلى خصرها، ثم ينتهي بوسعٍ ليس مُبالغ به، بل كان رقيقاً راق لها، و أكمامه شفافة بأنتفاخ من الكتفين، و ينتهي بضيق من الرسغين، علاوةً على الفصوص التي رُصعت به على الصدر، و خصلاتها التي تركتها منسابة بتمويج خفيف زادها جمال، و مستحضرات التجميل التي وضعت على وجهها برِقة، كل هذا قد جعلهُ فهد يسير على أكمل وجه، عندما خصص لها فتاة خبيرة بأدوات التجميل تُزين وجهها، و أخرى خبيرة بالشعر، و هذا الثوب الذي صُمم خصيصاً لها، كل هذا جعلها تكاد تُحلق من شدة فرحتها، فهي ترى أهتمامه بها جليّ في تصرفاته، تظُن أن كُل ما يفعلُه معها نابعٍ عن حُب حتى لو لم يُصرّح لها بهذا، فهي مُتيقنة أن الحُب أفعالٍ، ليس مجرد كلماتٍ نثرية، حاولت إبعاد تلك الأفكار عن رأسها، و أبتهج وجهها وهي تنظر لصورتها بالمرآة بأبتسامةٍ واسعة، تتأمل جمالها الواضح في إنعكاس صورتِها، و قلبها يخفق بقوة، أخذت نفس عميق لينتفض جسدها عندما فُتح الباب بقوة، فألتفتت بـ نيةٍ صافية مبتسمة عندما رأته بتلك الطلّة البهية التي أنعشت قلبها، بـ بذلته السوداء الأنيقة، وذقنه الغير حليقة فزادته وسامة، ناهيك عن الهالة التي حاوطته، هالة من الهيبة و الرزانة تُذيبها!!!، برقَت عيناها بحُب رهيب و هي تراه بتلك الحِلية، بريقٍ مُنقطع النظير!
ها هو الحُب يظهر في عيناها أمام عيناه الجامدة، حتى بعد رؤيته لها بجمالها الذي يجعل الجبّار ينطَق، لم ينطق هو!، تغافلت عن كُل هذا، و من ثم مضت نحوه بخطوات سريعة، بريئة و فرِحة، و أمسكت بكفُه ترفع رأسها له لفرق الطول بينهما، تهتف بمُنتهى البراءة:
- فَهد، أيه رأيك!!! شكلي حلو؟!!نظر لعيناها بأعيُن جامدة، باردة جعلتها تشعُر أنها تقف أمام صنمٍ، لا يُبدي أي تعبير فوق صفحات وجهه، تحرك بؤبؤ عيناه لينظر لمظهرها متفرساً إياها، لن يُنكر أن كُتلة الأنوثة التي أمامُه قد حرّكت غريزتُه الرجولية، فـ تاليا لم تكُن جميلة بالشكل المعقول، بل تخطى جمالها الحدود، نظراتُه لها لم يكُن بها ذرةٍ واحدةً تنُم عن حُب، فقط نظرات رجُل مُعجب بأمرأة فائقة الجمال أمامُه، أنزل عيناه يُطالع تشبُثها بكفُه كالطفلة الصغيرة، مما جعلُه يبتسم ساخراً، و بـ قسوة شديدة أمسك بكفها يحاوطه بكفه الغليظ، و من ثُم نفضُه عن ذراعه، و كأنها مُلوثَه ستُمرِضه!!!!
صُدمت تاليا من جفاءُه، لتهتز حدقتي عيناها و هي تنظر لعيناه!، لم يكُن فهد قاسي معها يوماً طيلة فترة الخطوبة، التي لم تدُم سوى شهرِ كان يُعاملها بجفاء لن تنكَر، و لكنه لَم يكن بتلك القسوة، نظرت له بأستغراب حزين، و كأنها تسأله بعتاب ما الذي تفعله؟!، قابل سؤال عيناها بجفاء كعادتُه لبنقبض قلبها عندما أخبرها، ببرود تام:
- عايز أتكلم معاكي في موضوع مُهم!!!قطبت حاجبيها بإستغرابٍ قلِق، تُردف بعدما أزدردَّت ريقها، تحاول تنظيفُه و إسترجاع قوتها لكي تقوى على الحديث:
- دلوقتي؟!! الناس .. الناس مستنيانا برا و المأذون!!!!

أنت تقرأ
انتقام ملغم بالحب - للكاتبة سارة محمد
Любовные романыمدّ كفُه و قبض على ذراعها بقسوة، ثم جذبها لمنتصف الغرفة حتى وصل إلى الفراش، لتتفاجأ به يُلقيها عليه بقوة فأختل توازنها لتسقط على ظهرها، تنظُر له و الذهول قد ملئ أعيُنها!!! بدى و كأنه لم يرى نظراتها المذهولة، ليُميل عليها يُحاصرها بذراعيه المفتولين،...