الفصل ما قبل الآخير

578 20 4
                                    

منتركها وحيدةً في الغرفة، ضامَّة قدميها لصدرها تنظر أمامها تسترجع فرحتها بصغيرها الذي كان على وشك النمو داخل رحِمها، أغمضت عيناها تشعر كما لو أن لكمة وُجهت لقلبها، تعقد العزم على أنها ستغادرُه و إن إضطرت لفصل روحها عن جسدها لتترك رزحها بين يداه و تبقى جسدٍ بلا روح، ستتركه لأن عشقُه مسمومٍ، مدبب بنصلٍ مُسمم تنول منه جرعاتٍ مريرة، لذا ستغادر حياته للأبد على أمل أن تحيا الحياة و هي صحيحة الجسد و النَفس، رفعت عيناها عندما وجدته يدخب للغرفة فـ شردت به، بكل إنش صغير بـ وجهه و هو يقترب ناحيتها، و كأنها تودعُه بنظراتٍ آخيرة، و كأنها تتشرب مِحياه!
طالعها فهد بنظرات كالصقر و هو يرى شرودها به، فـ إتجه ناحيتها و فوجئت به يمسك بقدميها ليفردهما ف إرتعبت وكادت أن تزحف لآخر الفراش لولا أنه ثبت فخذيها يردف بحنان:
- متخافيش يا حبيبتي مش هعملك حاجه ..
نظرت له بترقب و أعين متوجسةً خيفة، فـ لاحظت الملابس التي قد أتى بها، قطبت حاجبيها و هي تناظره بتساؤل، فمال عليها و حملها بحذر فـ تمسَّكت بعنقه و الشرر يتطاير من عيناها:
- إنت شايلني ورايح على فين؟!
- هسحَّمك!
- إيه؟!!
هتفت بعدم إستيعاب لما قيل، فـ إتجه بها ناحية المرحاض و أنزلها على نهاية حوض الإستحمام و أجلسها فوقه براحة بينما هي تناظره بصدمة و شِفاه منفرجة، مال فهد فوق حوض الإستحمام و بدأ في ضبط درجة حرارة الميته ليجعلها دافئة، ثم إلتفت إليها فوجدها على حالها، حاوط وجنتيها بحنان، ثم قبَّل شِفاهها المنفرجة قبلة خيفة فأطبقت على شفتيها بغضب، ليردف بصوته الحاني:
- إنتِ تعبانة يا حبيبتي و مش هينفع أسيبك لوحدك لحظة واحدة و أنا مضمنش وإنتِ بتستحمي يحصل حاجة، فـ أنا هسحَّمك .. إعتبريني جوزك يعني!!
قال جملته الآخيرة ساخرًا، فطالعته تاليا بضيق فرغم رغبتها الشديدة في الإستحمام و لكن تقلصات معدتها و إعيائها يمنعاها، و لكنها بحده أمسكت بكفيه و أبعدتهما عن مرمى وجهه تردف بحديَّة:
- مش عايزه منك مساعده، لو بموت يا فهد و كوباية مايه منك هي اللي هتحييني أنا مـــش عـــايــزاهـــا!!!
قالت آخر جملة بحدة رهيبة و وجههٍ أحمر من شدة إنفعال، و على عكس ما توقعت، فقد كان توقعها أنه سيغضب و يتركها بمنتصف المرحاض و يغادر، و لكنه فاجئها عندما وضع كفه على عنقها من الخلف و قرب وجهه منها ليطبع قبلة فوق جبينها، قبلة طويلة حنونة، ثم أمسك بكفها الصغير ليرلع لشِفاه و قبَّل باطنه في محاولة لإمتصاص غضبها:
- حقك .. بس حتى لو إنتِ مش عايزاها هشربهالك غصب عنك عارفة ليه؟ عشان أنا ماليش في الدنيا الواسعه دي غيرك، و عمري ما افرط فيكي لو على رقبتي!
ثم تابع و هو يمسك بطرف كنزتها ليرفعها لأعلى:
- متخافيش و متتكسفيش عشان أنا جوزك يا هبلة!!!
طالعته بحزن برئ فهي بالفعل بحاجه لإستحمام لربما تُريح عضلات جسدها المتشنجة، نزع عنها كنزتها فــ بقت بحمالة الصدر، همَّ بنزعها هي الأُخرى فـ صاحت بفزع:
- لاء لاء!!!
- ششش تمام .. إهدى!!!
قال برفق، فـ نفت برأسها تقول بإرتجافه و هي تهم بالنهوض:
- لاء.. مش عايزه، مش عايزه!!
أمسك بكتفيها ليجلس أمامها على ركبتيه يقول بهدوء:
- طب خلاص إهدي، طب إنت خايفة مني ولا مكسوفة؟
حاول إلهائها بالسؤال و بذات الوقت يود معرفة إجابتها فقالت و يداها ترتجف بين يداه:
- الـ .. الإتنين..!!
طبع عدة قبلات صغيرة على كفيها و رفع عيناه الزبتونية لها يردف بحنو:
- لو ع الخوف فـ إياكِ تخافي مني يا تاليا، و لو ع الكسوف فـ أنا مش فاهم مكسوفة مني ليه و إزاي، أنا جوزك و جسمك ده أنا دارسُه و عامل فيه ماچستير و دكتوراه قبل كدا!! فـ إنتِ مكسوفة من إيه؟!!
شهقت بصدمة و إشتعل وجهها خجلًا تتمتم بخجل كالأطفال بكلمات خافتة لم يفهم منها شيء إلا إنه إبتسم و شرع في نزع كامل ملابسها من فوق جسدها الغض ناعم الملمس، أدخلها بحوض الإستحمام و نزع عنه كنزته ليبقى عاري الصدر لا يرتدي سوى بنطاله القطني، بدأ في تحميمها برفقٍ و حنان كما لو أنها صغيرته ذات الستةٍ أعوام، حمم جسدها و خصلاتها يبتسم على وجهها الذي بات كـ حبة طماطم، عندما إنتهى أسرع بأخذ منشفة كبيره سوداء تخصُه هو، ثم قام بـ لفَّها على كامل جسدها و أخذ منشفة أخرى أصغر ثم حاوط كتفها بها لكي لا تبرد، و بدون مقدمات حملها مجددًا فـ قبعت بأحضانه رغمًا عنها و بدأت جفونها تَثقل، أنزلها على الأرض و لأن ليس لها ملابس هُنا فـ أخذ قميصه الأبيض من خزانته و أبعد المنشفة عن جسدها فأخفضت عيناها بخحل رهيب مما جعله يمسك بـ ذقنها ليرفع وجهها له يقول بهدوء:
- متنزليش عينك تاني، مرات فهد الصاوي عنيها متنزلش الأرض، بصي في عنيا!!
نظرت لعيناه للحظات فـ بدأ في إلباسها قميصه و أغلق لها أزراره، أخء المنشفة الصغيرة و جفف بها خصلاتها، فقال بإعياء وتعب:
- نعسانه!
فورما نطقت نفَّذ، حملها بين يداه و كأنه لا يود جعلها تسير خطوة واحده، أجلسها على الفراش و عدل وضعية الوسادة لكي تُريحها، ثم همَّ بالإستلقاء جوارها فأسرعت تشير له بيدها قائلة بحدة:
- لاء متنامش جنبي! مش عايزاك جنبي!!
رأت شبح حُزن بعيناه إختفى فورًا و إبتسم بهدوء ليردف:
- طيب!!!
ثم أخء وسادة من جواره و لأن الغرفة خالية من أية أريكة، فقط ذلك المقعد الطويل قليلًا إستلقى فوقه فـ لم يكن مريح بالقدر الكافي و لكنه تحمل فقط ليظل جوارها ولا يتركها حبيسة الغرفة، لا يريد تركها لـ أفكارها، نظرت له تاليا بإستغراب كونه نائم هنا و الشقة بها خمسة غرف، فسألت بضجر:
- الأوض كتيرة في الشقة! روح نام في واحده فيهم!
- نامي يا تاليا و مالكيش دعوه بيا!!
قال بهدوء واضعًا ساعده فوق عيناه فطالعته بزاوية عيناها بضيق و أغمضت عيناها لتنام بعمقٍ!!!
• • • • •
تآوهاتٍ و أنَّاتٍ أيقظتهُ، صوتٍ مكتوم و كأن أحد يصارع ألمٍ مُفجِع، فتح عيناه و هو لازال يدرك الصوت، فـ إنزلق قلبه بين قدميه عندما أدرك أنهُ صوتها!، إنتفض من فوق المقعد ليركض ناحيتها فوجدها نائمة كالجنين ممسكة ممسكة بمعدتها تدفن أنفها في الفراش و كامل جشدها ينتفض، مال عليها واضعهًا كفه على كتفها يصرخ بها بقلق رهيب:
- في إيـــه!!! مالك حاسه بإيــه؟!!
ضربت على الملاءة بقبضتها تإن بألم رهيب، فمسح على خصلاتها فأتت سداه فوق جبينها، صدم عندما وجد نيران تنبعث من وجهها، جسدها شديد السخونة و العرق يتصبب من جبينها، أسرع بإمساك هاتفُه و حمد ربه أنه قد أخذ رقم الطبيبة، ليهاتفها فردت الطبيبة بصوتٍ ناعس:
- ألو!!!
أسرع يقول بصوتٍ عالي جعل الطبيبة تنتفض:
- تـعـالـي حالًا!!
رمشت الطبيبة بخضة لتقول:
- فهد بيه، خير المدام كويسة؟
مسح على وجهه بعنف من غباءها يصرخ بصوتٍ عالي:
- إنتِ هتحّكي معايا؟ لو هي كويسة هكلمك لـيـه!!
أسرعت الطبيبة تقول:
- يا فهد بيه أعذرني إحنا الفجر، أنا مش هينفع آجي بس ممكن أبعت لحضرنك دكتور مِعرفة و آآ!!!
قاطعها و هو يعود لـ تاليا التي تإن من شدة وجعها:
- دكاترة رجالة لاء!!
- طب قولي هي مالها و أنا هقولك تتصرف إزاي!!
هتفت مسرعة، لينحني فهد على تاليا و عيناه تركض على كل إنش بوجهها و جسدها و رؤيتها تتألم جعل قلبه يعتصر، أمشك بكفها يقبله بحنو قائلًا:
- سخنة جدًا و بتعرق، و ماسكة بطنها!!
تسائلت الطبيبة:
- بتنزف؟
نظر فهد إلى تاليا ثم مال عليها أكثر و هو ممسك بكفها يقبلة:
- حبيبي .. تاليا سامعاني؟ بتنزفي يحبيبتي؟
نفت تاليا برأسها تغمغم بألم:
- بطني ..!!!
قبَّل جبينها ليعود لصوته الخشن مع الطبيبة يردف بحدة:
- مبتنزفش، قولي أعمل إيه بسرعة!!
صدمت الأخيرة من تغيرُه بينما كانت تسمع نبرة صوته مع زوجته، يا اللهي للحظات حسدتها على رجل حنون كهذا، خرجت من شرودها بصوته الذي عاد عاليًا فقالت مسرعة:
- طب الحمدلله إن مافيش نزيف بس غالبًا هيبقى فيه، هي دلوقتي عندها حمى شديدة و تقلصات في معدتها و ده طبيعي جدًا عشان الإجهاض اللي حصل، فـ حضرتك هتنزل الصيدلية تجيب الأدوية اللي هبعتهالك WhatsApp وبعدين تديلها المسكن، و هتعملها كمادات لحد م السخونية تروح من جسمها و بعدين تسيبها تنام شويه..
- تمام!
قال ثم أغلق الهاتف في وجهها، ليسرع مرتديًا كنزته ثم إقترب منها و أدار وجهها له برفق ليطبع قبلة عميقة فوق جبينها و جفونها المغمضة بتعب و هو يتمنى لو بإستطاعته شحب آلامها ليضعها داخله هو، هتف بحنان و وجهه قريب من وجهها:
- عيون فهد، أنا هنزل أجيبلك الأدوية دقيقة بالظبط و هبقى عندك مش هتأخر تمام؟
نظرت له بنظرات زائغة لتومأ له بتعب، أزاح حبات العرق من فوق جبينها ثم طبع قبلة فوق خصلاتها و غادر و صدره يتمزق حزنًا عليها، أسرع راكضًا خارج الشقة بعدما أخذ مفاتيح سيارته ليذهب للصيدلية على الفور وأعطى لهم أسماء الأدوية ثم إبتاعها و عاد إلى تاليا، دلف للغرفة و أسرع لها ليأخذ حبة الدواء من الشريط ثم جلس جوارها وحاوط خصرها ليجعلها تنهض فإرتمت بأحضانه بتلقائية، أعطاها حبة الدواء بيدُه ثم جعلها ترتشف من الكوب، وضع الكوب جانبًا و عانقها لصدره بقوة مغمضًا عيناه يُقبل كل إنش بوجهها بينما هي مغمضة عيناها مستسلمة تمامًا من شدة تعبها، محاوطة معدتها بيديها، أراح ظهرها على الفراش مجددًا ثم نهض ليُحضر مكعبات ثلج و ماء شديد البرودة، قم أخذ قماشة بيضاء نظيفة، و إتجه ناحيتها ليجدها متكورة على ذاتها، جلس أمامها جوار خصرها ليحاوط وجهها ممسدًا على خصلاتها بيدٍ واحدة، يهتف بحنان:
- تعالي يا حبيبتي!!
ثم أمسك برأسها ليضعها فوق فخذُه، إستكانت بأحضانه ووضعت كفها على فخذُه فأخذ القماشة ليُغرقها بالماء الفردها ثم إعتصرها بقبضته و فردها على جبينها فقطبت حاجبيها بإنزعاج لتهمس بتعب:
- فهد ..!!
- روح فهد..
قال و هو يميل عليها برأسه و يحاوط قدميها المضمومة لصدرها، فهتفت بدون وعي:
- إنت ليه بتنقذني، سيبني أموت!!
إنقلبت مِحياه مائة و ثمانون درجة، و كاد أن يُفرغ بها شُحنة غضبه منها إلا أنه حاول السيطرة على ذاته و كبح غضبه مراعاةً لما تمُر به، ليقول:
- وأنا أعمل إيه لو حصلك حاجه!!
إبتسمت بسُخرية وقالت:
- على رأيك، بعد ما أموت مش هتلاقي حد يستحمل عصبيتك و شخصيتك أد ما أنا إستحملت، مش هتلاقي حد يستحمل تقلباتك و لا نرجسيتك غيري، مش هتلاقي حد تطلع فيه غضبك صح؟
أغمض عيناه و هو يشعر بكلماتها خناجر مُدببة غُرزت في قلبه، هو من أوصلها لتلك المرحلة فليتحمل كلماتها لأنها قد إحتملت الأكثر، تنهد و قال:
- أنا أسف يا تاليا، كلامك كله صح و أنا مش هلومك، قومي بس بالسلامة وبإذن الله كل حاجه هتتصلح..!!
- عايزة أتطلق!
قالت بجمود و هي تنظر داخل عيناه ترفع وجهها له، فـ مال عليها يطبع قبلة صغيرة على جبينها:
- في حاجات كتير بنبقى عايزنها و مش بنعرف نحققها، فكري في حاجة تانية و وعد على رقبتي هعملهالك!!
- يعني إيه!! إنت عايز تجنني؟ أنا مش عايزاك يا فهد مش عايزه أبقى معاك كرهت وجودك!!!
قالت و هي تنهض تنظر له بأعين متَّسِعة، أمسك بطرف ذقنها يحنان و قال بإنكار:
- لاء يا حبيبتي، إنتِ لسه بتحبيني وأنا عارف إن الكلام ده من ورا قلبك!!!
- أعمل إيه عشان أثبتلك إني كرهتك؟ أمسك سكينة و أحطها في قلبك يا فهد؟
مدَّ كفُه خلف بنطاله الأسود ذو القِماش الوثير، ليخرج مسدس فشهقت بصدمة، لم يرفع فوهته نحوها بل أمسك كفها و وضعُه بداخله و قال ببرود:
- طب و ليه سكينة و الدم ييجي عليكي، خُدي و خلَّصيني، و على فكرة الطلقات اللي فيه مبتعملش صوت يعني هتلحقي تهربي من غير ما حد يعرف حاجة!!!
إنتفض كامل جسدها و هي تنظر للسلاح المتوسط كفها، ثم رفعت عيناها المذعوره له فقابلت عينان باردتان، صرخت مصدومة عندما سحب الزناد للخلف و أمسك بكفها بسرعة رهيبة ليجعله أسفل كفه ممسكًا بالسلاح و من ثم وضع فوهته فوق قلبه بالضبط و ضغط، بكت و صرخت و هي تحاول إبعاد كفها عن كفه خائفة أن تضغط فوق الزناد عن طريق الخطأ، فـ صرخ بها بصوت رجَّ قلبها:
- مـ تدوسي!!! يــلا!!!!
نفت برأسها تجهش في البكاء و كل خلية بجسدها ترتجف و هو قابض على كفها بعنف رهيب لم يدركه هو حتى، إشتعلت عيناه إحمرارًا ليهدر بها و هو يضغط بالمسدس على قلبه أكثر:
- يــلا يا تــالــيــا!!!!
تدلَّى رأسها للأمام فأستُنِد على كتفه العريض و كتفيها قد تهدَّل تبكي بحُرقة فوق كتفيه و جسدها بأكمله يرتعش، ترك كفها بهدوء فحاوطت عنقه و هي تُفرغ شحنة بكائها في تجويف عنقه، وضع السلاح جانبًا و ضمها بكامل قوته لصدره يدفن وجهه في خصلاتها هامسًا بصوتٍ يهتز للمرة الأولى:
- متمشيش .. متسيبينيش و تمشي! خليكي جنبي يا تاليا عشان أنا .. أنا حقيقي تعبت! أنا .. عارف إني مستاهلكيش! عارف إنك كتير عليا، بس و رحمة أبويا و أمي أنا معاكي بحس إن ربنا بيكافئني، عملت إيه في حياتي حلو عشان ربنا يرزقني بيكي؟ جاية دلوقتي وعايزه تمشي بعد ما عوضتيني عن كل اللي شُفته في حياتي؟ عايزه عيال؟ هنخلِف دستة مش عيل واحد، ده كفاية إنك هتبقي أمه، أنا عارف إني مش هبقى أب كويس بس إنتِ هتبقي أحلى أم في الدنيا، قوليلي عايزه إيه تاني وأنا إنشالله أبيع هدومي وأعملهولك!!
خفَت بُكائها مع كلماته الحنونة، و لمساته على ظهرها لكي يُهدأ بكائها، و كفها الذي كان قابض عليه منذ لحظات ممسك به بحنان الآن و يطبع فوقه قبلات حانيه، إبتعدت بوجهها عنه فنظر لعيناها بأعينُه التي كما لو كانت ترجوها أن تبقى، فـ قالت بصوتٍ يرتجف:
- سيبني .. أفكر!!
قال بتساؤل:
- تفكري في إيه؟
قالت و هي تنظر له والدمعات جمدت بعيناها:
- أفكر هقبل أكون معاك بعد اللي حصل ولا لاء، و تعيش طول عمرك بتدفع تمن اللي عملته فيا بـ بُعدي عنك!
لتسترسل و هي تراه يمسح على وجهه بعنف:
- هتعيش طول عمرك بتدفع تمن غلطاتك معايا يوم ما تلاقي نفسك لوحدك .. و العيلة اللي كنت ناوية أعملهالك إنت اللي حرمت نفسك منها بإيدك!!
- ع!!
قال برجاء و هو لأول مره يكُن بهذا الضعف، فطالعته بإبتسامة حزينة:
- مشكلتك إنك بتفوق متأخر أوي بعد ما تبقى خسرت كل حاجه!!!

انتقام ملغم بالحب - للكاتبة سارة محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن