الفصل الخامس

15.7K 212 10
                                    

- إ .. إيدك بـ .. بتنزف!!!
ن

ظر لها بجمودٍ فأسرعت ترفع عيناها له تقول و هي تشير إلى أعلى:

- هروح أجيلك بوكس الإسعافات الأولية من فوق ثواني بس!!

و بالفعل ركضت إلى أعلى، فنظر إلى الفراغ بصدمة، ما هذا القلق الذي تلبسها، قطب حاجبيه بضيق عندما تذكر بأنه قبل ساعة واحدة ترك كفها ينزف و لم يُبالي حتى بمواسيتها، بينما هي تبعثرت و إهتز كامل كيانها عندما وجدت الدماء تقطر من كفه، أسرعت تاليا نحوه ممسكة بالصندوق ثم أمسكت بذراعه لتجعله يجلس فوق أحد المقاعد و مالت عليه تعقم يده بالكحول، نظر لما تفعله و إلى يدها الملفوفة، و هي من لفتها لذاتها، هي هُنا تُضمد كفه و كفها ينزف! أغمض عيناه متذكرًا كلماته القاسية التي ألقاها بوجهها عندما جرحت باطن راحتها، ليتنهد بعُمق عندما لفّت على كفُه الشاش، و عندما إنتهت نظرت له تقول بقلق:
- إنت كويس! إيدك بتوجعك؟

إزدرد ريقه ينظر لها بأسف، يشعر بدنائته أمامها، ماذا لو إنقض على هاتين الكرزتين الأن يقبلهُما كنوعٍ من الإعتذار على حماقته، أبعد هذه الأفكار عنه لينهض قائلاً بهدوء:
- أنا كويس متقلقيش!

ثم هتف بجمود:
- جهزي نفسك عشان أهلي و أهلك جايين يباركوا! مش عايزهم بحسوا بأي حاجة يا تاليا إياكِ!
قالت ساخرة:
- متقلقش! هنبين ليهم إننا أسعد إتنين يا فهد باشا!!!

طالعها بضيق ثم تركها و ذهب خارج القصر فتنهدت هي بأسى لتعود إدراجها إلى جناحه و من ثم إلى غرفته، أخرجت من الحقيبة ثياب تروق لإستقبال المرء، لتُخرِج عباءة واسعة بيضاء تضيق من الخصر و تنهدل بوسعٍ جميل، إرتدتها ثم وضعت القليل من مستحضرات التجميل لكي تخفي إرهاقها و حُزنها القابع بعيناها ثم مشطت خصلاتها جيدًا، لتنظر لنفسها، لقد إنطفأت، طفأها منذ اليوم الأول، كسرها و هي التي كانت لا تُكسر، همت بالخروج ولكنها وجدت الباب يُفتح لتجده قد دلف، نظر لها متمعن فيما ترتديه، كانت أشبه بملاك سقط على غُرفته بهذا الرداء الأبيض، حك طرف أنفه ثم هتف بوجهٍ متجهم:
- يلا عشان الناس على وصول!!!

- أنا جاهزة!
قالت بضيق، و لكن إحتقن وجهها عندما تذكرت عمتها التي ستأتي هي الأخرى، فأخذت نفسًا عميقًا برئتيها ليسبقها هو إلى الأسفل، و عندما كانا ينزلا الدرج طُرق الباب، فأمسك فهد بكفها بيدُه يرسم إبتسامة زائفة يهمس لها بهدوء:
- مش عايز أي غلط! إنتِ مراتي حبيبتي قُدامهم!!!

إرتجّ قلبها من مكانه لأثر الكلمة، ولكنها سرعان ما بادلته إبتسامة ساخرة، لتقول بتحدٍ:
- أكيد!!

جعلها تتأبط ذراعها ليفتح الباب، فوجد الجميع واقف تعلو شفاههم إبتسامات فرِحة و أخرى مجاملة و الأخرى منافقة، أقاربه في المقدمة و أقارب تاليا في الخلف، دلفت عمة فهد و بناتها بعدما رحبا بـ تاليا أشد ترحيبًا عدا واحدة من بنات عمته نظرت إلى تاليا بإحتقار و مرت مما جعل تاليا ترفع أحد حاجبيها لتبتسم بتهكمٍ، دلفت عمة تاليا مع إبنتها ، لترحب سُمية بـ فهد بحرارة تقول بسعادة مُزيفة:
- أهلاً بـ جوز بنتي! عامل إيه يا حبيبي!!

انتقام ملغم بالحب - للكاتبة سارة محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن