الفصل التاسع عشر

12.6K 229 22
                                    

قبلاتٌ .. قبلاتٌ تُقطر لهفةً أودتها بعالمٍ موازٍ، لمساتٍ جنونية لا تصدر سوى من عاشقٍ حد النُخاع داعبت أنوثتها و تغلغلت إلى كامل كيانها لتشعرُها أنها .. أنثى! أغمضت عيناها لا تستطيع البتة مقاومة عاصفة الحُب تلك .. لا تستطيع مقاومتُه ولا تقوى، إستسلمت له بكامل جوارحها و في لحظاتٍ معدودةٍ كان يحملها بين ذراعيه فتحاوط هي عنقه، و في لحظات كانت فوق الفراش يدفن أنفُه في جوف عُنقها فـ تُتمتم بصوتٍ مُثقل بالمشاعر:
- فهد!

زمجر .. زوجته البريئة لا تعلم ماذا يفعل به نُطقها لإسمه و بتلك النعومةِ و الغنجِ، أغمض عيناه يستشعر جسدها الغضّ أسفل جسده و ذقنُه الخشنة تُلامس بشرتها الناعمة، تتعانق الأرواح قبل الأجساد في موجةٍ من الحُب أغرقتهما في نعيمٍ .. يشعر و كأنه في جنةِ الخُلد و هي بين ذراعيه، و عندما شعر بأنها قد تعِبت أسرع يأخذها بأحضانه و أنفاسها المُلتهبة تضرب عنقه، و رغم كونة لم يشبع و لن يشبع منها إلا أنه تخلَّى عن أنانيته عندما رأى الإرهاق على وجهها، ضمَّها لصدره يُلثِم جوار شفتيها بحنوٍ ثم يهمس:
- بحبك أوي!!

إبتسمت تُدفن رأسها داخل صدره فيُشدد على عناقها، بعد دقائق أمسك بذقنها ورفع وجهها له و همس:
- سامحتيني؟

نظرت لعيناه للحظات ثم تنهدت و هي تتلمس ذقنه بحنوٍ:
- سامحتك!!!

أطلق زفيرًا مرتاحًا مبتسمًا بغبطةٍ لن ينكرها، إبتسمت على إبتسامته التي لا تظهر سوى قليلًا، مال عليها و بشغف شخصٍ ولهان كان يُقبِّل كل إنش في وجهها و رقبتها حتى أنها ضحكت ببراءة عندما وصل الأمر لعنقها فكان و كأنه يدغدغها، أطربته ضحكاتها البريئة فتسللت أنامله لمعدتها العارية تُدغدغها فتنفجر جميلتُه ضحِكًا ترجوه أن يكف عن دغدغتها و لكنه بات يضحك على ضحكاته و يُزيد الأمر فـ أذنه شديدة الأستمتاع بتلك الضحكات، حتى ترجته وسط ضحكاتها بحروفٍ مُتقطعة:
- و حياتي .. عندك يا فهد .. كفاية .. مش .. مش قادرة!!!

أبعد أنامله لكي يترك المجال لها لكي تتنفس، فأخذت أنفاسها اللاهثة و وجهها الأحمر مما جعله يبتسم أكثر، مال فوقها و لأول مرة يقبع بأحضانها، فدائمًا ما كانت تلك حركتها المفضلة لديه عندما تدفن رأسها بصدره و لكنه الآن يستمتع بشعور لم يشعر به إطلاقًا .. عناق حنون كما لو أنه نابع من أمه! إحتوته زوجته و قرَّبت وجهه من صدرها تغلغل أناملها داخل خصلاته تُقبل رأسه مقاومة شعور الألم الذي أحدثُه بجسدها لجنون عشقُه بها، و لأول مرة ينطق بـ:
- عُمري ما دُقت طعم الحضن ده من أمي، كانت دايمًا مشغوله بجمعياتها و نواديها و صحابها، عُمرها ما خدتني في حضنها زي أي طفل محتاج يحِس بالآمان!

رقَّ قلبها له لتضمه لها أكثر تمسح على ظهره تطبع بشفتيها قبلة تلو الأخرى فوق جبينه، إبتسم مغمض عيناه يغمغم و هو بأحضانه:
- ربنا عوضني بيكِ!

انتقام ملغم بالحب - للكاتبة سارة محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن