الفصل الثامن

14.4K 313 21
                                    

خرج من السيارة صافعًا الباب بعُنف متجهًا بأقدام تكوي الأرض أسفلها ناحية باب القصر الخاص بـ رياض، ضرب على الباب ولم يطرق ففتحت له الخادمة بفزعٍ، وقف في منتصق القصر يقول بصوتٍ جهوري جعل كل من كان بغرفته يخرج منها:
- بقى أنا مراتي تضرِب يا ولاد الـــ******!!!

إنتفضت سُمية تنظر له من أعلى الدرج، جوارها زياد يطالعه بضيق شديد، و أمجد الذي كان يرتجف خوفًا و هو يعلم جيدًا غضب هذا الرجل!!! إبتسم فهد بشرٍ لـ سُميه ثم قال بقسوة:
- إنتِ اللي ضربتيها يا سُمية مش كدا!! لولا إنك مَــرة كُنت علِمتك الأدب!! بس بسيطة!! خلي إبنك يتحمل نتيجة أفعالك بقى!!

ثم صعد على الدرج بخطوات سريعة صرخت خلالها سمية برعب و هي تراه يتحه ناحية زياد الذي وقف متأهبًا له، لتسرع سُميه تجذب ولدُها خلف ظهرها تقف هي في مواجهة فهد بأعين ترتجف رعبًا تقول:
- إنتَ .. إنتَ هتعمل فيه إيه!!!

إبتسم لها فهد بسخرية، ثم جذب زياد بعنف من تلابيب قميصه من خلف سُمية التي شهقت برعب حقيقي، فقال و هو ممسكًا بزياد بعنف:
- الحاجات دي مبتتقالش يا سُميه!! دي بتتعمل!!

ثم سدد له لكمة في وجهه أطاحته أرضًا فلطمت الأخيرة على وجهها تهز أخيها لكي يفعل شئ، بينما رياض كان واقف متسمرًا لا يستطيع أن يخطو خطوة واحدة للأمام!! ينظر إلى فهد الذي إنهال بالضربات على زياد، مرة يلكمه بوجهه، و مرةً أخرى يضرب معدته بقدمه!! حتى أسرعت سُميه له تتمسك بكفه ترجوه أن يترك إبنها، ركعت على ركبتيها أمامه تتوسل له فنفض يدها بعنف، ثم نظر إلى زياد الذي كان قد اُغشي عليه ليتركه، ثم إتجه إلى أمجد الواقف شاردًا صامدًا، و قال بجمود:
- سايب أختك تضرب بنتك الوحيدة ليه يا أمجد باشا!

نظر له أمجد و لم يتفوه بكلمه، فإبتسم ساخرًا ليتركه و يذهب من فوق الدرج يقول بقسوة محذرًا إياها:
- لو حد أذاها بكلمة بس مش بفِعل مش هرحمه!! قسمًا بربي ما هرحمه!!!

• • • • •
دلف بهدوء للجناح ثم إلى غرفتهم، فوجدها جالسة على الأريكة تضُم قدميها لصدرها و رأسها مستندة على ركبتها تنام بعُمق بوضعيه تأذي رقبتها و ظهرها، إتجه ناحيتها ليميل عليها يمسد على خصلاتها بحنان، ليضع يدُه أسفل قدميها و الأخرى حاوط بها خصرها برفق ثم حملها يضمها لصدره، ليسير بها ناحية الفراش يضعها فوقه بحذر، دثرها جيدًا ثم ذهب تجاه المرحاض ليغتسل، خرج بعد نصف ساعة مرتديًا بنطال قطني و كنزة خفيفة، إستلقى على الأريكة بتعب، فهو لن ينام جوارها لأنه يعلم إن فعل و إستيقظت وجدته يجاورها بل و يحتضنها ستنهار وتفزع و تُبعده عنها بكُل ما أوتيت من قوة، وضع ذراعه على عيناه ينام بصعوبة لأنها ليست جواره، شعورٌ يقسم أنه للمرة الأولى يراوده، هو إعتاد أن تنام بين ذراعيه!! إعتاد على النوم و هي جواره، نام بعد دقائق فركت تاليا خلالهما عيناها بنعاس، لتفتح عيناها ثم نظرت حولها برعب، و لكنها حمدت ربها أنه قد عاد، فهي جلست تنتظره بخوف من أن يصيبه مكروه، و حمدت ربها أكثر عندما وجدته نائم على الأريكة بقدر ما دهشت من فعلته إلا أن الطمئنينة بُعثت في قلبها قليلاً، نهضت من فوق الفراش تخطو ناحيته بحذر شديد لكي لا يستيقظ، ثم نظرت له ببراءة تحاول أن تستشف إن كان بخير أم لا، و لكنه وجدته طبيعيًا فتنهدت براحة، لتعود للفراش تنام بعُمق!

انتقام ملغم بالحب - للكاتبة سارة محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن