الفصل السادس

13.8K 243 24
                                    

لم تستطيع قدميها الوقوف فجلست على أحد المقاعد ثم أسرعت تهاتف فهد بلهفة، أخذت تحاول الإتصال به عدة مرات و لكنه لا يجيب مما جعلها تبكي .. نعم بكت من شدة خوفها و ذُعرها عليه، بكت من شدة إرتعادها من أن يُصاب بمكروهٍ لذا لم تُفكر و أسرعت تبدل ثيابُها لِما وقعت عيناها عليه، و خرجت من القصر و هي في حالة مزرية، وقفت امام الحُراس تقول بعنف ناتج عن خوفها:
- أوعوا حد يدخل القصر هنا إنتوا فاهمين!!

كانوا يناظرون الأرض بأمر من فهد ليقولوا بإنصياع:
- أوامرك يا هانم!!!

إستقلت سيارتها على وجه السرعة و أخذت تقود بها بجنون ثم أسرعت تهاتف زياد، الذي رد عليها بهدوء يقول:
- أيوا يا تاليا!!!

إنتفص جسدها تقول ببكاء لم تستطيع منعه:
- زياد متعرفش بابا فين!!!

قطب زياد حاجبيه بخوف عليها عندما سمعها تبكي، ليقول و هو ينهض من فوق فراشه:
- في إيه يا حبيبتي بتعيطي ليه!

بكت تاليا أكثر لتردف:
- أنا .. أنا بس عايزة أعرف فين بابا دلوقتي عشان خاطري أسأل يا زياد و لو هو في الشركة روحله شوفه بيعمل إيه روحله بأي حجة!!!

أسرع زياد ينهض مبدلًا ثيابه يقول بقلق:
- طيب إهدي .. أنا رايحله الشركة أهو!!!

- مـ .. ماشي لما توصل كلمني تـ .. تمام؟!!!
قالت بشهقاتٍ باكية فأخذ يهدهدها بحنان:
- حاضر يا حبيبتي حاضر، عشان خاطري متعيطيش إهدي و كله هيبقى تمام أنا هروحله و أكلمك!!!

قالت بحُزن:
- ماشي!!

ثم أغلقت معه و إزدادت في سرعة سيارتها حتى وصلت لمقر شركته، ترجلت منها و أخذت تنظر حولها خوفًا من أن يكون أحد متربص إلى فهد و لكنها لم تجد احد لذا إندفعت ناحية الشركة بسرعة ولكن أوقفوها أفراد الأمن بفظاظة يقولون بحدة:
- حيلك حيلك رايحة على فين!!!

نظرت لهم بقوة تخالف بنيتها الهشة و حالتها المزرية! لتردف بعنف:
- أنا تاليا فهد الصاوي مرات فهد الصاوي اللي مشغلكوا يا أغبية!!!

نظروا أفراد الأمن لبعضهم البعض مصدومين و أسرعوا يفسحوا المجال لها يقولون بأسف شديد:
- إحنا أسفين يا هانم و الله مكُنا نعرف قسمًا بالله!!!

أسرعت تدلف للداخل، إلتفت جميع الموظفون مبحلقون بها، و لكنها لم تهتم بل صعدت بالمصعد و ضغطت على زر آخر طابق، وقفت تحاول أن تسيطر على إرتجافة عضلة قلبها.

وصل المصعد فخرجت مسرعة وركضت إلى آخر الرواق، وجدت مساعدته أو ما تسمى بالسكرتيرة جالسة على مكتبها بالخارج، لتنهض عندما رأتها ثم قالت بحدة:
- إنتِ مين!!!

همت بالخدول إلى فهد و لكن منعتها السكرتيرة واقفة في طريقها تقول بضيق:
- رايحة على فين دة مكتب المدير!!!

دفعتها تاليا على الجانب تصرخ بها:
- إبعدي عن وشي!!!!

ثم أمسكت بمقبض الباب و ادارته لتفتح الباب على مصراعيه، وجدته حالس على مكتبه أو كان جالس فهو عندما وجد الباب يفتح بتلك الطريقة رفع عيناه بدهشة و عندما وجدها إنتفض من فوق مقعده، بينما هي شعرت بتوقف الزمن، هو بخير و بكامل قوته أمامها يتحرك من خلف المكتب ينظر لها مصدومًا من وجودها وبتلك الحالة، هُنا لم تستطع السيطرة على إنفعالاتها فإنهارت باكية و هي تركض نحوه لتلقي بنفسها بأحضانه، بين ذراعيه تحاوط خصره بكل ما أوتيت من قوةٍ واهنة، تشهق ببكاءٍ كالأطفال! ألجمت الصدمة لسانه و جسده، و لكنه حاوط جسدها بدورُه ثم رفع عيناه لمساعدته و بعيناه أمرها بالخروج ففعلت فورًا، ظلت تاليا تبكي وتبكي و كلما بكت كلما شعر بتمزق في قلبه فـ أبعدها عنه يحاوط وجهها  مبعدًا  خصلاتها عن جبينها يقول:
- ششش بـس إهدي!!! في إيه؟ بتعيطي ليه حصلك حاجة!!

انتقام ملغم بالحب - للكاتبة سارة محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن