الفصل الثاني عشر

18.9K 298 36
                                    

ركضت تاليا تجاه جناحهما بعدما كانت في المطبخ تُعِد الإفطار لـ فهد، فهذا يوم أجازتُه و هي تعشق كونه سيبقى معها اليوم بأكمله، لذا نهضت باكرًا بنشاط ثم أعدت إفطار له أخرجت به كُل حُبها، دلفت للجناح بحذرٍ و ضوء خفيف فقط يُضئ الغرفة، سارت على أطراف أصابع قدميها، فوجدته مستغرق بنومٍ عميق نائمًا على معدته واضعًا ساعديه أسفل رأسُه و بمواجهتها ظهره العاري و العريض بشكلٍ يُخيفها بعض الأحيان، فهي لم تستطيع تغيير كونه ينام عاري الصدر دائمًا، جلست جواره على ركبتيها فوق الفراش ثم مالت عليه تضع ذقنه فوق وجنتيه الخشنة بذقنٍ تُهيم بها، و حاوطت ظهره بذراعيها تناديه بصوتٍ رقيق لم تُزيفه:
- فهد .. يلا قوم نمت كتير أوي!!!

بدى أنه لم يسمعها بالأساس، فإبتسمت ببراءة شاردة في وجهُه، مسحت على خصلاته الناعمة بأناملها، ثم طبعت قبلة على وجنتُه المواجهة لها، وأناملها تسير ر
على وجنتُه بحنانٍ، تململ فهد بالنوم يقول بصوتٍ ناعس تُقسم أنها لم و لن تسمع في جمالُه يومًا ما:
- سيبيني كمان شوية يـ تاليا!!

زمت شفتيها بحُزن تقول:
- يا فهد نمت كتير .. أنا عاملة فطار ملوكي تحت هيفوتك!!

فتح عيناه نصف فتحةٍ ثم نظر لها ليلتوي ثغره بإبتسامة عندما نظر لوجهها المشرق، فاجأها عندما إلتفت لها ليحاوط خصرها بذراعٍ و بكفه الأخر وضعه فوق مؤخرة عنقها ليضمها له يجعلها نائمة فوق صدرُه يقول بنعاسٍ:
- نامي جنبي ..

حاولت الإفلات من بين ذراعيه و هي تبتسم قائلة:
- لاء مش هنام أنا الله!! يلا قوم ربنا يسترك الأكل هيبرد!!!

جذبها لصدره أكثر يُبطل كل محاولاتها بالفرار، ثم أنزل رأسه لها لينظر لها بخبثٍ يقول:
- طب هاتي بوسة زي بتاعة إمبارح و أنا أقوم!!!

طالعته بصدمة تحولت لخجل و إحمرّت وجنتيها تقول ببراءة طفولية:
- لاء مستحيل إنسى .. أنا .. أنا مش عارفة عملت كدا إمبارح إزاي!!!

إبتسم يهز رأسه بقلة حيلة على زوجته التي لا تزال خجِلة منهُ، أمسك ذقنها بحنوٍ ثم رفع وجهها المُنير له، نزلت بعيناها فـ همس بلُطفٍ:
- متنزليش عينك .. أنا جوزك يا هبلة!!

حاولت الإبتعاد عنه ترجوه أن ينهض و لكنه كان يشدد على إحتضانها يقول بغرورٍ:
- مش هقوم من هِنا غير لما تديني رشوة!

-رشوة!!
هتفت بعدم فهم، فهمس بخبث:
- بوسة يعني يا حبيبتي
شهقت بخجلٍ شديد تضرب في صدره الصلب برقة قائلة:
- فهد يلا بقى متهزرش!!

- أنا قولت اللي عندي!!
قال بلا مبالاة، فنفخت وجنتيها بضيق و توتر، ثم نظرت لملامحه الهادئة ينظر لها بهدوء منتظرًا أن تفعل، فأخذت نفسًا عميقًا ثم إقتربت منه و لكن عوضًا عن قبلة رقيقة كان ينتظرها، فاجأته عندما غرزت أسنانها بذقنه بعُنفٍ تعضُه بغلٍ، أبعدها هو عنه مسرعًا يطالعها بأعين متسعة بينما نظرت له هي بخبث وشقاوة فهتف بصدمة:
- يا بنت العضاضة!!!

انتقام ملغم بالحب - للكاتبة سارة محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن