الفصل الأخير

566 27 5
                                    

- فــهــــد!!! أنــا بـولد!!!!
صرخت بألمٍ لا يُحتمل، مُمسكة بهاتفها تهاتف زوجها الذي خرج مهرولًا في وسط إجتماع شركتُه و بأسرع ما لديه كان يتجه نحوها بسيارته، صرخاتها وصوتها الباكٍ جعل القلق يضرب جسدُه بعنف، وصل لـ قصرُه في دقائقٍ معدودة بفضل سرعتُه التي كادت تُودي بحياته لولا أنه ماهر في القيادة، فتح باب القصر بعنف فوجدها تصرخ و العرق يتصبب من على جبينها، حولها أكثر من خادمة تحاول إقناعها بطلب الإسعاف لها إلا أنها اصرخ بهم وسط بكائها:
- مش عايزه إسعاف، أنا عايزة جوزي!!!

هرول لها يهدر بالخدم الملتفين حولها:
- إبعدوا عنها!

إبتعدوا فورما سَمعوا صوته الجهوري فـ أسرعت يُسر ترفع ذراعيها له هامسة ببكاءٍ مزَّق قلبُه:
- فـهد!

- روح قلب فهد!
هتف بها و هو يحملها كالطفلة بين يداه، غير عابئًا بوزنها الذي إكتسبتُه من حملها، ركض بها للخارج يحمد ربه بأنها كانت مُرتدية ملابس مُحتشمة للخروج، و لأول مرة يجعل سائق هو من يقلهم، ليجلس معها بالخلف يمسح فوق خصلاتها المُبتلة قائلًا بحنان:
- إهدي يا حبيبتي، أنا معاكٍ!!

أغمضت عيناها بتعبٍ، ليترجل بعدما وصلوا حاملًا إياها، ثم إتجه بها للمشفى يصرخ بصوته المُخيف:
- عــايــز تروللي هنا .. بـــسُـــرعــة!!!!

ذهب طاقم من الممرضات نحوه بـ فراشٍ صغير الحجم مُتنقل، وضعها فوقه و ظل يسير جواره و القلق لأول نرة ينخُر بعظامه بتلك الطريقة، جلس على ذلك الكرسي الحديدي شديد البرودة كبرودة المكان و كآبتُه، ظل جالسًا عدة ساعات حتى إنتفض على رؤية "زياد" يسير بلهفة في الرواق، وثب و الغضب قد ملأ عيناه، فإتجه ناحيتُه زياد يهتف بأعين ملؤها القلق:
- هي كويسة!!!

لم يشعر بنفسه سوى و هو يُلكمه بعنفٍ لا مثيل له حتى سقط الأخير مُنبطحًا على الأرض، ليهدر به بصوتٍ لفت حولهم الأنظار:
- إيه اللي جايبك هنا يا ***!!! إنت ليك عين تيجي هنا!!

هتف زياد وسط تآوهاته:
- أنا بحبها! و حبيتها من قبلك!

و بـ كُل غلٍ ركل معدته بـ قدمُه بعنفٍ، ثم أمسك بتلابيب قميصُه بحدةٍ يجرُه ساحلًا إياه على الأرضية و هو يتمتم بقسوة:
- أنا هعرّفك إزاي تتكلم على حَرم فهد الصاوي يا ****

ثم مال يقبض على عنقُه بغلٍ حتى ليلكمُه مرة أخرى حتى إستسلم الأخير يقول برجاء:
- خلاص .. خلاص سيبني!!!

دفعُه صارخًا به:
- و عِزة جلالة الله ما هعدي اللي قولتُه ده!!!

و كاد أن يُكمل عليه لولا صرخات طفل صغير أتت من خلفُه، إلتفت بلهفةٍ غزت قلبُه، ليراه محمولًا من قِبل مُمرضة، تباطأت خطواته ناحيتُه و بؤبؤ عيناه يرتجفا، و فورما وقف أمام الممرضة ناولتُه إياه قائلة بإبتسامة:
- سمي الله!!

صُدم عندما وجدها تضعه بين يداه بدون مقدماتٍ، ليستشعر طراوة عِظامُه و غضاضة لحمُه، ضمه لصدرُه يبتسم و عيناه لأول مرة تمتلئ بالدمعات هكذا و هو يراه قد هدأ تمامًا فورما حملُه! همت الممرضة بالذهاب لولا سؤاله الذي خرج مُرتجفًا:
- مراتي .. طمنيني عليها!

- هي كويسة! هننقلها أوضة عادية دلوقتي عشان تقدر تشوفها يا فهد بيه!!!

ثم ذهبت على عجلةٍ، فـ وقف ينظر لصغيرُه الذي أغمض عيناه، ليقرب شفتيه من أذنه هامسًا له:
- الله أكبر .. الله أكبر!!!

ثم طبع شفتيه فوق جبينه بـ قبلةٍ طويلة يتنفس رائحته التي إمتلأت براءة و طُهر!!

* * * *

- تاليا .. سامعاني يا حبيبتي؟
هتف و هو يمسح على بشرتها الناعمة، فتحت تاليا عيناها بين الوعي و اللاوعي تهمس:
- إبني!! عايزه .. عايزه إبني!!

- أطلع أنا برا يعني؟
قالها بإبتسامة، فوضعت كفها فوق كفُه المُثبت على وجنتها:
- لاء خليك جنبي!

قبّل كفها بعشقٍ، ثم نهض و حمل صغيره من فراشه بحذرٍ شديد، ليضعُه داخل أحضانها، إبتسمت تاليا و أذرفت عيناها عِبرات تمسح بإصبعه الذي وسَع وجهه الصغير، تُقبل بشرتُه بالغة الرقة، تنظر له هامسة بغريزتها الأمومية التي فطرها ربها بها:
- يا عُمري .. يا أغلى حاجه في حياتي إنتَ!

إبتسم فهد و لكن سُرعان ما تصنّع الغيرة و هو يقول بضيقٍ زيَّفهُ بإحترافية:
- و أنا جراب موبايل قُدامك يعني و لا إيه!!

- إنتَ حبيبي!!
همست تفرد ذراعها الأيسر له فإبتسم و حاوطها جاعلًا من رأسها جوار رأسُه، يُقبل خصلاتها الناعمة و كف صغيرُه، يهمس بـ بسمةٍ:
- و إنتوا أغلى إتنين في دُنيتي! إنتوا دُنيتي كلها أصلًا!

تمت بحمد الله

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 2 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

انتقام ملغم بالحب - للكاتبة سارة محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن