استاذ فى الحب-٥-

2 0 0
                                    

-5-وقف ايمن امام باب المدير وطرق الباب طرقات خفيفه وبعد فترة قصيره سمع صوتا يدعوه بالدخول ففتح الباب برفق دخل حتى صار امام المكتب وظل واقفا والمدير مشغولا بقراءة بعض الاوراق ثم رفع راسه واخذ ينظر إليه وهو يتفحصه.
مد ايمن يده بالمصافحه وقال له:
-انا الذى راسلتك بالبريد الإلكترونى ياسيدى وقد حددت موعدا للمقابلة الشخصية.
قال شاكر بنبرته الهادئة:
-نعم..نعم..تذكرت اوراقك امامى..انت على ما اظن...
-ايمن زيدان ياسيدى.
-تفضل بالجلوس .
سحب ايمن يده فالمدير لم يصافحه وجلس فى ترقب والمدير عاد ينظر إلى الاوراق ثم قال:
-ليسانس اداب فلسفة و إجتماع وحصلت على دراسات عليا فى علم النفس تقديراتك كلها ممتازة انت ايضا حاصل على درجه الماجستير.
-واعد حاليا رسالة الدكتوراه فقد اوشكت على الإنهاء منها.
-هذا رائع انت مثال للشباب المجتهد.ولكن لماذا فكرت فى هذه الجامعة بالذات للعمل فيها؟
-سيد شاكر انا رجل احب التحدى وروح المنافسة والجامعه بها نخبة رائعة من الاساتذه الذين يملكون الخبرة وكونى اصبح زميلا لهم هذا يعطينى نوعا من التحدى والمنافسة وسوف استفيد من خبرتهم كذلك.
نظر المدير إليه فى إعجاب دون ان يظهره ثم قال:
-يبدوا انك واثق من نفسك وهذا يعجبنى فيك.ولكن اناآسف لن اقبل تعينك استاذا هنا.
-ما السبب سيدى؟
-لانى لا اوظف الشباب عندى وهذا منذ ان انشات الجامعة لا اعين فيها إلا الاساتذه الكبار سنا ومقاما لانهم يملكون الخبرة الكافية للتعامل مع طلبة فى هذه السن الخطرة ولكنك شاب مثلهم قريب منهم فى السن لا تملك التحكم فيهم ولا السيطرة عليهم .
نظر اليه وقال معترضا على ما قال:
-اختلف معك فى الراى سيد شاكر هؤلاء ليسوا اطفالا إنهم شباب بحاجة إلى من يفهمهم لا ان يسيطر عليهم.
-لا يهمنى رايك على اية حال..فانا لن اخالف قوانين الجامعة اعتقد ان المقابلة انتهت.
قال له بلهجة. التحدى.
-لكنك مضطر ان تخالفها هذه المرة سيد شاكر.
ظل المدير محتفظا بهدوئه وقال:
-ما الذى يجبرنى؟
-مصلحة طلابك سيدى..التى تحرص عليها دائما..على ما اعتقد ان استاذ الفلسفة احيل إلى التقاعد منذ عدة ايام وليس لديك الوقت لكى تبحث عن استاذ غيره الدراسة بدات من اكثر من اسبوع والطلبة متاخرين فى المنهج فليس من صالحهم الإنتظارحتى تجد استاذا اخر.
-يبدو انك متابع جيد لاخبار الجامعة..ولكنك تتحدث معى بجراة كبيرة هل اعتبر هذا تحد لى.
-انت رجل تحب التحدى وانا مثلك تماما .
-ممتاز..ممتاز جدا.
اخرج من درج مكتبه بعض الاوراق وقال له.
-ستوقع العقد حتى نهاية العام إن اثبت جدارتك سامد لك مدة العقد اما إن فشلت...
-ساجمع اغراضى وارحل من هنا.
-حسنا..إقرأ العقد ثم وقع.
شعر ايمن بزهوة الانتصار لقد كسب التحدى الذى بينه وبين السبد شاكر هذا الرجل العنيد..المغرور.
القى نظرة سريعة على الاوراق ثم وقع عليها.
ساله ان كان يقيم هنا ام لا وحين علم انه ليس من اهل المدينه قال له بامكانه ان يسكن فى السكن الجامعى.
بعد ان وقع ايمن على العقد وقف وهو يمد يده بمصافحة المدير قبل ان يغادر مكتبه،نظر إليه المدير ثم وقف ولم يصافحة بل قال له بنبرته الهادئة وتعبير وجهه الذى لايتغير .
-إستاذ ايمن..لقد صرت الآن فردا من اسرة جامعة المستقبل
وعليك ان تعرف ان هذه الجامعة بنيت على الإلتزام والشرف وإحترام القانون عشرون عاما منذ إنشائها لم يسبق لاحد ان إخترق القانون اوخالف النظام..وانت كاستاذ عليك ان تكون قدوه لطلابك فتكون اكثر منهم إلتزاما وإحتراما للقوانين.
وبعد ان انهى كلماته مد يده وصافح ايمن قائلا:
-اتمنى لك التوفيق.
*فى صباح يوم الجمعة وصل ايمن إلى المطعم وكان معه حقيبته جلس على الطاولة وكان المطعم به الكثير من الزبائن على خلاف الايام السابقة..بعد قليل جائه رزق ولكنه على غير عادته كان يبدو عليه الحزن لاحظ ايمن هذا لكنه لم يساله وطلب منه فنجالا من القهوة..بعد وقت جاء رزق بالقهوة وطوال الوقت كان صامتا لم يتكلم..قبل إنصرافه اوقفه ايمن  وساله :
-ماذا بك يارزق؟لست معتادا ان اراك صامتا هكذا اين فضولك واسئلتك التى لا تنتهى..
كان يستمع إليه وهوصامتا وبعد فتره ساله :
-لما تحمل حقائبك هل ستسافر؟
تهللت اساريره بالسعادة وصاح قائلا :
-نعم هذا رزق الذى اعرفه الفضولى..انا لست مسافرا انا فقط تركت الفندق.
-هل اشتريت بيتا ام إستأجرته؟
-لا هذا ولاذاك الوظيفة التى إلتحقت بها يوجد فيها سكنا للوافدين ساقيم فيه طوال فترة عملى.
-معنى هذا انك قوبلت فى عملك..
نسى رزق حزنه وبدت عليه السعادة وقال:
بهذه المناسبة السعيدة سيقدم مشروبات مجانية لزبائنه هنئه ثم ساله عن الوظيفة فقال ايمن:
-ساعمل استاذا.
-كان يجب علي ان افهم هذا ستعمل استاذا للموسيقى فى اية مدرسة.
ضحك ايمن واخبره انه سيعمل استاذ في الجامعة يدرس مادة الفلسفه .
*كان الاصدقاء الثلاثة قد اتوا إلى المطعم وجلسوا على إحدى الطاولات القريبة من الطاولة التى يجلس عليها ايمن،ذهب رزق اليهم ليحضر لهم مايطلبون ثم عاد إلى ايمن الذى طلب منه الجلوس وعاد ليساله مجددا.
-إسمح لى ان اكون فضوليا هذه المرة واسالك ماذا بك اليوم ولا تنس من شروط الصداقه ان نكون صرحاء معا..إحك لى عما يضايقك ربما إستطعت مساعدتك.
-وماذا تريدنى ان اقول..الا ترى بنفسك.
نظر ايمن فى وجه رزق وجدبه اثار اصابع تاركة علامة على خده ففهم الامر وقال كانه يعرف ماحدث.
-اهو انت السخيف التافه الذى ضايق كامليا هذا الصباح فتلقى منها صفعة على وجهه عقابا له :
نظر اليه فى غرابه وقال.
-انا سخيف وتافه.
-لست انا من قال ذلك بل هى التى قالت.
-يبدو انك تعرف كل ماحدث ،كنت ذاهبا وانا معى هدية حاولت ان ابدى إعجابى بها فما كان منها إلا ان ثارت فى وجهى و.....
-هل تحبها..
-كنت احبها..كنت اذهب إليها كل يوم القى عليها تحيه الصباح وكانت فى كل مرة تتحدث معى بقسوة وتطردنى من متجرها
ولكنى لم اياس حتى هذا اليوم إنها إمرأة معقدة بسبب تصرفاتها هذه بقيت لهذا الوقت من دون زواج ولا اظنها ستتزوج ابدا.
كان يتحدث بانفعال و غضب وايمن يستمع إليه بإنصاط ثم اكمل حديثه.
-لقد كنت اساعد والدى فى عمله لاعاونه على تربية اخوتى وبعد وفاته تحملت مسؤلية المطعم وحدى ومضى بى العمر ونسيت ان اتزوج حتى اصبحت وحيدا وعندما قابلتها شعرت باشياء تحدث لى لاول مرة تمنيت ان اتزوجها واقضى معها بقية حياتى.
-هل اخبرتها بذلك.
-لم تكن تعطينى الفرصة انا ايضا اعترف انى رجل لا اجيد التحدث بكلمات الحب والرومانسية..هل تصدق انى رجلا فى الاربعين من عمرى و لم يسبق لى ان تحدثت إلى فتاة..انا ليست لى تجارب فى الحب ولا اعرف كيف اغازل إمرأة ربما كانت كلماتى سمجة وسخيفة ولكنها ايضا ليست إمرأة صغيرة إنها ناضجة ولا اعتقد ان كلمات الغزل تؤثر فيها.
-لا يارزق لاتوجد إمرأة ايا كان عمرها لاتطريها كلمات الحب والغزل ولكن ربما ظنت انك تعبث معها وربما يكون هذا إختبار لك لكى تتاكد إذا كنت جادا معها ام لا ..إذا كنت تحبها بصدق فلا تياس وحاول من جديد اعتبر انها معركتك ولا ينبغى لك ان تنسحب قاتل لاخر لحظه من اجل الفوز بقلبها عليك ان تخرج من هذه المعركة منتصرا.
-وإن لم استطع ان اجعلها تحبنى.
-انت لا تعرف قوة الحب بإمكانها ان تهزم جيوشا كم من عظماء انتصروا فى اقوى المعارك وانهزموا امام الحب ..
*كان الاصدقاء الثلاثة يستمعون إلى هذا الحديث الذى دار بين ايمن ورزق واخذوا يبدون إعجابهم بما سمعوا وخاصة كريم وعلق على هذا قائلا لصديقيه.
-يبدو ان هذا الرجل له تجارب عديده اكسبته هذه الخبرة
"سمير"وانا افوافقك الراى ايضا إنه يتحدث عن تجربة.
"هانى"هذا ليس من شاننا وليس من اللا ئق التنصت على ما يقوله الاخرون.
"كريم"نحن لا نتنصت على احد نسمع حديثهم لاننا قريبين منهم والحق ان حديثه شيق جدا مارايك ان نذهب ونتعرف عليه
"هانى"كريم كيف تريدنا ان نذهب إلى شخص لا نعرفه ونتطفل عليه.
"كريم فى ضيق"دعنا إذا نجلس هكذا ننظر إلى بعضنا البعض ونحتسى المشروبات،لولم استمع اليك لكنت الآن جالسا مع مونيكا بدلا من جلوسى معكم .
"هانى فى عصبية"هكذا صرت انا المخطئ..انت محق كان يجب علي ان اتركك تقابل فتاة قابلتها بالصدفة وتعرض نفسك للطرد من الجامعة.
كاد ان يحدث شجار بين كريم وهانى وحاول سمير ان يهدئهما ويصلح بينهما حتى جلس الإثنان فى هدوء ولكن كريم وقف لكى يتركهم وينصرف لولا انه سمع شيئا جعله يتوقف.. لقد سمع صوت موسيقى تعزف وكانت الحانها رائعة فجعلتهم جميعا يهدئون وهم ينظرون بإتجاه الصوت فرأوا ايمن الذى وقف بعيدا وهو يحمل الكمان ويعزف لحنا ناعما.
#بقلمى

#بقلمى

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
استاذ فى الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن