استاذ فى الحب -٣-

3 0 0
                                    

-3-استيقظ كريم متاخرا فقام بسرعة ليرتدى ملابسه ويلحق بصديقيه ومن شدة إستعجاله كان يكمل ارتداء ملابسه اثناء سيره،كان كريم يمر كل يوم من جانب الصور الخلفى الذى يمنع المدير الإقتراب منه،وكلما مر من امامه كان يدفعه الفضول لمعرفة السبب وراء ذلك..لماذا هو مغلق رغم ان خلفه حديقة رائعة وتبدو انها اكبر بكثير من حديقة الجامعة،ظل واقفا لفترة لكنه تذكر ان عليه الذهاب لحضور التمرينات الرياضة.
فى اثناء جلوسهم فى قاعة الطعام سال هانى عن تلك البوابة ربما يعرف لكن هانى لم يكن متاكدا من تلك المعلومة التى سمعها ان خلف هذا الصور يوجد معهد خاص بالفتايات وان هذه الحديقة الكبيرة تفصل بينه وبين الجامعة وقد اغلق المدير هذا الصور حتى لا يعبر احد الطلبة من خلاله ويتسلل إلى هناك ..قال كريم مخاطبا نفسه:
-يبدو ان هذا المدير لديه مشكلة مع الفتايات او النساء عموما..ترى ما السبب.
-لا شان لنا بذلك ولا تشغل نفسك بالتفكير فيما لا يخصك.
لم يتوقف كريم من المرور من جانب الصور كل يوم وهو ينظر عبر قضبانه الحديدية على الحديقة،فى احد المرات كان يسير بجانب البوابة وهو ينظر إلى الحديقة ،فى هذه المرة لفت إنتباهه شيئ..فاقترب منها اكثر واخذ ينظر عبر السياج الحديديه فرأى فتاة من بعيد تقطف الازهارمن الحديقة وقد علقت معطفها على الصور..إتسعت عيناه وهو يفتح فمه فى ذهول وعلى وجهه إبتسامة بلهاء وصاح فيها قائلا:
-ماذا تفعلين ايتها اللصة؟!
إلتفتت الفتاة ناحية الصوت فرأته واقفا خلف الصور وهو يحدق فيها وبتسامته البلهاء على شفتيه رمقته بنظرة حادة والغضب مرسوم على وجههاوقالت له بصوت حاد.
-وما شانك انت ايها الابله.
واخذت تمطره بوابل من السباب والكلمات المهينه وكلما رأته مبتسما إستفزها ذلك اكثر ولم يسكتها سوى صوت إحدى صديقاتها وهى تناديها"مونيكا"اسرعى لقد تاخرنا" .إقتربت من الصور وهى تمد يدها لتلتقط معطفها فكانت فرصة سانحة لكى يقبض بيده على معصمها بقوة لم تستطع ان تفلت يدها منه كانت قبضته قويه صاحت فى وجهه "اترك يدى"تجاهل كلماتها وبقى ممسكا معصمها بقوة وما زال يبتسم تلك الإبتسامة البلهاء وهى تحاول ان تخلص يدها ولكن دون جدوى ،وظل يحدق فيها ثم ترك يدها التى كانت تؤلمها فنظرت إليه بغضب وحنق وهى تقول له "غبى..ابلة"ثم ذهبت وهى ترقد لتلحق بصديقاتها. ورغم إبتعادها ظل واقفا وعلى وجهه نفس التعبير الغريب ثم قال بصوت هائم.
-مونيكا ..كم انت شرسة ولكنك جميلة.
لقد ذهبت ونسيت ان تاخذ معطفها فمد يده واخذه وهو يضمه إليه وفجأة تذكر ان عليه الذهاب لحضور المحاضرة فظل يرقد حتى قاعة المحاضرات .
*بعد إنهاء المحاضرات ذهب الطلبة لتناول الغداء ثم تجمعوا فى الساحه ليقضوابعض الوقت،ذهب الثلاثة ليجلسوا فى الحديقة فى ذاك المكان الدائرى الذى يتوسط الحديقة وسقفه على هيئة مظلة،جلس الثلاثة على الصور وهما ينظران إلى كريم فى غرابة فقد لاحظوا انه طوال اليوم وهو يحمل على يده معطفا فساله سمير:
-ماهذا المعطف الذى تحمله منذ الصباح؟لا اظنه معطفك.
-هذا معطف مونيكا.
زادت دهشتهما اكثر ونظر سمير إلى هانى وهما يرددان فى آن واحد"مونيكا"
وبدأت الاسئلة تلاحقة يريدون ان يعرفوا من هى وكيف عرفها ومتى واين..فحكى لهما عما حدث معه وهم يصغون إليه..وبعدان انتهى ساله سمير.
-ماذا ستفعل بهذا المعطف؟
اجاب فى لؤم:
-سيكون سببا فى لقائى بها مرة اخرى ..لقد اعجبت بها كثيرا..واريد ان اتعرف عليها اكثر.
"سمير"بعد كل ما قالته لك من كلمات سب وتجريح تقول انك معجب بها..يبدو انهافتاة سرشة..
"كريم مبتسمافى هيام"احب هذا النوع من الفتايات إنها جميلة وشرسة ومغرورة حب فتاة بهذه الصفات ليس سهلا ابدا.
نظر سمير إلى هانى الذى كان يسمع لهم فى صمت ولم يفتح فمه بكلمة واحده وقال:
-مارايك ياهانى فيما قاله كريم؟!
-لا يعجبنى ماسمعت انت تريد ان توقع نفسك فى المشاكل..ما الذى جعلك تذهب ناحية البوابة الم يحزر المدير من الإقتراب منها..كيف سمحت لنفسك ان تضايق فتاة من فتايات المعهد ماذا لو انها وشيت بك ستجد نفسك فى مشكلة .لم يعجبه ما سمعه من هانى وقال فى لا مبالاه.
-انت تضخم الامور وتعطيها اكبر من حجمها..ما المشكلة إذا تحدثت مع فتاة وذهبت لاقابلها..ياصديقى منذ ان جئنا الى هنا لم ار فتاة واحده تكسر هذا الملل الذى نعيشه داخل هذه الجامعة .
"هانى"هل جئت إلى هنا لتدرس ام تلهو مع الفتايات
"كريم"انت تقول هذا لانك لم تجرب، الفتايات كالازهار لا تحلو الحياة من دونهن وانا اعشق الجمال كيف اراه امامى واغلق عيناى واحرم نفسى من النظر إليه.
"هانى"انت مجنون..
-حسنا دع العقل لك واتركنى انا لجنونى، هانى..اسمع نصيحة من مجنون مثلى لايمكن لشخص ان يظل عاقلا ويفكر طوال الوقت لإنك إذا فكرت لن تفعل شيئا سوى انك ستهدر وقتك.
"هانى"ماذا لوعلم المدير.
-ومن يخبره لا اعتقد انك ستفعل ذلك.
وجه هانى حديثه إلى سمير وساله عن رايه لانه هو الاخر ينوى الذهاب لمقابلة صديقته وكان متفقا جدا مع كريم فنظر لهما فى اسى وقال:
-انا لا اريد إلا صالحكما انتما تضربان بكلام المدير عرض الحائط تظنانه يهدد ليخيفكم فقط لكنه غير كذلك لقد ذكرت لكم سابقا عن الطالب الذى تم طرده من هنا امام الجميع وتسبب فى دمار مستقبله اتعرفون ما السبب ماالجرم الذى ارتكبه لا شيئ لقد احب مثلكم وكان يحلم مثلكم وانا لا اريد لكم هذا المصير.. الاحلام والحب يمكن ان تؤجل فلا تخاطروا بمستقبلكم.
كانت كلمات هانى صادقة تنبع من قلبه ومن حبه لهم لكنها صادمة اطاحت باحلامهم ومختطاطهم فطوى كريم المعطف ووضعه جانبا واخرج سمير قصاصة الورق المدون عليها عنوان صديقته ظل ينظر فيها ثم اعادها إلى جيبه ورتسم على وجهيهما علامات الإحباط.

كانت كلمات هانى صادقة تنبع من قلبه ومن حبه لهم لكنها صادمة اطاحت باحلامهم ومختطاطهم فطوى كريم المعطف ووضعه جانبا واخرج سمير قصاصة الورق المدون عليها عنوان صديقته ظل ينظر فيها ثم اعادها إلى جيبه ورتسم على وجهيهما علامات الإحباط

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
استاذ فى الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن