استاذ فى الحب-١٢-

1 0 0
                                    

-12-فى يوم الجمعه غادر الطلبة الجامعه وبقي هانى فى غرفته دخل ايمن عليه وجده مستغرقا فى الكتابه جلس بجانبه فى هدوء حتى لا يخرجه من افكاره وأخذ يراقبه وهو يكتب وبعد وقت شعر هانى بوجوده فاحس بالحرج وعتذر لعدم تنبه له ازال ايمن عنه هذا الشعور وساله عن القصه التى يكتبها وعن محتواها فاجابه انها تحكى عن الحب والصداقه
وكيف نفرق بينهما حين يعتاد الإنسان لوجود شخص ما فى حياته قد يظن ان هذا حب ولكنه يكتشف ان ماكان يشعر به مجرد صداقه بعد ان قابل الحب الحقيقى فى حياته.
ابدى ايمن إعجابه بالفكره وطلب ان يقرا ماكتب اسعده كثيرا هذا لانه بحاجةإلى شخص مثقف وقارئ جيد مثله كى ياخذ رايه فيما يكتب..اخذ منه القصه قبل ان تكتمل على ان يقراها ويبدى ملاحظاته له وسوف يعيدها فى المساء وعليه الآن ان يستعد لكى يشرح له بعضا مما فاته من المحاضرات فى فترة غيابه..بعد ان شرح له المحاضرة التى فاتته تركه وذهب إلى غرفته واخرج جهاز الحاسوب الشخصى محاولا ان يكتب شيئا فى الرسالة،وبعد دقائق سمع طرقات على الباب لكنه لم ينتبه إليها ففتح الباب ودخل مراد وقال
-انت هنا ظننتك غادرت..
-لا لم اغادر وجدتها فرصة لانجز شيئا فى رسالة الدكتوراه
-طالما انت هنا لن تنتهى منها ابدا لانك مشغول طوال الوقت مابين المحاضرات والانشطه ومشاكل الطلبة التى تغرق نفسك فيها حتى يوم إجازتك تكون مشغولا متى ستعيش لنفسك .
-مراد انا سعيد بحياتى هكذا .
-ولكن الإنسان بحاجة إلى الراحة ..انا ذاهب لقضاء إجازتى ساقوم بجوله فى المدينة ما رايك ان تاتى معى.
اغلق ايمن الحاسوب وقال
-إذهب انت واستمتع بوقتك اما اناساذهب إلى النادى وعدت الدكتور عزيز ان التقى به هناك.
ذهب ايمن إلى النادى وجلس على إحدى الطاولات وكان معه قصة هانى فاخذ يقرؤها ولم يشعر بالوقت وهو مستغرقا فى القراءة فالقصة اعجبته كثيرا واسلوب هانى رائعا.
قطع عليه قرائته صوت مالوف يناديه من قريب رفع عينيه من على الاوراق فراى امامه عزيز وقف وسلم عليه بحفاوة ودعاه الاخير بالإنضمام إليه واسرته..ذهب ايمن معه إلى الطاوله حيث تجلسان الدكتوره سوسن زوجته ومايا إبنته سلم عليهما وقال عزيز مخاطبا زوجته.
-هاهو الاستاذ ايمن الذى حدثتك عنه.
بعد كلمات الترحيب نظر ايمن إلى مايا وقدم لها زهرة وقال بصوت مهذب.
-هل تقبلينها منى
إرتبكت وترددت كثيرا قبل ان تمد يدها وتاخذها منه بعد تشجيع من والدها ان تاخذها..سالته والدة مايا عن سر هذه الزهره التى يقوم بتقديمها لكل من يقابله.
-إنها تعبر عن الصداقة وانا اعتبر ان كل انسان اتعرف عليه صار صديقا لى
"عزيز"ونحن من الآن صرنا اصدقاء اليس كذلك يامايا.
صمتت مايا ولم تعلق نظر إليها ايمن وقال بصوت خافت
-هل اعتبر هذا رفضا ام قبول .
ظلت صامته ولم تجبه ولكنها حاولت ان تغير الحديث فقدمت له الكتاب وشكرته إبتسم وقال لها.
-إبقيه معك فهو هدية منى
-اسفة انا لا اقبل الهدايا واعتقد ان هذا الكتاب به شيئ يخصك
اثارت كلماتها دهشته ولم يفهم ماذا تقصد..فتحت إحدى صفحات الكتاب حيث كانت موضوعة بداخله زهرة جافة من ازهار عباد الشمس وورقة مطوية فتحها ببطئ ليلقى نظرة بداخلها ثم طواها بسرعة وبدى على وجهه التاثر لكن مايا كانت تظن انه كتب هذه الورقة لها لذلك كانت مستاءة جدا وحين فهم ايمن ذلك قال لها
-وماذا لو كنت كتبتها لك.
-تكون قد تجاوزت حدودك
-للمرة الثانية تسيئين الظن بى هذه الورقة لم اكتبها لكى ولا لغيرك إنها...
لم تدعه يكمل جملته وقالت
-لا اريد ان اعرف انه شيئ يخصك اسفة على سوء ظنى واشكرك لاعارتك الكتاب لى
-من شروط الصداقة لا شكر ولا إعتذار.
إبتسمت إبتسامة خجولة ولاحظت ان معه بعض الاوراق فسالته عنها اجابها انها روايه سالته إن كان هو من كتبها اجابها ..كتبها احد طلابه واخذها ليقراها ويبدى رايه فيها.
-يبدو انكى تحبين القراءة كثيرا.
"عزيز"مايا تقضى معظم وقتها فى القراءة وسماع الموسيقى
"ايمن"يبدو ان بيننا اشياء مشتركة
"مايا"هل تحب الموسيقى
-احبها كثيرا واعزف على الكمان
-صحيح هل يمكن ان تسمعنى شيئا
-لم احضر الكمان معى فى المرة القادمة
اخذه الحديث مع مايا وهى ايضا وجدت ان هناك اشياء مشتركه بينهما يمكن الحديث فيها وكان والداها ينظران إليها وهى تتحدث مع ايمن ولاول مرة منذ وقت طويل يرى ابنتهما تبتسم واخذ عزيز يهمس لزوجته ويقول لها
-انه ساحر حقا لقد جعل مايا تعود كما كانت لاول مرة منذ فترة طويله ارى إبتسامتها اراها تتحدث بهذا الشكل هل يمكن لايمن ان يفعل لمايا ما عجزنا نحن عن فعله ؟هل يمكن ان يجعلها تعود مايا لما كانت عليه فى السابق.
-ذهب هانى مكتب ايمن واستاذنه بالدخول رحب به ودعاه للجلوس اصابت هانى الدهشة وهو يرى ايمن ينظر إليه وكانه يفكر فى شيئ ظن ان القصة لم تعجبه ولا يريد ان يصدمه فاراد ان يطمئن وساله
-القصة لم تعجبك..هل لديك اى ملاحظات عليها .
كان ابمن شارد الذهن كانه لم يسمعه لكنه تنبه اخيرا وطلب إعادة ما كان يقوله فاعاد على مسامعه ما قاله طمأنه ايمن بان القصة رائعة واسلوبه شيق ويستخدم مفردات كلمات راقيه إنها بداية موفقه تنبئ عن ميلاد كاتب ممتاز..اسعدته تلك الكلمات المشجعه وفرح بها كثيرا تذكر والده فى تلك اللحظه حين كان يقرأ ما يكتبه ويطرى عليه بكلمات التشجيع التى تجعله يتحمس اكثرساله ايمن عن عنوان القصة لم يكن هانى قد استقر على اسم لها فقال له ايمن.
-ما رائيك ان تسميها قلوب حائره.
ابدى هانى إعجابه بالإسم ووافق عليه.قطع حديثهما رنين الهاتف الخاص بايمن اخرجه ونظر إلى اسم المتصل الدكتور عزيز قبل ان يرد عليه إستاذن هانى بالإنصراف وهو يحمل قصته بين يديه سعيدا بما سمعه من استاذه .
وبدء يتحدث مع عزيز طلب منه ان يزوره فى البيت يريد التحدث معه اعطاه موعدا واغلق الهاتف..بقى يفكر ترى ما الامر الذى يريده فيه؟
*فى الموعد المتفق عليه كان ايمن فى بيت الدكتور عزيز حيث إستقبله بترحاب شديدوبدى على وجه ايمن الإهتمام، صمت الدكتورعزيز لحظات كانه يبحث عن مدخل للحديث ثم قطع صمته وقال:
-اريد ان احدثك بخصوص مايا وجدتها فرصة انها خرجت مع والدتها وطلبتك فهذا لا يحدث كثيرا فمايا دائما فى غرفتها ولا تذهب إلى اي مكان المرة التى جائت فيها معنا فقط لانها علمت انك ستاتى فقبلت المجيئ معنا كى تعيد لك الكتاب .
عاد لصمته مرة اخرى وايمن يستمع إليه باهتمام ثم واصل حديثه قائلا:
-اول مره منذفترة طويلة ارى إبتسامة ابنتى وقد عادت إليها كنت الاحظها وهى تتحدث معك كانها عادت مايا التى كانت قبل عام مضى..مايا الفتاة المرحة المبتسمة دائما التى كانت ضحكتها تملا حياتنا بهجة وسعادة تحب السهر والإحتفالات ولكن الآن كما تراها حزينة دائما لا تتحدث مع احد ليس لديها اصدقاء تبقى فى غرفتها طوال الوقت لا تذهب معنى إلى اي مكان حتى عيد ميلادها ترفض ان نحتفل به.
بعد ان إستمع اليه قال:
-من الواضح انها تمر بحالة إكتئاب ولكن ما سبب هذه الحالة.ولماذا لا تعرضها على طبيب نفسي ..
قال بنبرة حزينه.
-لقد مرت بصدمة كبيرة اصابتها بازمة نفسبة أدت بها الى الإكتئاب
اصابته الدهشة لان مايا ما زالت صغيرة اى صدمة يمكن لفتاة ذات التاسعة عشر عاما ان تتعرض لها إلا إذا كانت صدمة عاطفية.
صمت الاب جعله يتاكد ان ظنه فى محله إنها صدمة عاطفيه فاراد ان يهون عليه واخبره ان كثيرا من الشباب فى هذه السن يتعرضون لصدمات عاطفيه لقلة الخبره والتسرع فى العلاقات قاطعة عزيز وقال.
-ليست الصدمة كما ظننت..لقد احبت شابا وهى مازالت فى المرحلة الثانوية احبته كثيرا وتعلقت به وهى بطبيعتها فتاة رومانسية ومشاعرها مرهفه إذا احبت احبت بعمق بكل كيانها
هو ايضا احبها كثيرا كان يكبرها بعدة اعوام وحين تقدم لخطبتها كنت ووالدتها نرفض مبدء الإرتباط فى هذا السن وحاولنا ان نقنعها ان نؤجل هذا حتى تنتهى من الثانوية العامة كنا نامل أن تدخل كلية الطب وكانت رغبتها ايضا لكنها عنيده ولم تنصاع لنصائحنا لم نكن معترضين عليه فهو شاب جيد على خلق وامام اصرارها قبلنا بالخطوبة على ان هذا لن يشغلها عن الدراسة.اقمنا حفل خطوبة عائلى وكانت فى قمة سعادتها وبعد شهر جاء عيد ميلادها وهى حريصة على الإحتفال به كل عام مع صديقاتها والعائلة وهذا العام سيكون مميزا جدا لان خطيبها سيشاركها الإحتفال..اقمنا لها إحتفالا رائعا دعت فيه كل صديقاتها ومجدى خطيبها بالطبع وكان قدتاخر ورفضت ان تطفئ الشموع حتى ياتى إتصلت به اخبرها انه عالق فى الطريق فهو مزدحم للغايه لكنه سيفعل المستحيل كى ياتى انتظرته طويلا وبدأ الحاضرون فى المغادرة والحقيقة اننا قلقنا لتاخره واخذت تتصل به دون جدوى وفى اخر محاوله وهى تتحدث فى الهاتف فوجئنا بها تصرخ فى إنهيار انتابنى القلق واخذت منها الهاتف لاعرف ماذا حدث سمعت صوت احدهم يخبرنى ان صاحب الهاتف وقع له حادث سير وهو الآن فى المستشفى بين الحياة والموت..ذهبنا بسرعة إلى هناك كانت حالته صعبة جدا اقبلت نحوه بلهفة وهى تبكى كان يتحدث إليها بصوت ضعيف والدماء تملأ وجه قدم لها علبة صغيرة كان مطبقا عليها بيده إنها هديه عيد ميلادها بعدها دخل غرفة العمليات ودخلت معه بصفتى جراح كانت حالته ميؤس منها نزيف حاد فى المخ لم نستطع ان نوقفه وفارق الحياة لم تتحمل الصدمة إصيبت بإنهيار عصبى ظلت شهورا تعالج منه وبعدها تحسنت قليلا نصحنى الطبيب ان ابعدها عن اى شيئ يذكرها به فانتقلنا إلى هذه البلده لنعيش فيها صحيح انها عادت لدراستها ولكنها لم تعد كما كانت فشلت كل المحاولات كى انسيها حزنها.. كان ايمن متاثرا جدا بما سمعه الى حد ان الدموع لمعت فى عينيه اعتذر عزيز انه حدثه فى امر قد لا يخصه لكنه حين راى ابنته إرتاحت الى الحديث معه ظن ان قربه منها قد ينسيها حزنها ويعيدها إلى طبيعتها خاصة وهو يرى مدى تاثيره على كل من حوله ظل ايمن صامتا لفتره يحاول فيها ان يتماسك ويغالب دموعه ثم قال له بصوت مختنق
-دكتور عزيز لقد لجأت للشخص الخطأ لايمكن لمجروح ان يداوى مجروحا مثله كل مااستطيع ان اقوله لك لا تحاول ان تجبرها على النسييان لان الامر ليس بيدها دعه للزمن لن يخرجها من حزنها إلا حبا كبيرا يجعلها تنسى الالم حب يمنحها السعادة صحيح ان الحب سبب لها الالم لكنه يمنح السعادة وانا ساحاول ان اساعدها قدر إستطاعتى
إعتذر له عزيز انه اقحمه فى مشكلته وهو يعلم حجم مسؤلياته التى يحملها على عاتقه.لكن ايمن وعده ان يقف بجانبه ويساعد مايا على تجاوز حزنها .

لكن ايمن وعده ان يقف بجانبه ويساعد مايا على تجاوز حزنها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
استاذ فى الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن