-13-سعات قليلة ويبدء العام الجديد يمر على الطلبة كأي يوم عادي ولكن هذا العام مختلف بالنسبة إليهم فى وجود استاذهم الذى ازاح الخوف عن قلوبهم وتعلموا منه ألا يوجد مستحيل هناك امور صعبة ولكنها ليست مستحيله يمكن ان نجعلها ممكنه بمزيد من الجهد.. فى اثناء تدريب الموسيقى ابدوا رغبتهم فلاحتفال بالعام الجديد يكفى انهم لن يقضوه مع اسرهم ولكن يعتبرون انهم هنامع زملائهم واصدقائهم يمكنهم ان يحتفلوا معا وعدهم ايمن انه سيتحدث مع المدير فى هذا الامر . فى المساء كان ايمن واقفا فى شرفة غرفته حيث راى المدير وهو فى طريقه للمغادره غادر غرفته بسرعة وذهب مسرعا ليلحق به وحين إقترب منه ناداه"سيد شاكر"توقف ولم يلتفت إليه..تقدم ايمن نحوه وشاكر واقفا ينظر إليه فى صمت منتظرا ان يعرف منه لما يناديه كان ايمن واضعايديه خلف ظهره وحين اصبح مواجها له مد يده امامه وهو ممسكا بشيئ نظر إليه شاكر وقال فى غير إكتراث: -ماهذا؟ -إسمح لي سيدى ان اقدم لك هذه الهدية البسيطة بمناسبة العام الجديد. ظل شاكر ينظر إليه ولم يهتم بشان الهديه لكن ايمن تابع حديثه قائلا: -نحن نقدم الهدايا للاشخاص القريبين منا وانت هنا بمثابة الاب لنا جميعا،عاما سعيدا سيد شاكر. اخجلته كلمات ايمن عن رفضه للهديه واضطر إلى اخذها منه وهو يرد إليه التهنئه واثناء تقدمه فى سيره اوقفه ثانية وهو يساله: -اريد ان اسال سيد شاكر لماذا لا ارى اى مظهر من مظاهر الإحتفال بالعام الجديد. إجابه برزانته وهدوئه المعروف بهما. - لم يطلب احد منى رغبته ان يحتفل -لم يطلبوا ذلك لانهم يخافون منك سيد شاكر -وانت..لا تخاف منى؟ اجابه فى ثقة: -انا لا اخاف من احد طالما اراعى ضميرى ولا افعل إلا ما اراه صحيحا..ويرضى عنه قلبى. -ومالذى تريده الآن؟ -ان يحتفل الطلبة بالعام الجديد وارجو ان تسمح لهم بذلك. -حسنا يمكنكم الإحتفال ولكن خارج الجامعه وارجو الا يسئ احد إلى سمعة الجامعة ولا يخترق النظام والقوانين..ممنوع التاخر عن الساعة العاشرةوإلا ستكون انت المسؤل امامى. -بالطبع سيدى لن يخالف احد القانون. كانت فرحة الطلبة كبيرة حين اخبرهم ايمن انهم سيحتفلون بالعام الجديد لقد وافق المدير على ذلك ولكن كانو معترضون على عودتهم مبكرا فى اى مكان الإحتفال يبدا فى وقت متاخر ويمتد حتى منتصف الليل فكيف يعودون فى العاشره اجابهم محاولا ان يبسط لهم الامر. -سنقيم إحتفالا خاصا بنا يبدء مبكرا وينتهى قبل العاشرة وستفعلون فيه كل شيئ ستعزفون الموسيقى وترقصون وتغنون وتستمتعون بوقتكم. "كريم"واين المكان الذى سنفعل فيه كل هذا -لا يهم المكان ولا الوقت المهم ان نكون معا..المهم ان نشعر جميعنا بالسعادة ونحن نستقبل عاماجديدا . *قام ايمن بزيارة بيت الدكتور عزيز وطلب رؤية مايا اخبره عزيز وهو حزين جدا ان مايا فى غرفتها تغلق على نفسها ولا تتحدث مع احد يبدو ان حالة من الإكتئاب اصابتها فهذه المناسبة تذكرها بخطيبها حيث كانا يحتفلان بليلة راس السنة.إنها تعيش على ذكرياتها معه رغم انها قليلة إلى انها لا تستطيع نسيانها. كان يستمع إليه وهو يشعر من داخله بالالم وقال لعزيز . -ساخرجها من غرفتها. -لا تتعب نفسك لقد حاولت انا ووالدتها بلا فائدة. -دعنى احاول واستاذن فى ان يذهب إلى غرفتها..قاده عزيز إلى غرفة إبنته وظل واقفا معه ليرى كيف سيجعلها تفتح الباب..امسك ايمن بآلة الكمان وبدء يعزف لحنا حزينا وهومغلق العينين وعزيز واقفا ينتظر ماالذى سيحدث، بعد فتره لم يصدق فيها ان مايا فتحت باب غرفتها حينها توقف ايمن عن العزف وفتح عينيه وهو ينظر إلى مايا التى يبدو عليها اثار البكاء ما زالت آثار دموعها على خديها لم تجف مد ايمن إصبعه ليزيح دمعة نزلت منهاوابتسم لها وقال : -إذا كنتى تودعين عاما مضى بالدموع فودعى معه احزانك وآلامك واستقبلى عامك الجديد ببتسامة وتفاؤل لو كانت الدموع تعيد الينا من تركونا لكنت جمعت دموع العالم وبكيتها حتى يعود إلي كل من رحلوا. -هل جئت لتقول لى ذلك. -بل جئت لكى ادعوك لحفل صغير ساقيمه للطلبة بمناسبة العام الجديد -آسفة لن اقبل دعوتك اخبره والدها انها رفضت ان تذهب معه ووالدتها للإحتفال واضطروا ان لايذهبا الى اى مكان حتى لا يتركوها وحدها -وانا ايضا إذا رفضتى المجيئ سالغى الإحتفال وستكونين سببا فى حزن الطلبة الذين ينتظرون هذا الإحتفال هل يمكنك ان تكونى سببا فى كسر قلوبهم -ارجوك لا تحاول معى لن اكون سعيده -ارجوكى مايا خمس دقائق فقط لا اريد منك اكثر من ذلك وانا واثق انك ستكونين سعيدة إنهم شباب فى مثل سنك سوف تستمعين معهم ويكفى انك ستكونين سببا فى سعادتهم . *قرر ايمن إقامة حفل راس السنة فى حديقة ماتى- اوماتليدا جارته قديما؛ سبق الطلبة إلى هناك ليرتب للحفل فقام بتزين المكان بوضع الإضائه على جزوع الأشجار وأحضر شجرة عيد الميلاد وقام بتعليق الهدايا عليها وماتى تساعده فى ذلك وحضر صديقه رزق صاحب المطعم ومعه طاولات ومقاعد قام بتوزيعها فى الحديقة واصبح المكان معدا لإستقبالهم لم يتبقى سوى تجهيز الماكولات والمشروبات التى ستقدم لهم فتطوع رزق باعداد الشطائر وماتى ستصنع فطائر البتزا الإيطاليه التى تشتهر بإعدادها.كل شيئ الآن اصبح جاهزا لإستقبالهم. حضر الطلبة ليفاجئوا بالحديقة وقد اعدت بشكل رائع وقد اخبرهم ايمن عن مفاجأة قد اعدها لهم فقط عليهم ان ينظروا باتجاه بوابه الحديقة إلتفتواناحية البوابة فانتظار المفاجأة التى لم يكن يتوقعونها حيث فوجئ سمير بحضور سالى وبعد لحظات حضرت مونيكا برفقة صديقاتها والمفاجأة التى كانت فى إنتظار رزق حضور كامليا اخذ يتطلع إلى وجوههم ليرى السعادة واضحة عليها مما جعله يشعر بالسعادة ايضا وقف بينهم وهو يهنئهم بالعام الجديد ويقول لهم مخاطبا: -ها انتم تستقبلون عاما جديدا..إستقبلوه بالسعادة دعوها تغمر قلوبكم وابتسموا فى فرح وتفاؤل واتمنوا،واحلموا، وثقوا بان احلامكم سوف تتحقق، إملؤا حياتكم بالحب والصداقه واصنعوا لانفسكم ذكريات جميلة حين تمر السنين بكم سوف تتذكرون تلك اللحظات التى قضيتموها معا ستتذكرون تلك الاوقات السعيدة التى جمعتكم تلك الاوقات التى لن تعوض إستمتعوا بكل لحظه تمضى فى حياتكم،وامنحوا السعادة لانفسكم اتمنى لكم السعادة. كان الجميع صامتا وهم يستمعون إليه وهو يبعث فى داخلهم الامل والتفاؤل..وحين إنتهى راي مايا واقفة عند البوابة تتردد فى الدخول ذهب نحوها مبتسماوهو يحمل فى يده زهرة قدمهالها وقال فى بصوت رقيق. -شكرا لانك اتيتى. -هل نسيت شروط الصداقة لا شكر بين الاصدقاء امسك يدها وصار بها نحو إحدى الطاولات حيث كانت ماتى تجلس وهو يعرفها باصدقائه ماتى وكاميليأ ورزق سلمت عليهم ورحبوا بها كثيرا ثم تركوهم وحدهم حيث طلبت ماتى من رزق ان ياتى معها لإحضار البتزا. بقيت مايا جالسة يبدو عليها الإرتباك وهى تتجول ببصرها فى المكان وترى الطلبة يعزفون الموسيقى والاخرون يرقصون مع صديقاتهم رغم بساطة الاحتفال إلا انها رات السعادة على وجوههم نظر إليها ايمن ودعاها للرقص معه اجابته فى خجل وبنبرة حزينة -لم ارقص منذ وقت طويل ويبدو انى نسيت الرقص -سوف اجعلك تتذكرين. مد لها يده كى تقوم فلم تستطع ان ترفض وقامت لترقص معه وقالت له وهى تذكره بانها لن تبقى سوى خمس دقائق فقط ثم تذهب فقال : -وهذا يكفينى ان اجعلك فيهما سعيدة -تعرف ان ابى معجب بك كثيرا يقول عنك انك ساحر -وماذا تقولين انت عنى -انك مختلف كانت الانظار تتجه نحو ايمن والفضول يجعل كريم يريد ان يعرف من تلك الفتاة التى يرقص معها فشعرت مايا بالحرج وتوقفت لتعود إلى الطاولة نظر اليها ايمن طويلا ثم قال: -اعرف ما يؤلمك ويجعلك حزينه دائما ادركت مايا ان والدها اخبره بكل شيئ فلزمت الصمت ولم تتكلم فعاد وقال: -لقد اراد منى ان اساعدك لكى تعودى لطبيعتك ولكنى لن افعل لان هذا لن يحدث إلا إذا اردت انت ذلك ،تعرفين انا اكثر شخص يشعر بما فى داخلك ويقدر حجم الالم الذى تعانيه نظرت إليه فى دهشه كيف يشعر بما هى فيه وهو لا يعرفها معرفة جيدة..واصل حديثه وقال: -انت تمرين بحالة من الإكتئاب لقد مررت بها من قبل والاكثر من هذا انى وصلت إلى مرحله حاولت فيها الإنتحار بعد ان كرهت حياتى ونتابنى شعور قوى بعدم الرغبة فى الحياة..انت حزينة لفقدان حبيب فما بالك بى لقد فقدت كل احبائى وجميعهم رحلوا دون ان املك فرصة لوداعهم او اراهم لاخرمرة .رحل كل من يمكننى ان اعيش من اجلهم وبقيت وحيدا شعورى بالذمب يقتلنى لم اعد اشعر بان لحياتى قيمة اوهدف ولكن ها انا امامك مازلت احيا مازلت قادرا على الإبتسام ولكنى مدمر من الداخل بداخلى حزن عميق مخبأ خلف تلك الإبتسامة. -وكيف تستطيع ان تبدو سعيدا هكذا؟ -إذا كنت قادرة على إسعاد من حولك وزرع الإبتسامة على وجوه الاخرين ستشعرين انت ايضا بالسعاده حاولى ان تسعدى من حولك كي تكونى سعيدة صمتت قليلا ثم قالت: -لا ادرى كيف مضى الوقت دون ان اشعر والخمس دقائق صارو ثلاثون دقيقة لابد ان اذهب. -انا لم اعرفك بباقى اصدقائى نادى ايمن على الطلبة وعرفهم بمايا وعرفها بسمير عازف الموسيفى وصديقته سالى وكريم الشاب الاكثر جرأة وجنونا وهانى كاتب صاعد ..حكى لها عن قصته التى يكتبها وقال له لما لايجلس معها وياخذ رايها تركهما معا يتحدثان وذهب ليجلس مع ماتى بعيدا عنهم نظرت إليه وقالت: -ظننت للحظه انك اعجبت بالفتاه وجدتك تقربها من شخص آخر تنهد بعمق: -لانه الوحيد القادر على ان يسعدها -لكن يبدو انها معجبة بك انت فلم تهرب كلما اتاك الحب -ماذا بك ياماتى وانت تعرفين كل شيئ تعرفين انى لا املك مشاعر كى اعطيها لاحد لا املك قلبا لان قلبى ليس معى لقد رحل قلبى معها ولن يعود... إلا إذا عادت..هل يمكنها ان تعود يماتى هل يمكنها ان تعود؟! كان ايمن يقول جملته ولم يتمالك نفسه فبكى على صدرها فضتمه بحنان الام.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.