-4 2-إجتمع مراد بالطلبة ليبشرهم بان ايمن قد حصل على شهادة الدكتوراه وسوف يعود خلال هذا الاسبوع
كانت سعادتهم بالغة واتفقوا مع استاذ مراد ان يقيمون له حفلا صغيرا يهنئونه ويعبرون عن سعادتهم بعودته وافقهم مراد على ذلك.
طوال الفترة المتبقية على عودته وهم يفكرون فى طريقة الإحتفال وقرروا ان فريق الموسيقى بقيادة سمير سيعزفون اللحن الذى حفظه لهم..
كان الطلبه مشغولون بتنظيم الإحتفال الصغير والهدية التى سيقدمونها له بينما ذهب مراد لاستقباله فى محطة القطاراما كريم فقد كان متغيبا لانشغاله فى التدريبات.
فى اثناء تدريبه مع مونيكا كان يؤدى الحركات بشكل سيئ جدا وخطواته لا تتماشى مع إيقاع الموسيقى مما اشعرها بالضيق منه فتوقفت عن الرقص فسالها بكل برائه.
-لماذا توقفتى انت هكذا تضيعين الوقت.
-انا بالفعل اضيع وقتى مع غبي مثلك لا اعرف كيف اختاروك لتكون شريكى انت لا تجيد الرقص ابدا فمن الافضل لك ان تنسحب.
-انت التى تؤدين الخطوات بشكل خاطئ.
-إسمع كريم لو إستمريت معى سنخسر المسابقة لذا ساطلب من المدربة ان تبحث لى عن شريك آخر.
اسرع نحوها ليمنعها من المغادرة وهو يقول لها:
-لا ارجوكى.إعطنى فرصه ساحسن من نفسى ولكن لا تحرمينى من هذه الفرصه .
-ولكنك لا تجيد الرقص فلما إشتركت فى هذه المسابقة لما تتسبب فى خسارتى.
-لقد اشتركت فيها من اجلك من اجل ان اراكى وانت ترقصين كان حلمى ان اقف امامك واكون قريبا منك اعدك بانى سابذل كل جهدى كى اكون بارعا مثلك ولن اجعلك تخسرين.
-حسنا ولكن لى شرط واحد ان تكف عن مغازلتى.
إرتسمت على وجهه علامات الدهشة والبرائة وهو يقول.
-اغازلك ؟!متى غازلتك..هل قلت لكى انك حين ترقصين تصنعين جوا من الإثاره.هل قلت لكى انك تجعلين قلبى يخفق بشدة حين يتطاير شعرك المربوط يمنة ويسرة هل قلت ان عينيكى ساحرتين ..لا لم اقل شيئا من هذا كله إذن انا لا اغازلك اشارت له بإصبعها وهى تقول محزرة.
-إسمع إذا كنت تريد ان تكون شريكى فالافضل ان تصمت ولا تتكلم ابدا.
-ولكن كيف؟لا استطيع..فالكلمات تخرج منى تلقائيا.
رمقته بنظرة غيظ ثم تركته وانصرفت..ظل ينظر إليها حتى غادرت ثم تذكر ان زملائه سيحتفلون اليوم بعوده الاستاذ ايمن حمل حقيبته وغادر بسرعة.
*وصل ايمن برفقة مراد وما إن دخل من البوابة حتى سمع دوي التصقيف من الطلبة الذين وقفوا فى صفين عن اليمين والشمال وهو يسير بينهما وفريق الموسيقى يستقبله بعزف لحنا من معزوفاته التى قام سمير بتدريبهم عليها،لم يتمالك نفسه من السعادة لهذا الإستقبال الرائع والورود التى ينثرونها عليه شعر حينها بفرحه نجاحة لان هناك من يشاركه فيها وبدء الطلبة يقدمون له هدايا رمزيه صنعوها بانفسهم
احد الطلبه رسم له لوحة وهو يعزف الكمان وبعض الطلبة اهدوه شهادة تقدير وعرفان ووضعوها فى لوحة الشرف وكانت هدية سمير هذا اللحن الذى حفظه وعزفه مع فريق الموسيقى اماهانى تقدم نحوه ليعطيه دفترا وقال:
-لقد قلت لى قبل ان تسافر بان ابدا فى كتابة قصة جديده وها انا بدات اكتب واعتبرها هديه منى إليك.
إبتسم له ايمن واخذ منه الاوراق ليقرا عنوانها"استاذ فى الحب"اعجبه الإسم فقال له هانى.
-انه انت هذه القصة انت بطلها الاستاذ الذى علم الطلبة المعنى الحقيقى للحب وجعلنا نحبه ونتاثر به وكل واحد فينا الآن يتمنى من داخله ان يكون ايمن زيدان.
كادت عيناه تدمع من التاثر لم يكن يتوقع انه سيحظى بكل هذا الحب من الطلبة-الحب الذى عاش لفترة طويلة محروما منه-لكنه إستطاع ان يزرعه فى قلوبهم.
لاحظ ان كريم ليس موجودا فسال عنه هانى شعر بالارتباك ولم يعرف ماذا يقول له مما جعله يدرك ان هناك شيئا يخفيه وقبل ان ينطق هانى جاء كريم ليقف امام ايمن وانفاسه تتلاحق من اثر الركض وهو يقدم له باقة ازهار ويهنئه على سلامة وصوله رمقه بنظرة غاضبة واخذ منه الازهار دون ان يتحدث إليه ثم شكرهم جميعاعلى هذا الإستقبال الرائع وطلب منهم الذهاب إلى غرفهم فالساعة قاربت على العاشرة،ذهب الجميع وبقى كريم واقفا كانه يريد ان يقول شيئا لكن ايمن طلب منه الذهاب..بعد ان غادر الجميع ذهب ليسلم على السيد شاكر الذى كان يستعد للمغادرة..بعد ان طرق الباب دخل ليصافحة نظرإليه بنظرته البارده وهنئه لحصوله على الدكتوراه وقدم له هدية ظل ايمن ينظر إليه فى غرابة فاستطرد شاكر حديثه.
-فى ليله راس السنه اهديتنى هديه ولم تاتى مناسبه كى اردها اليك فاصبح ذلك حملا على صدرى من فضلك ان تاخذها لتزيح عنى هذا الحمل.
شعر ايمن لوهله بان شاكر بدء يتغير نحوه ولكن كلماته جعلته يدرك انه مخطئا رغم مشاعر الحب والإحترام التى يكنها له لكنه لا يشعر بهما..اخذ منه الهدية وقال:
-سآخذها منك كى اريحك من هذا الحمل
*عاد كريم من التدريب سعيدامنتشيا وجهه يتهلل من الفرح ساله اصدقاؤه عن السبب قال لهم وكانه يقوم باداء مسرحى.
اليوم رقصت معها،يدى ممسكة بيدها،وعيناها فى عيني،كنت قريبا منهااسمع دقات قلبها،لم تنظر إلي هذه المرة بنظراتها الحاده ولا كلماتها المليئة بالسخرية والإستهزاء بل كانت لطيفة للغاية قالت لى اننا اصدقاء..وانتم تعرفون بالطبع ان صداقة فتى وفتاة تنتهى بالمحبة،الرومانسية وحينها سافتح زراعاى واضمها إلي وانا اقول لها"احبك"
ساد الصمت بينهما وبعد ان تاكدوا انه إنتهى صفقوا له كانهم يشاهدون عرضا مسرحيا وهو واقفا يحييهم.
دخل عليهم ايمن فجأة حينها وقف كريم ثابتا فى مكانه يبتلع ريقه بصعوبه وعلى وجهه علامات الإرتباك وايمن ينظر إليه بحده حتى لم يتكلم مع احد منهم لقد جاء خصيصا من اجل كريم الذى ادرك هذا وظل ينتظر ما الذى سيقوله له.
بعد فترة صمت قصيرة قال له فى صرامة ان يتبعه إلى غرفته.قال جملته تلك وغادر على الفور وبقي كريم فى حالته تلك وصديقيه يسألانه ماذا فعل ليغضب منه هكذا ربما علم بإشتراكه فالمسابقة..تركهم يتحدثون وذهب هو إلى غرفة ايمن حيث وجد الباب مفتوحا وهو فإنتظاره..وقف امامه مطرق الراس ينتابه إحساس الخجل وهو يقول لايمن:
-اتريد منى شيئا سيدى..
ظل واقفا ينظر إليه ثم قال له:
-سبق ووعدتنى انك لن تفعل شيئا خاطئا وعلى ما يبدو إنى كنت مخطئا عندما صدقتك.
قال له انه لم يخطئ فى شيئ وجائت ردة فعل ايمن عنيفة حتى ان كريم لم يصدق ان ايمن يتحدث بهذه الطريقة حيث صاح فيه بغضب.
-بل فعلت كل يوم تغادر الجامعة وانا حذرتك سابقا لكنك خالفت وعدك ومازلت تفعل دون ان تاخذ إذنا من احد،اين تذهب وما الذى تفعله فالخفاء لقد بدات افقد ثقتى فيك.
تأثر كريم بتلك الكلمات،فى قرارة نفسه يعرف انه لا يفعل شيئا خاطئ هو فقط يمارس حقه فى ان يفعل شيئا يحبه يستخدم حريته بان يحقق هدفا يسعى إليه هو لا يضر احدا ولا يقصر فى دروسه مازال محافظا على تفوقه بل ربما هو حريصا على تفوقه اكثر من ذى قبل حتى يثبت لمن حوله ان موهبته لا تشغله عن دراسته حاول ان يشرح لايمن وجهه نظره تلك وانه لم يخن ثقته فيه ولم يفعل ما يضر بمستقبله إنه حلم ومن حقه ان يحلم ومن حقه ان يسعى لتحقيق هذا الحلم..بان يفوز فى المسابقه ويحصل على المركز الاول ويسافر إلى فرنسا ليس بغرض النزهه ولكن من اجل ان يشارك فى المسابقه العالميه وينافس المشاركين فى كل انحاء العالم ويحاول ان يثبت وجوده امامهم إنه الحلم الذى يريد ان يحوله إلى حقيقة فما الخطأ فى ذلك.
كان ايمن يستمع إليه وهو يتحدث بحماس وظل صامتا ثم وضع يده فوق كتف كريم وقال فى هدوء'
-من حقك ان تحلم..من حق كل إنسان ان يكون لديه حلم يسعى لتحقيقه ولكن هل لديك الشجاعة لتواجه من حولك بما فيهم السيد شاكر؟. هل فكرت ماذا سيحدث لو علم بهذا..هل سيعطيك هذا الحق..كان عليك ان تفكر اولا كيف ستقنع من حولك .
-لوكنت فكرت لضاعت الفرصة منى التفكير يجعلنا نفقد الحماس..الجميع يرانى فتى طائش،مجنون ولكن الحقيقة انى إذا اردت فعل شيئ لا انتظر واضيع الوقت فى التفكير هل افعل ام لا فمبدئى فى الحياة إن لم يكن الآن لن يكون ابدا.
-من الجيد ان يكون لديك مبدأ تؤمن به ولكن عليك ان تتحمل نتيجة ماتفعل..هل تعرف ما الذى سيفعله المدير حين يعلم بالامر اتظنه سيقبل ان طالب عنده يشارك فى مسابقة رقص ولا تعتقد هذه المرة ان بإمكانى مساعدتك فى إقناعه بذلك .
كريم سيكون عليك إخباره بما فعلت..هو حتما سيعرف فلا داعى للإنتظار لانه سيسبب لك الخوف فى كل مرة تغادر فيها ،عليك ان تخبره انت بنفسك وعليك ان تواجه الامر وتتحمل النتيجه هل انت مستعد.
-اجل سيدى لقد علمتنا الا نخاف طالما اننا لم نخطئ .ساذهب غدا واخبره بنفسى.
غادر كريم وعاد إلى اصدقائه حيث علموا منه مادار بينه وبين ايمن وكان خوفهم على كريم كبير جدا كان كريم يحاول ان يبدو طبيعيا ويستخف بالامر ولكن من داخله كان يشعر بالقلق من ردة فعله إذا كان والده نفسه لم يقبل بذلك هل سيقبل المدير
*فى اليوم التالى بعد إنتهاء المحاضرات ترك اصدقائه وهم فى حالة من القلق والتوتر وذهب متوجها إلى مكتب المدير،واثناء سيره فى الممر المؤدى إلى المكتب سمع صوت ايمن يناديه
إلتفت خلفه ثم توقف فطلب منه ان ينتظره هنا سوف يدخل هو ويتحدث إليه رفض كريم ذلك إنها مشكلته وعليه هو ان يواجهها وحده يكفى ما فعله من اجلهم .يكفى انه كاد يخسر عمله بسببهم لكن ايمن رفض ذلك وقال انه لا يستطيع ان يتخلى عن احد من طلابه .
بقى كريم واقفا بينما دخل ايمن غرفة المدير الذى كان مشغولا بكتابة بعض الاوراق .
اخذ ايمن يتحدث معه فى مقدمه طويله لم يكن هذا من طبعه كانه يبحث عن طريقة يخبره بها وفى النهاية اخبره ان كريم إشترك فى مسابقة الرقص التى يقيمها النادى ويريد ان يسمح له بمغادرة الجامعه من اجل التدريبات..
كان متوقع منه ان يغضب ويستدعى كريم ولكنه لم يبدى اية ردة فعل تنم عن شيئ لكن كلا من هذا لم يحدث لم يقل شيئا ظل محتفظا بهدوئه المعهود وكل ما نطق به
-اهذا كل مالديك؟
-اجل سيدى.
-يمكنك المغادرة الآن.
غادر المكتب فاقبل نحوه كريم متلهفا ان يعرف ما الذى حدث اخبره ايمن انه لم يقل شيئا ففرح كريم ان الامر مر بسلام ولكن من وجهه نظر ايمن صمته هذا لا ينم عن خير.