استاذ فى الحب-٢٩والاخيره-

4 0 0
                                    

-29والاخيره- فى صباح اليوم كان الطلبة الثلاث فى مكتب المدير بعد ان إستدعاهم إليه،ظلوا واقفين فى صمت وترقب وهو يجول امامهم ذهابا وإيابا عاقدا يديه خلف ظهره وينظر إلى وجوههم فى صمت ثم توقف فجأة امامهم وهو مازال ينظر إليهم تلك النظرة حتى بدى الخوف يتسلل إليهم،وبعد ان تلاعب باعصابهم قال لهم بنبرته الهادئه :
-من الذى حرضكم على ما فعلتوه بالامس؟
نظر كل منهم إلى الآخر ولم يتكلم احد منهم فعاد ليسال:
-من الذى لعب بعقولكم وجعلكم تخالفون قوانين الجامعة؟هذه الجامعة منذ إنشائها وهى رمز للإنضباط والإلتزام،لقد تركتكم تفعلوا كل ما تريدون وظننتم ان سكوتى ضعفا لكنكم مخطئون الآن سافعل ما يجب علي فعله..والآن اريد ان اعرف من الذى اجبركم على ما فعلتوه؟
ظلوا صامتين لفترة ثم قال كريم:
-لم يجبرنا احد على فعل شيئ..فعلنا هذا من تلقاء انفسنا.
"هانى"نحن فقط إستمعنا إلى قلوبنا مدركين ان ما فعلناه ليس خطأ.
"سمير"اردنا ان نحتفل باستاذنا ونجعله يعرف كم نحن نحبه واعتقد ان هذا ليس خطأ.
"كريم"لقد اقمنا الحفل خارج الجامعة ولم نسىء إليها فى شيئ.
ظل صامتا حتى إنتهو من كلامهم وقال فى هدوء:
-هذا آخر يوم لكم هنا ..إحزموا امتعتكم وفى الغد سيتم طردكم امام الجميع،يمكنكم الإنصراف الآن.
لاحظ ايمن غياب كريم وهانى وسمير عن المحاضرة سال عنهم الطلبة لكنهم لا يعرفون احدهم اخبره ان المدير طلبهم فى مكتبه حين سمع ذلك إنتابه القلق ،صمت شاكر بالامس لايطمئن يعرفه جيدا حين يصمت معناه انه يدبر لشيئ.
حين انهى محاضرته ذهب إلى غرفتهم ولكن ما رآه لم يكن يطمئن،كان الحزن على وجوههم وحقائبهم موضوعة إلى جوارهم وحالة الصمت والوجوم تخبره ان هناك شيئ سيئ قد حدث،سالهم لما يعدون اغراضهم اخبروه بما حدث وما قاله المدير لهم ..شعر ايمن بالحزن الشديد والغضب تملك منه غادر الغرفة وهو ثائر كان ينوى الذهاب إلى المدير لكن مراد منعه من ذلك من الافضل ان ينتظر حتى يهدأ لا داعى ان يتحدث إليه و هو ثائر هكذا حتى لا يزيد الامر تعقيدا .
إقتنع ايمن بما قاله مراد وحاول ان يهدأ ويفكر ماذا سيفعل .
جلس ايمن وحده فى الساحه شارد الذهن حتى انه لم يشعر بسقوط المطرلم يكن يبالى بشيئ.وبعد تفكير طويل قام من مكانه متوجها إلى منزل شاكر.
كان يسير بخطوات متحفزه ووجهه مليئ بالغضب حتى وصل إلى هناك،قابله الخادم فطلب منه مقابلة السيد شاكر كانت علامات الدهشة والتعجب على وجه الخادم،منذ سنوات طويله يعمل فى هذاالبيت لم يسبق وآتى لسيده زوارا ولم يرى احدا يدخل هذا البيت.. تركه واقفا عند الباب وذهب ليخبر سيده ثم عاد إليه مجددا يدعوه للدخول، رافقه حيث يوجد السيد شاكر.
الذى كان واقفا امام صورة إبنته ،إنعكست صوره ايمن على الزجاج،وبرغم هذا ظل واقفا لفتره ثم إلتفت إليه كان ايمن قد خلع نظارته حيث تساقط عليها رزاز المطر وضعها فى جيبه ،بقى شاكر واقفا ينظر إليه ثم جلس على المقعد المجاور لصورة إبنته الموضوعة فوق المدفأة ثم اشار لايمن بيده ان يجلس على المقعد المقابل له..دارت بينهما فتره صمت قطعها ايمن قائلا بنبرة حزينه بها شيئ من الألم.
-جئت لاهنئك سيد شاكر لقد إنتصرت وانا خسرت امامك أعترف أنك كنت اقوى. كنت محقا فى كل ما قلت لذا كل شيئ سيعود كما كان وسوف افعل كل ما تطلبه منى ولكن لى رجاء واحد..اعرف ان المهزوم ليس من حقه ان يطلب لكنى ارجوك ان تسامحهم هذه المعركة بينى وبينك فقط وانا الآن امامك خاسرا ومهزوما فلا تعاقبهم بذمبى،ارجوك ان تسامحهم والغى قرار طردهم.. من فضلك سيد شاكر.
نظر شاكر إليه بزهو المنتصر وكانه يتشفى فيه ثم قال بنبرته الهادئة والقاسية ايضا.
-فى الغد ستقف امام الجميع وتعلن انك كنت تخدعهم،كنت تستغل برائتهم كنت تستغلهم من اجل ان تفوز فى معركة التحدى معى،كل ما كنت تقوله لهم ليس حقيقيا كنت فقط تلعب بعواطفهم لتكسب محبتهم، وبعدها إحزم امتعتك وإرحل من هنا ولا اريد ان اراك مرة اخرى.. هل هذا واضح.
"حاضر سيدى" قالها بإنكسار والمرارة فى حلقه ولكن ليس امامه خيار آخر من أجل الا يضيع مستقبل هؤلاء الطلبة سوف يتجرع مرارة الهزيمه والإهانة التى سوف يعرض نفسه لها .
اما المدير كان من داخله سعيدا سيعود كل شيئ كما كان فالسابق،وقف شاكر معلنا انتهاء المقابله وهو يدعوه بالإنصراف.
قام ايمن ليغادر وبعد عدة خطوات سمع صوت شاكر يقول:
-قلت لك سيد ايمن ان الخوف اقوى وانه سوف يهزم الحب وينتصر عليه ..
إلتفت إليه وقال :
-من وجه نظرك..انت الفائز،ولكن من وجه نظرى انت خسرت .
إتسعت عيناه ومتعض وجهه بالغضب فاستطرد ايمن كلامه:
-ما اراه امامى رجل فى الخامسة والخمسين من عمره يقف وحيدا امام صورة إبنته ذات التاسعة عشر عاما ..انت خسرت فى السابق وخسرت الآن،هل سالت نفسك يوما لما عدت إلى هنا؟..عدت من اجل من؟..من هم سمير وهانى وكريم بالنسبة إلي؟انا لم اكن اعرفهم ..لم اكن اعرف احدا هنا على الإطلاق ،الفتاة التى احببتها قد ماتت فعدت من اجل من إذن؟! لقد عدت من أجلك انت ..لطالمااخبرتنى اميرة بانك قاس من الخارج ولكن بداخلك رجل طيب القلب وحنون..عدت لكى اكسر هذه القسوة واخرج الرجل الطيب من داخلك كانت هذه امنيتها وقد عدت لكى احققها لها كى اجعلها سعيده..اتعرف سيد شاكر ليس لدى اية صورة لاميرة ولا احتاج إليها لانى اراها فى كل مكان فى كل قلب يحب لقد إعتقدت لو انك رايت قصة حب واحدة تحدث امامك سوف يختفى المك سوف ترى اميرة كما اراها سترى كم هى سعيدة ،لقد جئت اشاركك المك ،جئت لكى اكمل اميرة انا وانت مشتركان فى حبها فهى غير مكتملة من دونك وهى ايضا غير مكتملة من دونى .
اعرف انك فزت فى جميع معارك الحياه ولكنك خسرت كل ما يستحق ان تعيش من اجله ،فى تلك الليلة خسرت إبنتك والآن خسرت إبنا..ارى رجلا عنيدا يدير ظهره للاشخاص الذين احبوه بصدق وإخلاص وفقدت المعنى الوحيد الذى كان يجب ان تعيش من اجله..انا اسف سيدى فالحقيقة دائما مؤلمة ولكن كان يجب ان تسمعها..انا آسف حقا.
بعد ان إنتهى من حديثه تركه وانصرف .
*غادر ايمن بيت شاكرلكنه لم يعود إلى الجامعة بل ذهب لزيارة اميرة،وقف عند قبرها ينثر الازهاروقرأ لها الفاتحة ثم جلس امام القبر يتحدث إليها كانه يراها امامه،وفجأه شعر باحد يقف بجانبه رفع راسه ليراه وجده شاكر،ظل ينظر إليه ثم وقف وقال له:
-لقد حرمتنى منها وهى على قيد الحياه والآن تريد ان تبعدنى عنها بعد ان ماتت، ماذا تريد منى؟لقد عاقبتنى فى السابق من دون ذمب إقترفته والآن تعاقبنى ايضا اريدك ان تخبرنى ما سبب عداوتك لى؟الغريب انى برغم كل ما فعلته معى لا استطيع ان اكرهك لطالما احببتك واحترمتك واعتبرتك فى منزلة الاب الذى حرمت منه،لكن كراهيتك لى منعتنى ان اعبر لك عن ذلك.
-وانا لم استطع ان احبك لقد كرهت حب اميرة لك،لم اكن اريدها ان تتالم مثلما تالمت انا،لقد ربيتها لكى تكون قوية لكنها احبتك..الحب سيجعلها ضعيفة سوف يعمى عينيها مثلما اعمانى.
-وكيف لك ان تعرف ..
-لانها إبنتى تشبهنى ليس فالملامح ولكن فى قلبها ومشاعرها.. لا تنظر إلى هكذا لم اكن هذا الرجل القاسى القلب الخالى من المشاعر بل كنت مثلك ومثل طلبتك وانا فى مثل عمرهم عشت اروع قصة حب كنت طالبا فى الكلية الحربية وتعرفت عليها احببتها ربما اكثر من حبك انت لاميرة وبعد تخرجى تزوجتها كنا نعيش حياة رائعة معا رغم ظروف عملى التى تضطرتنى للسفر والإبتعاد ولم نكن نلتقى إلا فى الإجازات.
حين اعود إليها بعد فراق طويل كنت اعوضها عن كل لحظة ابتعدت فيها كنت افرغ كل اشواقى التى ادخرتها حتى اعود واسمعها كل الكلمات التى اعددتها فى فترة غيابى ..حبى لها كان فوق الوصف وزدادهذا الحب اكثر واكثر بوجود اميرة فى حياتنا..شعرت حينها ان سعادتى إكتملت ولكنى كنت مخطئا لان السعادة لم تدم طويلا..كنت عائدا من السفر بعد حصولى على إجازة،طوال الطريق وانا احلم بلقاءزوجتى وابنتى كنت قد إشتريت لهما الهدايا وظللت اعد الدقائق حتى اصل إليهم وحين وصلت كان لقائها بى باردا خال من ايه عاطفة لم ارى اللهفة فى عينيها ككل لقاء ضممتها إلى وانا فى شوق فاتى حضنها باردا ليس به روح وكانى احضن دمية إبتسامتها مفتعلة كلماتها مقتضبة ليس بها حرارة الشوق ،برغم كل هذا الجفاء،كنت التمس لها الف عذر واقنع نفسى بتلك الاعذار ولكنى ابدا لم اسالها عن سبب جفائها وبرودة مشاعرها كنت خائفا من سماع الحقيقة وفضلت ان اعيش فى وهم ،انالم اخطئ معها فى شيئ،لم اسئ إليها يوما،لم اخنها ابدا ولا حتى فى احلامى لقد احببتها بكل ذرة فى كيانى كانت اول حب فى حياتى وآخر حب،تحملت برودها ونفورها منى كلما إقتربت،اوهمت نفسي ان غيابى عنها لفترات طويلة هو السبب سعيت للحصول على نقلى لوظيفة اخرى فى نفس البلد التى اعيش فيها حتى وإن كانت اقل من وظيفتى الحالية وبعد إنتظار تم نقلى عدت لم اخبرها كنت اريد ان ارى ردفعلها بنفسى..توقعت انها ستكون سعيدة حين تعرف بانى لن اسافر ثانية وسابقى بجوارها ولكن رد فعلها جاء صادما،كانت الحقيقة واضحة امامى ولكنى لم اراها-لم اكن اريد ان اراها-
لقد صدمتنى حين قالت بكل قسوة "انا لم اعد احبك بل لم اكن احبك ابدا"اخبرتنى انها اعجبت بى وبزي العسكرى ..طوال عامين من الحب والسعادة إكتشفت اخيرا انها لاتحبنى وبعد إلحاح منى لاعرف السبب قالت انها احبت شخصا آخر إلتقت به واحبته وحينها إكتشفت ان ما كانت تشعر به نحوى لم يكن حبا.بل كان مجرد اعجاب.
ماذا يفعل اي رجل فى مكانى حين يسمع هذا اقل شيئ سيتركها ويطردها خارج بيته لكنى لم افعل..لم اصدق ولا اريد ان اصدق زوجتى فضلت علي شخصا آخر هل احبها اكثرمنى ؟هل اخلص لها مثل إخلاصى هل يمكن ان يتخلى عن كل شيئ من اجلها..لقد بكيت جثوت على ركبتى امامها ارجوها الا تهدم هذا البيت لا تتركنى اريد ابنتى ان تعيش بيننا وكنت على إستعداد ان اغفر واسامح واعتبرها غلطة او لحظة ضعف وسوف تنتهى لقد ازلنى الحب واعمانى عن رؤية الحقيقة.
كرهت نفسى وكرهت ضعفى امامها ..إمرأة باعت حبى وإخلاصى وباعت امومتها من اجل شخص آخر حين انظر الى نفسى فى المرآه احتقرها كيف لرجل تربى تربية عسكرية ،تربى على القوة والشجاعة يضعف امام إمرأة خائنه كرهت نفسى اكثر لانى لم استطع ان اكرهها..لقد تركت عملى و مدينتى وبيتى وحملت ابنتى واجئت لاعيش هنا وحيدا وانا عاقدا العزم ان اكون إنسانا آخر إنسان بلا قلب ولا مشاعر إنسان يكره الحب ويكره كل شخص يحب ،ربيت ابنتى على ان تكون قوية صلبة ولكنك ظهرت فى حياتها رايت الحب فى عينيها وهى تتحدث عنك شعرت بالخوف لا اريدها ان تضعف اوتنكسر بسبب حبها كان على ان ابعدك عنها بكل الطرق لاحافظ عليهاحتى لا اراها يوماوقد اذلها الحب مثلى .
وقف ايمن ينظر إليه بإشفاق لم يكن يعلم انه يحمل بداخله كل هذه الاوجاع والاحزان التى كانت كفيلة بان تدمره شعر بانه اساء فهمه ليس وحده الجميع لم يفهمه الكل كان يرى قسوته وجبروته لكنها الوحيده التى كانت ترى طيبة قلبه الوحيده التى كانت تعرف ان وراء هذه القسوة قلب حنون ورجل حزين دائما.
حاول ايمن ان يقول له شيئا لكنه منعه قائلا وهو مازال يحافظ على قوته وتماسكه:
-لا داعى لإظهار اي نوع من انواع الشفقة،اخبرتك بهذا السر الذى اخفيته عن الجميع من اجل ان تسامحنى إبنتى،اعرف انها غاضبة منى لهذا لا استطيع رؤيتها مثلك انت الوحيد الذى يمكنه ذلك لقد عشت عمرى كله ارسم صورة لامها ليست حقيقيه كنت احدثها عنها بكل خير وبكل حب لم اكن اريد ان احطم هذه الصورة ابدالم تكن تعلم كم كان هذا يؤلمنى ويجرحنى وانا اتحدث عنها دائما وارى صورتها امامى طول الوقت فلا يعطينى ذلك فرصة للنسيان،
-سيد شاكر انا آسف لكل كلمة قلتها لك وتاكد ان اميرة قد سامحتك هى تحبك كثيرا طالما حدثتنى عنك حتى احببتك انا ايضا .
قبل ان يهم بالإنصراف ذكره بما سيحدث فى الغد .
*فى الصباح الباكر تجمع الطلبة فى الساحة وكان الطلبة الثلاثة يقفون معا يخيم عليهم الحزن وايمن يقف بعيدا فى مؤخرة الساحة فانتظار قدوم السيد شاكر.
بعد لحظات قليلة اتى المدير بطلته المهابة ووجهه المتجهم ولكن هذه المرة كان اكثر وجوما..وقف امامهم وقال بنبرة يكسوها الشجن:
-منذ عشرون عاما كنت اقف هنا واشعر بالفخر لان طلاب جامعتى قد تخرجوا بتفوق وانهم اصبحواناجحين وانهم اصبحوا رجالااقوياء ..رجالااشداء يعرفون كيف ينتصرون فى كل معارك الحياه لانهم يعرفون معنى الإلتزام وإحترام القوانين التى تنظم لهم حياتهم "كنت اشعر بالفخر لان من بين هؤلاء الطلاب يوجد طلبة بداخلهم شاكر عثمان يشبهونه بالتزامه وقوته،لكنى اليوم لا اشعر بالفخر ولست معجبا بشاكر عثمان ولا اريداحدا ان يكون مثله لانى اعرف ان من يشبهونه هم الآن يشعرون بالوحدة والحزن ،لقد بدات اكره شاكر عثمان لانه لم يكن يؤمن بالحب كان يعتقد ان الخوف يصنع الإحترام وان القسوة هى القوة حتى صار رجلا عنيدا وقاسيا وحزينا نسي كيف يحب وكيف يفرح وكيف يضحك ،انا الآن اشعر بالندم واريد ان اعتذر إليكم.. أعتذرلانى لم امسح دمعة احدكم حين كان حزينا،لم اربط على ظهر احدكم حين احسن التصرف،لم احتضن احدا منكم حين كان خائفا،كنت اظن ان إظهار اي نوع من العاطفة سيشعرنى بالضعف ،اريد الآن ان افعل الشيئ الذى لم افعله منذ عشرون عاما..ان اتغير ويجب على الجيل القديم ان يتغير كى يستطيع الجيل الجديد ان يكتسب عادات جديدة .
اعترف الآن امامكم انى خسرت ولم اكن افهم معنى الحياه ،اريد الآن ان اشكر الرجل الذى علمنى ان الإحترام ياتى بالحب المتبادل ولا شيئ اكثر.
كان حديث المدير مؤثرا للغايةلحد ان الطلبة كانوا فى حالة من الصمت التام ينصتون إلى كل كلمة يقولها وهم معجبون بصراحته وإعترافه بخسارته بكل شجاعة وكبرياء..وكان ايمن واقفا فى نهاية الصف يسمعة بتاثر شديد إلى حد ان دموعه قد فلتت منه .
نظر شاكر بإتجاه ايمن وطلب منه المجيئ ،تقدم ايمن نحوه ووقف بجانبه،فقال له شاكر وامام الجميع.
-الآن اريد ان اقول لكم لقد فات اوان التغير لم اعد استطيع ان اتغيرلذا قررت ان احيل نفسى للتقاعد واعلن لكم بان الاستاذ ايمن هو من سيكون مكانى لانه الوحيد القادر على إدارة الجامعة بفكره المتطور ساكون سعيدا لانى اعلم انه سيكون بداخل كل واحد منكم ايمن زيدان.
صفق الطلبة بسعادة لان ايمن سيكون هو المدير كانو سعداء للغاية ولكن ايمن كان قد تفاجأ بقراره هذا اراد ان يرفض ولكن شاكر لم يعطه الفرصه لذلك وقف امامه وقال:
-من فضلك ان تقبل هذا المنصب،لقد اسات إليك كثيرا وخسرت بسببى كثيرا،خسرت ابنتى فالسابق ولكنى الآن لا اريد ان اخسر إبنا..لا اريد ان اخسر إنسان احبنى بصدق احترمنى ليس خوفا منى ..من فضلك ان تسامحنى وطلب من اميرة ان تسامحنى
لاول مرة من عشرون عاما يرى احد شاكر وهو يبكى ودموعه ابكت الجميع الكل وقف احتراما لهذا الرجل الشجاع رؤا فيه قوة حقيقية غير التى كان يظهرها لهم كان ايمن يبكى ايضا فتح له شاكر زراعيه فاقترب منه اكثر وحضنه بقوة.

الآن قد تغير كل شيء.. فتحت ابواب الجامعة وتلونت بالوان البهجه والسعادة واصبح الإثنين يقفان معا يحدقون إلى قرص الشمس ويستمتعون بدفئها ،اصبحت الجامعة مليئة بالحب ،بالصداقة،بالسعادة واصبح شاكر بإمكانه ان يشعر بروح اميرة يراها سعيدة لان ماكانت تتمناه قد تحقق ،اصبح شاكروايمن قريبان جدا من بعضهما اميرة بينهما تحوم حولهما فى سعادة.
النهاية.

النهاية

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
استاذ فى الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن