-18-إنتابته رغبة ملحة ان يلتقى بمايا، فى كل مرة كان يذهب لرؤيتها دون ان يعرف سببا لذلك لكنه هذه المرة يعرف،ولانه لا يريد ان يفعل شيئا قد يغضب استاذه خاصة بعد هذا الموقف الرائع الذى وقفه معه ذهب إليه واخبره عن رغبته تلك لم يمانع ايمن من ذهابه لملاقاة مايا كان ينتابه احساس بان هانى قادر على إخراج مايا من حالة الحزن التى تعيشها ويعيد إليها سعادتها.
انتظرها عند الطريق وبعد مغادرتها الجامعة وفى اثناء سيرها ظهر امامها كان يتوقع منها ان تغضب وتوبخه مثل كل مرة ولكنها لم تفعل توقفت وقالت له بهدوء:
-اتيت هنا صدفة ايضا؟!
-لا..هذه المرةليست صدفة..بل جئت من اجل ملاقاتك.
-هانى..ماذا تريد منى إذا كنت تفكر فى امور الحب فانصحك الا تضيع وقتك يمكنك ان.....
-مهلا انا لم افكر فى هذا ابدا..لانى احب بالفعل .
إبتسمت فارتياح وقالت:
-احقا..
-نعم احب فتاة صحيح لم التقى بها بعد ولكنى لن احب احدا غيرها
-وكيف تحب فتاة لم تلتقى بها ؟!
-لقد التقيت بها فى احلامى..ربما لا تصدقين ولكن هذا هو اعتقادى بان لكل شخص شريك له،خلق من أجله لن تكتمل حياته من دونه وانا انتظر ان تاتى شريكتى فى الحياه المقدرة لى والتى اراها فى احلامى.
-ايمكننى ان اعرف ما سبب مجيئك.
قدم لها كتابا وقال.
-كى اهديكى هذه الرواية.
اخذتها منه والقت نظرة على العنوان وقرات الاسم بصوت خافت"قلوب حائرة"لم اسمع عنها من قبل.
-إنها لكاتب ناشئ هذه اول محاولة له ويريد حقا ان يعرف رايك لان هذا مهم جدا بالنسبة إليه.
اعادت النظر إلى قراءة الغلاف وهى تبحث عن إسم الكاتب "هانى صلاح"هل هو انت.
-هز راسه بالإيجاب وقال:
-انا حقا اريد ان اعرف رايك
-سوف اقرؤها بالتاكيد واخبرك عن راي.
-ومتى سنلتقى....حتى اعرف رايك.
-بعد غد.
-لماذا لا يكون غدا.
-حتى اكون قد انهيتها.
-حسنا سانتظرك هنا بعد غد.
انصرف عائدا إلى الجامعة وهو سعيد جدا بهذا اللقاء،من المؤكد انه لن يستطيع النوم حتى بعد غد،سيظل عقله مشغول حتى يحين موعد لقائها.
*فى الموعد كانت مايا هذه المرة هى التى تنتظره لكنه لم ياتى،ظلت واقفة تنظر هنا وهناك ولم تجده فقررت ان تواصل سيرها إلى البيت وفجأة وجدته امامها يقول لها معتذرا.
-اسف تاخرت عليكى.
-ظننتك نسيت ولن تاتى.
-كيف انسى انا لم انم منذ ان كنا معا .....متشوق لمعرفة رايك..هل انتهيتى من قرائتها.
-حين بدات فى القراءة لم استطع ان اتركها حتى انهيتها..إنها رائعة وفكرتها مختلفة واسلوبك شيق ورقيق .
-انا سعيد جدا برايك هذا
اخذا يسيران وهما يتناقشان فى محتوى الروايه واكتشف هانى ان مايا فتاة مثقفة وافكارها متشابهه لافكاره،واثناء سيرهما توقف وقال لها:
-مايا ..هل يمكننى ان اطلب منكى شيئا..ولكن عدينى الا تغضبى منى.
-لن اغضب.. ماذا تريد؟
-اريد ان نكون اصدقاء.
شعرت مايا بالحرج ولم تعرف ماذا تقول له لكنها صمتت قليلا ثم قالت:
-تعرف اننا فى بلدة صغيرة وصداقة بين شاب وفتاة غير مقبولة هنا..يرونها الناس شيئا خطأ.
-ومن نحن لكى نقرر الخطأ والصواب الله وحده من يقرر هو من يعلم بما فى قلوبنا وضمائرنا وليس الناس..اعتقد ان الصداقة ليست خطئا ولا عيبا طالما اننا نثق بانفسنا .
-نعم انا اتفق معك فى هذا.
-إذن فلنبدأ صداقتنا ونتعارف من جديد.
مد يده بالمصافحه وهو يقول.
-هانى صلاح كلية الاداب ومشروع كاتب مازال ناشئا.
وضعت يدها فى يده وقالت.
-مايا عزيز فنون جميلة .
-الآن صرنا صديقان.
اخذهما الحديث حتى وجدت نفسها امام البيت قالت وهى غير مصدقه:
-لقد وصلت ..لا اصدق اننى سرت كل هذه المسافة دون ان اشعر
-انا ايضا لم اشعر بالوقت لقد مضى سريعا.
ودعها وظل واقفا حتى إختفت داخل المنزل ثم إستدار عائدا.