-15-كان شاكر واقفاينظر إلى الساحة من نافذة مكتبه حيث إمتلأت بالطلبة بعد عودتهم من الإجازة وتجمعوا يسلمون على بعضهم البعض ويتعانق الاصدقاء حتى رأوا ايمن يقبل عليهم فذهبوا جميعا يلتفون حوله يحيونه ويعبرون عن سعادتهم لرؤيته،كان شاكر يدرك مدى تأثيره عليهم ويرى كم يحظى بالحب والتقدير من الطلبة وهذا لا يشعره بالإرتياح بدء يشعر بخطره على الجامعه فى اشهر قليلة إستطاع ان يغير ما بناه هو من عشرون عاما مستغلا حب الطلبة له والاكثر من ذلك ان تاثيره امتد إلى الاساتذه ايضا ومنهم مراد الذى بدء يحظو حظوه بات يدرك انه امام خصم عنيد وقوى لكنه قبل التحدى وعليه ان ينتصر،يعرف ان اى إجراء يتخذه الآن ضده لن يكون فى صالح الجامعة بل سيحدث حالة من التمرد والفوضى من قبل الطلبة لابد من إنتظار الوقت المناسب.
بعد إنتهاء المحاضره جمع ايمن كتبه وغادر القاعة وفى اثناء سيره سمع صوت سمير يناديه وهو يلحق به توقف ونظر ناحتيه قال انه يريد التحدث إليه فى شيئ ما،رافقه إلى مكتبه وساله عما يريدقال له:
-تعرف ان بعد مرض امى لم تعد قادرة ان تعمل لساعات طويله كما كانت وانا اريد ان اخفف عنها هذا العبء ولو قليلا على الاقل اتحمل انا مصروفاتى الشخصيه ويكفي تحملها مصروفات الجامعة.
قال له فى إعجاب:
-اقدر لك هذا الشعور انت إبن صالح ولذلك اى شيئ تريده اناساساعدك فيه
-اريد ان اعمل اثناء الدراسة واريد منك ان تتحدث مع المدير ان ياذن لى بمغادرة الجامعة بعد المحاضرات.
وعده بان يتحدث إليه فى المساء ويحاول ان يحصل على موافقته،شكره سمير وانصرف.
فى المساء ذهب ايمن إلى مكتب شاكرحيث كان مشغولا بجمع اوراقه ووضعها فى حقيبته إستعدادا للمغادرة،نظر إليه وهو مازال يرتب اوراقه وقال:
-خيرا استاذ ايمن ماالذى تريده.
قال انه يريد التحدث إليه فى امر مهم لكن المدير طلب ان يؤجل الحديث إلى الغد لانه سوف يغادر الآن الح ايمن فى طلبه وان الامر لن ياخذ الكثير من الوقت توقف ليسمعه حيث قال ان سمير يتيم الاب ووالدته تتولى مسؤليته وان العبء كبيرا عليها،وقبل ان يكمل قاطع حديثه وقال وهو يغادر المكتب
-حسنا اكتب تقريرا عن حالته الإجتماعيه وارسله إلى الإداره وسوف اخفف عنه المصروفات.
واثناء سيره لحق به ايمن وهو يقول:
- ليس هذا ما أقصده سمير يريد ان يعمل بعد المحاضرات. ،توقف ثانية وهو يرمقه بنظرة حادة ويقول له:
- انت تعرف جيدا انه غير مسموح للطالب ان يغادر الجامعة اثناء الدراسه
لكن ايمن اخذ يرجوه ويحرك بداخله مشاعر الإنسانية وبعد مجهود مضن منه لم يتلق منه اى إجابة لطلبه وواصل سيره ثم إلتفت إلى ايمن وقال له :
-اخبره الا يتاخر ويكون هنا قبل العاشره
إبتسم ايمن وهو يشكر المدير على موافقته وانتظر حتى إنصرف وبعدها ذهب إلى غرفة الطلبة يبشر سمير بموافقة المدير فرح سمير جدا ومن شدة سعادته عانق ايمن واخذ يشكره نظر اليه وساله إذا كان وجد عملا فاجابه انه لم يجد بعد سيبحث عن عمل يمكنه من العودة مبكرا قال له لا يحمل هما سوف يجد له عملا مواعيده مناسبه.
وفى اليوم التالى بعد ان انهى محاضراته ذهب ايمن معه إلى مطعم رزق سوف يعمل معه يقدم الطلبات إلى الزبائن وقد اوصاه به وان يحرص الا ياخره قبل رزق بهذا وكان سعيدا بوجود سمير معه.