استاذ فى الحب-٢٠-

1 0 0
                                    

-20-وقف ايمن امام مكتب المدير حيث كان واقفا يدير له ظهره وظل واقفا لفترة منتظرا المدير يتحدث إليه،إستدار نحوه ونظر إليه بحده وتشفى لقد جائته الآن الفرصه التى ينتظرها منذ وقت طويل،الفرصة التى يستطيع ان يعاقب ايمن ويهدم كل مافعله خلال الاشهر الماضيه.
ظل ايمن ينتظر ما الذى سيقوله له،واخيرا خرج المدير عن صمته وقال بنبرة هادئة رزينه:
-كان إنطباعى الاول عنك انك شاب متعجرف ومغرور ولكنى غيرت رأي حين وجدتك شخصا مختلف،كنت قد بدأت احبك..ولكنى اخطأت كان إنطباعى عنك صحيحا..انا لا اريدك هنا فى جامعتى..اريد إستقالتك على مكتبى فى الصباح الباكر.
كان ايمن يستمع إليه وكأنه غير مهتم لم يظهر اي رد فعل بعد ان سمع هذا الكلام سوى انه إبتسم وكان الامر لا يعنيه مما اثار دهشة شاكر فساله:
-ما معنى هذا استاذ ايمن؟!
-انا آسف سيدى.فانا احترمك إحتراما لا يقدروكنت اظنك رجل دقيق الملاحظة وذاكرتك قوية ولكن على ما يبدو اننى اخطأت.
اثارت كلمات ايمن إهتمامه فسال مستفسرا.
-ما الذى تحاول قوله؟
-عندما جئت من اجل الوظيفة اخبرتك ان إسمى هو ايمن منصور زيدان..الا تتذكر هذا الإسم؟عد بذاكرتك إلى الوراء قبل ست سنوات .
صمت ايمن وحاول شاكر ان يتذكر فاخذ يراجع ذكرياته ثم فجأة تغيرت نظرته إلى ايمن وتحولت إلى غضب وكراهيه فعلم ايمن انه تذكر فقال له مؤكدا:
-نعم..انا هو،ايمن زيدان الذى تجرأ واحب إبنتك..ايمن الذى كرهته من كل قلبك وطردته من جامعتك لتجعل منه مثلا لكل طالب يخطئ ويخرج عن قوانينك ستطرده كما فعلت من قبل،
لقد قمت بطردى دون ان ترانى او تعطينى فرصة لكى اتحدث معك، انا ايمن الذى بسببك لم استطع دخول اي جامعة اخرى فى محاولة منك لتقضى على مستقبلى وأجبرتنى على ان اشق طريقى وحدى ودفعتنى للسفر والغربة،وانا الآن تخرجت من اكبر الجامعات باميركا وكان امامى فرصه العمل استاذا بها ولكنى جئت إلى هنا.. الرجل الذى اراد ان يدمرنى هو ذاته الذى فتح لى باب جامعته ..بالنسبة إلى إستقالتى فانا آسف لن اقدمها لك كما تعرف لدى عقد مكتوب ان اعمل حتى نهاية العام الدراسى وانت رجل تحترم القانون ولا اعتقد انك ستخالفه .
تغيرت نبرته إل نبرة تحد وقال.
-اعدك سبد شاكر قبل نهايه السنة لن تكون جامعتك كما كانت عليه فى السابق،لقد احببت فتاة واحدة فى حياتى وساظل احبها إلى الابد لقد ضحت بحياتها من اجلى،ضحت بحياتها معتقدة انك سوف تتغير،ستصبح رجلا عطوفا وحنونا لكنك صرت اشد قسوة، لقد حرمتنى من حبها وهذه حقيقة يجب ان اعيشها ولكن هناك حقيقة اخرى هى انه لم يتغير شيئ ولكن اعدك انى ساملاهذا المكان بالحب وما حدث لنا لن يحدث لاى شخص آخر.
بعد هذه الكلمات المليئة بالتحدى تركه وغادر وبقى واقفا فى مكانه تهاجمه الذكريات ويعتصره الحزن والالم ،بعد كل هذه السنوات يعود اليه اكثر شخص كرهه فى حياته الشخص الذى كان سببا فى حرمانه من ابنته ولكنه غاب عنه انه وحده المسؤل عن موتها وتحطيم قلب شخص كل ذمبه انه احب.
عاد شاكر إلى بيته حزينا مثقلا بالهموم والاوجاع،والذكريات تهاجمه لم يكن نسيها ولكنها كانت ساكنه وجاء ايمن ليحركها الآن جعلها تصحو من مرقدها لتهاجمه كوحش ضار لا يستطيع مقاومته..حين دخل إلى بيته ليقف امام صورة ابنته المعلقة على الخائط بحجم كبير،إبنته ذات التسعة عشر عاماظل ينظر إليها كما يفعل كل يوم واخذ يبدل الازهار الموضوعة فى آنيه تحت صورتهاالكبيرة الحجم،ازهار عباد الشمس التى كانت تحبها كثيرا ليضع بدلا منها ازهارا اخرى كانت هذه طقوسه اليومية .
عاد ونظر إلى الصورة مجددا وهو حزين يتالم،منذ ان رحلت وتركته لم يغيب عنه الحزن،لم يرحل الالم يوما عن قلبه،صار وحيدا حياته فارغه من اية عاطفه كانت هى الحب الوحيد فى حياته،منذ طفولتها وهى معه لم تفارقة وكلما كبرت زاد إهتمامها به اكثر،لم تر امها ابدا اخبرها انها ماتت بعد اشهر من ولادتها كان يضع صورة لوالدتها ويحكى لها عنها كم كانت حنونة مخلصة تحبه كثيرا.
كانت اميرة إبنته تعتنى بوالدها وتحبة كثيرا  كانت تقول له انها تريد ان تتزوج رجلا مثله فى إخلاصه لزوجته برغم وفاتها فى سن مبكر إلا انه ظل وفيا مخلصا لم يفكر فى الزواج
لم تقوى قدماه ان تحملانه فهوى بجسده المثقل بالاحزان على المقعد المجاور للصورة والذكريات تمر امام عينيه كانها عرض سينمائى.
كان يستيقظ فى الصباح على صوتها الرقيق وهى توقظه لقد اعدت له الفطور،فنجان القهوة الصباحى مع الجريدة اليومية يتصفحها وهو يحتسى قهوته وقبل ان يغادر تقف امامه لترى ملابسه ان كانت متناسقة الالوان ورابطة عنقه مربوطةبشكل جيد تعرف ان والدها انيق فى ملبسه لا تدعه يغادر قبل ان تتاكد ان كل شيئ على ما يرام يضع على جبينها قبلة حانيه وتودعه ببتسامتها الساحرة ثم تستعد للذهاب إلى جامعتها وعند عودتها تشرف على إعداد الغداء بنفسها وقبل موعد وصوله بدقائق تامر الخادم ان يعد مائدة الطعام وعند تناولهما الغداء تحكى له كل ماحدث فى يومها كانت تحكى له كل شيئ فهو عودها على الصراحة ولكنها منذ فترة اصبحت تخفى عنه اشيئا ربما لم تاتيها الجرأة كى تخبره بها وربما خوفهامنه بقدر حبه لها لكنها تعرف كم هو صارم وعنيد وخاصة فى الامور المتعلقة بالمشاعر كيف تخبره انها تحب وهو رجل لا يؤمن بالحب يرفضه تماما لوكانت امها على قيد الحياه الآن لتحدثت معها،كان ضميرها يؤنبها لانها تخفى عنه هذا الامر ولكنها لم تعد تستطيع ان تخفى اكثر،فى ذات يوم كان يجلس على نفس المقعد وفى نفس المكان- إنه مكانه المفضل يحب الجلوس فيه دائما-كان ممسكا بكتاب يقرأه حيث جائت واقتربت منه على إستحياء وجلست امامه على ركبتيها فابتسم لها واخذ يتحسس بيده على راسها إستجمعت شجاعتها واخبرته ان هناك شابا تعرفت عليه يحبها كثيرا وهى ايضا تحبه لقد احبته كثيرا كم هو شخص رائع ومختلف .
ظل يسمعها وهى تتحدث عن هذا الشاب باعجاب شديد وبدى وجهه متجهما حزينا وهو يسمعها فى صمت ثم سالها عنه اخبرته ان اسمه ايمن وهو طالب فى جامعته،لم يقل شيئا ابداولم يبدو على وجهه اى رده فعل..فى الصباح اول شيئ فعله حين وصل إلى الجامعة كتب قرارا بطرد الطالب ايمن زيدان من دون ان يراه او يسمعه ولم يكتفى بهذا استغل علاقته بحكم منصبه القديم كضابط فى الجيش واجرى اتصالاته بمدراء الجامعات الاخرى بعدم قبوله ابدى اسبابا غير حقيقة بانه طالب مثير للشغب لديه افكار هدامه يحاول ان يقنع بها زملائه مما جعلهم يحذرون بقية الجامعات الاخرى لان وجوده سيجلب إلبهم المتاعب .وحين عاد إلى البيت اعطى اوامره لإبنته بالإبتعاد عنه ولا تحاول ان تراه مرة اخرى وهددها انه سؤذيه لو حاولت ان تقابله..بكت فى حزن وهى تحاول ان تعرف السبب لكنه لم يقل شيئ عليها ان تنفذ امره فقط.
كانت اميره تقوم بكل واجباتها نحو والدها ولم تقصر معه فى شيئ وظن انها نسيت امر هذا الشاب وعاد كل شيئ لطبيعته او هكذا كان يظن ولكن قلبها كان مكسورا وحزبنا برغم انها تحاول ان تكون مثلما كانت تضحك وتمرح وتحاول إخفاء حزنها وتعطى نفسها املا ان بوما ما يتخلى عن عناده هذا ورفضه لايمن الغيرمبرر والذى لاتعرف له سببا.حتى جاء يوم يخبرها فيه ان هناك شخص تقدم لخطبتها وقد وافق كانت صدمة كبيرة لها كيف تتزوج شخصا لاتعرفه ولم تراه من قبل والاكثر من ذلك انه يكبرها فى العمر انه فى عمر والدها تقريبا حاولت الرفض ولكن والدها عنيد ولن يستمع إليها لم يكن يريد لابنته ان تحب انه يرفض الحب تماما إنه مؤلم ولا يجلب إلا التعاسة والحزن وهو يحبها كثيرا ويريدها ان تكون سعيدة.
فى الصباح ولاول مرة لم تاتى لكى توقظه كعادتها بل  إستيقظ وحده وقال لنفسه ربما ما زالت نائمه حتى انها لم تعد له الفطور ككل يوم دخل غرفتها لم يجدها بحث عنها فى كل مكان فى البيت لم يجدها لكنه وجد ورقة مطويه موضوعة على المائده اصيب بصدمه كبيره حين قرأ رسالتها.
-ابى..ارجوك ان تسامحنى،حاولت ان انساه ولم استطع هذا الامر ليس بيدى لا استطيع العيش بدونه لقد احببته كثيرا..اعرف انك دائما كنت تحذرنى من الوقوع فى الحب تصوره لى انه شيئ مخيف ولكنى احببت ووجدت فيه سعادتى،انا احبك كثيرا ابى ولا استطيع ان اعارضك وحافظت على وعدى لك لكنى لا استطيع الزواج من غيره وهذا وعدى له لن اكون لغيره،اريدك ان تعرف ياابى ان الحب شيئ رائع يشعرنا بالسعادة حتى لو كان فيه بعض الالم الوداع ياابى سوف ارحل عن هذا العالم واريدك ان تسامحنى.
اتت منه صرخة قويه لتشق هذا الصمت والسكون حين تذكر رسالتها لقد ماتت وتركته وحيدا معذبا.

اتت منه صرخة قويه لتشق هذا الصمت والسكون حين تذكر رسالتها لقد ماتت وتركته وحيدا معذبا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
استاذ فى الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن