استاذ فى الحب-٧-

2 0 0
                                    

-7-كان الطلبة فى قاعة المحاضرات فانتظار استاذ الفلسفة الجديد وبدأت الاحاديث الجانبية عن تخيلهم لهذا الاستاذ وكريم بالطبع لم يفوت هذه الفرصة لكى يجعلها مادة للسخرية فاخذ يصف لهم هذا الاستاذ انه رجل قد تجاوز الخمسين يسير ببطء واخذ يقلد لهم بعض الحركات التى هى من وحى خياله كيف يسير كيف يتحدث والطلبة يضحكون من اسلوبه الساخر،وبعد هذا المزاح شعروا بقدوم استاذهم فلتزمواالصمت وعاد كل واحد إلى مكانه حيث عم الهدوء القاعة .
دخل الاستاذ القاعة يرتدى ملابس كلاسيكيه وقبعة على راسه ووقف امام الطلبه وقد وضع الكتب امامه على الطاولة ثم خلع القبعة وارتدى نظارته ثم رفع راسه لينظر إلى الطلبه فذهل الطلبة حين راور امامهم شابا قريبا منهم فى العمر يكبرهم بسنوات قليلة لم يصدقوا انه استاذهم لولا انه عرفهم بنفسه ما كانوا ليصدقواولكن المفاجآة كانت اشد للاصدقاء الثلاثة لدرجة انهم وقفوا وهم ينظرون إليه ويحدقون فيه والدهشة على وجوههم غير مصدقين مارأوه،نظر باتجاههم وطلب منهم الجلوس فجلسوا وعلى وجوههم هذا التعبير الصادم.
وقف ايمن يحدث الطلبة :
-اعرف انكم قد فاتكم الكثير من المنهج لذا سابدا معكم من البدايةوارجو ان تكون بداية موفقة،اعرف ان الفلسفة ليست سهلة ويصعب فهمها والكثير منكم لايحبونها لكنها مادة مهمه ليست فقط من اجل الدراسة لكنها مفيدة فى حياتنا العامة حيث اننا نجدها فى كل شيئ فى حياتنا،فى تعاملنا مع الاخرين فى علاقاتنا مع الاصدقاء وزملاء العمل فى تعاملنا مع رؤسائنا..فى السلوك والعادات وحتى فى الحب إنها توجد فى كل شيئ اريد منكم فقط التركيز والإصغاء وان تحبونها ستجدون الامر بسيط جدا وليس به تعقيد..وقبل نهاية المحاضرة ساخصص عشر دقائق نفتح فيها باب المناقشه والاسئلة وسوف اجيب عنها لنفيد بعضنا البعض .
بدء ايمن يلقى عليهم المحاضرة وكان اسلوبه سلسا بسيطا ومن الحين والأخر كان يضفى عليهم جوا من المرح ويعطى تشبيهات كومديه تجعلهم يضحكون ولكن دون الخروج عن موضوع المحاضرة..ولكن الاصدقاء الثلاثة مازال يعيشون حالة من الصدمه افقدتهن التركيز واخذوا يتهامسون فيما بينهم.لاحظ ايمن عدم إنساطهم فاخذ يسير بين المدرجات حتى وصل إليهم تنبه هانى لوجوده جانبهم فاخذ ينبه كريم لذلك حتى انتبه ونظر إليه فى إرتباك تقدم منه ايمن وساله سؤالا يخص المحاضرة إرتبك كريم ولم يستطع الإجابة لانه لم يكن منتبها تركه ايمن وعاد ليقف امام الطلية وهو يعيد الشرح من جديد بدعوى ان زميلا لهم لم يستطع فهم ما يقول وسوف يعيده مرة اخرى.بعد انتهاء المحاضرة فتح باب المناقشة والرد على الاسئلةثم رفع هانى يده يريد ان يسال سؤالا وحين سمح له فاجأه بسؤال غريب.
-لماذا يخدع الناس بعضهم؟لماذا يستغلون الثقة التى وضعوعها فيهم؟
كان ايمن يفهم انه المقصود بهذا السؤال لكنه لم يجب عنه لقد انتهت المحاضره وغادر الطلبة الجامعة،وذهب الاصدقاءإلى الساحة صامتين مازالو واقعين تحت تاثير المفاجاه وفى اثناء حديثهم عن الاستاذ الذى اخفى حقيقته عنهم وجعلهم يثقون به ويحكون له عن علاقاتهم كان هانى يوبخهم لقد كان رافضا التقرب منه من البدايه حذرهم من الحديث مع شخص غريب لا يعرفونه كيف يخبره كريم عن لقائه بمونيكا ومقابلة سمير لصديقته ماذا تفعلون الآن لو وشي بكم للمدير او ربما المدير نفسه من جاء به ليعرف اخباركم عن طريقه.
كلمات هانى اصابتهم بالذعر لكن سمير لا يريد ان يصدق هذا وبينما هم فى هذا الجدال وجدوا ايمن واقفا امامهم اخذوا ينظرون إليه دون ان يتكلموا فنظرإلى هانى وقال :
-جئت لكى اجيب على سؤالك..انا لم اخدع ايا منكم..ايمن الذى رايتموه بالامس هو ذاته الذى يقف امامكم الآن .
"سمير"الذى عرفناه بالامس كان صديقا والذى امامنا الآن هو استاذنا.
"هانى"إخفائك الحقيقة عنا ليس له سوى معنى واحد..كنت تريد إستدراجنافى الحديث لتعرف منا ماعرفته لتشي بنا للمدير.
كانت كلمات هانى قاسية جدا اصابت ايمن بحزن شديد حاول ان يتغلب عليه وبعد فترة صمت قال لهم.
-إسمعوا جميعا إذا كنتم لا ترغبون فى وجودى كصديق او حتى استاذ فلا توجد مشكلة بإمكانى ان اقدم إستقالتى الآن واعود من حيث اتيت ولكن قبل هذا احب ان تعرفواشيئا..كنت مستمتعا بوجودى معكم كانت صداقتى لكم حقيقية،لم اخبركم لانى كنت سعيدا بهذه الصداقة لو كنت اخبرتكم كنتم وضعتم الحواجز. بينى وبينكم وتتحدثون معى بتحفظ..لقد قضيت معكم وقتارائعاكنت سعيدا بهذه الصداقة .
قال لهم هذه الكلمات وتركهم وانصرف ..شعروا انهم تسرعوا فى حكمهم ربما هم معذورون إنها المرة الاولى التى يرون فيها استاذا يتعامل مع طلبته على انهم اصدقاء هو شخص مختلف لكنهم اساؤا فهمه ..لقد تحدث سمير باسى وقال..
-لقد كان كلامك معه قاسيا وجارح ياهانى.
إتفق معه كريم فى هذا الراى وقال باسف
-لقد تصرفنا بحماقه انا عن نفسي لا اريد ان اخسر صداقته ولا حتى اخسره كاستاذ لا احد منكم ينكرانه إستفاد فى محاضرة اليوم لاول مره افهم مادة الفلسفة.
"هانى"وماذا علينا ان نفعل الآن.
"سمير"نذهب جميعا ونعتذر إليه.
*فى مكتب ايمن وقف الثلاثة يشعرون بالخجل ولا يجدون كلمات يمكن ان تقال وبعد تردد بدء سمير بالإعتذار فتبعه كريم واخذ يعتذر عن سوء الظن هذا ولكن ايمن ازاح عنهم هذا الحرج والشعور بالندم ببتسامته الودودة وقال لهم.
-من شروط الصداقه الا يوجد إعتذار بين الاصدقاء.
"كريم"احقا سيدى ستستمر الصداقة ام ستتعامل معنا كاستاذ.
-استاذ داخل قاعة المحاضرات لن اسمح بالاحاديث الجانبية افهمت ..ماعدا ذلك فانا صديق او اخ اكبر يمكننى ان اقف بجانبكم إذا واجهتكم اية مشكله فى الجامعة او فى حياتكم الشخصية ...والعاطفيه ايضا.
*فى صباح احد الايام إستيقظ ايمن مبكرا جدا إرتدى ملابسه الرياضيه ونزل إلى الساحة واخذ يرقض حولها وبعد ان إنتهى تمرينه الصباحى لاحظ وقوف المدير فى الحديقة ينظرإلى اعلى..ذهب إليه ووقف بجانبه وهو يرفع راسه لاعلى كي يعرف علام ينظر ففوجئ بالمدير يساله:
-ما الذى تفعله استاذ ايمن.
-كنت اريد ان اعرف إلام تنظر.
اجابه فى هدوءه المعتاد.
-احب ان احدق فى قرص الشمس دون ان تطرف عينى.
ساله فى إستغراب عن السبب اجابه.
-يشعرنى هذا بالقوة دائما استيقظ قبل ان تشرق الشمس لاشعر انى قد سبقتها
إبتسم ايمن وقال مخاطبا نفسه.
-حتى الشمس تريد ان تتحداها سيد شاكر.
*إستعد الطلبه للذهاب إلى قاعة المحاضرات وبعد ان إنتهو إنتشروا فى الساحه منهم من ذهب للجلوس فى الحديقة والبعض ذهب للعب كرة القدم كنوع من الترفيه والبعض وقف ليشجع..وكان ايمن واقفا فى الإستراحه التى تتوسط الحديقه المبنيه على شكل دائرى ولها سقف يشبه المظله كان يحب الذهاب الى هذا المكان،وقف يتابع الطلبه وكان شارد الذهن حيث تنبه لوجود زميله مراد واقفا بجانبه يقول له:
-فيما شرودك يازميلى.
-نحن صرنا صديقين الآن ام انك تريد ان نكون زملاء فقط
ابدى له مراد سعادته بتلك الصداقه فهو يعمل هنا منذ عامين ولم يصادق فيها احدا كان يشعر بالوحده اماالآن فقد اصبح له صديق يمكنه ان يتحدث معه.
تحدث مراد عن روعه هذا المكان وان السيد شاكر كان موفقا فاختياره مكان مثل هذا ليقيم فيه جامعته الهدوء الذى يساعد الطلبه على التركيز كم هو مهتم جدابالطلبه فقد احضر لهم اكبر الاساتذه ليدرسوا لهم فهو يهتم بكل شيئ هنا ويشرف عليه بنفسه.
اجابه ايمن بمراره..
-معك حق كل شيئ هنا جميل وقديم منذ عشرون عاما لا شيئ تغير العالم يتغير من حوله وهو ما يزال يعيش فالماضى يرفض التغير ونسي انه يتعامل مع شباب يمثلون الحاضر والمستقبل لكنه يسجنهم هنا الجامعه بالنسبة لهم مثل السجن او معسكرا للجيش.
نظر إليه مراد والدهشة على وجهه يساله.
-لقد كنت فى اميركا فكيف عرفت هذه المعلومات .
-لايهم..المهم ان كل هذا سوف يتغير..آن الاوان للتغير..لن اسمح ابدا ان يعيش الطلبة فى هذا السجن المسمى بالجامعة.
كان ايمن يتحدث بصرامة وتحدى مما جعل مراد يشعر بالخطرفقال له محزرا.
-لاتحاول ان تقترب من الاسد وتقتحم عرينه ستكون معركتك خاسرة معه السيد شاكر محارب قوى.
ابتسم بثقة وقال
-وانا ايضا لست ضعيفا..فلا تستهن بى يا صديقي.
عاد ايمن وظل ينظر إلى الطلبه وكانت على وجهه علامات تحد مختلطة بشجن اعادته لشروده من جديد لكنه فوجئ بان الكره التى ركلها احد الطلبه قد طارت عاليا ثم إستقرت امامه انحنى عليها ليمسك بها فجائه الطالب يعتذر وإن كان لعبهم ضايقه سوف يذهبون ابتسم له فى حنان وقال له ان يواصلوا لعبهم فاقترح عليه الطالب باستحياء ان يشاركهم لعب الكره راقت له الفكرة وقبل على الفور وذهب معه لينضم إلى احدى الفريقين صاح الطلبه من السعادة لم يكونوا مصدقين ان استاذهم سيلعب معهم.كان السيد شاكر يراقب ما يحدث من نافذة مكتبه والغضب باد عليه ثم ارسل فى طلبه.وقف ايمن امام مكتب المدير وكان السيد شاكر فى مكتبه واقفا امام النافذه حيث سمع طرقا على الباب.
كان ايمن..دعاه للدخول.وقف ايمن امام مكتبه حيث إستدار شاكر نحوه وهو ما زال واقفا بقامته الطويله المستقيمه عاقدا يديه خلف ظهره وعلامات الغضب على وجهه وبعد فترة صمت قصيرة قال له بتانيب:
-هل تعتقد ان ما فعلته الان يليق باستاذ محترم له مكانته..الا تعلم انك فردامن افراد جامعة المستقبل وهذا معناه ان تكون واجهه مشرفه لجامعه محترمة وعليك ان تحافظ على هيبتك واحترامك ماذا سيقلون الطلبة وهم يرون استاذهم يلعب الكرة .تغيرت لهجته إلى التهديد وقال فى صرامة:
ساكتفى هذه المرة بلفت نظرك إحرص على الا يحدث هذا مرة اخرى.
نظر إليه ايمن بنظرات ملؤها التحدى وقال:
-انا اسف سيدى لا استطيع ان افعل شيئا لايرضى عنه قلبى إنه مبدأى فى حياتى.. ان اتبع قلبى.
-لا تخاف من الذى يمكن ان افعله؟
-انا لا اخاف ابدا سيد شاكر طالما لا افعل شيئا خطئا ولا اخالف ضميرى ..يمكنك ان تحاسبنى إن قصرت فى عملى ولكن لا تملك الحق ان تحاسبنى لانى شاركت الطلبة فى لهوهم.
-إحظر استاذ ايمن انت تتحدانى.
-وانت رجل تحب التحدى..بإذنك سيدى.
غادر ايمن مكتب المدير وظل الاخير واقفا ينظر إليه.
ذهب ايمن إلى مكتبه ليجد مراد جالسا فى إنتظاره قال مازحا.
-هل تم فصلك من عملك.
-لا إطمئن لم يحدث بعد.
وبطريقة ساخره قال:
-ارى ان اقامتك هنا ستكون قصيرة جدا..على اية حال ساشتاق اليك.
*اليوم الجمعة يوم العطلة، إجتمع الاصدقاء يفكرون كيف يقضون هذا اليوم فكر هانى ان يذهب إلى مكان هادئ ليكتب روايته التى قد بدأها وسمير قرر ان يبقى فى الغرفة لن يذهب لاى مكان وكريم لم يقرر بعد ماذا سيفعل لكنه كان ممسكا بمعطف مونيكا كم كان يتمنى ان يقضى اجازته معها.
كان ايمن واقفا فى شرفة غرفته ينظر اليهم يعلم ان لكل واحد منهم حلما يريد ان يحققه وبداخلهم مشاعر لا يستطيعون الإفصاح عنها ولا التعبير عنها فقرر ان يشجعهم ليكى يسعو وراء احلامهم التى هى من حقهم وان يعبروا عن مشاعرهم لانها ليست جريمة يخافون منها..غادر غرفته ونزل إلى الساحه حيث كان كريم فى حالة من الإحباط..إقترب منه وقال.
-اما زلت محتفظا بالمعطف.
نظر كريم إلى المعطف وتحسسه بيده وقال فى ياس
-يبدو انه سيبقى معى إلى اجل غير مسمى.
-لم اعهد بك ان تتحدث بهذا الياس
-رغما عنى علي ان اؤجل احلامى كماقال هانى لاشيئ يستحق ان نغامر بمستقبلنا من أجله لا اريد لى ولا لسمير ان يكون مصيرنا مثل مصير الطالب الذى طرد من هنا وضاع مستقبله لانه احب.
شعر ايمن بالمرارة فى حلقه وقال:
-لاتخف ما حدث لهذا الطالب لن يحدث لاحد منكم طالما انا هنا لن اسمح لهذا ان يحدث لاتؤجل احلامك واترك العنان لمشاعرك بل إسعد بها فالحب ليس ذمبا او خطيئه الحب هو اعظم شيئ خلق على الارض هيا كريم اذهب وبدء قصة حبك ولا تخف من شيئ فالحب قوة لا احد يستطيع ان يوقفها.
ابتسم كريم فى سعادة ومن فرط سعادته لم يجد كلمات يقولها لايمن لكنه كان يشعر به يرى الفرحة تطل من عينيه احتضنه ايمن وابتسم له إبتسامه تشجيع انطلق بعدها خارج اسوار الجامعة

ابتسم كريم فى سعادة ومن فرط سعادته لم يجد كلمات يقولها لايمن لكنه كان يشعر به يرى الفرحة تطل من عينيه احتضنه ايمن وابتسم له إبتسامه تشجيع انطلق بعدها خارج اسوار الجامعة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
استاذ فى الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن