-26-كان سمير فى المطعم حيث لمح سالى مقبلة نحوه شعر بالسعادة حين رآها تقترب منه وبصوتها الرقيق الطفولى طلبت منه المجيئ معها الى النادى هناك حفل راقص وهى ستذهب برفقة كمال خطيبها واصدقائه إعتذر سمير عن المجيئ بدعوى انه مشغول ولكن فى الحقيقة لا يمكنه الذهاب لا يستطيع ان يراها برفقة شخص آخر لا يمكنه ان يخفى شعوره بالغيره وإحساسه بالالم حين يراها معه . لكنها كانت تتحايل عليه كى يقبل.لانه صديقها كمال سيدعو اصدقاؤه وهى لا تعرفهم هى لا تعرف احدا غيره وتريده معها لم يستطع فى النهاية ان يرفض امام إصرارها على ذلك. طلب من رزق ان ينصرف مبكرا عن موعده.وذهب إلى الجامعة دخل إلى الغرفة يبدل ملابسه لم يكن مرتاحا ابداللذهاب لكنه سيذهب من اجلها لانها ارادته ان يكون معها. حين وصل إلى هناك كانت الاجواء صاخبه وقف يبحث عنها فراها ترقص مع كمال على نغمات الموسيقى الصاخبه إنتابه شعور انها غير سعيدة وانها ترقص معه رغماعنهالتحاول إرضائه فقط فهى لا تحب الموسيقى الصاخبه ولا تحب هذا النوع من الرقص ولا هذه الاجواء الغريبة عليها..إنها ابسط من هذا بكثير إنها تعيش حياة ليست حياتها تحاول الخروج من طبيعتها لتكون مثل كمال واصدقائه الذين يعيشون حياة الصخب والإستهتار .هناك شيئ ما فيها قد تغير يراها اليوم مختلفة كأنها سالى اخرى غير التى يعرفها ملابسها،زينتها ،تصفيفة شعرها ،ظل واقفا يراقبها من بعيد لا يدرى إن كان حزينا منها ام عليها. كان اصدقاء كمال يلتفون حوله وهى معه يهرجون وهو يشاركهم كلماتهم التافهه وتهريجهم المستفز الذى كان يضايقها لكنها لا تحاول إظهار ذلك،طلب منها ان تنزل معه فى المسبح رفضت ذلك لا يمكنها ان تفعل هذا وامام اصدقائه فاجأها كمال انه حملها واتجه بها نحو المسبح وقذفها فيه بدعوى المرح والمزاح وكان اصدقائه يضحكون وهو يشاركهم الضحك ثم قال لها بكل بساطه انه يمزح معها.وقفت سالى فى منتصف المسبح تنظر إليهم وهم يضحكون فشعرت بالالم لم تتوقع انه جعلها اضحوكة بين اصدقائه والغريب انه هو الآخر يضحك ظلت تنظر إليه ودموعها تنساب على وجهها تشعر بالحرج والإهانه والندم ايضا إنه يعيش حياة غريبة عنها لا تستطيع ان تعيشها ولا تتقبلها كان سمير يراها ويتالم من اجلها تقدم نحوها وظل سائراونزل إلى المسبح حتى وصل إليها حيث كان جسدها ينتفض فخلع سترته ووضعها حول كتفيها واحتواها بزراعه حتى اخرجها من المسبح وكمال يبدوانه شعر بالذمب لما حدث فمد لها يده محاولا ان يعتذر إليها ويخبرها انه كان يمزح معها لكن سمير ازاح يده بعيدا عنها واخذ يسير بها حتى غادرا النادى . كان يسير بها فى الطريق يطوقها بزراعه وهى تسير معه صامته ثم توقفت ونظرت إليه بعينيها الدامعتين وهى تساله. -ماذا حدث لي سمير..كيف إرتكبت هذا الخطأ الفادح كيف إرتبط بهذا الشخص . قال لها فى حنان: -تريدى ان تعرفى..هذه ليست سالى التى اعرفها . مد يده إلى شعرها وازال الشريط اللامع الذى كانت تضم به شعرها ليتركه ينسدل على كتفيها وازال قرط اذنها المتدلى ثم اقترب منها اكثر واخرج منديلا ليمسح وجهها من المساحيق ثم قال لها. -هذه هى صديقتى سالى البسيطه،المرتبكه الطفلة الظريفه ،لقد غيرتى من نفسك لكى تصبحى كما ارادك ان تكونى،كان عليه ان يحبك كما انت عليه وليس كما يريد هو كان عليه ان يحبك بكل عيوبك واخطائك ولا يحاول ان يغيرك لان هذا ليس حبا بل مساومة ولا احد يساوم فى الحب . ظلت تنظر إليه فى صمت وكان هو الاخر ينظر إليها بكل حنان وحب إقتربت منه ونظرت فى عينيه رات فيهما الحب ،كانت احوج ما يكون فى تلك اللحظة ان تسمع منه كلمة حب،كان الوقت مناسبا لكى يبوح لها بحبه ،الطريق خال والفتاة التى يحبها بين يديه مجروحة،تتالم،مرت بتجربة قاسية جعلتها فى حالة ضعف مستعده ان تسمع منه تلك الكلمة التى حبسها فى قلبه، آن له ان يبوح بها لكنه ظل صامتا كل ما فعله انه مد يده ليمسح دموعها ،اراد فى تلك اللحظة ان يضمها بين زراعيه ربما ارادت هى ايضا ان يفعل ذلك لكنه لم يفعل لم يكن يريد ان يستغل ضعفها لا يريد ان تحبه لكى تداوى به جرحها .
* اليوم التصفية النهائية لاختيار العشر متسابقين الذين سيتنافسون على المركز الاول تجمع المتسابقين لسماع اسماء الفائزين فى التصفيه النهائيه وكان من بينهم كريم ومونيكا،كانت سعادتهما بالغة حين سمعا إسميهما ضمن العشرة الفائزين لدرجة ان كريم لم يتمالك نفسه من السعادة فكان يقفز فرحا وهو يحمل مونيكا بين يده ويدور بها هى ايضا سعادتها جعلتها تنسى نفسها ولكنهما تنبها لذلك فانزلها وهو يشعر بالحرج وهى ايضا إرتبكت فحاول ان يدارى حرجه ببتسامته المرحة وهو يهنئها بالفوز فهنئته هى الاخرى وعليهما الآن ان يبذلا كل جهدهما للفوز بالمركز الاول. بعد عدة ايام بدأت المسابقة الكبرى كل المتسابقين سيقدمون عروضهم لمدة خمسة ايام وكل متسابق سيحصل على نقاط تقوم لجنة التحكيم بتجميعها فى النهاية والمتسابق الذى يحصل على اعلى نقاط سيحصل على المركز الاول. منذ ان بدات المسابقة كان ايمن والاصدقاء يذهبون لحضور المسابقة لتشجيع كريم وتقديم الدعم له .كل ثنائى كان ياتى على المسرح يقدم عرضه امام لجنة التحكيم ويحصل على نقاط إلى الآن كان كريم ومونيكا هما الافضل وكل الدلائل تشير إلى انهما سيفوزان..وكان اصدقاء كريم يشجعانه بكل حماس وفى اليوم الثالث من المسابقة كانا يقدمان عرضهما ولكن هذه المرة الحركات كانت اصعب وتحتاج إلى مهارة فائقة. كانت الامور تسير بشكل جيد ادائهم اكثر من رائع وصيحات المشجعين تشعل المسرح بالحماس وقبل انتهاء العرض بدقيقة واحدة حدثت مفاجئة غير متوقعة وهو يؤدى احدى حركاته الصعبة إنزلقت قدمه وسقط على الارض فتعالت صيحات المشجعين بالحزن حتى اعضاء لجنة التحكيم شعروابالاسف لما حدث كانو هم الثنائى الافضل. وقفت مونيكا فى حالة ذهول تضع يدها على فمها لتكتم صرخة الم لخسارتها الغير متوقعة وتنظر إلى كريم الذى وقع على الارض وهو ينظر إليها بنظرات حزن حين راى الدموع فى عينيها،اسرع ايمن نحوه وإلتف اصدقائه حوله ساعدوه على النهوض وانزلوه من على خشبة المسرح اجلسه ايمن على إحدى المقاعد كان فى حالة صدمة جعلته صامتا تماما والدموع متحجرة فى عينيه ينظر إلى مونيكا فى خجل لانه تسبب فى خسارتها اخذه ايمن والاصدقاء عائدين إلى الجامعه وقبل ان يذهبا مرا على إلى إحدى الصيدليات فاحضر له دهانا للإلتواء ورباط ضغط ،اجلسوه على السرير وجلس ايمن امامه ورفع قدمه ليضع له الدهان ورباط الضغط مكان الإلتواء وفرد جسده على السرير وقبل ان يغادر الغرفة طلب منهم الا يتحدثا معه فى شيئ ويتركوه ينام. فى الصباح دخل الطلبة قاعة المحاضرات وجدو كريم جالسا كان بعادته يصل متأخرا اول مرة ياتى مبكرا جدا إنه لم يذهب لتناول فطوره لم يره احد هناك . وبعد ان إنتهت المحاضرات وانصرف الطلبة بقى كريم جالسا وحده جلس ايمن بجانبه فقال كريم وهو حزين جدا. -ماالذى حدث..لقد تدربت كثيرا لقد اديت العرض بشكل جيد بشهادة كل الحاضرين فماذا حدث ؟لماذا وقعت لقد تحديت الجميع من اجل ان افوز قالت لى مونيكا ذات يوم انها لا تريد ان تخسر بسببى وعدتها انها ستفوز ولم افى بوعدى لقد فشلت..لقد جعلتها تخسر. -كريم انت لم تفشل،طوال المسابقة كنت انت الافضل وادائك رائع اديت حركات صعبة اذهلت الجميع. -ماالذى حدث إذن . -ما حدث لم يكن بسببك مؤكد ان هناك سبب ما ولكن فى النهايه إنه القدر . -الحقيقة انى خذلتك وخذلت مونيكا خذلت الجميع. -كريم ليست هذه هى النهايه وليست هذه اخر مسابقة يكفيك انك اذهلت الحاضرين وامتعتهم. تركه جالسا وغادر القاعة وبعد فترة غادر هو الآخر،وفى اثناء سيره فى الساحة متجها إلى غرفته سمع صوتا خافتا يناديه آت من إتجاه البوابه الغربية ذهب إلى هناك حيث كانت مونيكا فى إنتظاره،ذهب إليها ولم يستطع النظر إليها كان يبعد نظراته عنها خجلا منهاإقتربت منه وسالته -كيف حالك الآن؟اتيت لكى اطمئن عليك. -مونيكا..انا اتالم كثيرا هل يمكننا ان نجلس. جلسا على المقعد وظل صامتا ثم قال : -انا آسف لما حدث كنت تقولين عنى غبي واحمق انت محقة فى ذلك انااحمق بالفعل لانى تسببت فى خروجك من المسابقة. -من قال لك اننا خرجنا من المسابقة. -لا افهم ماذا تعنين؟! -وقوعك لم يكن خطأ منك إتضح ان العامل لم يجفف الارض جيدا وانت تعرف ان ارضية المسرح لو تعرقت تصبح منزلقه لذا لا بد ان تجفف بعد مغادرة المتسابق وإستقبال المتسابق الذى يليه وكان حظك انه لم يجففها جيدا فانزلقت قدمك ووقعت لذا قررت لجنة التحكيم إستمرارنا فى المسابقة. -انا سعيد جدا من اجلك مونيكا وسيكون عليكى ان تبحثى عن شريك آخر غيرى. قالت وهى مندهشة: -تعرف.. الجدية لا تليق بك ابدا..إنك تمزح اليس كذلك. -انا لا امزح.. -ادائك هذه المرة ليس مقنعا..فى كل مرة كنت اصدقك هذه المرة..... -هذه المرة اتحدث بصدق..سوف انسحب من المسابقة وسوف تكملى مع غيرى. -ولكن لماذا. -انت ترين بنفسك اصبت بلتواء ولن اكون قادرا على الاداء بشكل جيد وتعرفين ان العرض الاخير لا بد ان يكون مميزا لنحصل على اعلى نقاط وانا فى هذه الظروف لن استطيع. ازعجها ما قاله لن تستطيع ان تكمل من دونه لا يمكن لاى شخص آخر ان يكون شريكا لها هو الوحيد الذى يتفهمها بينهما لغة مشتركه ..قالت له وهى حزينه: -اتتخلى عن صديقتك..لو انك إنسحبت سانسحب انا ايضا. حاولت معه كثيرا كى تثنيه عن قراره وانه قادر على ان يكمل لن يدع شيئا يعوقه عن الإستمرار..وبعد محاولات منها عدل عن قراره،ولاول مره منذ عرفها تنظر إليه فى إعجاب وتقول بكل رقه وعذوبه: -تعرف كريم..فى البداية ظننتك شابا مستهتر كل همك ملاحقة الفتايات وانك شخص تافه..لذا كنت اعاملك بحده وشراسه كى احمى نفسي منك ولكن الآن بعد ان عرفتك وجدت انك شخص طيب القلب مستعد ان تتخلى عن حلمك من اجل صديقتك انت شخص رائع وخفيف الظل . -وانت ايضا جميلة جدا ورقيقة المشاعر. -هل تعود مرة اخرى للمغازله من الافضل لك ان تتوقف عن هذا. -لا..هذا مستحيل اطلبى منى اي شيئ إلا ان اتوقف عن المغازلة إنها موهبه .
*اليوم هو العرض الاخير فى مسابقة الرقص وبرغم إصابة كريم فى قدمه إلا انه لديه إصرار وتحدى للفوز ليس من أجله ولكن من أجل والده الذى تحداه ومن اجل ايمن الذى سانده وقدم له الدعم وتحمل إهانة والده له ومن اجل مونيكا التى وضعت ثقتها به والتى رفضت ان يشاركها شخص أخر غيره،عليه الآن ان يقاتل من اجل الفوز،بدات المسابقة والمذيع الداخلى ينادى على إسم الثنائى الذى سيقدم العرض وكريم ومونيكا يتابعان فى قلق وتوتر كانت ممسكة بيده التى احستها باردة ترتجف من شده التوتر والقلق فكانت تنظر إليه تطمئنه وجاء دوره حيث سمع المذيع ينادى إسميهما وقف كريم وهو يتبادل النظرات مع مونيكا وكان بجانبه ايمن يبتسم له ويشجعه واصدقائه ايضا كانوا بجانبه،امسك يد مونيكا وصعدا على خشبة المسرح وقد اتخذوا وضع الإستعداد وكانت دقات قلبهما تعلو تكاد يسمعها الحاضرين وبدات تعزف الموسيقى والجميع يتابع فى صمت حينها نسي كريم قدمه التى تؤلمه ووضع كل تركيزه فى الموسيقى حيث قدم هو ومونيكا عرضا رائعا وفى كل حركة صعبة يؤديها احدا منهم تتعالى صيحات الحاضرين بالإعجاب. توقفت الموسيقى ونتهى العرض ولم يتبقى سوى إعلان النتائج ووسط جو من القلق والتوتر جلس المتسابقين فى إنتظار إعلان النتيجة والجميع كان صامتا يعم المكان الهدوء التام ولا يسمع فيه إلا صوت الانفاس المتلاحقة،وقام احد اعضاء لجنة التحكيم بإعلان النتيجة وهى حصول كريم ومونيكا على المركز الاول وسوف يشتركان فى المسابقة العالمية التى ستجرى فى فرنسا،ووسط السعادة التى غمرت كريم ومونيكا تعانقا الإثنان وهى تنظرإليه فى إعجاب لقد فاز وتحامل على الالم الذى كان يشعربه مع كل حركة كان يؤديها،إلتف حوله اصدقائه يعانقانه سعداء به وكان ايمن واقفا سعيدا بفوزه ترك اصدقائه وذهب إليه عانقه ايمن فى سعادة وقال له: -انا فخور بك كريم انت تستحق هذا الفوز لانك بطل بحق. عاد الجميع إلى الجامعة سعداء فى وقت متاخرفذهب الجميع إلى غرفهم . *فى صباح اليوم التالى تجمع الطلبة فى الساحة ووقفوا فى صفوف ووقف ايمن فى نهاية الصف انتظارا لمجيئ المدير الذى اراد ان يخاطبهم. وقف امامهم بطلته المهابة ووجهه المتجهم وهو ينظر إليهم بنظراته الثاقبه ثم قال بنبرة حادة قوية: -هناك بعض الطلاب الذين يغادرون الجامعة ويتأخرون فى العودة اود ان اذكركم ان مخالفة قوانين الجامعة امر غير مقبول،لقد فهمتم ان صمتى موافقة منى على ما تفعلون ولكن من الآن فصاعدا لن يغادر احد حرم الجامعة مهمى كانت الظروف ،ومن الآن فصاعدا سوف تغلق البوابة الخلفية طوال الوقت وإن ضبط احد متسللا سوف يطردفورا..هل هذا واضح. غادر الطلبة الساحة وبقى ايمن واقفا عاقدا يديه فوق صدره إقترب منه المديروقال: -استاذ ايمن..اريدك ان تبلغ الطلبة انه من الآن لا دروس موسيقى ولا إقامة حفلات لاى مناسبة ولا عمل بعد المحاضرات ،من فضلك ابلغهم بهذا. -انا آسف..لن ابلغهم بشيئ. -هل اعتبر هذا تحدى. -إعتبره كما شئت.. -ما معنى هذا استاذ ايمن. -كنت تقف امامهم وتحدثهم فلماذا لم تخبرهم بنفسك ؟سوف اجيبك انا ..لانك لاتريد المزيد من كراهيتهم لك وتريدنى ان افقد حبهم وثقتهم بى وإحترامهم لى ولكنك اخطات لان الذى يعرف الحب لا يوجد مكان للكراهية فى قلبه.. -لقد تجاوزت حدودك كثيرا ويبدو انك فهمت صمتى على هذا التجاوز ضعف منى ولكنك تعرف انه بإمكانى طردك من هنا . قال له فى صرامة. -لا تهددنى سيد شاكر..فانت تعرفنى جيدا انا لا اخاف منك ولا من تهديداتك انا الذى يحذرك ان الرياح اتت قوية جدا تضرب الجدران بكل قوة تكاد تحركها من مكانها انصحك ان تغلق نوافذك جيدا حتى لا تدخل الريح ويدخل معها الحب..الحب منتشر حولك وفى كل مكان ولا يمكنك الآن ان توقفه.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.