-8-بعد ان إنتهى من إلقاء محاضرته دعا الطلبة لحضور إجتماع فى المكتبة لمناقشة بعد الامور،بعد تناولهم الغداء ذهبوا إلى المكتبه فى انتظار حضوره واخذوا يتسائلون عن سبب هذا الإجتماع،بعد قليل آتى إليهم والقى عليهم التحية ثم جلس على رأس الطاولة وقد راى الحيرة على وجوههم فلم يشأ ان يزيدها بمقدمات لا طائل منها وبدأ يتحدث فى الموضوع مباشرة،لقد إجتمع بهم من اجل التغير..نعم التغير لقد آن الاوان لان يحدث تغيرا فى الجامعة ليس من المعقول ان جامعة كبيرة مثل هذه الجامعة تدار كما كانت من عشرون عاما،اشعلت كلماته الحماس فى قلوب الطلبه هم ايضا يريدون التغير لا يمكن ان يقضوا كل اوقاتهم هنا لا يفعلون شيئا سوى الدراسة والمذاكره فقط لقد إبتعدوا عن بيوتهم واهليهم وجائوا إلى هنافمن حقهم ان يكون هناك اشياء تخفف عنهم عناء المذاكرة وانشطة يخرجون فيها طاقتهم ويمارسون هواياتهم . إحتدت المناقشة وأخذ يسمعهم وهم يقدمون مقترحاتهم وافكارهم ما الذى يريدونه ان يحدث وعدهم انه سيحقق لهم كل ما يريدون وقبل ان ينهى الإجتماع قال لهم ان اول خطوة سيخطوها نحو التغير سيقيم ندوة اسبوعية تقام فى المكتبه سيتناقشون فى موضوع هم سيختارونه بانفسهم فى كل مجالات الحياة فالسياسة فى الفن فى الادب فى التاريخ فى مواضيع عامة او خاصة نكتسب من خلالها معلومات ونحاول ان نجد حلولا لاى مشكلة تمر بكم او اجابه على الاسئلة التى تشغل عقولكم وطلب منهم ان يقوموا بالتحضير لاول ندوة ستقام فى الاسبوع القادم يختاروا موضوعها ويجهزوا اسئلتهم ويسلموها له فى مكتبه قبل نهاية الاسبوع حتى يتمكن من التحضير لها. غادر ايمن المكتبه وتركهم يواصلون نقاشهم حول ما قاله لهم وبعضهم يتسائل هل يمكن فعلا ان يحدث تغير؟هل سيسمح المدير بهذا ان يحدث؟لم يكن يعرفون الإجابة لكنهم يثقون فى استاذهم الذى فتح لهم باب الامل وسوف يتمسكون به . ذهب ايمن إلى مكتبه فدخل عليه مرادوقد سمع الطلبة يتحدثون بشان الإجتماع الذى اقامه معهم. لم يكن مراد يشعر بالإرتياح لما قاله ايمن للطلبه فقال له وهو يلومه على هذا. -ارى انك وعدت الطلبة باشياء لن تكون قادرا على تحقيقها انت بذلك تتلاعب باحلامهم ولن تفى بوعدك ستفقد ثقتهم فيك ومكانتك فى قلوبهم. رد عليه ايمن بثقة: -انا لم اعدهم بشيئ إلا إذا كنت واثقا انه سيحدث لست انا من يعطى وعودا كاذبة. -لا تكن واثقا من نفسك إلى هذا الحد فالمدير لن يسمح باى تغير يحدث فى جامعته إنه رجل لا يحب التغير ابدا وبت تعرفه كم هو عنيد وصلب ولا يستمع إلى احد إذا كنت معتمدا على ان الطلبة او الاساتذة سيقفون معك..إنس الامر فالسيد شاكر قد زرع الخوف فى قلوبهم وفى اول صدام لك معه سيتركوك وحدك . -حتى انت.. يا مراد ستتركنى. -حتى انا ياصديقى ولا تغضب منى فلست مستعدا ان اخسر وظيفتى بسبب افكارك هذه، فلدى اسرة وانا مسؤل عنها. -اوأكد لك يامراد بانى ساهزم هذا الخوف وانزعه من قلوبهم وسيحل مكانه الحب ..الحب الذى سيهزم الخوف ولن يكون له مكانا فى قلوبهم. *كان ايمن مشغولا بتعليق لافتة على إحدى الجدران وبعد ان إنتهى بدء الطلبة فى قرائتها وهى إعلان عن مسابقة لجميع الطلبة فى تقديم ابحاث فى إحدى الموضوعات المذكورة فى اللافته وذكر الموعد المحدد الذى تقدم فيه الابحاث وسيتم إختيار افضل ثلاثة ابحاث للفوز بهذة المسابقة وسيعلن اسمائهم قبل نهاية العام وتقدم إليهم جائزة ويكتب اسمائهم فى لوحة الشرف. علم المدير بشان هذه المسايقة فطلب حضور ايمن،بعد دقائق كان ايمن فى مكتب المدير يساله بشان هذه المسابقة فاجابه بكل ثقة وثبات. -لقد لاحظت ياسيدى ان الطلبة لا يذهبون إلى المكتبة من اجل القراءة والإطلاع رغم وجود مجموعة من الكتب القيمة لكبار الكتاب وهذا احزننى كثيرا لذا فكرت فى هذه المسابقة لتجعلهم يقبلون على القراءة وخلق جوا من المنافسه وفى النهاية سيحصلون على جائزة تشجعهم اكثر..انا اعرف سيدى انك قارئ جيد ومثقف لذا اقترح ان تقدم لهما الجائزة بنفسك سيكون هذا رائع جدا. -إقتراح لا باس به. بدا ايمن يجدها فرصة مناسبة ليعرض عليه إقتراحاته بشان التغير الذى يريده فاقترح عليه ان الطلبة فى وقت فراغهم يلعبون كرة القدم كنوع من الترفيه ولكن ليس بشكل عشوائى لما لا يلعبون بشكل منظم لنشجهم على الرياضة ننشئ من الطلبة عددا من الفرق كل فريق يحمل اسما وتقام مسابقة بين هذه الفرق اشبه بالدورى ويكون هناك تصفيات حتى نهايه العام سيكون هناك فريقين فقط يتنافسون للحصول على كاس الجامعة . نظر اليه فى ضيق وقال بنبرته الهادئه: -هل لديك إقتراحات اخرى سيد ايمن.. -إقتراح واحد فقط سيدى..الطلبة هنا يقضون وقتا طويلا ولايوجد ما يرفه عنهم ففكرت ان اكون فريقا للموسيقى وفريقا للتمثيل. تغيرت ملامح المدير حين سمع هذا وقال وهو محتفظا بهدوئه -لم يسبق ان عزفت الموسيقى هنا استاذ ايمن ولا اريد شيئا يشغل الطلبة عن دراستهم فالجامعة هنا معروفة بتفوق طلابها علميا وخلقيا. حاول ايمن إقناعة ان هذه الانشطه لن تؤثر على تفوقهم بل ربما يزدادون تفوقا ووجود هذه الانشطه ستشجع الطلبه للإلتحاق بجامعة المستقبل حيث ستزداد شهرتها ونجاحها لان مديرها رجل يهتم بالطلبة وبتفوقهم فى شتى المجلات ليس فى التعليم فقط ولكن فى كل شيئ بيد ان المسرحيات التى سيمثلونها من داخل دراستهم فطلاب الادب الإنجليزى يدرسون مسرحيات شكسبير وتمثيلهم لتلك المسرحيات يجعلهم يفهمونها اكثر.ووعده ان الطلبة سيحافظون على تفوقهم . نظر المدير إليه وقال بهدوء -هل انتهيت.. -اجل سيدى. -إترك هذه الاوراق لاطلع عليها.. يمكنك الانصراف الآن. لم يكن مرادمصدقا ما حدث" فقال باعجاب. -انت ساحرحقا كيف اقنعته" قالها مراد لايمن وهو معجب به ولكن كان لايمن راى اخر -المدير لم يقبل هذا لاقتناع منه ولكنه رجل ذكى لا يبدأ بالهجوم حتى لا يخسر إذا رفض سيكرهونه الطلبه ويزداد محبتهم لى وهو لا يريد ذلك يريد ان اكون انا سببا فى فشلهم كى يكرهونى لان انشغالهم بهذه الانشطه ربما ستخلق نوعا من الفوضى وعدم الإلتزام او يقل مستواهم الدراسى فيكون هذا زريعه لايقاف هذا واكون انا السبب فى فشل هذا التغير. -ياإلهى..وكيف اخترقت عقله وقرات مابه. هل نسيت انى دارس لعلم النفس،وهو امامى مثل كتاب مفتوح. *فى الصباح الباكر كان ايمن مشغولا بتجهيز مكان ليتدرب الطلبة فيه على الموسيقى فاختار هذا المكان الذى يتوسط الحديقه وبدء يضع فيه المقاعد وينظمها،كان المدير فى الساحة وحين رآه ذهب ناحيته وقال بنبرته الهادئه. -لقد صنعت لنفسك غرفة موسيقى مميزة. ابتسم ايمن وقال. -رايت ان هذا المكان مناسبا لتعزف فيه الموسيقى حيث الهواء الطلق والأزهار يساعد على إنعاش الخيال. رمقه بنظره حاده ووجه متجهم وقال. -ارجو الا تحدث تغيرا آخر أستاذ ايمن فكما تعرف انا لا احب التغير ابدا. قال هذه الجملة وانصرف. بعد ان غادر الطلبة قاعة المحاضرات سمعوا صوت العزف على الكمان توقفوا جميعا وهم يرون ايمن يقوم بالعزف وكعادته حين يعزف يغلق عينيه ويسرح مع النغمات وينسى كل شيئ حوله كانه يرى اشياء لا يراها احد غيره تبدء حين يعزف وتختفى عندما يتوقف ..انتهى العزف وفتح عينيه ليجد الطلبه جالسين على المقاعد نظر إليهم وهو يبتسم فى سعادة وقد امسك كل طالب من الطلاب الذين إنضموا الى فريق الموسيقى كان منهم سمير كريم ايضا رغم انها ليست هوايته لكنه لم يجد مجالا يمارس فيه هوايته الاصليه فانضم إليهم وكان معهم هانى لم يشا ان ينفصل عن اصدقائه فاراد ان يكون معهم. بعد ان إستعد الجميع وكل كان ممسكا بآلته نظر اليهم ايمن فى سعادة وقال: -الموسيقى تحتاج إلى الإلهام..والحب هو إلهام الموسيقى. الموسيقى،الحب،الإلهام على صلة ببعضهماويعتمدون على القلب ..إذا كنتم تحبون فتاة فعليكم بإخبارها لايهم إن كانت تحبك ام لا المهم ان تعبرون عن مشاعركم ولا شيئ افضل من الموسيقى للتعبير عن المشاعر المهم ان تستمعوا لقلوبكم إنظروا إلى تلك البوابه التى لا يمكنكم تجاوزها..أغلقوا عيونكم وتخيلو إذا كان احدكم احب فليتخيلهاتقف خلف تلك البوابة تنتظرك تناديك..تريدك ان تبوح لها عما فى قلبك عبروا عن حبكم بالنغمات. كان سمير وكريم ينظران تجاه البوابه وهم شاردون تماما كل منهما يتخيل فتاته وبدء الطلبه فى العزف. وقف ايمن امامهم يعزف وهم يعزفون مثله اغلق عينيه واندمج فى العزف وحينها رآها .بثوبها الابيض ذو الاكمام الواسعة وكانت تبتسم له إبتسامة كبيرة ونظراتها مليئة بالحب ،إقتربت منه وهى تدور حوله مثل الفراشة تتمايل على نغماته الرقيقة الناعمه وحين إنتهى العزف وفتح عينيه عاد كل شيئ كما كان.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.