استاذ فى الحب-٢٨-

2 0 0
                                    

-28-إجتمع الطلبة فى الساحة بعد إنتهاء المحاضرات حيث جمعهم كريم ليقترح عليهم إقامة حفل بمناسبة عيد ميلاد الاستاذ ايمن والذى اتى فى اجواء الإحتفال بعيد الحب فستكون فرصة رائعة للإحتفال بالمناسبتين معا.
هذا الحفل سيقام من اجل الاستاذ ايمن يعبروا فيه عن حبهم له يشاركوه مناسبة خاصة مثلما دائما يشاركهم كل مناسباتهم.
وبدؤا يفكرون كيف سيكون الحفل واين سيقيمونه والاهم من ذلك لا يريدونه ان يعرف شيئا ستكون مفاجأة له،إقترح البعض إقامة الحفل فى النادى حتى يتسع لكل الحاضرين سيدعون كل اصدقائه من اهل البلده  فكروا فى شيئ مميز يقدمونه له وبعد عدة إقتراحات وافقوا على إقتراح سمير الذى إقترحه ان يقوم هانى بكتابة كلمات اغنية تناسب لحن ايمن الذى اسمعه لهم كان آخر لحن كتبه بعد موت حبيبته اللحن الذى لم تسمعه واهداه إلى روحها صحيح هو لحن حزين لكنه مليئ بالاحاسيس والمشاعر وسوف يغنى هذا اللحن زميلا لهم صوته جميل بشهادتهم جميعا..وبعد ان خططوا لهذا الحفل إلتقوا بمراد عزمى إستاذهم ليخبروه بما إتفقوا عليه وستكون مهمته هى ان يجعل استاذ ايمن يذهب إلى النادى دون ان يعلم شيئا عن هذا الحفل .
غادر هانى الجامعة وذهب إلى الحديقة التى إعتاد الذهاب إليها وهو حاملا اوراقه كى يكتب كلمات الأغنية،إنها اول مرة يكتب فيها كلمات اغانى لكن اللحن الذى سمعه مؤثر جدا يثير الشجون ويحرك المشاعر..
وهويحاول استرجاع اللحن من ذاكرته لا يدرى لماذا كان يفكر فى مايا ربما اللحن كان له تاثيرا على مشاعره حيث تذكر آخر لقاء بينهما وكيف ودعا بعضهما ولم يعد يعرف هل سيجمعه بها لقاء آخر ،امسك بالقلم وبدأ يكتب ويكتب وهو مستغرقا فى الكتابة وصورة مايا امام عينيه كان يكتب عنها وعن لحظة الفراق..وبعد ان إنتهى رفع عينيه من على الاوراق فرآها امامه ظنه خيال،اخذ يحدق فيها وهويسال نفسه هل هى مايا حقا ام انه يتخيلها؟إقتربت منه وسالته:
-لما تنظر إلى هكذا ؟
-ظننتنى احلم.لم اتوقع ان اراكى هنا.
-لقد كان لقائنا الاول صدفة وهانحن نلتقى اليوم صدفة اتعرف ما معنى هذا..انه القدر هو الذى يجمعنا.
-ولكنك تعاندين القدر وتصرى على الإبتعاد.
-كل يوم امر من هنا وانظر إلى المقعد اجده خال اظل اتذكر حين كنا ناتى إلى هنا .ونجلس عليه ويمضى بنا الوقت دون ان نشعر.
-تذكرى ايضا اننا إفترقنا هنا ووعدتك ان ابتعد عنكى..والأن علي ان اغادر .
ادار له ظهرها وصار بضعة خطوات سمعها تقول له.
-إنتظر..
توقف عن السير فاقتربت نحوه وهى تنظر إليه قالت.
-اريد ان اسالك كيف إستطعت ان تحبنى بهذا القدر وانت لم تحصل منى ولو على قدر قليل من الحب .
-الامر بسيط جدا..لقد احببتك ..ليس شرطا ان تبادلينى حبا بحب لا شروط فى الحب..لقد احببتك فحسب وكل ما كنت اريده ان اراكى سعيدة ،لقد وجدت فيكى ما احتاج إليه كنتى تكملين ما ينقصنى ولكن يبدو ان حبى لك كان ناقصا لانى لم استطع ان اصل إلى قلبك..مايا..الحب الحقيقى هو ان يكمل كل واحد منا الاخر شيئ ما ينقصنى اجده عندك وانت ايضا يوما ما ستجدين ما ينقصك عند شخص آخر وحينها ساكون سعيدا من اجلك.
نزلت دموعها دون ان تحاول منعها وقالت بصوت مختنقا بالبكاء.
-لماذا ظهرت فى حياتى كنت قد اغلقت قلبى، نسيت الاحلام والمشاعر وقررت الا احب بعد ان ادركت كم ان الحب مؤلم ولكنك استطعت ان تحيي الحب فى قلبى من جديد لقد جعلتنى اعرف معنى الحب الحقيقى ..حاولت ان اهرب.. ان اقاوم هذا الحب لكنه جعلنى ضعيفة لم استطع المقاومة لم اعرف إلى اين اهرب ..لقد ادركت انك قدرى يمكن للإنسان ان يهرب من الحب ولكن لا يمكنه ان يهرب من قدره..فماذا افعل؟قلى انت ماذا افعل.
إزداد بكاؤها اكثر وهى تكرر هذا السؤال مد يده ليمسح دموعها وهو متأثر يشعر بما فى داخلها من الم نظرت اليه نظرات كلها ضعف وهى تقول.
-لا اريد ان اتالم اكثر. لقد تالمت بما يكفى ولم اعد احتمل ،هانى لا تتركنى . لا تتخلى عنى. لا تجعلنى اتالم اريد ان اتوقف عن الالم اريد ان اكون سعيدة اريد ان اضحك وان احب اريد ان اعيش.
ضمها بزراعيه بحنان وقال :
-اعدك انى املا حياتك بالسعادة والفرح اعدك انى ساظل احبك طوال حياتى .
                              
*اليوم هو موعد إحتفال الطلبة بعيد ميلاد ايمن،لقد بذلوا مجهودا من اجل الإعداد لهذا الحفل ويريدون ان يفاجؤه به،فى منتصف اليوم ذهبوا إلى النادى ليعدوا كل شيئ ومهمة الاستاذ مراد ان يجعل ايمن يذهب إلى هناك دون إخباره بشيئ،وبالفعل إستطاع مراد إقناع ايمن بالذهاب إلى النادى بعد  ان اخبره بأن هناك شخص ما يريد مقابلته لامر مهم
وفى قاعة الإحتفالات وصل ايمن برفقة مراد ليفاجأ بان القاعة مظلمة تماما مما جعله يشعر بالحيرة وهو يلقى عل مراد بالاسئلة ولا يجد منه إجابة شعر بالغضب لهذه المزحة السخيفة واراد المغادرة وبينما يحاول مراد إبقائه فجآة سمع صوت عزفا على الكمان إستوقفه هذا العزف إنها إحدى معزوفاته كان الصوت قريبا منه لكنه لا يرى شيئا بسبب الظلام،ومع إنتهاء العزف اضيئت الانوار ليجد سمير امامه ظل ينظر إليه بإعجاب ثم ظهر امامه الطلبه وقد تجمعوا حوله ينثرون فوقه الأزهار وهو لا يفهم شيئا مما يحدث فسال مراد اجابه.
-كل عام وانت بخير إنه عيد ميلادك والطلبة ارادوا ان يحتفلوا به على طريقتهم الخاصه .
كانت مفاجاة رائعة هو نفسه لم يكن يتذكر كان هذا مؤثرا جدا وهم يقدمون له التهنئة والازهار الواحد تلو الآخر إبتسم لهم وقال مازحا:
-ايها الاشقياء..عرفتم كيف تخدعونى..لكنها مفاجاة رائعة.
قال كريم..
-انت لم ترى شيئا بعد إنها البداية فقط.
دخل ايمن إلى القاعة حيث كانت مزينة بالأزهار الحمراء والصفراء والبالونات والاضواء الملونة وكل اصدقائه كانوا يقفون نظر إليهم وهو متاثر وقال.
-كل هذا من اجلى.
"مراد"لانك تستحق.
اكثر شيئا كان مفاجئا له حين راى رزق برفقة كامليا وهما منسجمان معا تقدم نحوهما وهو يسال فى دهشة:
-كامليا مع رزق-دون شجار- لا اصدق.
-بل صدق سيد ايمن لقد فزت اخيرا بقلبها وهذا بفضلك وفضل نصائحك.
-هذا رائع جدا انا سعيد لاجلكما.
ثم وجه حديثه لكامليا وقال مازحا.
-صحيح ان رزق فضولي جدا واحمق احيانا لكنه طيب القلب ويحبك كثيرا.
إبتسمت كامليا فى خجل ثم تركهم وتوجه ناحيه الدكتور عزيزليصافحه،سلم عليه وقدم له هديه بمناسبة عيد ميلاده شكره ايمن بلطف فقال له عزيز:
-على اي شيئ تشكرنى..انت من يستحق الشكر على ما فعلته لإبنتى مايا لقد جعلتها تحب الحياة وتتجاوز احزانها جعلتها تعود كما كانت فالسابق.
-لست انا من فعل ذلك لكنه هانى.. هانى الذى احبها بصدق حبه لها حول حزنها إلى سعاده أعاد إليها ثقتها فى الحب من جديد.
-وانت من قربه منها فى الحقيقة إن هانى يشبهك فى خلقه وثقافته اكاد اجزم انه خلال فترة قصيره سيصبح كاتبا له شأن كبير.
اسعده جدا ماسمعه من عزيز عن إعجابه بهانى،وبينما هم مستغرقان فى الحديث اتى صوت كريم عبر مكبرالصوت وهو يدعو الحاضرين للإستماع إليه،توجهت الانظار نحوه ليسمعوا ما سيقوله.
-لقد جئنا لنحتفل بعيد ميلاد استاذنا العزيز ونقول له كل عام وانت بخير ولكنى اريد ان اقول له شيئا آخر..استاذ ايمن هذا ليس إحتفالا بعيد ميلادك فقط لكننا اردنا ان نقول لك "شكرا"شكرا على ما بذلته من جهد معنا لتجعلنا نقف هنا الآن ونحتفل لولاك ما كنا إستطعنا فعل ذلك لقد حولت حياتنا داخل الجامعة إلى حياة مليئة بالنشاط والمنافسة بعد ان كانت حياة رتيبة مملة،اخرجت ما بداخلنا من  موهبة واشياء لم نكن حتى ندرك اننا قادرين على فعلها،لقد علمتنا ان نحب وعلمتنا معنى الحب الحقيقى..الحب الذى يدفع للامام ويجعلنا ناجحين ،علمتنا ان الحب يطرد الخوف فصرنا اقوياء لم نعد نخاف من شيئ طالما اننا لا نخطئ علمتنا ان نتبع قلوبنا ونرضى ضمائرنا،وانا عن نفسى ونيابة عن كل زملائى نقول لك اننا نحبك كثيرا،وننحنى لك احترامااستاذ واخ اكبر لنا.
بعد ان انهى كريم كلامه صفق له الجميع لقد قال ما كانوا يريدون قوله وعبر عما بداخلهم،كان ايمن متاثرا جدا من كلمات كريم حيث طلب منه ان يلقى كلمة للطلبة،تقدم ايمن ووقف امام مكبر الصوت وقال وكانه يبحث عن كلمات:
-لاول مرة اقف امامكم وانا مرتبك لا اجد كلمات اقولها تعبر عما اشعر به الآن لقد جعلتمونى اتأثر حد البكاء وتقف الكلمات عاجزة امام مشاعركم التى اظهرتموها لى فاعذرونى إذا كنت غير قادر على الكلام ليس لدى ما اقوله سوى احبكم كثيرا..
ذهب ايمن ليجلس على الطاولة بجوار مراد وبدأ الطلبة فقرات الحفل حيث اتى سمير ومعه فريق الموسيقى ليبدأ عزف المقطوعة الموسيقبة التى عزفها ايمن وهو حفظها منه ،كان لحنا حزينا يعبر عن الفراق واتت الكلمات التى كتبها هانى لتضفى على اللحن الكثير من الشجن مع غناء شادى الرائع الذى ادى اللحن بإحساس عال جداوقام كريم ومونيكا بعرض راقص على اللحن .
كان ايمن يستمع إلى اللحن الاخير الذى لحنه لاميرة بعد وفاتها واتت كلمات الأغنيه لتلمس جرحه الذى لم تستطع الايام والسنوات ان تداويه فشرد فى كلمات الاغنيه وسرح بعيدا حيث راها كانت تقف بعيدا تتجول بين الحاضرين وهو يتابعها بنظراته اينما ذهبت وكانت تنظر إليه وهى تبتسم فقام من مكانه وتقدم نحوها وكلما إقترب منها ذهبت لمكان أخر حتى وصلت إلى نهاية القاعة ثم وقفت امامه وظلت تنظر إليه وهى تبتسم وهوينظر إليها بشوق.
احس بيد وضعت على كتفه جعلته يفيق من حلمه وينظر ليجد مراد بجانبه شعر بالإرتباك لان دموعه كانت تسيل فنظر إليه مراد وقال.
-هل كنت تبكى؟
مسح دموعه وقال وهو يحاول ان يعود إلى طبيعته.
-هؤلاء الاولاد جعلونى اتاثر لم اكن اتخيل انهم موهبون إلى هذا الحد لقد كتب هانى كلمات الأغنيه كانه كان يصفنى ويشعر بما فى داخلى حين رحلت اميرة وبقى حبى لها لم يرحل وشوقى لها لم ينتهى .
- كلمات رائعة فعلا واتت على الجرح فجعلتك تتذكر.
-متى نسيت يامراد حتى اتذكر لا يوم ولا لحظة تمضي من عمرى دون ان اتذكرها إنها لم تغب عنى ابدا معى فى كل وقت وفى كل مكان اعرف انك ستقول عنى مجنون .ولكن هل تصدقنى ان قلت لك انى اراها الآن هنا كانها اتت لتشاركنى الاحتفال.
-لا يا ايمن هذا ليس جنون هذا حب صادق حب عذرى..انت لم تحب جسدا انت احببت روحها والروح تبقى ولا تفنى.
جاء سمير ليقطع حديثهما فقد كان يبحث عنه
-لما تركت الحفل الم يعجبك.
-بل اعجبنى للغاية عزفك رائع جدا اثر بى حقا كنت تعزف بإحساس عال.
-انا تلميذك يا استاذ.
قال مداعبا.
-ويبدو ان التلميذ سيتفوق على استاذه..
عاد ايمن إلى القاعة ليشاهد فقرات الحفل وكان الجميع سعداء يرقصون والاجواء مبهجة موسيقى وضحكات ومرح كل هذا انتهى فى لحظة حين دخل شاكر القاعة وظل واقفا فى صمت يتجول ببصره وجوه الحاضرين ولاول مرة لا يرى نظرات الخوف والفزع فى عيونهم كان الطلبة ينظرون إليه دون خوف لحظات قليله وعادوا إلى عزفهم ومرحهم كانهم يتحدوه ويخبروه انهم لم يعودوا خائفين منه ،إقترب ايمن منه وقال.
-انظر إليهم جيدا هل، رايت كم هم سعداء الحب يملأ قلوبهم والسعادة على وجوههم هل تريد ان تنزعها منهم ؟هل تريد ان تحرمهم من حبهم كما فعلت معى انا لن اسمح لك إنهم يعشون اجمل ايام عمرهم لكنك تريدهم ان يكونوا مثلك بلا مشاعر قلوبهم جامدة ولكن هذا لن يكون لن اجعلك تدمر حياتهم كما دمرت حياتى من قبل .
ظل يستمع إليه حتى إنتهى ثم غادر دون ان ينطق بكلمة واحدة.

ظل يستمع إليه حتى إنتهى ثم غادر دون ان ينطق بكلمة واحدة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
استاذ فى الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن