-23-كان ايمن يعد حقيبته إستعدادا للسفر إلى اميركا بعد ان حدد له الدكتور رينو المشرف على الرساله بموعد مناقشتها،طلب من المدير إجازه من اجل السفر وقد وافق عليها،بعد ان انهى إعداد حقيبته غادر غرفته وعندما وصل إلى الساحه راى الطلبة جميعهم يملؤنها وقف ينظر إليهم والحزن يخيم عليهم فخاطبهم قائلا:
-ماذا بكم لما هذا الحزن إنها مجرد بضعة ايام وسوف اعود .
نظر كريم إلى الطلبة وقال لهم بطريقته المرحة:
-المفروض ان نكون سعداء من اجل استاذنا لانه سوف يسافر ويعود إلينا حاملا رسالة الدكتوراه وسوف يكون لقبه من الآن الدكتور ايمن هذه مناسبه تجعلنا نشعر بالسعادة لاجله ونتمنى له التوفيق.
إبتسم له ايمن فعانقه كريم وهو يقول بتاثر:
-سوف نشتاق إليك كثيرا.
تاثر ايمن من كلمات الطلبه المليئة بالحب والامنيات الطيبة هو ايضا تمنى لهم التوفيق فى دراستهم وحياتهم وعليهم ان يحسنو التصرف ولا يفعلو اشياء يضرون به انفسهم وإن واجهتهم مشكلة يلجؤا إلى الاستاذ مراد ثم وجه حديث لسمير وقال له.
-ستقوم انت بتدريب فريق الموسيقى لقد اصبحت عازفا بارعا
ثم وجه حديثه لهانى الذى كان متاثرا جدا.
-وانت يا هانى اريد عند عودتى اجدك قد بدات فى كتابة قصة جديده ولكن ستنشرها هذه المره على حسابك، اما انت ياكريم اريدك ان تكف عن طيشك وتستخدم عقلك.
-ولكن العقل لا يناسبنى ابدا .
إبتسم ايمن لتعليق كريم وضمهم الثلاثة ثم إتجه ناحية البوابة رافقه مراد حيث كان يريد مرافقته لمحطة القطار قبل ان يستقل الطائره التى ستقلع من مطار القاهرة لكنه اوقفه وقال له.
-ابق انت انا لا احب لحظات الوداع.
*مرت عدة ايام على سفر ايمن،كانت الامور تسير كمالو كان حاضرا بفضل صديقه وزميله مراد،وفى احد الليالى كان هانى وسمير فى غرفتهما يشعرون بالقلق لتاخر كريم لا يعرفون اين ذهب،بينما هم فى قلقهم هذادخل عليهم الغرفة وهو سعيد جدا يطلق صفيرا من فمه على نغمة إحدى الأغنيات وصديقيه ينظرون إليه فى غضب وهم يحدقون فيه وهو ينظر إليهم بعدم مبالاه ويقول:
-ماالامر؟لما تحدقون بى هكذا..
كان هانى مندهشا لهدوء اعصابه هذا وقال له موبخا:
-انت سعيد ومبتهج ونحن هنا يقتلنا القلق بسببك لما تاخرت ملامحك تقول انك كنت مع مونيكا.
اكد لهم انه لم يراها منذ ان كانوا فالحفل لكنه سعيد لسبب آخر،اراد اصدقائه ان يعرفوا سبب هذه السعادة اخبرهم ان النادى سوف يقيم مسابقة للرقص ستستمر لمدة شهر سيخترون فى خلالها عشرة فائزين يتنافسون فى النهايه على المركز الاول والذى سيحصل عليه سيسافر ليقدم عرضا على إحدى مسارح باريس..بدى على وجههم الوجوم وهو كان سعيدا يواصل حديثه كانه فى حلم.
-تخيلوا معى انا ومونيكا نقدم عرضناالراقص على إحدى مسارح بارس حيث نشارك فى مسابقة عالميه ننافس فيها المتسابقين من كل مكان فى العالم ونحصل على المركز الاول سنكون ثنائي رائع.
"هانى"انت تحلم افق من هذا الحلم وعد إلى الواقع ..من سيسمح لك ان تشارك فى هذه السابقة كفاك احلام ياكريم.
"كريم"ليس حلم بل حقيقة لقد إشتركت فى المسابقة فعلا
كان الامر صادمالهم حاولوامنعه ولكن دون جدوى إنه حلمه الذى يريد ان يحققه غدا سيكون اول يوم له فى التدريبات لديه امل فى الفوز وان تكون مونيكا شريكته.
"هانى"انت مجنون
"كريم فى لا مبالاه"وما الجديد.
"سمير"كان عليك ان تفكر اولا قبل ان تشترك فى المسابقة.
-ياصديقى انا لا اضيع الوقت فى التفكير .
نصحوه ان ينتظر حتى ياتى الاستاذ ايمن لكنه لن يستطيع الإنتظار لان اليوم اخر موعد للإشتراك فى المسابقة ولم يستطع اصدقائه منعه من هذا .
*فى منتصف اليوم التالى ذهب كريم إلى النادى لحضور تدريبه الاول حيث نال إعجاب مدربه وبعد الإنتهاء تجمعوا ليختار المدرب لكل متسابق شريكته التى ستتدرب معه ليكونا ثنائى
ولحسن حظه كانت مونيكا هى شريكته .
لم تكن تعلم ان كريم سيشارك فى المسابقه حيث نادتها مدربتها واخبرتها بانها ستكون شريكة لمتسابق لا يقل عنها فى المستوى وتركتهما كى يتعارفا ،كان كريم يقف بعيدا يوارى وجهه عنها وحين انصرف المدربون واقبلت نحوه لتتعرف عليه كانت مفاجاة صادمة لها حين راته إتسعت عيناها وهى تنظر إليه فى عدم تصديق وهو كان يبتسم لها إبتسامته البلهاء افاقت من صدمتها وقالت.
-انت مرة اخرى كلما ذهبت إلى مكان اجدك فيه ماذا تريد منى.
-الم اخبرك بانى بطلك وهانحن سنكون ثنائيا نرقص معا.
رفعت سبابتها فى وجهه وقالت:
-احذرك ان تقترب منى .
-وكيف لا اقترب ونحن سنرقص معا على انغام التانجو.
-لا تفرح كثيرا وامسح تلك الإبتسامة البلهاء من على وجهك فإنها تزيدك حمقا،لقد كنت افوز طوال عامين بالمركز الاول ولست مستعدة ان اخسر الان بسبب احمق مثلك.ساطلب من المدربة ان تبحث لى عن شريك آخر.
وقبل ان تغادر فوجئت به يجثو امامها على ركبتيه ويمسك يدها وكانه يقدم عرضا مسرحيا وهويقول لها راجيا:
-ارجوكى لا تغضبى منى كنت اتبعك لانى تمنيت الرقص معك ارجوكى إمنحينى هذه الفرصة ..ارجوكى .
كادت ان تتاثر ولكنها اظهرت عكس ذلك ونظرت إليه بإحتقاروقالت.
-اسلوبك وانت تعتذر مثلك تماما سخيف ومقرف.
سحبت يدها واستدارت لتجده امامها لم تبالى وحين واصلت سيرها امسك معصمهابقوة فالتفتت إليه ،نظر فى عينيها بهيام وقال بصوت رقيق.
-انا آسف .
اجابته بهدوء.
-حسنا قبلت إعتذارك
حاولت ان تذهب لكنه ظل ممسكا بيدها وجذبها نحوه برفق حتى صارت قريبة منه وقال لها بنفس النبره.
-صديقان.
-اجل.
حاولت ان تسحب يدها فلم يتركها فقالت له بهدوء غير معتاد.
-هلا تركت يدى الآن.
اجابها وتلك الإبتسامة على وجهه.
-لا ارغب فى ذلك.
-هل انت فى مزاج لتصفع ثانية.
قرب لها وجهه وهو بنفس الإبتسامة والنبرة الناعمة.
-حسنا لا امانع.
استفزها اسلوبه فغيرت لهجتها وقالت فى دلال.
-إتركنى من فضلك.
ترك يدها فعادت للهجتها الحادة وقالت وهى تغادر
-غبى واحمق.انا اكرهك.
ظل ينظر اليها بنفس الإبتسامةحتى ابتعدت وقال بصوت خافت"وانا احبك".