استاذ فى الحب-٢-

11 0 0
                                    

-2-دقت الساعة السادسة صباحا وبدأ الطلبة يستيقظون،قام هانى وسمير ينفضان الكسل عنهما وهما ينظران إلى كريم الغارق فى النوم حاول هانى إيقاظه دون جدوى دخل الحمام وطلب من سمير ان يحاول معه حتى يصحو..وبالكاد إستطاع سمير ان يوقظه ثم تركه ليرتدى ملابسه فعاد كريم إلى النوم من جديد وبعد لحظات إستيقظ وهو يفرك عينيه ويفتحهما بصعوبه
نظر حوله فلم يجد احدا،ارتدى ملابسه بكسل شديد وذهب إلى الساحه ليجد الطلبة جميعهم تجمعوا وهم بملابسهم الرياضية بعد قليل حضر "الكابتن"عصام وبدؤا فى عمل تمارين الرياضه بعد ان اعطاهم محاضرة عن فائده الرياضة فى الصباح الباكر فهى تجعلهم نشطاء وتكسبهم القدرة على التركيز والإستيعاب بشكل افضل.
بعد الإنتهاء من التمرين ذهبوا لياخذوا حماما وارتدوا زيهم الجامعى الموحد (بناءا على تعليمات المدير) الزى الجامعى لابد ان يكون معبرا عن حرم الجامعه وإحترامها فهو يرى ان الجامعة حرما مقدسا له هيبته واحترامه ولابد ان يكون زي الطلبه جزء من هذا الإحترام لذا فقد جعل الطلبه يرتدون زيا موحدا..
توجه الطلبة إلى قاعة الطعام ليتناولوا فطورهم (عباره عن قاعة كبيره بها العديد من الطاولت مستطيلة الشكل ومقاعد خشبيه من الجهتين لتستوعب اكبر عدد من الطلبة).
كل طالب يذهب ليعد طبقه بنفسه ويجلس مكانه ويقوم المشرف بعد ان يتاكد ان جميع الطلبه وضعوا الاطباق امامهم يعطيهم إشارة البدء ليتناولوا طعامهم فى هدوء.
بعد ان انتهوا من تناول الفطور غادروا قاعة الطعام وسمعوا ندائا عبر مكبر الصوت يدعو طلاب الفرقه الاولى التجمع فى الساحة فالمدير سياتى ليلقى عليهم كلمة ترحيبيه لهم.
تجمع الطلبه فى صفوف منتظمة فانتظار وصول المدير.
"كريم"لماذاطلبة الفرقه الاولى فقط التى سيلقى عليها المدير خطابة؟
"هانى"هذا تقليد يحدث كل عام يلتقى المدير بالطلبة الجدد ويلقى لهم خطابا.
بعد لحظات من الإنتظارمر عليهم المشرف يطلب منهم منع الكلام ويعدلوا من هيئتهم فالمدير قادم.
وقف الجميع إنتباه عندما شعروا بقدوم المدير.
"شاكر عثمان فالعقد الخامس من عمره رجل صلب ،عنيد معروف بتعنته وقسوته متجهم الوجه لم يسبق لاحد ان رآه يضحك او حتى يبتسم يعيش وحيدا ليس لديه اصدقاء ،رجل وقور ذو شخصية قويه قرراته حاسمه يعشق النظام"
كان يسير فى خطوات هادئة بقامته الطويله وقوامه الممشوق وملابسه الانيقه برغم تجاوزه الخمسين لكنه يتمتع بقدر من الوسامه ولحيتيه الصغيره وشاربه المجذب يزيدان من وسامته ويحيطانه بقدر من الوقار والاحترام..وقف امام الطلبه عاقدا يديه خلف ظهرة وهو ينظر اليهم بوجهه المتجهم ونظراته الحاده الثاقبه دون ان يحرك راسه فقط حدقه عيناه هى التى كانت تتحرك وقف ينظر اليهم وكأنه يتفحص وجوههم دون ان تطرف عيناه او يحرك راسه وبعد فترة صمت امسك بمكبر الصوت وبدء فى الحديث بطريقته الهادئه وكلماته المنمقه ونبرة صوته التى تحمل الكثير من المعانى:
-اهلا بكم فى جامعة المستقبل..هذه الجامعه التى تفتح زراعيها لكل الوافدين من كل مكان،الشرف والإلتزام والإحترام هما القواعد التى تاسست عليها الجامعة وعلى الطلبه الإلتزام بتلك القواعد ويحترموا القوانين،هذه الجامعه تخرج منها العديد من الطلبة كانوا مثالا للإحترام وجميعهم متميزون ومتفوقون ليس علميا فقط ولكن خلقيا ايضا،وهم الآن قد شغلوا مراكز مرموقة،منهم الادباء ومنهم آساتذه ومنهم رجال اعمال..نجحوا لانهم حافظوا على إحترامهم وكانوا ملتزمين ،وانتم قد قطعتم هذه المسافة الطويلة كى تاتوا إلى هنا لتتعلموا والجامعة بدورها توفر لكم الهدوء التام كى تبعدوا انفسكم عن كل ما يشغلكم عن الدراسة فالهواتف المحموله ممنوعه هنا واجهزه الحاسوب كل هذه الاشياء ستضيع وقتكم وتلهيكم عن الدراسة فلتقطعوا صلتكم بالعالم الخارجى ليصبح هذا المكان هو عالمكم فالجامعة توفر لكم كل شيئ تحتاجونه حتى تتفرغوا للدراسة ولا يشغل بالكم اي شيئ آخر،لا يسمح هنا بارتكاب الاخطاء او إختراق القوانين لان من يفعل ذلك فعقابه الوحيد هوالطرد..والطرد من هنا معناه انه لن يقبل فى اي جامعة اخرى فمن منكم يجد نفسه غير قادر ان يحافظ على إحترامه وإلتزامه بالقوانين والضوابط فليخرج من تلك البوابة التى دخل منها..اتمنى لكم التوفيق.
بعد ان انهى كلمته إنصرف وقد ترك لدا الطلبة شعورا داخليا بالخوف من كلماته التى تبدو هادئه لكنها تحمل فى معناها التهديد وتبعث فى داخلهم الخوف.
*بعد ان إنتهت المحاضرات ذهبوا لتناول الغداء وعادوا إلى غرفهم وبدؤا يتحدثون ويعلقوا على ما قاله السيد شاكر .
"سمير"ارى ان خطاب المدير للتهديد فقط حتى يجبرنا على إحترام النظام الذى وضعه.
"كريم"انا ايضا ارى ذلك هى مجرد كلمات فقط ليخيفنا بها.
"هانى"لا بل هو جاد فيما يقول لقد سبق وفعلها منذ سنوات مضت قام بطرد احد الطلبة رغم انه كان متفوقا لكنه خالف القانون ولم يلتزم به فهو لم يستطع دخول اى جامعة اخرىولا احد يعرف ما الذى حدث له بعد ذلك.
نظر إليه سمير وكريم وقد بدأ الخوف يهز قلوبهم فساله سمير.
-كيف عرفت ذلك؟
-من احد اقربائى كان يدرس هنا وكان زميلا لهذا الطالب ذكر لى ان المدير وقتها اعلن امام الطلبة بطرد احد الطلاب لانه لم يلتزم بقوانين الجامعه.
ارتسمت على وجوههم علامات الخوف وقد اختفت ابتسامتهم وهم يفكرون فى خطاب المدير .
* كان الطلبة الثلاث فى غرفتهم بعد إنتهاء يومهم الدراسى وكان كريم يبدى ملاحظته بان جميع الاساتذه هنا من كبار السن فى الخمسين واكثر بالأخص استاذ الفلسفه الذي لا يفهمون منه شيئا لانه يسعل كلما تكلم يبدو انه قدتخطى الستين من عمره واخذ كريم يقلده فى حركاته وطريقة حديثه وهانى وسميريضحكان ولكن سمير قال ردا على صديقه ان الاستاذ الوحيد الذى يعتبر اصغرهم سنا هو الاستاذ مراد استاذ الادب الإنجليزى فهو فى الاربعين من عمره.
وبدء يسود جوا من المرح صنعه كريم حيث انه كان يقلد الاساتذه بطريقه كوميديه واخذوا يهرجون ويمزحون ويتقاذفون بالوسائد واثناء هذا الجو من المرح اوقع كريم كتب سمير على الارض من دون قصد منه مما جعله يغضب فانحنى كريم ليجمع الكتب حيث وجد صورة قد وقعت من احد الكتب إلتقطها كريم وهو ينظر فيهاواطلق صفيرا من فمه وهو يقول :
-إنها صورة فتاة..هل هى شقيقتك.
مد سمير يده واخذ الصوره وقد شرد فى افكاره وهو ينظر إليها والشوق يملا عينيه مما زاد كريم فضولا واخذ يلح فى سؤاله ليعرف من تلك الفتاه الصغيرة إنها فى العاشرة من العمر.قال سمير وهو يعود إلى ذكرياته ويتحدث بنبرة كلها حنين.
-إنها سالى صديقة طفولتى كنا جيرانا،قضينا طفولتنا معا ..نذهب إلى المدرسة معا وانا ممسكا يدها لم اكن اسمح لاحد ان يقترب منها ، كنا نلهو ونلعب ونركب الدراجات ونتسابق واحيانا نجلس فوق سطح منزلنا نراقب النجوم ونتشاجر هذه النجمة لى إنها اكبر..وكانت امى تاتى لتبحث عنى وحين لم تجدنى كانت تسالها الوحيده التى كانت تعرف اين اختبئ.
قال له كريم وهو مستمتع بما يسمع:
- كنت تحبها إذن؟
-لا اعرف إسما لعلاقتنا صداقة ،اخوة ،تعود فتحت عيناى على الدنيا وجدتها امامى ومن تلك اللحظة صارت جزئا من حياتى صارت مثل العادة التى تفعلها كل يوم ولا تفكر يوما ان تغيرها حتى وإن حاولت تركها تجد نفسك تفعلها بشكل تلقائى
"هانى"وهى لديها نفس الشعور انت بالنسبه إليها عادة من العادات التى لا تستطيع التخلى عنها؟
-لا ادرى على اية حال لقد إفترقنا منذ خمس سنوات لقد إنتقل والدهاللعمل فى بلدة اخرى وانقطعت عنى اخبارها ولم اعد اعرف عنها شيئا.
"كريم"صديقتك سافرت منذ خمسة سنوات ولم تحاول ان تسال عنها؟!يبدو انك استطعت ان تتخلى عن عادتك .
اتى صوته حزينا يائسا:
-انا لم اسال عن مكانها لانى مؤمن بالقدر،لو كان مقدرلنا ان نلتقى فسوف نتقابل مهما بعدت المسافات ومهمى طال الزمن.
"كريم"مارايك هانى ان تصنع منها قصة تكتبها مع بعض الإضافات التى تجلها اكثر إثارة.
*إنتهى الاسبوع وجاء يوم العطلة،بعد تناول فطورهم جلس الثلاثة يفكرون كيف سيقضون هذا اليوم وماذا سيفعلون،إنه اليوم الذى يمكنهم فيه التصرف بحرية بعيدا عن قوانين الجامعة الصارمة،
بعد تناول فطورهم إجتمعوا فى الساحه يفكرون كيف يمكنهم قضاء الإجازه وما الاماكن التى يمكنهم الذهاب إليها،اخبرهم هانى ان المدينة كونها سياحية فهى تتمتع بمناظر طبيعية خلابة يمكنهم مشاهدتها وبها متاجر واسواق يمكنهم قضاء يوم رائع فى التجول فى شوارع المدينة ومتاجرها.
غادر الثلاثة الجامعة وحذرهم الحارس بعدم التاخير فالبوابة تغلق فى العاشرة مساءا وغير مسموح لاحد الدخول بعد ذلك.
نظر إليه كريم فى ضيق ثم غادر مع صديقيه.
قاموا بالتجوال فى المدينه التى تتميز بان لها سحرا خاص ومناظر طبيعية رائعة ولكنهم شعروا بالتعب من كثرة السير فقرروا ان يذهبوا لاحد المطاعم يستريحون ويتناولون بعض الشطائر والمشروبات لكن سمير لم يذهب معهم طلب منهم ان يسبقوه وهو سيلحق بهم،لم يستطيعا إقناعه بالذهاب معهم فسبقوه إلى المطعم وبقي هو يكمل جولته فى احد اسواق المدينه التى تضم عددا من المتاجر كان يتجول فيها دون هدف او رغبة لشراء شيئ فقط شيئ ما بداخله دفعه إلى الذهاب لهذا السوق ولم ينتظر ان ياتى اصدقائه معه حتى هو لا يعرف ما الدافع لذلك.
اثناء تجواله فجأة توقف وهو ينصت إلى صوت مألوفا لديه ظل واقفا يحاول ان يتذكر هذا الصوت تلك النبرة يعرفها لا يمكن ان يخطئها ظل واقفا متردد هل يلتفت ليرى صاحبة هذا الصوت المألوف لديه ام يمضى عائدا إلى صديقيه لكنه فى الآخير إلتفت ناحيه الصوت وما ان وقعت عيناه عليها تسمر فى مكانه من اثر المفاجأه واتت منه إبتسامة لا إراديه محملة بالحنين لذكريات الماضى،إنها سالى صديقة طفولته كيف يتوه عنها يعرفها كما يعرف نفسه،رغم مرور خمسة سنوات على فراقها لكنه لم ينساها،رغم انها الآن لم تعد تلك الطفلة التى كان يلهو معها فقدصارت فتاة الآن وتغيرت ملامحها إلى انها مازالت كما هى ..كما تركها من خمس سنوات مازال وجهها البريئ الطفولى مازالت تلك الطفلة الفوضاويه الثرثاره التى لديها القدرة ان تتحدث مائة كلمة فى دقيقة واحدة ،إنها هى بعفويتها وشقاوتها،لقد عرفها من الوهلة الاولى ولكن ترى اما زالت تذكره،الآن بات يعرف لماذا ساقته اقدامه للمجيئ إلى هنا لما اصر على ترك اصدقائه وان ياتى إلى هذا المكان بالذات بل لماذا اتى الى تلك الجامعة..إلى تلك البلدة لقد بات يعرف الآن..إنه القدر الذى طالما آمن به وكان دائما يقول لنفسه"لوكان مقدر لى ان التقى بها فسوف اقابلها مهمى بعدت المسافات ومهمى طال الزمن.
إقترب سمير من المتجر ووقف بجانبها وهو ينظر إليها بنظرات ملؤها الحنين والشوق،كان ينتظر ان يعرف اما زالت تذكره ام الفراق جعلها تنساه؟اما زالت محتفظة بصورته كما يفعل هو ام مزقتها؟برغم ان ملامحه تغيرت مثلها ولم يعد طفلا ولكن هل ستعرفه؟كانت مشغولة بالشجار مع التاجر الذى تظنه غالطها فى حساب مشترياتها ولم تلتفت إليه والناجر يحاول إقناعها انه لم يخطئ ولم يجد حلا سوى ان يجعل سمير حكما بينهما وشرح له المشكلة وحين اعاد حساباته امامها وراجعها سمير راى ان التاجر على حق وانها هى المخطئة فقتنعت بذلك وشعرت بالخجل فطلبت من سمير ان يحمل الحقائب عنها حتى تتمكن من دفع النقود وبعد ان حاسبت التاجر اخذت منه الحقائب وانصرفت وتركته حزينا شاعرا بخيبة امل فهى لم تعرفه ..ترك المتجر وانصرف فرأها تقترب نحوه وتوقفت امامه وهى تحدق فيه ثم اشارت بسبابتها نحوه وهى تقول بصوتها الشقى المرح:
-سمير!!انت سمير..ألا تتذكرنى؟
تهللت اساريره بالسعادة وبتسم إبتسامته الخجولة وقال لها بصوته الهادئ الحنون:
-سالى..لم تتغيرى ابدا مازلت كما انت طفلة مشاكسة شقية.
-لقد كبرت ولم اعد طفلة..الا ترى .
-ارى امامى فتاة جميلة تخلت عن ضفائرها الطويلة وصار شعرها قصيرا واصبحت تلبس التنانير لكن مازال وجهك كما هو طفولى بريئ.
-لقد افتقدتك كثيرا..لماذا لم تسال عنى؟!
-لم اكن اعرف مكانك .
-ماذا تفعل هنا .
-إلتحقت بجامعة المستقبل.
إبتسمت فى سعادة وقالت:
-هذا رائع معناه اننا سنلتقى كثيرا
لم يجيبها لكنه حمل عنها الحقائب وظلا سائرين وهما يتحدثان عن ذكريات الطفولة ،حين كانا يجلسان على سطح منزلهم يراقبان النجوم وعندما كانا يركبان الدرجات ويتسابقان ويتركها تسبقه حتى لاتبكى لم يكن يحب ان يراها تبكى يذكر يوما وقعت من على الدراجة فجرحت اخذ منديله ومسح الدم الذى سال من قدمها ما زال يحتفظ به فى جيبه وهى ايضا اخفت لعبته التى كان يحبها كثيرا وقبل سفرها ارادت ان تعيدها إليه لكنها لم تجده رحلت دون ان تراه وتودعه لكنه كان واقفا بعيدا لم يستطع ان يراها وهى ذاهبة وكان يخجل ان ترى دموعه وهى تبتعد .
توقفت عن السير وامسكت يده وقالت.
-تعالى معى إلى البيت ابى سيسعد كثيرا حين يراك.
لكنه إعتذر ان اصدقائه فانتظاره فتركته وكانت تتمنى لو اتى معها اعطته عنوانها ووعدها انه سيزورها فالإجازه القادمة.
عاد سمير إلى اصدقائه لكنه كان فى حال غير الحال،تبدو السعاده على وجهه تنتابه حالة من الشرود جسده فقط كان حاضرا لكن عقله وروحه تائهين فى مكان ما،يتحدثان معا فلا يشاركهما فهو لم يكن يسمع ما يقولون،لم يكن حتى يشعر بوجودهم،كان فقط يفكر فيها يعود إلى الماضى حيث ذكريات طفولته التى قضاها معها .
ظل هكذا حتى عادوا إلى الجامعه وهوصامت لم ينبث بكلمة ،ولكن كريم دفعه فضوله ليعرف ما سبب تغيره بين لحظة واخرى لابد ان يعرف وبدأ يوجه حديثه إلى هانى ولكن الكلام يقصد به سمير فى محاولة لاستفزازه ليجعله يحكى ما الذى حدث له.
جلس سمير على حافة السرير بعيدا عنهم لم يكن يريد ان يتكلم او يسمع شيئا،يريد فقط ان يعيش تلك اللحظات التى وقف ليتحدث معها فيها يريد ان يبقى هذا الشعور قائما ،يريد ان يبقى صوتها فقط هو الذى يسمعه ولا شيئ آخر ولكن كريم لن يتركه حتى يعرف ماحدث ولن ينقذه منه سوى ان يتكلم ويحكى لهم عن مقابلته لسالى،حكى لهم كيف قابلها عن إحساسه الذى كان يقوده إلى الذهاب إلى هذا المكان ،ليقابلها هناك لم يكن يتخيل انه قطع كل هذه المسافة البعيده واتى إلى تلك البلده كى يقابلها هل هذه صدفه ام انه القدر .
عندما رآها عادت إليه ذكريات الماضى لاخر لحظه كان يعتقد انها صديقة طفولته وان وجودها فى حياته جزء من يومه ولكن بعد ان رآها الآن ادرك انها اكثر من ذلك هل هذا حب ام صداقه ام تعود لا يعرف بما يسمى هذه العلاقه كل ما يعرفه ان حياته إكتملت حين راها.
جلس كريم بجانبه وهو يقول له.
-كل هذا ولا تعرف ما نوع العلاقة.. انت غارق فى الحب ياصديقى..صدقنى فانا خبير فى هذه الامور كانت لى مغامرات عاطفية كثيرة .
واخذ كريم يحكى لهم عن مغامراته العاطفيه وانه كلما تعرف على فتاة وقع فى حبها حتى يتعرف على فتاة اخرى يجدفيها شيئا يجذبه إليها ،كن يعجبن به بسبب قوة عضلاته وخفه ظله لكنه برغم كل هذه التجارب لم يجد الفتاة التى يريدها ويحبها حبا حقيقيا
"هانى"الحب عندك تسلية ولهو ليس هذا حبا
-وماذا افعل لم اجد الفتاة التى تجبرنى على حبها فتاة تحبنى بعنف لا اريد الحب العادى الهادئ اريده ان يحدث بداخلى ثورة، بركان فتاة تجعلنى اركد خلفها اي فتاة عرفتها كانت هى التى تركد خلفى ..ولكن ماذا عنك الاتوجد فتاة ما شغلت عقلك.
-فى إعتقادى ان لكل شخص منا شريكا خلق من اجله وانا انتظر ان اقابل هذه الفتاة التى خلقت من اجلى.
"سمير"وماذا لو قابلت فتاة واحببتها.
-لن احب إلا الفتاة التى خلقت لى
-هل تعرفها
-لا ولكنى اشعر بوجودها ارى وجهها يترائى لى خلف الغيوم..اسمع صوتها ينادينى من الافق البعيد تنظر لى بعينيها الخجولتين إبتسامتها ساحره كل ما فيها ينطق بالحب
"كريم ساخرا"فتاة بهذا الوصف لن تجدها إلا فى احلامك.
-بل ساجدها يوما ما وفى مكان ما وحتى هذا اليوم لن احب احدا غيرها.
"كريم"ارى ان تذهب لكى تنام حتى تراها فى الحلم وانا ايضا ساخلد الى النوم واحلم بالفتايات الجميلات.

"كريم"ارى ان تذهب لكى تنام حتى تراها فى الحلم وانا ايضا ساخلد الى النوم واحلم بالفتايات الجميلات

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
استاذ فى الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن