-27-ذهب الطلبه للتدريب الموسيقى لفت إنتباههم شيئ غريب كل واحد وجد على مقعده ورقة شجر كبيرة اخذ كل منهم الورقة يقلبها بين يديه وهم لا يفهمون ما سبب وجودها على مقاعدهم،بعد لحظات آتى ايمن حاملا آلته الموسيقيه والقى عليهم التحيه وكل جلس فى مكانه،وضع الحقيبة على المقعد واخرج منها آلة الكمان وقد لاحظوا انه ممسكا بورقة شجر كالتى وجدوها وبدأت على وجوههم الدهشة ولكنها إنتهت حين وقف امامهم وقال:
- الرابع عشر من فبراير -عيد الحب-وبهذه المناسبة ساحكى لكم قصة حب بدات فى مثل هذا اليوم قصة شاب وفتاة وورقة شجر.
بدأ الإهتمام باد عليهم وهم فى شوق لسماع القصة.وخاصة كريم الى كان شغوفا بسماع قصص الحب،إستطرد أيمن قائلا:
-كان شابا فى مثل عمركم طالب فى الجامعة إلتقى بها صدفة فى الطريق ومنذ ان راهاوقع فى حبها على الفور،لا يعرف من تكون ماإسمها لا يعرف شيئا سوى انه احبها فكان كل يوم يذهب إلى نفس المكان لكى يراها وهى ذاهبة إلى جامعتها ويظل واقفا حتى تاتى وتمر من امامه دون ان تلتفت إليه اوحتى تشعر بوجوده ،لقد احبها بجنون ولم يكن يعرف كيف يخبرها وفى عيد الحب قرر ان يعلن لها عن حبه،إنتظرها فى الطريق عند العودةحتى اتت وظلت واقفة فإنتظار الحافلة التى ستستقلها اخذها فرصة لكى يتحدث إليها ولكنها لم تكن وحدها كان هناك زملاء لها يقفون معها ففكر ان يكتب لها رسالة،اخرج من جيبه القلم وظل يبحث عن قصاصة ورق ولم يجد ،إلتقط و رقه شجر ملقاة على الارض وكتب لها كلمة واحدة"احبك"نظر حوله فوجد طفلة صغيرة ناداها واعطاهاورقة الشجر واشار لها نحو الفتاة ان تذهب وتعطيها لها،اخذت منه الطفلة الورقة وإتجهت نحوها وظل يراقب رد فعلها ولسوء حظه اتت الحافلة وحجبت عنه رؤيتها ظل واقفا لفترة حتى شعر بالياس الطفلة لم تاتى والحافلة إنطلقت ولا اثر لها ،إستدار ليعود شاعرا بالحزن لكنه سمع الطفلة تنادى إلتفت إليها وهى ترقض نحوه حاملة فى يديها ورقة الشجر ذاتها اخذها منها ليجد الرد مكتوبا فى الجهة الاخرى للورقة"لقدإنتظرت طويلا كى اسمعها"لم يكن يصدق نفسه كانت مشاعره مضطربة ولا يعرف ماذا يفعل سوى انه حمل الطفلة وعانقها ثم تركها تنطلق فى طريقها.
اسقط حقيبته على الارض وهو يبتسم فى سعاده،كان مرتكبا يريد العودة ولا يستطيع عاد وإلتقط حقيبته وكانت المفاجأه حين نظر باتجاهها حيث كانت تقف وجدها واقفة فى نفس المكان خفق قلبه بشده وهو ينظر إليها والسعادة على وجهه وهى تبتسم له فى حياء عاد والقى حقيبته على الارض وهرول اليها لها حتى وجد نفسه واقفا امامها،كان قلبه يخفق بقوه،وبداخله مشاعر مضطربه،ابتسم لها ولم يجد كلمات يقولها تعبر لها عما بداخله،هى ايضا كانت تبادله الابتسام ولم تقل شيئا على، ومنذ اللحظه وهم يتقابلان كل يوم وهى حاملة فى يدها زهرتها المفضلة تهديها إليه ومنذ ذلك الوقت اصبحت زهرته المفضلة ايضا التى لا تفارقه ابدا.
كان الطلبة منصتون إليه يسمعون الحكاية وهم مستمتعين بها حتى توقف عن الكلام فساله احدهم.
-وكيف إنتهت القصة.
اجابه كريم:
-اكيد انهما تزوجا ويعيشان الآن فى سعادة
نظرإليه ايمن وكان صوته حزينا وهو يقول له.
-لا..ليس صحيحا،نهاية القصة تعرفونها لقد إنتهت بالفراق،لقد ماتت وتركته وحيدا يعيش على ذكرياته ،لقد ترك كل شيئ من اجلها ،هل كان مجنونا؟ام فقد عقله لا اعرف..كل ما اعرفه انه احبها كثيرا وحبها يزداد فى قلبه يوما بعد يوم وحتى بعد رحيلها مازال يحبها اكثر مما كان فى السابق لم يشعر لحظة انها بعيدة كل اللحظات التى مرت به كانت معه يراها فى كل شيئ حوله ،حين تتساقط قطرات المطر ،وفى كل نغمة يعزفها يعرف انها تسمعه،يراها فى كل قصة حب يشعر بوجودها يشعر بانفاسها يشعر حتى بخفقان قلبها يخفق داخل قلبه إنها تسكنه تعيش فى داخله.
تاثروا جدا بتلك الحكاية فساله احدهم.
-ولكن اخبرنا استاذ ايمن كيف عرفت هذه القصة.
اخذ يردد السؤال بهدوء وبطئ كانه يفكر فى إجابه..وقف امامهم وفتح الحقيقبة الموضوعة على المقعد .ادارها ناحيتهم ثم تركهم ووقف عندالصور حيث غلبته دموعه فلم يشا ان يروها نظر الطلبة إلى الحقيبة فوجدوا فى احدى جوانبها معلق بها ورقةشجر نظروا فيها فقرؤا تلك الرسالة التى ذكرها لهم وموقع اسفل الكلمة إسمه حينها عرفو انها قصته وكل الحكايات التى حكاها لهم كانت حكايته هو ..لقد عرفوا انه هو الطالب الذى طردمن الجامعة لانه احب ظلوا واقفين فى صمت وإحتراما لحزنه وذكرياته ..وهو واقفا ينظر إلى السماء حيث رأى وجهها خلف السحب تنظر إليه ببتسامتها الساحره وعيونها المليئة بالحب بادلها الإبتسامة والنظرات ورفع يده الممسكه بورقة الشجر وتركها تطير فى الهواء وهو يقول لها"عيد حب سعيد اميرة.
*يبدو ان الطلبة راقت لهم فكرة كتابة الرسائل على ورق الاشجار فباتوا يجمعون الاوراق ويكتبون عليها رسائلهم كما فعل استاذهم من قبل،وهذا ما فعله سمير حيث كتب رسالة إلى سالى وعندما ذهب إلى المطعم كان فإنتظارها ان تاتى فمن الحين والآخر كان يراقب الطريق فانتظار قدومها،وقف رزق بجانبه وساله بفضوله المعهود:
-اخبرنى سمير..ما الذى يحدث اليوم؟!ارى الشباب والفتايات يحملوا ازهارا حمراء وقلوبا حمراء ما سر اللون الاحمر هذا اليوم؟
-ألا تعرف..اليوم عيد الحب،وكل شخص يقدم هدية لمن يحبهم زوجة،حبيبة اوصديقة..فإذا كان لديك احد تحبه عليك ان تذهب إليه ومعك هديه لكى تخبره انك تحبه .
ما قاله سمير جعله يفكر ان يذهب ويقدم هديه لكامليا ليخبرها انه يحبها لكنه تراجع حين تذكر ان فى كل مرة يذهب إليها يحاول ان يقول لها انه يحبها يتفوه بالحماقات فالا تعجبها كلماته ودائما ما تتعصب عليه وتطرده من متجرها فعدل عن هذا،اما سمير فبقى منتظرا سالى لكن يبدو انها لن تاتى اليوم..كان رزق يعلم ان سمير ينتظر سالى فاخذ هو ينظر إلى الطريق حتى إذا رآها اخبره ولكن كانت هناك مفاجاة فانتظار رزق لم يكن يتوقعها،لقد رآى كامليا وهى آتية نحوه كان سعيدا جدا حين رآها لكنه تظاهر بتجاهلها وان الامر لا يعنيه لم يكن يعرف انها تقصد مطعمه حين توقفت امامه أدار عنها وجهه فنظرت إليه فى غرابة بينما سمير ياس من مجيئ سالى فذهب إلى رزق وقال له انه لابد ان يذهب الآن فإن اتت سالى يعطيها الرسالة ساله رزق"اين هى الرسالة"اعطاه ورقة شجر فاخذ يقلبها باصابعة فى دهشة "هل ورقة الشجر هذه هى الرسالة"!
غادر سمير المطعم لكنه كان يسير ببطئ على امل ان تاتى ويراها وبالفعل اتت إلى المطعم والقت نظرة عليه فلم تجد سمير كادت ان تغادر لولا ان رزق ناداها فتوقفت إقترب منها واعطاها ورقة الشجر نظرت فيها ثم نظرت إلى رزق لتجد تفسيرا لهذا لكنه اومأ براسه انه لا يعرف شيئا ،امسكتها وقرات ما بها .
"لا اعرف كيف ومتى احببتك..منذ ان كنا صغارا نقف فوق سطح منزلنا نراقب النجوم..هذه النجمة لكى وهذه لى..منذ كنا نحلم احلامنا الصغيرة فى الحقيقة لا اعرف متى بدات احبك وما الذى احببته فيكى كل ما اعرفه انى احبك فحسب.
وحين إنتهت من القراءة وجدت سمير امامها ينظر إليها بنظرات مليئة بالحب فنظرت إليه بتاثر وعيناها تلمع بالدموع..إقتربت منه وقالت بدلال طفولى:
-هل تحبنى حقا؟!
اومأ لها براسه بالإيجاب فعادت وسالت.
-منذ متى؟
-لا اعرف..
-تحبنى كل هذا الوقت ولم تخبرنى انت سخيف وغبي ايضا .
كان يحدق فيها بعينيه وهو سعيد من رد فعلها الطفولي هذا
إقتربت منه اكثر وقالت.
-كف عن التحديق بى وقلى انك تحبنى..
ابتسم لها وكانت عيناها تدمع ففتح زراعيه واخذها فى احضانه
كان رزق ينظر إليهما بتاثروكامليا بجانبه ،إقتربت منه وسالته .
-منذ فترة وانا لا اتلقى منك شيئا ..كنت تاتى باستمرار وتحضر لى الهدايا من دون مناسبة واليوم ألا احصل منك على هدية؟!
-لم يعد هناك داع لهذا..لقد ادركت انى كنت غبيا حين تخيلت انك يوما ما سوف تحبيننى ولكنى كنت مخطئا،انت إمرآة جميلة وذكية ومتعلمة اما انا فرجل بسيط لم اكمل تعليمى فكيف تحبين احمقا مثلى لا اريد ان ازعجك بعد الآن.
-لكنى اريدك ان تزعجنى وفى الحقيقة لقد تعودت عليك وعلى مجيئك كل يوم وانت حاملا لى هدية ثم من قال لك انك احمق انت لطيف جدا وطيب القلب ويبدو انى.... قد بدأت احبك.
لم يتمالك الرجل نفسه مما سمع كانت رقيقة معه تحدثه بعذوبة ولطف لم يعهدهما منها كاد ان يغشى عليه من تاثير ماسمع فهوى بجسده على اقرب مقعد انحنت عليه متلهفة كى تفيقه وحين فتح عينيه ورآها تبتسم إليه قال لها :
-هل انا احلم
صفعته على خده صفعة خفيفة ادرك ان ما حدث كان حقيقة وليس حلم.
*كان كريم فى النادى يؤدى تدريبه مع مونيكا كان صامتا على غير عادته لم يفتح فمه بكلمه ظنته مريضا او به شيئ فقررت انها سوف تتحدث إليه بعد إنتهاء التدريب لتعرف ماذا به بدافع الصداقة..بعد ان إنتهو قالت له انها ستبدل ملابسها وتاتى فلينتظرها-هو بالعادة دائما ينتظرها ليعودا معا-عندما عادت لم تجده اخذت تنظر حولها لا اثر له عله يبدل ملابسه وسوف ياتى هكذا قالت لنفسها..ظلت تنتظر حتى يأست فقامت لتحمل حقيبتها وتعود وعندما مدت يدها لتلتقط الحقيبة لفت نظرها وجود ورقة شجر فوقها إلتقطتها باطراف اصابعها ونظرت فيها وجدت مكتوب عليها كلمة واحدة"احبك"سرحت بذهنها تفكر من الذى ارسل لها هذه الرسالة ..وحين إلتفتت ناحيه الباب لتغادر راته امامها واقفا بعضلاته البارزه وقميصه المفتوح وشعره المبلل من التعرق وخصلاته الساقطة على جبينه كان يبدو امامها مثل ابطال السينما لكنه كان هادئا،صامتا على غير العادة نظراته لها مختلفة لم تكن تلك النظرات المستفزه ولم يبتسم تلك الإبتسامة البلهاء ،ظلت هى الاخرى تنظر إليه كانها تراه لاول مرة ،تقدمت نحوه ببطئ حتى لم يعد يفصلها عنه سوى خطوة واحدة امسكت بورقة الشجر لتريها له وهى تسال..
-هل انت.......
لم يدعها تكمل وقال لها بصوت رقيق هامس.
-مونيكا..لقدبدات صداقتى معك بكذبة والآن اريد ان انهيها بالحقيقة..لكى ابدأ معكى قصة حب ،انا لست غنيا والدى لا يملك مصانع إنه موظف فى بنك،كذبت عليكى فقط لانى اردت ان ارد إعتبارى امام زميلاتك بعد إهانتك لى امامهم ..مونيكا انا احبك بكل جنون وشغف..اعرف ان حب فتاة مغرورة وعنيده صعب جدا لكنى اعلم ايضا ان وراء هذا العناد فتاة رومانسية رقيقة تقرأ القصص العاطفية فالليل وتحلم بالحب فى وضح النهار اعرف ان وراء مونيكا المغرورة فتاة طيبة تعترف باخطائها ويمكنها الإعتذار اعرف ان خلف هذه الفتاة الشرسة طفلة رقيقة بريئة وانها فتاة رائعة وجذابة ،لقد احببتك بكل كيانى ولا يمكننى العيش من دونك .
كانت تسمعه وهى متاثرة بكلماته التى لمست قلبها ثم نظرت إليه وقالت بصوت خافت .
-انت تتحدث كثيرا.قرب وجهه منها وقال بخبث.
-يمكنك ان تسكتينى .
فهمت قصده وقالت وهى تمزح.
-انت سخيف .
إبتسم لها وهو يضمها إليه.