(عوده)

171 11 13
                                    

المقدمه
إن العمر رحله؛وإمتحان فإما نرسب أو ننجح ونحن علي الدنيا ضيوف يالحظ من يفهمها ويسير علي وتيرة الصلاح ليرضي عنا الله لن نعيش بها إلي الأبد فالنترك لنا أثرا لنزرع فيها بذور الحب لنجني منها شيئا قيما نتركه لخلفائنا لنجني ثمارا من المحبة والأمل لا الضلال والنفاق والأنانية إن الحب الصالح والصادق وحده يغيرنا للأفضل وإذا جنينا الحب فنعم ماجنينا❤
------------------------------------------------------------
كانوا جالسين في مقاعد الإنتظار في مطار الكويت عندما صدح صوت المضيفة عاليا ليلتزموا مجالسهم بالطائره.
جلست عائلة الحسيني في سكون تام حتي قطعه راضي الحسيني وهو رجل في عقده الخامس ظهرت عليه أعراض الشيخوخة والتي لم تفقده هيبته وصلابته وشعره الذي ظهر عليه الشيب وعيناه الخضراء وبشرته القمحيه
راضي بنبرة يغلفها الإشتياق:يااااااه ي أولاد اد اي وحشتني مصر وريحة مصر حقيقي الغربه وحشه
رغده وهي زوجة راضي مرأه تتميز بالتصابي ف عقدها الخامس ذات شعر أسود طويل إلي حد ما انف عاليه وشفاه ممتلئة إثر عمليات التجميل وجسد متناسق وبشره بيضاء وعينان بنيتان ذات رموش كثيفة 
رغده بإستياء:أنا مش فاهمه انت لي مصر ترجع مصر بعد السنين دي كلها م كنا قاعدين ف كويت لزمته اي المرمطه دي
راضي بيأس من زوجته التي اغرتها مكانته: وبعدين بقي ي رغده هو اللي هنعيده هنزيده ولا اي روحنا ولا جينا مالناش الا بلدنا في النهايه
عزالدين راضي الحسيني يبلغ من العمر ٢٧ عام وهو الإبن الأكبر لراضي الحسيني والذي يتمتع بوسامه خاصه وعينان بنيتان ذات رموش طويله كوالدته وشعر بني غامق وبشره قمحية ولحيه خفيفه يساعد أبيه في شركات الحسيني للإستيراد والتصدير
عزالدين محاولا تلطيف الجو: فعلا ي بابا احنا كان لازم ننزل مصر عشان وحشتني بقالي ٢٠ سنه بعيد عنها
ووجه حديثه لوالدته: خلاص بقي ي ست الكل وبعدين ي ماما كفايه غربه لحد كدا
ثم أكمل حديثه وهو يدور حول العمل: احنا كنا لازم نرجع عشان شركتنا اللي في مصر ودي هتبقي الشركه الأم يعني وجودنا في مصر شئ أساسي
رغده بغيظ وحنق: خلاص اتفقتوا عليا بقيت انا الشريرة في الأخر
نظر كلا من راضي وعزالدين إليها ثم انفجرا ضاحكين
توقف راضي عن الضحك ولفت انتباهه ابنته الجالسه ف شرود فوجه حديثه لها
راضي وهو مقطبا حاجبيه بحيره: مالك ي رورو اي اللي واخد عقلك ي حبيبتي
رهف راضي الحسيني تبلغ من العمر ٢٥ عام وهي الإبنه الثانيه لراضي الحسيني وهي فتاه مدللة تمتلك جاذبيه خاصه حيث أنها ورثت العينين الخضراوان من والدها و الرموش الكثيفة من والدتها فظهرت عيناها في صوره جميله وشعر أسود طويل يصل لأسفل ظهرها وبشره بيضاء
فاقت رهف من شرودها علي صوت والدها فقالت وهي تبتسم ببشاشه: ها ولا حاجه ي بابا بفكر بس مصر هتبقي عامله ازاي بعد م سيبناها من ٢٠ سنه
نظر إليها والدها بحنان وعيناه تتوه في ذكريات بلده التي لم تذهب ليوم واحد من عقله: اكيد جميله زي م هي ي روري
رفعت كتفاها بعدم مبالاة وبإبتسامه تزين محياها: هنشوف ي بابا
----------------------------
في مصر في مدينة القاهرة حيث الازدحام السكاني بالتحديد في منطقة الرحاب
سمعت أم شروق وهي مرأه شحيحه ذات مائة وجه كانت قمحية البشره وشعرها الذي ظهر عليه الشيب سمعت أصوات كثيره بالخارج حيث مكان سكنها فخرجت مسرعه لتري من بالخارج فعندما خرجت رأت أناس يحملون حقائب ويضعونها في الشقه المقابلة فسألت محاولة منها لمعرفة من هؤلاء
ام شروق بلهفة: أهلا أهلا حضراتكوا جايين تقعدوا في الشقه دي ميلزمش أيتها خدمه
ظهرت لها امرأه رغم كبر سنها الا ان فخامة صوتها وشكلها لم يختفيا ثم قالت
المرأه: ازيك ي أم شروق اخبارك اي
حدقت ام شروق بالواقفه أمامها بدهشة فاغره فاهها
ام شروق بدهشه: م م مين ست كوثر
كوثر وهي امرأه في العقد الخامس من عمرها ورغم كبر سنها الا ان لم ينقص جمالها فهي تمتلك عيون عسلية وشعر أسود قد خالطته بعض شعيرات بيضاء وبشره بيضاء
قالت كوثر وهي مبتسمة لتلك الماثلة أمامها: ازيك ي عبير اخبارك اي واخبار شروق اي
ام شروق وما زالت في دهشتها: انا الحمدلله ي ست كوثر
ثم اكملت بإبتسامه: لكن اي الغيبه الطويله دي بقي كدا تنسينا
تنهدت كوثر وقالت ومازالت ابتسامتها علي محياها: المهم ان احنا رجعنا وهنفضل هنا علي طول
قالت ام شروق بخبث: من ساعة م مشيتي من هنا والجماعة صحابكوا كمان مشيوا هو انتي متعرفيش عنهم حاجه
كوثر والحزن ظهر علي وجهها: لأ ي عبير معرفش
عبير بنظره لئيمه: ازاي بس دا انتوا كنتوا علي طول مع بعض ودي كانت مشكله صغيره تفرق بينكم كدا
كوثر بنفاذ صبر ومحاوله منها لإنهاء تلك المحادثه: اهو اللي حصل ي عبير وبعدين مش هنفتح في حجات قديمه بعد اذنك
دخلت كوثر شقتها وهي تزفر ثم ما ان اغلقت الباب حتي صدر صوت الجرس
كوثر وهي تحاول معرفة هوية الطارق: مين
جائها الصوت مباشرة: دا انا ي ماما افتحي
فتحت كوثر الباب عندما سمعت هتاف أبنائها
دخل أبنائها وهم يحيون والدتهم مقبلين يدها
كوثر وهي مبتسمه: ها اي رأيكم ي أولاد في شقتنا
عمار عزالدين الراوي وهو الولد الأكبر لكوثر يبلغ من العمر ٢٧ عام ذات بشره قمحية وشعر أسود كثيف وعينان بلون العسل كوالدته
عمار بإنبهار: حلوه جدا الشقه دي ي ماما والعماره كمان احلوت عن ما سيبناها زمان مع اني معرفش لي سيبناها
قال جملته الاخيره وهو ينظر لتفاصيل الشقه من حوله
مريم عزالدين الراوي وهي الإبنه الثانيه لكوثر وتبلغ من العمر ٢٢ عام محجبة ذات بشره بيضاء وعينان تشبهان الشوكولا
قالت مريم بسعاده حقيقيه: بجد ي ماما المكان تحفه والشقه واسعه وكبيرة
ثم اتجهت حيث الشرفة وفتحتها وقالت بسعادة الأطفال: لأ واحلي حاجه الڤيلل والعمارات اللي حولينا حلوين أوي احسن بكتير من الدقي اللي احنا كنا عايشين فيها
قالت كوثر مقطبه حاجبيها: ومالها بقي ي ست مريم الدقي مش كانت شقه وسترانا
قال عمار ضاحكا علي اخته التي ستظل طفله: معلش ي ماما اصلها محرومة بعيد عنك
ثم قالت مريم وهي تسأل والدتها مقطبه حاجبيه في حيره شديده: بس صحيح ي ماما انتي عمرك مجبتيلنا سيره عن الشقه دي
تنهدت كوثر ونظرت لإبنتها وعيناها يشعان بالحنين للماضي
كوثر وهي غارقه في ذكرياتها: دي ي حبيبي شقتي انا ووالدك الله يرحمه عيشنا فيها ايام جميله جدا
تسائل عمار: بس بردوا مردتيش اللي خلانا نسيبها و نمشي
قالت كوثر محاوله الهرب من أسئلة أبنائها
كوثر وهي تتصنع الإبتسام: وبعدين معاكوا بقي احنا هنفضل واقفين علي باب الشقه كدا كتير عايزين نغير وننام شويه وناكل وبعدين نتكلم احنا هنفضل عايشين هنا علي طول
اقتنع عمار ومريم بما قالته والدتهم وذهب كل منهم إلي الغرف يتفحصها
تابعت كوثر بعينيها أبنائها وهم يتحركان للداخل
قالت وهي تنظر لهم: ربنا يحميكم ي ولادي وربنا يسترها ويعدي الخطوه اللي انا خدتها دي علي خير
----------------------------
في مطار القاهره
وصلت طائرة عائلة الحسيني في مطار القاهره ثم نزلت العائله وانهوا الإجرائات اللازمة وما إن خرجت رهف من باب المطار حتي استنشقت رائحه كريهة جعلتها علي وشك التقيؤ
رهف وهي مستنفره من تلك الرائحه: يييييعععع اي الريحة دي مش قادره اتنفس
قالت رغده بسخريه: دي ريحة الزبالة ي حبيبتي دي البلد اللي ابوكي جايبنا نكمل فيها حياتنا
راضي وهو علي وشك الفتك بها: بقولك اي رغده مش عاجبك ارجعي لكن انا هفضل هنا
ثم وجهه حديثه لإبنته: شوفي ي رورو هي صحيح الدنيا مبهدله هنا بس صدقيني انتي هتحبيها جدا
قالت رهف وهي مستاءة من تلك الرائحه: أنا شكلي مش هقعد كتير فيكي أم الدنيا
كانت تتكلم بصوت واطي ولكن سمعها اخيها وانفجر ضاحكا علي جملتها الأخيره
ركبت عائلة الحسيني السياره المخصصة لهم والحراسة تحاوطهم من الأمام والخلف
ما ان دخلت رغده السياره حتي انتقلت ببصرها لزوجها الذي كان يحدق في شوارع مصر وكأنها عقد من اللؤلؤ
قالت له محاوله منها معرفة ما يدور بخلده: صحيح انت مقلتليش احنا هنقعد فين
قال لها وهو مازال ينظر من شرفة السياره: هنقعد في فيلا كنت موصي عليها محمود
محمود عمرو الحسيني شاب في أوائل الثلاثينات يعمل في الشركه التي أسسها والده وعمه راضي الحسيني وشعر أسود قصير وعيون بنيه معروف عنه حبه للإنتقال من فتاه إلي اخري
سألت رغده وهي مقطبه حاجبيها: وهتبقي فين الفيلا دي ي راضي
قال راضي بإبتسامه واثقه: الرحااب
--------------------------------------
في شقة عائلة الراوي
بعد أن اتطمئنت كوثر علي أولادها واحضرت لهم بعض الطعام ومن ثم خلدوا إلي النوم جلست في غرفة النوم الخاصه بها هي وزوجها المتوفي علي سريرها وأخذت ترجع بذكرياتها إلي هذا اليوم الذي سلب النوم من عينيها
فلاااش باااااك
خرجت كوثر مسرعه علي إثر صوت مرتفع بالخارج لتتفاجئ بذلك المنظر الشنيع
كوثر وهي ليست مصدقه ما تراه: اي اي دا اي اللي عملته دا
نظر إليها الذي كان يمسك بالسكين وبجانبه زوجها الذي غارق في دماؤه
كوثر بهيستيريا وصريخ: لي عملت كدا حراااام عليييك هو عملك اي
وبدأت في بكاء حار وهي مسجيه بجانب زوجها
ومن ثم وجهت نظره ناريه للماثل أمامها في زهول تام
قالت كوثر والحقد يملي قلبها: أنا مش هسيبك هقتلك هقتلك زي م قتلته
عوده
انتبهت كوثر للباب الذي طرق عليه ولم يكن سوا ابنها عمار
كوثر وهي تعتدل في جلستها وتكفف دموعها: ادخل يا عمار
دخل عمار بعد أن القي التحيه علي والدته
عمار بإبتسامه حانيه: اي ي ست الكل بقالي ياما بخبط
كوثر وهي تتصنع الإبتسام حتي لا يشك ابنها بشئ: معلش ي حبيبي عيني راحت في النوم
وقف عمار وقال لها: طب يلا عشان نصلي العشاء جماعه انا صحيت مريم اهو عشان نصلي سوا
ابتسمت كوثر وقالت لإبنها: حاضر ي حبيبي هاجي وراك اهو
خرج عمار بعد أن ودعها بإبتسامه ثم قامت كوثر واستعاذت بالله ودعت ان ينسيها الله تلك الليله المشؤومه
-----------------------------
أمام فيلا عائلة الحسيني بالرحاب
نزلت عائلة الحسيني من السياره ودخلوا الفيلا التي جهزت من أجلهم ليستقروا فيها وما إن دخلوا حتي زمجرت رغده
رغده وتلمعان عيناها بشر: أنا نفسي افهم انت ازاي تجيبنا الرحاب مش اتفقنا هننساها للأبد
راضي بغضب: م كفايه بقي ي رغده انا ساكتلك من الصبح وبعدين انا قولتهالك عايزه ترجعي ارجعي بس هتعيشي لوحدك وانسي اني اديكي مليم واحد
رغده وقد احست أنها سوف تخسر كل شئ
رغده بمكر: لأ ي حبيبي انا مقدرش اسيبك ابدا انت عارف مقدرش اعيش من غيرك
زفر راضي بإستنكار من طريقة زوجته التي تعتبره بنك بالنسبه لها
ثم وجه حديثه لأولاده الواقفين يستكشفون الفيلا من حولها
راضي وقد تبدلت نبرته إلي اللين: ها ي أولاد اي رأيكم في الفيلا دي والمنطقة
رهف وهي ترفع كتفاها بلا مبالاه: مش بطالة ي بابا والشوارع شكلها حلو وفيها روح عن الكويت
راضي وقد انفجرت اساريره بإعجاب ابنته بشوارع مصر: طب يلا ي روح بابا روحي غيري هدمومك وخدي شاور وريحي شويه
ثم وجهه حديثه إلي ابنه: وانت كمان ي عز يلا عشان بكرا عايزين نشوف الشركه عامله اي
عزالدين بإحترام لوالده: حاضر ي بابا تصبح علي خير
----------------------------------------
فى تلك الأثناء كانت شروق آتيه من عملها حينما رأت تلك السيارات الفخمة أمام باب فيلا ما دقت الجرس وفتحت لها والدتها وما إن رأتها حتي قالت لها
شروق بلا مبالاه: شوفتي ي ماما الفيلا اللي قدامنا سكنت
قالت لها امها: لأ وانتي الصادقة دا الشقه اللي قدامنا كمان سكنت
قطبت شروق حاجبيها في حيره وسألت والدتها حاجه غريبه هم الناس اللي كانوا قدامنا باعوها دا محدش شافهم خااالص ييجي من ٢٠ سنه
قالت امها وهي تنظر إلي شاشة التلفاز: لا دا هم جم تاني وسكنوا فيها
شروق بذهول شديد: مين ي ماما دول قصدك طنط كوثر وعز ومريم
ام شروق: ايوه هم
لم تنبث ببنت شفه ودخلت الي غرفتها بعدم تصديق ويدور في ذهنها العديد من التساؤلات ولكن اهمها هل مازال يتذكرها؟ هل كان يفكر فيها كما فكرت هي طول هذه السنوات؟ ام للقدر لعبه اخري!
------------------------------

اللقاء🫰🏻حيث تعيش القصص. اكتشف الآن