(أنت الماضي والحاضر)

21 5 2
                                    

في بيت عائلة الراوي
دق جرس المنزل ليعلن عن وصول شخص ما، فتركت كوثر ما بيدها وذهبت لتتفقد باب منزلها لعلها تكون ابنتها فهذا موعد عودتها للمنزل
تسائلت كوثر لتعرف هوية الطارق ولكن اتاها صوت رجل غريب؛ فارتدت عبائتها سريعا وفوقها طرحتها لتفتح الباب لذلك الغريب
فتحت الباب ببطئ لتري وجه الطارق وما ان رأته حتي رمشت قليلا وضيقت عيناها، محاولة منها ان تتذكر ذلك الماثل امامها
الرجل بهدوء رزين: ازيك ي ست كوثر اخبارك اي
نظرت له بذهول بعد ان تذكرته فهو ذلك البغيض الذي سمعت عنه ما لا يسُر من زوجها الراحل
فرغت فاهِها وقالت في ذهول: اآ.. انت مش ممكن
ابعد الباب قليلا بيده ليدخل الي داخل المنزل، ثم نظر ناحيتها وتحدث ببرود: مش هتقوليلي اتفضل هنفضل واقفين برا كتير
تحدثت بسخريه وهي تنظر له باستهجان: اتفضل اي ماانت اتفضلت خلاص
ثم تابعت وعيناها تضيقان: انت اي اللي جابك وجايلي انا لي بالذات مش مكفيك اللي حصل زمان من تحت راسك يا يا علي
علي وهو يزم شفتاه: انا جاي اقولك كلمه واحده بس وماشي
ثم تابع بجديه ونبره تحمل تهديد وعيناه مشتعله: ابعدي ابنك عن طريق راضي ي كوثر ابعديه احسنلكوا
كوثر بتحدي وعيناها تنظر داخل عيناه كأنها تخترقه: مش هبعده ي علي روح قولها ابن عزالدين الراوي هياخد مكان ابوه ويكمل وياخد طاره وحقه من كل واحد ظلمه
علي بإستهانه: تبقي بتحلمي ي كوثر وهتحرقي نفسك وولادك معاكي ومش هتطولي حاجه ارحمي ولادك بقي وخافي عليهم
نظرت له بشر وعيناها حمراوان من الغضب وتحدثت بسخريه مريره: شوف مين اللي بيتكلم واحد رامي بنته من صغرها ومراته اتعذبت كتير بسببه واتبهدلت واشتغلت خدامه في البيوت عشان تأكل بنتها وانت جاي تكلمني ازاي اخاف علي ولادي
ضغط علي شفتيه بقوه وحاول ان يبدوا باردا امامها والا يتأثر بكلامها وقال بفحيح: قبل متصعب عليكي اوي ف احب اقولك انها كانت عبده عند رغده وكانت بتنفذ اوامرها بالحرف وهي اللي راحت وسوست في ودان عزالدين عشان يتجوزك وتبعدك عن راضي
كوثر بكبرياء: حتي لو دا حصل دا كان زمان اوي وكله نصيب وانا راضيه بنصيبي
قال لها بمكر لا يتقنه غيره: وي تري مين اللي خد السلسله الدهب بتاعة رغده وحطها ف بيتك وف اوضتك
--------------------------------------------------------
في حديقة فيلا الحسيني وقف الاثنان امام بعضهم وكل منهم مشاعره متخبطه ولكن الشئ المشترك بينهم هو الحب الذي وُلد بينهم من يوم آتوا علي الحياه ليكبر شيئا فشيئا ورغم فراقهم فكان في لقائهم الحب الذي فقدوه من زمن
عمار بتوتر: رهف انتي معايا انا سألتك سؤال
رهف بشرود: سؤال اي؟
حك رأسه بحيره: انتي مسمعتنيش ولا اي كنت بسألك يعني
وبلع ريقه في توجس واكمل: تتجوزيني!!؟
وكأن تلك الكلمه تسري بها رعشه قويه وتوقف خلايا مخها عن العمل وتأخذها لعالم آخر لا يوجد به غيره
عمار وهو يضيق حاجبيه ويتكلم بتوتر: ي رهف انتي عطلتي مني لي يعني مش موافقه ولا اي دلوقتي
رهف بسرعه: لا موافقه
ادركت ما تفوهت به للتو فها هي بكل غباء توافق سريعا علي طلبه للزواج منها يالها من حمقاء كان يجب انا تكون اكثر حكمه
نظرت له بعيناها الزيتونيه وحمرة وجهها التي زادتها جمالا مع خصلات شعرها المتمرده وهي تنسدل علي وجهها
رهف بإحراج: ي.. يعني اآ..  انا ق آ..... قصدي
عمار بإبتسامه جانبيه: شششش حبك بان انا هكلم عمو راضي خلاص خيرُ البر عاجله
زادت حمرة وجهها وهي تنظر له وظلت ترمش بأهدابها الطويله عدة مرات
عمار بمزاح: طب خلاص ي رهف اطلعي انتي بدل متقعي من الاحراج بقي
وكأن لأمره لها بالانصراف وجدت نجدتها فاستدارت للخلف وركضت الي الداخل وهي تحتضن الدميه وعلبة الهدايا
رآها وهي تركض من امامه فزادت نبضات قلبه، وزادت ضحكاته علي برائتها تلك، فابتسم في قرارة نفسه علي حبه لتلك الطفله الصغيره
اخرج هاتفه من جيبه وضغط علي عدة ازرار ووضعه علي اذنه وما هي الا ثواني حتي رد عليه الطرف الآخر
عمار بأدب: ازيك ي عمي اخبارك اي انا كنت بستأذن بس لو ينفع اجيلك بعد العشا عشان عايزك ف موضوع
راضي بترحيب: طبعا ي حبيبي انت تنورني تعالي ف الوقت اللي انت عايزه
ابتسم عمار بتوتر وانهي معه المكالمه بإحترام ونظر الي شرفتها بنظراتٍ حالمه وقلبٍ مشتاق
--------------------------------------------------------
بدأ علي يبُخ سمه في اذن كوثر وعاد بها الي ذكرياتٍ قديمه
####رجوع للماضي####
كانت تجلس عبير في بيت كوثر وظلوا يتبادلون اطراف الحديث ومع ان عبير كانت تعمل خادمه في منزل عائلة الحسيني الا ان كوثر لم تعاملها في يوم كخادمه وكانت تعطف عليها وتساعدها دائما وتهون عليها ما يفعله بها زوجها من ضرب واهانه
عبير بحزن زائف: مش عارفه اقولك اي ي ست كوثر مطلع عيني والله لولا الحوجه مكنتش اشتغلت خدامه عند الناس بالشكل دا
كوثر بحنيه وهي تربت علي كتفها: معلش ي عبير انا عارفه انه صعب بس عشان خاطر بنتك استحملي بكرا هي تكبر وتتجوز وتسيبيه وترتاحي منه
عبير ببكاء زائف ولكنه متقن للغايه: والله تعبت ومبقتش قادره خلاص استحمل كفايه اللي بيحصل فيا دا
كوثر بهدوء: خلاص بقي ي عبير اهدي انا هقوم اعملك كوباية لمون
وما ان انصرفت كوثر الي المطبخ حتي وقفت شهقات عبير وارتسم المكر علي وجهها وابتسمت من زاوية فمها، فقامت من مقعدها بحذر وتسللت من جانب الأريكه واشرأبت بعنقها لتري كوثر حتي تدخل الي غرفة نومها؛ تحركت بهدوء وخفه الي الداخل واخرجت من جيبها ذاك العقد الذهبي ووضعته في درج الكومود التابع للتسريحه وخرجت من الباب بسرعه وونادت علي كوثر من الخارج
عبير بصوت مرتفع: ي ست كوثر ي ست كوثر انا ماشيه بقي لحسن الست هانم بتنادي عليا
ثم خرجت مسرعه من الباب بعد ان اتمت مهمتها الدنيئه لتوقع كوثر في ذلك الفخ الذي احاكته مع ربة عملها
خرجت كوثر مسرعه ولكنها وجدتها قد اختفت فزمت فمها بحيره ولكنها لم تعير الأمر من انتباهها
-------------------------------------------------------
ظلت رغده تصرخ بانفعال شديد وهي تسب وتلعن بأبشع الالفاظ؛ خرج الجميع علي اثر صوتها العالي
عزالدين الراوي بذهول: ف اي بس اي اللي حصل لكل دا
رغده بغل: سلسلتي الدهب اتسرقت شوفوا مقعدين مين حرامي هنا
راضي بدهشه: حرامي اي بس العماره مافيهاش غيرنا ي رغده تلاقيها هنا ولا هنا بس دوري كويس
عزالدين بتأييد: ايوه فعلا ي رغده دوري كويس
رغده بحقد: انتوا عايزين تفرسوني مش موجوده خالص بقولكوا مش لاقياها
كوثر بهدوء: اهدي بس تلاقي حد من العيال خدها يلعب بيها ووقعها هنا ولا هنا
رغده وهي تنظر لها باستحقار: ولي متكونيش انتي اللي خدتيها بقي
كوثر بدهشه: انا اي اللي انتي بتقوليه دا
عزالدين بحده: الزمي حدودك ي رغده مراتي مش حراميه ومتنسيش انها كانت صاحبتك
رغده بسخريه: بس تلاقيها طمعت
راضي بغضب: اخرسي بقي ي رغده عيب كدا كوثر عمرها م تاخد حاجه مش بتاعتها
كانت تستمع لما يحدث وتبتلع اهانتها ولكن قررت ان تتدخل
كوثر بكبرياء: تعالي فتشي بيتي لو تحبي انا معنديش حاجه اخبيها
وبالفعل انطلقت الاخيره بسرعه ناحية ناحية منزل كوثر ومن ثم دخلت الي غرفة نومها وهم يلحقون بها وظلت تبحث حتي رأته في احد الادراج فابتسمت بمكر، ثم اخفت ابتسامتها سريعا
فنظرت لهم بإنتصار وهي ترفع بيدها العقد في الهواء فاندهش الجميع ماعدا راضي الذي كان يعلم جيدا ما يكنه قلب رغده من ضغينه ناحية كوثر
كوثر: مش ممكن ازاي جه هنا اكيد ف حاجه غلط
رغده بمكر: اه انتي الغلط ياللي عامله طول عمرك شريفه اتفضحتي خلاص
عزالدين بغضب: احترمي نفسك ي رغده انا لحد دلوقتي مش راضي اغلط فيكي لانك مرات صاحبي لكن عند مراتي وتقفي بقي كفايه
رغده وهي تعقد ساعديها وبنبره متهكمه: اي زعلان اوي ان السنيوره طلعت حراميه ومستغفلاك
وما ان انهت جملتها حتي دوت صفعه حاده علي جبينها جعلتها ترتد للوراء لم تكن تتوقع ان يفعل هكذا فقد كان راضي من صفعها
راضي بغضب وهو يتنفس بسرعه وبصوت مسموع: كلمه كمان وهتبقي طالق ي رغده اخرجي برا برااااا
رغده بتوتر وهي تحاول الكلام: آآآ
نظر لها بتحذير ووعيد لا يحملان الخير لما سينتوي فعله
خرجت مسرعه من المنزل وهي تبكي بحرقه
نزر لهم راضي بحزن وعيناه تنطقان بالندم: انا اسف اعتبروا ان دا محصلش متزعليش ي كوثر كلنا عارفين اخلاقك كويس اوي وانت ي عز انا اسف
عزالدين بهدوء: خلاص ي راضي محصلش حاجه بس روح هات مراتك مينفعش تضربها كدا وخصوصا قدامنا
نظر له راضي بإمتنان وهو يحاول رسم الابتسامه، ثم ذهب بهدوء وهو يجر خيباته من منزل صديقه
###عوده###
--------------------------------------------------------
خرج من المنزل بعد ان اشعل ذاك الفتيل في قلب كوثر وعندما اوشك بالنزول علي السلالم فتحت ام الشروق الباب وتفاجئت بذالك الماثل امامها ونظرت له في صدمه وعيناها بدأت تنزل الدموع تلقائيا فلم تتوقع ان يأتي ذاك البغيض الي منزلها مره اخري؛
قال لها بابتسامه وقحه: ازيك ي عبير اخبارك اي
صُدمت عبير من وقاحته ونظرت له شزرا وقالت بكره: ي بجاحتك جاي هنا برجليك بعد م رميتني ورميت البت
علي بوقاحه: رميتك لي بس م انتي قاعده ف بيت لو عيشتي عمرك كله متحلميش تقعدي فيه
واثناء حديثهم الغير ودود بالمره كانت شروق تصعد علي السلم بهدوء تجاه شقتهم ونظرت باستغراب لذلك الرجل الذي يعطيها ظهره فاقتربت بحرص شديد وهي تسمع والدتها وهي تتحدث عن كيف تركها وترك ابنته الصغيره فشهقت في صدمه عندما ايقنت من هو؛ نظر والديها اليها بسرعه وفي دهشه وعندها تقابلت عيناها بعين والدها، فسرت في جسده رجفه خفيفه عندما رأي ابنته وقد كبرت واصبحت فتاه جميله
فاق من دهشته وهو يتكلم بحنان: شروق حبيبتي عامله اي
حبست دموعها في عينيها ونظرت له بقوه وتحدثت له وكأن ليس لها قلب: انت اي اللي جابك جاي لي لتكون جاي عشان اصرف عليك انسي
صُدم من كلام ابنته فحاول يتكلم بتوتر: ا. اانا آ...
صاحت به بقوه لا تليق الا بها: امشي من هنا حلااا يلا امشي مش عايزه اشوف وشك ابدا اطلع من حياتنا زي م طلعت زماااان
-------------------------------------------------------
في غرفة رهف؛ جلست علي الفراش ومازالت مذهوله من ما حدث لها منذ قليل، فمازالت لا تصدق انه عرض عليها الزواج شعرت انها تحلم.
جلست صديقتها بجانبها وهي تنظر لها بحيره
ساره بمزاح: اي انتي كويسه طمنينا عليكي ي حاچه بلاش السكات دِه انتي بتجطعيني من چوايا
نظرت لها رهف بعينين زائغتين: عرض عليا الجوااز
اندهشت صديقتها مما سمعته فقالت لها مسرعه: وساكته من الصبح ها وقولتيله هفكر
رهف باستغراب: لا وافقت ع طول
ساره بسخريه: ابو تقلك دا
رهف بإحراج: اعمل اي اتوترت اوي ي بنتي والله
ساره: مش مهم اللي حصل حصل بس هو قالك هييجي امتي
--------------------------------------------------------
دقت مريم علي جرس الباب وعيناها متورمه من كثرة البكاء
فتحت والدتها الباب وتفاجئت بشكل ابنتها؛ ارتمت الأخيره في حضن والدتها من دون ان تنبث ببنت شفَه، فضمتها كوثر لها بقوه وهي تستعيذ من الشيطان الرجيم
جلسوا في غرفة مريم وبدأت تقص علي والدتها ما حدث مع زياد فغضبت والدتها بسبب تصرفه الأهوج وعزمت ان تكلم والدته في ذلك
مريم ببكاء مرير: مش طايقاه ي ماما من ساعة م تخطبنا وانا بجد مش طايقاه ارجوكي خلينا نفسخ الخطوبه دي انا مش قادره استحمل
كوثر بحزن: اللي انتي عايزاه ي مريم مقدرش اغصب عليكي لما اخوكي ييجي هخليه يكلمه وينهي الحوار دا
وأثناء حديثهم سمعوا صوت المفتاح في باب المنزل فعلموا بوصول عمار من عمله
دخل الأخير وهو يُصفر في سعاده وارتياح شديدين، فها هي حياته تحسنت بعدما عمل في ما بدأه والده وسيتقدم لخطبة الفتاه التي احبها قلبه واخته الصغيره ستتزوج؛ حمدالله كثيرا علي تلك النعم
خرجت والدته وابتسمت في وجهه قائله: حمدالله ع السلامه ي حبييي
عمار بإبتسامه واسعه: الله يسلمك ي ماما، مريم جت
كوثر بحزن: اه جوا اهي كنت عايزه اقولك ع حاجه
عمار بلهفه: انا اللي لازم اقولك ع مفاجأه
نظرت له كوثر بإستغراب: مفاجأه خير
عمار بفرحه عارمه: انا قررت اخطب رهف
صُدمت الأم من تلك القنبله التي فجرها بالنسبه لها لم تتخيل في يوم ان ينجذب ابنها لإبنة راضي
وفي تلك الاثناء خرجت مريم وانصدمت هي الأخري من حديث اخيها
كوثر بدهشه: اشمعنا ي عمار لي دي بالذات لا هي شبهك ولا هي من طبعك
فهم عمار ما ترمي اليه والدته بالفعل فهما شخصيتان مختلفتان هو متدين لحد كبير وهي ليست متدينه
عمار وهو يزدرد ريقه في توتر: بصي ي ماما انا ميهمنيش انا متأكد انها بعد الجواز هتتغير للأحسن هي طيبه اووي ي ماما وانا.... آاانا..  بحبها
استنكرت والدته قوله وتذكرت طارها الذي برقبة راضي فقالت لإبنها باستنكار: بلاش دي ي عمار شوف اي واحده تانيه
نظر لها عمار بحزن: انا عمري م طلبت منك حاجه ي ماما دايما كنت انا اللي مراعي الظروف وبحاول اغيرها بس المرادي انا عايز رهف واخترتها فأرجوكي ارضي عن الجوازه دي
كادت والدته ان تعترض ولكن اوقفتها مريم وهي تساند اخيها وتؤيد موقفه بشده فقد عانت بسبب اختيارها لشخص لا تحبه ارضاءً لعائلتها
مريم بإصرار: روح ي عمار اخطبها واتجوزها وعيش حياتك زي م انت عايز محدش هيبقالك ولا حد هيعرف يساعدك انك تنسي شخص بتحبه
قالت جملتها الأخير وهي منكسه رأسها بحزن في الأرض؛ شعرت والدتها بمرارة ابنتها فرضخت لطلب ابنها واصرار ابنتها
كوثر باستسلام: صح انا مش هبقالك طول العمر روح ي بني ربنا يسعدك
ثم اكملت بحزن: كنت عايزه اقولك ع حاجه تانيه
اسرعت مريم بلهفه: عايزه تقولك مبروك ويلا بقي روح غير هدومك لحسن انا جعاااااانه جداااا
عمار بمرح: ماشي ي طفسه
وما ان رحل عمار نظرت لها والدتها بحيره: اي ي بنتي مخلتينيش اكلمه لي ع موضوع خطوبتك
مريم بتنهيده حزينه: مش وقته ي ماما هيوقف كل حاجه ومش هيرضي يخطب غير لما يتأكد اني اتخطبت
ثم تابعت بإبتسامه جميله: وبعدين مش شايفاه ي حبيبي فرحان ازاي ادعيله ي ماما ربنا يتممله ع خير وبعدها هخليه يكلم زياد ويفسخ الخطوبه
تنهدت كوثر وهي تزم شفتيها: ربنا يوفقكوا ي رب وتبقوا سعدا ع طول امين ي رب
--------------------------------------------------------
وقف اما باب الفيلا وظل يفرك يديه في توتر واخذ يهندم نفسه وظل يزفر لعله يخفف من وطأة توتره؛ دق جرس الباب بهدوء، وفتحت له الخادمه وادخلته الصالون وستأذنت منه ان تذهب و تنادي علي رب عملها
دخل راضي الي الصالون وعلي وجهه تلك الابتسامه البشوشه وهو يستقبل ابن صديقه
راضي بترحيب: اهلا وسهلا ي عمار نورت ي حبيبي
قام عمار احتراما له وصافحا بعضهم البعض، ثم جلسوا بعد الترحيب
عمار بإحراج: انا كنت جاي وعايز يعني... ا آآ...
راضي وهو يعقد حاجبيه: انت كويس ي بني قول ف اي متخضنيش
طال صمت عمار واصبح غير قادر علي الكلام؛ خاف راضي ان يكون اصاب كوثر او مريم مكروه
هتف بسرعه: كوثر حصلها حاجه او او مريم تختك حصلها حاجه
عمار مسرعا: لا لا كويسين كويسين
راضي بتعب: ي بني انا هفضل اتحايل عليك م تقول ف اي عايز فلوس طيب
عمار بضحكه خفيفه: لاي عمو انا مش هايزه فلوس انا بصراحه عايز اطلب ايد رهف
--------------------------------------------------------
كانت تقف علي سلم الفيلا تنتظر ما سيحدث لم تسمع شيئا ولكن كانت تراهم وهم جالسين في الصالون
حتي تفاجأت بمن جاء من خلفها وتكلم بصوت عالي كاد قلبها ان يهوي في قدميها من الرعب
عزالدين بصوت عالي: بتعملي ايييييي ي رهف بتتصنتي ع مين
كتمت فمه بيدها بسرعه وهو يحاول الكلام ليفهم منها ما بحدث حتي تحدثت هي بخفوت: اسكت اسكت دا عمار اللي قاعد مع بابا
ضيق عيناه وهو ينظر لها في مكر: وانتي بتبصي عليهم لي بردوا
توترت رهف وهي تحاول شرح سبب وقوفهت، فاصطبغت بشرتها بحمره طبيعيه
تفاجأ اخوها بكسوفها الذي يراه امامه: الله رهف انتي بتتكسفي زي البنات وكدا وعندك مشاعر واحاسيس
ثم تابع بنبره جاده: بس بردوا مش فاهم لي عمار جاي ولي انتي واقفه هنا
رهف: جاي يتقدملي
قالتها بسرعه وبإنفعال
حاول عزالدين ان يكتم ابتسامته فهو كان يعلم انا رهف تكن لعمار مشاعر ولكن لم يعرف انه يبادلها نفس المشاعر، ثم تذكر فاتنته الصغيره وتنهد بحزن فقد حرم علي نفسه رؤيتها حتي لا يؤلمه قلبه
--------------------------------------------------------
راضي بدهشه: نعم انت بتتكلم بجد
عمار بإحراج بالغ: اه ي عمي اكيد هي الحاجات دي فيها هزار
راضي بتنهيده: ها اه ايوه فعلا بس والدتك مجتش لي
عمار بإبتسامه: ماما هتيجي ف الاتفاق بإذن الله
شعر راضي بالسعاده والرضا فهو يعرف عمار ومتيقن من انه سيسعد ابنته الوحيده وسيغيرها للأفضل نعم فكم تمني ان تتغير ابنته وتتغير طريقة حياتها لتصبح اكثر طاعةً لله وتصبح اكثر تقوي وايمان واكثر قوه ولن يكون هناك من سيفعل ذلك سوا عمار
راضي بإبتسامه: طب سيبني بس يومين اخد رأيها وابلغك
وما ان انتهي من جملته حتي سمع صوت يأتي من الخارج
: هي موافقه
نظر الاثنان ناحية الصوت بدهشه فكان هذا عزالدين وقد اتي للتو ولم يخبره احد بشئ
فهم عزالدين نظراتهم فأردف بهدوء: اصل عمار كان مكلمني وانا سألتهاوهي وافقت
نظر له عمار بإستغراب فغمز له الآخر في الخفاء، ففهم عمار نظراته فها هو صديق طفولته يساعده في تيسير زواجه
قال راضي بإبتسامه: خلاص يعني اتفقتوا عليا اطلع انا منها طيب انا كمان موافق وان شاءالله نعمل خطوبه قريب في غضون اسبوع او اسبوعين
كاد عمار انا يطير من فرحته، فقد شعر انه يملك العالم بين يديه لا يستطيع التكلم او الشكر، حاول كثيرا الكلام ولم يستطع
عمار بتهته: اا. آآآ انا.....  ااا.... شكرا.... مش عارف.....
عزالدين بحيره: ماله الكاست
ظل عمار هكذا علي تلك الحاله التي اصابته
فأردف عزالدين: مترجه كدا ي حاج، عمار دي سكرات الموت دي ولا اي
اخذ عمار نفس عميق ثم تكلم بهدوء: عايز اقول شكرا ليكوا بجد
عزالدين بإبتسامه وهو يحتضنه: بالحضن ي ابو النسب
احتضن الاثنان بعضهم في جو من المرح والسعاده ونظر لهم راضي في سعاده غامره فقد ذكراه بصديقه واخيه رحمه الله؛ فأغلق عينيه بسعاده وقد تجمعت الدموع في عينيه
وهو يقول في نفسه: ي ريتك كنت موجود وتشاركني اللحظه دي بنتي وابنك هيتجوزوا زي م وعدنا بعض
--------------------------------------------------------
#رواية_اللقاء
#بقلم_منار_السيد
#اليُراع_الذهبي

اللقاء🫰🏻حيث تعيش القصص. اكتشف الآن