الفصل الخامس عشر
كان عمار جالسا في حالة شرود التي عُرِف بها من مدة؛ فصدح صوت هاتفه فنظر له عمار بملل ليفاجئ برقم زياد خطيب شقيقته السابق، ففتح مسرعا لعل اصاب شقيقته مكروه وهي في جامعتها،
عمار بقلق: الو ايوا يا زياد
جاءه رد الاخير ببرود: ايوا عمار اخبارك اي، ع العموم انا كنت بس بوصلك معلومة اختك اللي اتهمتني اني بعاملها بطريقه مش كويسه، لامؤاخذه يعني مركبالك الارايل وماشيه مع واحد اهو وقعدوا كمان ف كافيه(....) اللي جمب الجامعه
كاد عمار انا يرد عليه بحدة ولكن اغلق الأخير الخط بوجهه بسرعة، كان عمار يحاول الا يصدق ذلك الخسيس فهو بالتأكيد يريد ان ينتقم من شقيقته، ولكن توقفت كل افكاره عندما ارسل له زياد مجموعة من الصور
فتحها عمار بيد مرتعشة وهو يناجي الله الا يكون ذلك الكلام صحيح،
ولكن يأتي الهواء بما لا تشتهي السفن، فبالفعل كانت صغيرته تجلس بأحد المطاعم الصغيرة ويبدوا ان امامها شاب،
اغلق عمار الهاتف وذهب سريعا من بيته، اوقفته والدته لتسأله ولكنه اضطُر للكذب عليها مدعيا انه سيذهب لصديقه عمر،
طول طريق وصوله وهو لا يصدق حتي انه وضع لها الف عذر، ربما كان يريد ذلك الشخص ان يتقدم لخطبتها، وربما كانت صدفه وهو جاء ليسأل عن شيء،
مائة فكرة غير ان تكون صغيرته تخدعه وتكذب عليه
-----------------------------------------------
في احدي المطاعم الصغيرة، كان عزالدين يجلس مع مريم شارداً، لاحظت عليه شروده فتحدثت بهدوء: عز لو مش فاضي خلينا نمشي
اعارها انتباهه، لينظر لها وهو يتحدث بيأس: بصراحه يا مريم الوضع ميتسكتش عليه، لازم عمار يعرف بالوضع بتاع الشركة هو كمان مسؤول زينا
قضبت ما بين حاجبيها باستغراب لتسأل بتوتر: لي بس اي اللي حصل
تنهد عزالدين بعدم ارتياح واردف بجديه: جزء كبير من العملاء شالوا الاسهم والفلوس بتاعتهم من عندنا وحجتهم كلهم ان بابا ف وضع صحي يقلق مع ان انا ومحمود مقصرناش والله بس مش عارف لي عملوا كدا
واثناء حديثهم، فُجِئت بصوت امامها يهدر بقوة: مريم
فتحت عيناها علي وسعهما، ونظرت بخوف للماثل امامها الذي ما ان سمع صوت عمار حتي اغلق عينيه بقوه وتشاهد علي روحه بخوف؛
لكنه حاول الثبات بكل ما اُتي من قوة، ووقف بهدوء وادار وجهه لعمار ليُفاجئ الاخير بوجود عزالدين مع شقيقته،
ثم تحول تفاجئه الي غضب، وذهب ناحية عزالدين وامسك بقميصه وهو يهدر بهِ بقوة: انت.. انت عايز اي من اختي جاي تضحك عليها ولا جاي تنتقم لأختك
كان عزالدين هادئا تماما وكأن شيئاً لم يحدث، فهرولت مريم ناحيتهم تحاول فك قبضة عمار، ولكنه صرخ بوجهها بقوة: ابعدي انتي، لسه حسابك معايا في البيت؛
تجمهر بعض من الناس في المطعم لفض الاشتباك وقبل انا يتدخل احد، اردف عزالدين بهدوء: محدش يتدخل يا جماعة متقلقوش دا بيني وبين اخويا مش اكتر، ولا اي يا عمار
انزل عمار قبضته بعنف وهو ينظر له بتوعد، فخرج ثلاثتهم من المطعم، وكان عمار يزفر بقوة من غضبه،
ليأتيه صوت عزالدين ممازحاً: اي يا عموري للدرجادي وحشتك
تكلم عمار بغضب: بقولك اي انا مافيش بيني وبينكو حاجه فياريت تبعد عني وعن اختي بالذات يا عزالدين لحسن والله...
اوقفه عزالدين متحدثا ببرود: حيلك حيلك ف اي يا ابني كل دا عشان مريم كانت معايا طب مش تعرف الاول ليه
حرك عمار يده في الهواء متحدثا بعصبية: مش عايز اعرف حاجة ولا عايز اسمع منك حاجة وزي مقولتلك ابعد عن اختي يا عز
قال جملته الاخيرة مشيرا بإصبعه في وجهه محذرا اياه؛ فأخذ شقيقته من يدها وذهب مسرعا بها، حتي كادت ان تتعثر عدة مرات.
نظر عزالدين لخياله وهو يفكر عن كيفية اقناعه، فمن الواضح ان عقله تشبث بعدم اللين مجددا، واثناء تفكيره صدح صوت هاتفه، ليرد عليه بشرود، ولكن ضيقت عيناه عندما تحدث الجانب الآخر، واغلق الخط دون ان ينبث بكلمه واحدة، لينظر للفراغ واردف بصوت خفيض: عمار لازم يرجع
----------------------------------------
في احدي محلات الملابس الكبيرة نسبيا كانت تقف شروق مع احدي الفتيات تُريها بعض الفساتين، ليأتي مالك المكان ويطلب شروق، فاستأذنت من الفتاه وذهبت له،
شروق بأدب: حضرتك عايزني في حاجه
المالك: بصي يا شروق بصراحه كدا انا معييش فلوس لقبض كل الموجودين هنا
تحمحم ثم تحدث بتوتر: فبعتذرلك ان مش هينفع تفضلي موجوده واتفضلي ادي فلوس الايام اللي اشتغلتيها
الجمتها الصدمة، وخرجت من المحل بهدوء دون كلمة ودون ان تأخذ اموالها حتي، خرجت شاردة لا تعرف اين تذهب ولا اين تعمل، واثناء شرودها ظهرت يد امامها توقفها،
فرفعت عيناها لصاحب اليد، فاتسعت مقلتيها وتحول شرودها الي صدمة وهي تتحدث: انت.. انت اي اللي جابك هنا
خلع محمود نظارته الشمسية ونظر لها بابتسامة وتحدث بفرحة حقيقية لرؤيتها: وحشتيني يا شروق اوي
شروق بغضب: انت عبيط ولا مش مظبوط اي اللي جابك هنا وعند مكان شغلي كمان ا.....
توقفت عن الكلام قليلا وهي تنظر له بصدمة: انت اللي خليته يرفدني
رفع كتفيه في الهواء عاليا وهو يضحك باستفزاز اغاظها،
فتحدثت بقوتها المعهودة: طز هلاقي مليون شغل تاني
نظر الي نظارته بتركيز وهو يتحدث بجدية: وتفتكري بقي هسيبك برضو
شروق بغضب: انت عايز اي مني مش كفاية اللي عملتو وسيرتي اللي بقت علي كل لسان مكفكش يا محمود
تحدث محمود بشفقة زائفة: يا حرااااام صدقي زعلت
ثم غمز لها واردف بابتسامة: علي الاقل عملتلك قيمة،انتي تطولي يطلع عليكي اشاعة مع محمود الحسيني
شروق بتهكم ونظرة ساخطة: اطول؟ لي يعني انت فاكر نفسك مين يا محمود انت ولا حاجة
محمود بسخرية: متفوقي لنفسك وانتي بتكلميني يا شروق واعدلي لسانك معايا
ردت عليه باستحقار: انت اقل من اني ارد عليك
ثم ادارت له ظهرها واستعدت لترحل، ولكن جاءها صوته من خلفها متحدثا بنبره شامته: م تستني اخدك في سكتي للرحاب اصل اكيد مامتك زمانها لمت هدومكوا ومستنية في الشارع تحت
ثم اكمل كلامه بحزن مزيف: اصل صاحب البيت منه لله طردكوا من الشقة من حوالي نص ساعه
لم تعطيه وجهها بل ظلت تستمع اليه الا ان انهي كلماته، ونظرت له بشرر والدموع محبوسة في عينيها، ثم ركضت مسرعة الي حيث والدتها
-------------------------------------------
فتح عمار باب البيت، وادخل شقيقته بقوه، لتتأوه مريم من شدة الدفعة، فأتت والدتها علي اثر غلق الباب،
كوثر بخوف: اي دا في اي
عمار بعصبية: اتفضلي يا ماما الهانم الكدابة اللي قالتلك هخرج مع صحابي مكنتش مع صحابها كانت قاعده مع واحد
لطمت كوثر علي صدرها بفزع، ونظرت لابنتها وتحدثت بخوف: مريم ردي عليا اي اللي بيقولوا عمار دا صحيح ولا يمكن يكون هو فهم غلط
ظلت مريم تبكي فقط بحرقة وهي تنظر لوالدتها بحزن شديد
ولكن جاءها الرد من عمار مسرعا: انتي لسه هتسأليها انا جايبهالك تربيها مش تسأليها ولا اقولك انا هربيها م هي خلاص فكرت نفسها كبرت وبتعمل اللي هي عايزاه من ورايا
هنا لم تستطع مريم السكوت فصرخت بقوة مدافعة عن نفسها: لييييه انت فاكرني اي انا متربية زيك بالظبط عيب عليك تقول عليا كدا انت المفروض تسمعني
ثم نظرت لوالدتها التي كانت تنظر لها وعينيها مكسورة فأردفت مريم ببكاء مرير: اسمعيني يا ماما انا مكنتش مع حد غريب انا كنت قاعده مع عزالدين
قضبت كوثر ما بين حاجبيها بدهشة لتردد الاسم مرة اخري: عزالدين؟ بس لي
هنا تذكرت كوثر ما حدث منذ ايام وحديث ابنتها الا تخاف وانها لا تفعل شيء خاطئ
قطع افكارها عمار وهو يتحدث بغل: وعزالدين دا اي قريب، ازاي تسمحي لنفسك تقبلي راجل ابوه قتل ابوكي
كاد عمار انا يمسك بمعصم شقيقته، ولكن صوت كوثر الذي هدر عاليا جعله يتسمر مكانه حيث اردفت بقوة: كفايه يا عمار واظن مش هتمد ايدك ع اختك، لانها معملتش حاجه غلط هي قالتلي انها هتقابل عز
عمار بصدمة: كنتي عارفه حلو اوي يعني كنتوا بتغفلوني
قطع حديثهم المشحون صوت الجرس، ففتح عمار الباب، ليندهش بوجود عزالدين،
دخل عزالدين من باب المنزل بهدوء، حول نظرات الاندهاش من مريم وكوثر ونظرات الغضب في عيون عمار؛
عزالدين بسذاجة: عاملين اي؟
عمار بغضب وهو ينظر ناحية شقيقته: ادخلي جوا
امتثلت مريم لأوامره، ودخلت الي غرفتها، فتبعها عزالدين بعينيه، ليتحدث عمار بحده: والقمور عينه زايغة لي
نظر له عزالدين وهو يقول ضاحكا: علي فكره من ورا قلبك انا متأكد ان انا كمان وحشتك، بالحضن يا عموري
--------------------------------------
في بيت كوثر، كان عزالدين يجلس علي الأريكة في اريحيه شديدة وهو ممسك بالكوب، حتي تحدث عمار بغضب: ي بني ادم بقالك ساعه قاعد وشربت شاي وكوبايتين عصير ومش راضي تتكلم م تبطل طفح ي عز وتكلمني
امتعض وجه عزالدين ونظر له بحزن زائف واردف بيأس: انت بقيت بخيل ي عمار، ع العموم انا كنت جاي اوضح انا لي قبلت مريم
زفر عمار واردف بملل: يعني اتمني انك تقول بقااا
اعتدل عزالدين في جلسته وتكلم بجدية: يا عمار الشركة بتقع تقريبا واحنا محتاجين نبقي سوا عشان نقدر نرجعها زي الاول، عشان كدا لازم ترجع ودا مش اقتراح دا واجب عليك وحقك كمان
نظر له عمار بعدم اقتناع وتحدث بسخرية: اي راضي بيه مش عارف يحافظ عليها
نظر عزالدين له بحزن واردف بنبره مرتعشة: بس بابا مش موجود يا عمار معانا
نظر له عمار باستغراب فأكمل عزالدين حديثه بوجع: هحكيلك اللي حصل
&&&&&&&&&&&&&
بعدما خرج عزالدين ووالده خلف عمار، ليوقفوه، خرجت رهف ورائهم
رهف بحده: مش عيلة الحسيني اللي تتذلل لحد يا بابا لو هو مش عاوزني انا كمان مش عاوزاه
خرجت الرصاصة لتسكن صدر راضي ليقع علي الارض بين ذراعي ابنته، لتصرخ رهف وهي تضع يدها مكان الجرح: بابااااا
نظر راضي الي ابنته بتعب ليتحدث بخفوت: متخافيش يا رهف متخافيش
ثم نظر الي عزالدين الجالس بجانبه لا يتكلم من الصدمة ليتحدث اليه وهو يلفظ انفاسه: عمار يا عز عمار متسيبهوش لازم يعرف الحقيقه رجعه يا عز
ثم فقد وعيه مباشرة، لتعلو صرخات رهف عاليا، كان محمود قريب منهم فهرول ناحيتهم بخوف، واتصل بالإسعاف بسرعة،
وبعد لحظات كانت كالقرون بالنسبة لهم آتت الاسعاف ونقلت راضي الي المشفي،
فذهب الجميع الي المشفي مع راضي، حول بكاء رهف الهيستيري ودموع عزالدين المتجمعة في عينيه تأبي ان تنزل، وخوف رغدة الذي اعتبره البعض بسبب راضي،
خرج الطبيب من غرفة العمليات بعد ما يقرب من ثلاثة ساعات،
فتجمع عزالدين ورهف ومحمود ورغدة حوله في قلق، ليردف الطبيب بأسف: احنا خرجنا الرصاصة بس للأسف هو دخل ف غيبوبة لان الرصاصة ضغطت علي مراكز حسية عنده ودا هيخليه في غيبوبه فترة طويله ويمكن.. علي طول
انهي الطبيب كلماته وتركهم في صدمتهم، فأردف محمود وهو يربت علي كتف عزالدين: متخافش يا عز هو هيبقي كويس صدقني
استدارت رهف وسارت بعض خطوات، لينادي عليها محمود ولكنها لم تستمع له، بل ظلت تسير في الرواق بلا هدف
&&&&عوده&&&&&&
انهي عزالدين كلامه وسقطت دموع من عينيه في حزن علي ما وصل له الوضع، كانت كوثر تجلس وتستمع بهدوء فقامت من مجلسها وجلست بجانب عزالدين وهي تربت علي كتفه بهدوء ثم اردفت بلين: ربنا يقومه بالسلامة متخافش يا حبيبي ومتزعلش اللي ربنا كاتبه هيكون وعمار هيرجع معاك
بالرغم من تأثر عمار بِما حدث لراضي واولاده، الا انه تفاجئ بحديث والدته، فاعترض عمار معاتبا والدته: ماما اي اللي انتي بتقوليه دا ازاي يعني انتي نسيتي اللي حصل
قطعت والدته حديثه بإصرار: راضي قال انك لازم تعرف الحقيقة يمكن كان عنده دليل لبرائته وحتي لو دا مال والدك مينفعش تسيبه فعشان كدا انت هترجع
ثم وجهت حديثها لعزالدين بعزم: واحنا كمان هنرجع معاك يا عز علي بيتنا
فرح عزالدين ووقف مكانه مهللا بسعادة: بجد بجد هترجعوا
ثم هرول ناحية عمار يحتضنه بقوة، تفاجئ الأخير بتصرفه، فحاول ان يكتم ضحكاته التي كادت ان تنفلت رغما عنه، ليشعر هو الآخر بسعادة غريبة تجتاحه هل لأنه سيراها مجددا!؟
------------------------------------------
في فيلا الحسيني، عندما عرفت رهف بأن عمار سيعاود مرة اخري حتي جن جنونها وبدأت تصرخ في وجه عزالدين بغضب، كان الأخير يسمعها وهو يغمض عينيه بشدة من صوتها،
عزالدين بهدوء: طب ممكن تقعدي بس وتسمعيني
رهف بغضب: انت بتستهبل يا عز تروحله تتحايل عليه انت عايز تجنني
عزالدين باندهاش: احنا محتاجينه معانا يا رهف وبعدين هو ليه زي مالينا
جلست رهف في مقعدها بحنق وهي تتنفس بغضب، فقطب عزالدين بين حاجبيه بعبوس هاتفا: ف اي رهف لي كل دا مالك بس؟
نظرت له رهف بصدمه وهي تتحدث بغضب مكتوم: انت بتسأل بجد يا عز؟ بعد كل اللي حصل واللي عمله بتسأل
نزلت الدموع من عينيها وهي تتحدث بغضب وتمسح دموعها بعنف: بعد م سابني قدام الناس ومشي ولولا اللي حصل لبابا شوف كان كام حد هيتكلم عليا الناس افتكرت ان بسبب حادثة بابا لغينا الخطوبة
ذهب عزالدين ناحيتها وضمها الي صدره بحنان وهو يربت علي ظهرها بحنانه المعهود هاتفا بحزن: رهف مش عايزك تزعلي مني بس كل اللي بطلبه تحطي نفسك مكانه شويه هو كمان خد صدمة عمره من الصور اللي شافها ومش اي حد يقدر يتحمل المنظر دا، احنا عارفين ان بابا معملش حاجه بس الصور بتقول غير كدا لازم تعذريه
تمسكت رهف بأخيها بقوه وشددت من ضمها له وهي تبكي بحرقة، مازالت لا تصدق ما حدث وكأن السماء تحولت الي رعد وامطار غزيرة بعدما كانت الشمس تزينها والورود تملأ حياتها لتتحول حياتها الوردية التي رسمتها بجانب عمار الي حياة اخري مظلمة لا تعرف ما سيحدث بعد ذلك!؟ هل ستسامحه؟ هل سينسي ما حدث!؟ هل للقائه مرة اخري قدر آخر وحياة جديدة!؟
-----------------------------------------
في شقة عائلة الراوي في الرحاب
كان عمار يقف امام المرآه يهذب شعره الي الخلف وهو شاردا في لقائه بها، كيف سيكون؟ هل ستنسي ما فعله!؟ كيف ستتعامل معه!؟
قطع افكاره صوت باب غرفته الذي فُتح بواسطة شقيقته الصغري، فأدار وجهه وهو يرمقها بعدم اهتمام
فتنهدت بيأس وهي تحادثه بخفوت: انت لسه مقموص مني
لم تلقَ منه رد كعادته الأخيرة، فهو مازال غاضبا مما فعلته، فنظرت له بإستغراب قائله: عمار متأفورش بقا ويلا بقالك كتير هنتأخر
نظر لها وهو فاغر فاهه بدهشة: هااا هنتأخر يعني اي بقااا هنتأخر دي
ابتلعت مريم ريقها في توجس واردفت بتوتر: هو انا مقولتلكش
نظر لها بتركيز شديد وهو يقول بخفوت: لا مقولتليش
نظرت له تحاول ان تستجمع شجاعتها الهاربة وهي تتحدث بقلق: اصل انا خلصت امتحانات زي م انت عارف ف هعمل اي يعني هقعد ف البيت كدا لا شغله ولا مشغله ف خدني معاك
عمر بسخرية: اخدك معاياا ع اساس اني رايح اعمل حفلة شوي يعني
تصنعت مريم الضحك وظلت تضحك بشدة وهي تزجره بيدها في كتفه قائلة: ضحكتني ي ولا جتك اي
عمار بإبتسامة مزيفة: ولما اعيطك دلوقتي يا مريم
مريم وهي تتوقف عن الضحك بهدوء وهي تظر لعينيه التي لا تنوي خير فتحدثت بلين: عمار دلوقتي انا فاضيه وخلصت كليتي فيها اي لو اشتغلت جمبك ومعاك مش احسن م يجيلي اكتئاب وانا قاعده حاطه ايدي ع خدي
زفر عمار بضيق وهو يستغفر ربه في سره قائلا بنبرة آمرة: ماشي يا مريم بس مش عايز هبل الله يكرمك دا مكان شغل
ثم اشار بإصبعه في تهديد قائلا: بس حسك عينك الاقيكي واقفه مع عزالدين تاني خلاص خلصتوا مهمتكوا وانا رجعت للشركه مش عايز اشوف استهبال
اومأت مريم برأسها في توتر، لتخرج هي واخيها من المنزل متجهين الي شركة الحسيني
--------------------------------------------
&بقلم منار السيد
&رواية اللقاء
&اليُراع الذهبي

أنت تقرأ
اللقاء🫰🏻
Romansaتقابلا بعد فراق دام 20 سنه لتعاد قصه قديمه من جديد ويفتح ماضي قد دفن ليكشف قصص اخري فماذا سيفعل ابطالنا بعد لقائهم؟