دخل متسللا الي داخل المكتب وهو يخفي وجهه بوشاح اسود وفتح الخزانه بإحترافية وظل يبحث في كومة الأوراق علي ورق معين وعندما وصل الي ذلك الورق ابتسم بخبث ولمعت عيناه ثم اخرج من جيبه هاتفه المحمول وضغط علي بعض الأزرار ليرد عليه من الجهه الاخري ذلك الشخص المجهول
: ها عملت اللي قولتلك عليه
الشخص المجهول: اه والورق معايا وقريب اووي هتلاقيه مشرف في القسم
----------------------------------------------------------
كانت تجلس في غرفتها والتوتر يملأ قلبها منتظره أن تري ماذا سيحدث في تلك الجلسه التي لم تكن تريدها من الأساس
دق جرس الباب فأسرع عمار ليفتح للطارق الذي كان ينتظره
دخل ياسر ووالدته والقوا التحيه علي عمار ووالدته وجلسوا في غرفة الإستقبال خرجت مريم وهي في قمة خجلها ليقف ياسر سريعا مرحبا بها ويقدمها لوالدته
والدة ياسر بابتسامة واسعه: ماشاءالله قموره ي مريم تعالي يا حبيبتي اتفضلي اقعدي متتكسفيش
جلسوا يتجاذبون اطراف الحديث الا ان اعلنت كوثر ان يخرجوا من اغرفة الإستقبال لتفسح المجال لهم للكلام
خرجوا من الغرفه وظل ياسر ومريم التي كانت تود ان تخرج مع والدتها واخيها حتي بدأ ياسر الحديث بإبتسامة
: انا عارف انك متوتره يا مريم بس انا في حاجات كتير اوي عايز اقولها
لم يلق رد منها فأكمل حديثه بتنهيدة: يمكن انتي متعرفنيش اوي بس صدقيني لو اديتي لنفسك فرصه هتتعرفي عليا كويس انا معجب بيكي من زمان يمكن من اول يوم في الكليه لينا والشعور دا اتحول من اعجاب لحب كبير
ثم ابتسم بثقه: صلي صلاة استخاره وانا واثق في ربنا وواثق انك هتوافقي ان شاءالله
انهوا الحديث بينهم سريعا ووقف ياسر لينادي علي عمار يستأذن منه حتي يرحل هو ووالدته
عندما خرج ياسر ووالدته جلس عمار مع والدته واخته وتبادلوا الحديث
مريم بخوف: لا لا ي جماعه انا مش مرتاحه قولوا لأ وخلاص
عمار بإستغراب: مش مرتاحه اي بس يا بنتي انتي حتي مصلتيش استخاره
كوثر بتأييد: ايوه اخوكي عنده حق مش لما تصلي صلاة استخاره وبعدين دا شكله محترم وكويس فرحينا بقي هتفضلي ترفضي لإمتي
شردت مريم في مصيرها وما هي مقبله عليه من الواضح ان والدتها تعلقت بذالك الموضوع هي لا ترغب ان تكون سبب حزنها تلك المرأه التي افنت شبابها من اجلها هي واخيها فقررت انها ستقبل وتوافق وعندها تذكرت عزالدين وآلمها قلبها كثيرا أتري عندما يعرف هل سيحزن ام انها تتوهم ذلك ولكن لما جاء عزالدين علي خاطرها يجب ان تهتم بمستقبلها وفقط
----------------------------------------------------------
صباح يوم جديد دخلت رهف الشركة بملابسها التي ابتاعتها خصيصا من اجل العمل وبرغم من انها ملابس رسميه الا انها كانت جميله للغايه وانيقة
استوقف دخولها صوت من خلفها: ازيك يا رهف
نظرت رهف للواقفة امامها وحاولت اخفاء ضيقها منها وردت بإبتسامه متكلفة: الحمدلله كويسة
شروق بإبتسامة مزيفه: اي طالعه بردوا عند عمار هو انتي شغلك عنده ولا اي
نظرت لها رهف بحده: شغلي انا لسه ممسكتوش وعمار بيدربني فهمتي
قالت كلماتها الأخيره وهي تنظر لها بشرر ثم اكملت طريقها
نظرت شروق لخيالها بحزن شديد: معلش خليكي تفرحي شوية كدا كدا عمره م هيبص لواحده بتلبس اللبس دا
دقت شروق علي باب غرقة المكتب حتي سمح لها بالدخول
محمود بكبرياء: اي يا شروق التأخير دا كله لا بقي دا انتي كسوله اوي
شروق بتعب: طب م تطردني وتريحني
محمود وقد برقت عيناه: اطردك!! لا لا يا شروق مقدرش استغني عنك وبعدين هتلاقي منين حد يدلعك كدا زيي مش هتلاقي
شروق بعصبيه: مدلعني اوووي الصراحة ياخي دا انت حتي ازازة المياه اللي جمبك علي المكتب بتنادي عليا اجيبهالك
محمود بحزن مزيف: عايزاني اروح اجيب لنفسي المياه وانتي موجوده والله عيب
شىروق بإمتعاض: هو عيب فعلا وعيب اوووي
محمود بضحك: بجد يا شروق بتفكريني بواحده كنت بلعب معاها زمان دا حتي كان اسمها شروق
ثم سكت قليلا واكمل بحذر: هو انتي مامتك اسمها اي
شروق بريبه: لي ف اي
: ي ستي انجزي اسمها اي
شروق بزهق: عبير
برقت عيناه واتضحت الصوره امامه فتلك الفتاه الجميله هي نفسها الطفلة العنيفه التي عرفها في صغره فعندما كان يضايقها كانت تضربه بشده فقد كان حجمها ضعف حجمه ولكنها الآن اصبحت ايقونة جمال برغم عنفها الذي لم يغيره الزمن
ابتسم بسعاده: مستحييييل
----------------------------------------------------------
في ساحه كبيره كان يقف كلا من راضي وبعض المصممين من اجل الاستعداد للحفله التي سيقيمها راضي بمناسبة وصوله وادارته لأعماله من داخل مصر
: استاذ راضي كدا احنا خلصنا كل حاجه فاضل بس حاجات بسيطه
اومأ له راضي في سعاده فها هو يحقق حلمه هو وصديقه العزيز عزالدين ورغم انه ليس معه الا انه لم ينساه ابدا واقسم انه سيعوض عائلته عن كل ما عانوه
خرج عمار من غرفة مكتبه وهو في طريقه اوقفه صوت عزالدين
عزالدين بابتسامه: اي ي عم مشوفتكش خالص انهارده مش تسأل عليا
عمار بضحك: ي بني هو انا خطيبتك وبعدين م انت عارف الحفله اللي عمو راضي مصمم يعملها دي بحاول اخلص الشغل كله قبلها
عزالدين بتأييد: عندك حق بصراحه زنقنا اوي
ثم تذكر شيئا: صحيح هات طنط كوثر ومريم
عمار بتفكير: بفكر والله خصوصا مريم عشان من ساعة م جالها العريس دا وفقت عليه وهي ع طول سرحانه كدا ومتضايقه
كاد قلبه ان يخرج من مكانه لا يصدق ما سمعه فتاته الصغيره ستكون لأحد آخر هل ما سمعه صحيح الفتاه التي اختار اسمها بنفسه وكان معها وهي تخطي خطواتها الاولي وتقول كلماتها الاولي ستكون لشخص اخر
عمار بإستغراب: مالك ي عز سرحت ف اي
عزالدين وكادت ان تتجمع الدموع في عينيه وبصوت مهزوز: لا ولا حاجه افتكرت بس ملف مهم انا نسيته ومش عارف نسيته فين
عمار بفهم: طب م تقلقش روح دور عليه وان شاءالله هتلاقيه
اومأ عز الدين له واسرع هربا الي غرفة مكتبه ليهرب من نظرات عمار فكاد ان يبكي وهو يقف امامه وما ان دخل الي غرفته حتي اعتصر قبضتي يده حتي ابيضت واغلق عينيه بشده ثم فتح عينيه وقد غيمت عليهما حزن ودموع متحجره في مقلتيه حاول تعديل هيئته ليخرج مره اخري
----------------------------------------------------------
كانت تقف هي وصديقتها امام المرآه تضع بعض الزينه الخفيفه من اجل تلك الحفله وكانت تفكر فيه فقط فقد اصبح يشغل تفكيرها دائما حتي قطع افكارها صوت صديقتها
ساره بصوت عاالي: م تقومي بقي انتي هتباتي ع الكرسي هنا
رهف بعدم فهم: ها بتقولي حاجه
رفعت ساره حاجبها واردفت بسخريه: بقول حاجه لاااا دا انتي مش هنا خالص اي اللي واخد عقلك
ثم اكملت بغمزه: لا خلاص عرفت اللي واخد عقلك
رهف بتوتر: مش فاهمه تقصدي مين
ساره بابتسامه مكر: لا لا مقصدش ي ستي يلا بقي عشان منتأخرش
وقف الثلاثه في استقبال المدعويين بإبتسامة مجامله حتي اردف عمر بإرتياح: ياااااه الواحد مبسوط اوي انه حل مشكلة الخطوبه بس بعيد عنك النكد لسه شغال
عمار بابتسامه: مش دي اللي انت بتحبها وكنت هتمووت وتتجوزها اي خلاص عشان وصلتلها يعني مش عجباك دلوقتي
عمر بضيق: انا مقولتش كدا بس كنت فاكرها انها هتفهمني وتقدر اللي بعمله بس هي مكنتش شايفه اني بفضل اشتغل ليل نهار عشان اكفي كمية الطلبات اللي بيطلبوها وفوق كل دا مستغربه انا لي مش بكلمها كتير م انا بشتغل طول النهار وبرجع ع الساعه واحده بالليل ويادوب بكلمها ساعتين عشان بقوم الساعه ٩ تاني يوم
ثم اوقف حديثه عندما لاحظ شرود عزالدين
عمر باستغراب: ماله مش عوايده يفضل ساكت كدا
عمار بحيره: عندك حق وشكله متضايق ثم وجه كلامه لعزالدين: مالك ي عز ف اي
عزالدين بإنتباه: اي لا مافيش حاجه اص اصل مش نايم كويس
ثم صمت عندما انتبه لدخول مريم بصحبة اخته وصديقتها ووالدتها
عمار بسرعه: اي دا جم اهم
ثم سكت قليلا عندما رأي ما ترتديه رهف كانت ترتدي فستان زيتوني غامق يغطي كتف والكتف الاخر ليس مغطي طويل ولكنه ينزل بضيق
حاول كتم غضبه فليس له الحق في توبيخها الان فهي ليست في ساعات العمل
عمر بخبث: اي ي استاذ عمار مالك سرحت فين
عمار بغضب: هسرح فين يعني مش فاهم
حرك عمر رأسه بإبتسامه ثم اكمل: ف الاخضر اللي هناك دا مثلا
عمار وقد تمكن منه الغضب فهدر بغضب في صديقه: انت ي متخلف انت وانا مالي بيها اصلا وبعدين انت بتبصلها لي ها ابعد عينك
تفاجئ عمر من صديقه فأردف بذهول: يعني انا صح انت بتحبها ي عمار
----------------------------------------------------------
كانت تقف علي بعد مترين منه تراقب تحركاته حتي دخلت غريمتها ورأت عيناه وهي تراقبها فآلمها قلبها كان واضحا عليه الغيره ولكن لما تلك لما تلك النظرات ليست لها هي قطع افكارها الصوت التي باتت تكرهه وتبغضه الي حد كبير
محمود بسخريه: اي معجبه بيه ولا اي
نظرت له في ذهول: اي هو مين دا بتتكلم عن اي
محمود بغيظ حاول ان يخفيه: استاذ عمار اصلك متابعاه ومركزه معاه اوي اي لسه بتحبيه زي زمان
تجمعت الدموع في مقلتيها ولكن سرعان ما تحاملت علي نفسها وردت عليه بعصبيه: احترم نفسك بقي انت ازاي تكلمني كدا اصلا خد بالك من كلامك عشان المره الجايه مش هتلاقيني بتكلم لا انا هنزل بكف ايدي ع وشك سامع
ثم هربت من نظراته ومنه وخرجت لأنها احست ان ذلك المكان اصبح ضيق لا يسعها فها هي حياتها الممله والمؤلمه التي تعيشها ولكن كانت تهون علي قلبها ان عمار مستحيل ان ينظر لتلك الفتاه فهي لا تشبهه
-------------------------------------------------------
كانت تقف مع صديقتها ومريم يتبادلون اطراف الحديث ويمزحون سويا حتي اتاها احد المدعويين
الشاب بإبتسامه: تسمحيلي ي انسه رهف ابدي اعجابي بذوقك وبإختيارك للفستان بتاعك
رهف بإبتسامه خجوله: ميرسي اوي
اكمل الشاب كلامه مع رهف وهي ترد بكلمات مقتضبه ولم تلاحظ تلك العينين التي تتابع ما يحدث وقد تملكت الغيره قلبه وقد اعترف انه يهتم لأمرها ولا يريد ان يقترب منها احد وعند تلك النقطه قام من مكانه ليذهب الي حيث يقفون
رأته مريم يقترب فنظرت لساره بتوتر: ساره الوحش جاي علينا والشر باين ف عينيه
ساره بتوتر: اه شايفه نظراته اللي هتحرق رهف وهي واقفه طب هنعمل اي
الشاب بضحك: لا بس بجد ي رهف انتي حد لطيف جدا يعني جميله ولطيفه ودمك خفيف لااا كدا كتير ع قلبي
عمار ببرود: وع قلبي وحياتك
الشاب بإستغراب: مين حضرتك
لم يعره عمار اهتمام ونظر الي رهف بغضب: رهف تعالي معايا بعد اذنك ثواني
كادت رهف ان تلبي طلبه وما ان حاولت الذهاب حتي امسك بيدها ذلك الشاب: ثواني ي رهف انا عايز رقمك عايز اتواصل معاكي
حقا انه يريد الموت لا محاله كيف له ان يمس شئ لا يخصه نعم فهي لا تخصه كيف له ان يلمس يدها
وصل غضب عمار لأقصي حد واصبح الامر لا يطاق وضع كفه علي يد هذا المتطفل واعتصر يديه داخل يده وقال وهو يتكلم بفحيح: ايدك دي تاكل بيها لكن متتمدش علي حاجه مش بتاعتك
انهي كلمته وسحب يد رهف من داخل يد ذلك الشخص المتطفل من وجهة نظره
ظل ممسكا بيدها يسحبها خلفه بغضب حتي وصلوا الي الخارج ثم شدت رهف يدها بعنف وغضب: انت مجنون صح انت مالك يمسك ايدي ولا يسيبها
عمار بغضب: انا اسف جدا واضح انك كنتي مبسوطه بمسكته اتفضلي روحيله
رهف بذهول: مبسوطه!!!! انت بجد مش انسان انت لي بتكلمني كدا انا عملتلك اي
عمار وما زال منفعلا: سيبتيه يمسك ايدك لي تسيبيه يمسك ايدك ولا يتغزل فيكي ازاي تسمحيلوا بكدا اصلا
رهف بإنفعال: يعني اعمله اي مش فاهمه اضربه قلمين ع وشه
عمار بسخريه: لا طبعاااا تسييبيه يمسك ايدك ويقولك اي الجمال دا واي الطافه دي
رهف وهي تضيق عينيها: وانت مالك اي اللي يدخلك اصلا
عمار وقد انفجر البركان الذي بداخله: انا مالي انت بجد بتسألي مش عارفه مالي مش عايز حد يقربلك او ييجي جمبك فهمتي بقي مالي
رهف: لا مفهمتش ميقربلي ولا يبعد انت اي دخلك
عمار وعيناه تزوغ في المكان يحاول ان لا ينظر في عينيها: عش عشا عشان
رهف بترقب: عشان اي ي عمار
اغلق عينيه بعجز وقد انهارت جميع حصونه وسقط غشاء البرود واللامبالاه الذي يصطنعهم امامها ثم فتح عينيه وقد كانت تلك النظره التي لم تراها من قبل كانت عيناه تلمع من فرط مشاعره التي تداخلت
نظر الي عينيها الزيتونيه وقال في وهن وضعف: عشان بحبك ي رهف

أنت تقرأ
اللقاء🫰🏻
Romanceتقابلا بعد فراق دام 20 سنه لتعاد قصه قديمه من جديد ويفتح ماضي قد دفن ليكشف قصص اخري فماذا سيفعل ابطالنا بعد لقائهم؟