(أنت الماضي الجميل)

23 5 1
                                    

اسرعت رهف وساره الي الخارج ليروا ماذا حدث فوجودوا والدتها وهي تصرخ بشده ووالدها يجلس ببرود تام
رهف بخوف: هو في اي
رغد والشرر يتطاير من عينيها: ف ايه في اني مبقاش ليا لازمه خلاااااص
راضي ببرود: انتي مالكيش لازمه من زمان مش من دلوقتي من ساعة ما سافرنا ومبقتيش تهتمي بولادك وسيبتيهم ف مبقاش ليكي لازمه
رغد بغضب وكأنها بركان: انت جاي تديني درس في التربيه انت عايز اي بالظبط مش كنت هتموت وتخليها تدخل الشركه بعيالها واديك عملت كدا عايز بنتي تدخل لي هناك وكمان ابن كوثر يبقي مدير عليها عايز تقربهم من بعض عشان يعملوا اللي مقدرتش تعمله زمان
قالت جملتها الاخير بغضب وسخريه وهنا قام راضي بغضب شديد وبصوت مرعب: انا كنت اقدر اعمل كتير ي رغده ولو كنت عايز اتجوزها كنت هتجوزها غصب عن اي حد انتي فاهمه
عزالدين بإستغراب: بابا مين دي اللي انت كنت عايز تتجوزها
راضي وقد حاول ان يسيطر علي مشاعره: محدش يتدخل دا كلام بيني وبين مامتكم
رغده بحزن شديد واصرار: بنتي مش هتروح تشتغل ي راضي
هنا تدخلت رهف في الكلام وقالت بإصرار: ماما بعد اذنك انا عايزه اشتغل ومش عايزه حد يتدخل ف دا المفروض ان انا اللي اختار مش انتي
عزالدين بتأييد: ايوه ي ماما لي مش عايزاها تشتغل هي مش عند حد غريب دي ف وسطنا وبعدين عمار محترم جدا واخلاق يعني عمره م هيضايق رهف ابدا
رغده بشر: مش هسمحلكوا تدمروا اللي بنيتوا مش هسمح لحد انه يدمرني او ياخد عيالي
ثم ذهبت لغرفتها مسرعه دخلت واغلقت الباب خلفها وهي تتكلم بفحيح الافعي: مش هسمح لحد يدمرني حتي لو عيدت اللي عملته زمان
ثم اخذت هاتفها واتصلت برقم ما وما ان فتح الرقم حتي سمعته وهو يتكلم بضحكه مستفزه: رغوووود وحشتك صح كل دي غيبه 20 سنه ازاي قدرتي بس
وعند رهف ووالدها جلست بجانبه وهي تربت علي يده بحنان: بابا متزعلش هي بس تلاقيها متضايقه لاننا سيبنا الكويت ورجعنا ف ارجوك متزعلش نفسك
نظر راضي لابنته التي لم ترث طبع امها وابتسم في حنان ابوي: انا مش زعلان ي رهف ولو مش عايزه تروحي براحتك بس يكون من اقتناعك انتي
رهف بسرعه: لا لا انا عايزه اشتغل ي بابا واظن مش هلاقي اريح من دا شغل يعني بابا معايا فيه قالت كلمتها وهي تضحك بخفوت
عزالدين بابتسامه: الصراحه هتبقي متدلعه بس بالنسبه لعمار فمعتقدش ان هو هيسمي عليكي دا جه معايا فتره صغيره وكان غبي وجد جدا انا كنت بخاف منه يلا عيني عليكي ي شابه كنتي صغيره وحلوه ي رهف ثم تذكر شيئا: صحيح هو عمار مشي ع طول لي دا انا كنت جايبله ورق ياخده معاه
ارتبكت رهف حينها ولكن انقذتها صديقتها
ساره بسرعه: تلاقيه نسي لانه كان مع صاحبه ف مشي بسرعه عشان الوقت اتأخر
هز عزالدين رأسه بلامبالاه
--------------------------------------------------------
أشرقت الشمس لتعلن عن بدأ يوم جديد يحمل في طياته الكثير من الأحداث التي تحمل السعاده للبعض والحزن للبعض الآخر
استيقظت رهف وهي تتململ في الفراش ومسكت هاتفها لتتفقد الساعة وهي مغمضة عين والأخري مفتوحه وما ان رأت الساعة حتي فزعت وقفزت علي سريرها وهي تصرخ بأعلي صوتها: الساعه 9 يلاهوووي عمار هيقتلني
فزعت سارة من نومها فهي تسكن معها بنفس الغرفة
سارة بخضة: ف اييييي اي اللي حصل مين مات
انتبهت لها رهف فشدت ذراعها وهي تركض من سريرهم وتتكلم بسرعة: قومي ي سارة بسرعه وصليني الشغل
سارة بذهول: ثواني كدا هي الساعة كام اصلا
رهف وهي تنظر لها وتكاد ان تبكي: الساعة 9            وما ان قالت رهف ذلك حتي صرخت الاثنان بوجه بعضهم
-------------------------------------------------------
امام شركة الحسيني وقفت سيارة سارة امام باب الشركة                      
ساره وهي تزفر براحة: وصلنا اخيرا يلا انزلي بسرعة بقي
وما ان كادت تخرج رهف حتي اوقفتها سارة
سارة بخوف: رهف انتي مش ناسيه حاجه
رهف باستغراب: اي ناسية اي
ساره وهي تنظر لملابسها: انتي نسيتي تلبسي الهدوم اللي اشتريناها ولبستي من هدومك التانيه
رهف وهي تضرب جبهتها بكف يدها: نسيت خالص بجد انا لو عايزاه يهزقني مش هعمل كدا
سارة بهدوء: حاولي تبقي واثقة من نفسك ومتقلقيش ولو قالك حاجه قوليلوا لسه مجبتش هدوم الشغل ومتتوتريش ومتبانيش خفيفه كدا
رهف بدهشه: مين دي اللي خفيفه استني بس عليا دا انا هبهرك ولما ارجع هحكيلك
ثم فتحت باب السيارة وخرجت هزت سارة رأسها بقلق علي صديقتها وما ان خرجت رهف حتي قادت سيارتها مره اخري لتعود فيلا الحسيني
--------------------------------------------------------
في مكتب عمار كان يعمل وعقله مشغول بتلك الصغيرة نظر الي ساعة هاتفه ثم دب القلق فيه لما تأخرت كل هذا لقد اكد عليها ان تأتي في التاسعة وها هي العاشرة والنصف ولم تأتي بعد هل حدث لها مكروه ام انها لن تأتي بسبب البارحة وما كاد ان يكمل تفكيره حتي سمع صوت طرق الباب كاد قلبه ان يخرج من مكانه ولكنه تمالك نفسه وعدل من جلسته ثم اردف بخشونة ليسمح للطارق بالدخول ولكن خاب امله فمن دخل كان عزالدين
عزالدين بمرح: اي ي عموري وحشتني هنقضيها شغل بس ولا اي
عمار بابتسامه: ي بني انت عبيط اومال احنا هنا بنعمل اي
عزالدين بتأفف: اي القفلة دي ياخي اجي اقولك وحشتني تقولي وانت كمان ي جدع لاغيني
عمار بدهشه: ماشاءالله انت عمر طبع عليك ولا اي
عزالدين بضحك: طب بص انا بزهق اوي لما بروح وبعيد عنك مرات عمك راضي كل ثانيتين بتزعق ف الواحد بيمل اوي ف اي رأيك تيجي نسهر ف الجنينة عندنا انهاردة واهو اصلا شقتكم ف وش الفيلا يعني مش هتتأخر عبال متروح وكلم عمر كمان ييجي
عمار بتفكير: بس واضح ان ف تاتش بين امي وامك ف اعتقد مش هيبقي مرحب بينا
عزالدين بدهشه: اي اللي انت بتقوله دا انت جاي فيلا راضي الحسيني وبعدين المشكله بين امي وامك احنا مالنا
عمار بتأييد: ع رأيك وتلاقي اصلا الخناقة ع ايد مغرفه كانت بتاعة واحده فيهم والتانيه كسرتها
عزالدين وهو يضيق عيناه: مش بعيده عن الستات بصراحه
ثم جائته فكره فأكمل: امي هي اللي كسرت ايد المغرفه انا متأكد
عمار بتفكير عميق: ممكن لأن امي انا بتقدس حاجة المطبخ جدا
--------------------------------------------------------
كانت شروق تقف عند الاستقبال وهي تتكلم مع صديقتها
شروق بغضب: منه لله بيبيع ويشتري فيا هو اي اللي سيبي الاستقبال وتبقي السكرتيرة بتاعتي
نهي صديقتها بتهكم: ي بختك الصراحة ف حد يلاقي الشغل بييجي عنده كدا من غير م يطلب ويزعل دا انتي مفتريه
شروق وهي مقضبه حاجبيها: انتي مش فاهمه دا عايز يتأمر عليا وانا مبحبش حد يتأمر عليا
وفي تلك الاثناء وهم يتكلمون شاهدوا فتاه تدخل مسرعة وكأنها خرجت من سباق الآن
رهف وهي تتنفس بصعوبه ووقفت عند الاستقبال: لو سمحتي مكتب عمار فين
شروق بدهشه: مين حضرتك
رهف مسرعه: انا جايه اشتغل هنا بس هو فين المكتب بسرعة
تدخلت نهي بهدوء: قوليلي اسمه بالكامل عشان اعرف اوصلك ليه
رهف: اسمه عمار عزالدين الراوي
هنا الجمت الدهشه شروق هل يعقل هل يعمل هنا في نفس مكان عملها انتشلها من تفكيرها اجابة نهي: هتلاقيه ف الدور التالت المكتب اللي ف اخر الطرقه
شكرتها رهف وركضت مسرعة لمكتبه
--------------------------------------------------------
طرق باب مكتب عمار فأذن للطارق بالدخول وهو ينظر الي شاشة الحاسوب وما ان دخل الطارق تفاجأ عمار فقد ظن انها لن تأتي من الاصل
رهف وهي ترتعش: انا اسفه ب
تكلم عمار بهدوء مريب: الساعة كام معاكي
نظرت رهف لساعة هاتفها فقد كانت الساعه الحاديه عشر لقد تأخرت بالفعل ونظراته لا توحي بالخير
عمار بحده: انا من حقي اطردك دلوقتي من اول يوم وجيالي متأخر حضرتك لي
رهف وقد سقطت الدموع من عينيها: انا صحيت متأخر وقومت البس بسرعة والله ي عمار انا اسفه
حسنا الي هنا ويكفي كان سينهار من بكائها والدموع في تلك العينان البريئتان لعن نفسه في داخله وحاول ان يتماسك ليكون جادا وحازما معها وفي تلك اللحظة وهو يفكر نظر الي ملابسها
لحظه! بالتأكيد تريد ان تجعله مجنونا لقد كانت ترتدي سلوبت عليها ارنب وخصلتيها مرفوعتان لأعلي لتكسبها طفوله وبراءه
عمار وهو يحاول ان يتماسك: انا هسأل سؤال وتجاوبي عليه ومن غير عياط عشان مطردكيش بجد. اي دا؟
قال كلمته الاخيره وهو يشاور علي ملابسها
حاولت تمالك نفسها من البكاء ونظرت الي ملابسها ببلاهه وسألته في حيره: اي ف اي
عمار بذهول: لا مافيش حاجه بس مش ملاحظه انك لابسه سلوبت وعليها ارنوب والمفروض اني ادخلك الشغل باللبس دا او حتي اعلمك حاجه ف الشغل انا كدا المفروض اقوم اجيبلك كيس دوريتوس ولا اجيب جهاز كومبيوتر
والي هنا وبكت رهف بشده لقد سخر من ملابسها الآن يراها مجرد فتاه تافهه حسنا هي تعترف انها تافهه ولكن لما تقع في تلك المواقف الحرجة معه هو بالذات
عمار بزهق: يخربيت الزن اسكتي متعيطيش بقي كفااايه
طب خلاص اهدي طب روحي اقعدي ع الكنبه هناك لما تهدي نبتدي نشتغل
شاور لها علي اريكه في اخر الغرفه لتجلس عليها مشت رهف الي الاريكه وهي تبكي بشده وجلست عليها وهو يتبعها بنظره ومذهول من تلك الخرقاء التي امامه
بعد فتره ليست ببعيد قام عمار من مكتبه وجلس امامها علي المقعد المقابل
عمار بهدوء: خلاص هديتي
هزت رهف رأسها وهي تنظر للجهه الاخري وكانت اثار الدموع ظاهره علي وجهها
حاول عمار تلطيف الوضع بينهم فقال في مرح: انا معنديش مشكله غير ف حاجه واحده بس
رهف بإستغراب من طريقته التي تغيرت عن هذا البارد الذي كان يجلس خلف الحاسوب: اي؟
عمار بإزدراء مصطنع: لون الارنوب مش لايق مع لون السلوبت ي رهف
رهف ببلاهه: مش فاهمه
اكمل عمار: لون الارنوب بينك ولون السلوبت بني اي العك دا
لقد تأكد شكها الآن ان ذلك الشخص اما مجنون او لديه انفصام في الشخصيه لقد دب الرعب في قلبها من فتره صغيره والان يعترض علي لون الارنب بالتأكيد ستجن منه
--------------------------------------------------------
خرجت من جامعتها وهي تضحك مع صديقاتها بمرح
مريم بإنهاك: انا بجد مش هقدر اجي بكرا حقيقي فعلا مش قادره خالص
وما ان انهت كلماتها حتي سمعت من ينادي عليها بصوت عالي نسبيا فالتفتت سريعا لتجده ذاك الشخص الذي اعترف بحبه لها
ياسر بتوتر: معلش ي مريم ممكن نتكلم مع بعض شويه
بعدوا صديقاتها قليلا ليفسحوا له المجال ليقول هو في توتر: مريم انا اسف اني وقفتك بس انا كنت هجيلكوا الفتره اللي فاتت انا ووالدتي بس عرفت من زميلتك ان اخوكي كان عامل حادثه ف كنت جاي اقولك اني هجيلكوا بكرا ان شاءالله وهكلم والدتك
مريم بدهشه: انت بتهزر صح لا طبعا انا مش موافقه ومش حابه اي ارتباط دلوقتي
ياسر بإصرار: صدقيني لو قعدتي معايا هتغيري رأيك
مريم بغضب: انا قولت لأ ومتوقفنيش تاني بعد اذنك      نظر لخيالها بعد ان رحلت وعهد لنفسه ان يكلم والدتها ولن يتركها حتي توافق عليه
--------------------------------------------------------
ظلت واقفه امام الباب ويداها ترتجف بشده لا تعلم هل تدخل ام ترحل في هدوء عقلها يريدها ان ترحل بسرعه وقلبها يخفق بشده لسماع صوته الهادئ المريح وبين قلبها وعقلها فاز قلبها بتلك الجوله وهذا نادرا ما يحدث فهي دائما تحكم عقلها ولكن الآن سيطر قلبها علي كل حواسها
طرقت الباب بيدان مرتجفتان ثم سمعت صوته الهادئ يأذن لها بالدخول دخلت شروق علي استحياء وهي تنظر في الأرض وما ان رفعت عيناها حتي وجدته يجلس مع تلك الفتاه ويشرح لها شئ ما
عمار بإستغراب: شروق انتي بتعملي اي هنا
نظرت له رهف في حيره من اين يعرف تلك الفتاه
شروق بهدوء: انا بشتغل هنا ولما عرفت انك بتشتغل هنا طلعت اسلم عليك
عمار بابتسامه: فيكي الخير والله
ثم شاور علي رهف واكمل حديثه: دي رهف فكراها اللي كانت بتلعب معانا بردوا واحنا صغيرين
وسعت عين شروق بشده فتلك الفاتنه الصغيرة غريمتها التي لم تتخيل انا تراها مجددا وها هي تجلس معه ويبدوا انهم تقربوا من بعضهم بشده
رهف بإستنكار: هي دي شروق بنت طنط عبير
اكد عمار علي كلامها وهو يبتسم
رهف بإبتسامه مجامله: اخبارك اي ي شروق
شروق بإقتضاب: الحمدلله كويسه.    ثم اكملت كلامها وهي تنظر لعمار وقررت ان تثير الغيره في نفس رهف
: قولي عجبك الجلاش انا عارفه من زمان ان انت بتحبه ف جبتهولك ع طول
نظرت له رهف وهي ترفع حاجبها وتبتسم ابتسامة شر: جلاش وبتحبه وجابتهولك الله دا اي الحلاوه دي
بلع عمار ريقه وقال في احراج: الحقيقه انا مكلتوش لأني نمت بدري بس اوعدك اني ان شاءالله لما هروح هدوقه
ابتسمت شروق ثم خرجت واغلقت الباب بهدوء ولكن تطاير الشرر امام عينيها واقسمت انه لن يكون الا لها
وفي الداخل عند عمار ورهف نظرت له رهف وهي ترفع حاجبها وتبتسم ابتسامة شر: اي ي شيخ عمار جلاش وجابتهولك لحد عندك خير
عمار وحاول ان يخفي توتره: اه اي المشكله يعني هي كدا كدا جارتنا وكانت معانا من زمان يعني عادي
ضيقت عيناها واردفت بشرود: ماشي
لم يفهم عمار الكلمه هل هي سعيدة ام حزينه ولكنه حاول تمرير الامر بسرعه ورجع يشرح لها ما كان يشرحه قبل دخول شروق
--------------------------------------------------------
دخل عزالدين مكتب راضي بضجيجه المعتاد ليشوش علي تفكير والده بضوضاءه
راضي بزهق: ي بني اكبر بقي انا تعبت منك مش عارف افكر او ركز كل شويه تدخلي
عزالدين بحزن مصطنع: اخس عليك ي روري كدا بردوا وانا اللي جاي اشوفك واطمن عليك عشان بتوحشني
راضي بقرف: اتعدل بدل م اجي اعدلك
حمحم عزالدين بخوف مصطنع: خلاص ي راضي بيه مكنتش اقصد والله
ثم اردف بضحك وهو يغمز له: كنت بتفكر ف اي بقي ي خلبوص انت
راضي بضحك: وانا لو حتي بفكر ف واحده تانيه هقولك انت ي فضيحه تقوم تقول لأمك
عزالدين بضحك: بصراحه ي راضي انت حقك تتجوز ع امي اصلا شوف هي امي بس بصراحه تكفر اي حد لو قعدت معاه
راضي بتحذير: لم نفسك بدل م اقولها
وقف عزالدين مسرعا ورفع يده بخوف: لا لا ي عم وانا مالي دي ممكن متقعدنيش ف البيت قادره وتعملها
ثم خرج وسط ضحكات راضي المتواصلة ورجع يفكر مرة اخري في تلك السيدة التي لم ينساها ابدا وكأن الزمن يعيد نفسه مرة اخري
--------------------------------------------------------
كانت تطهي الطعام لحين عودة ابنائها حتي سمعت رنة هاتفها ف تركت ما بيدها وذهبت تجاه الهاتف لتجيب عليه فنظرت للشاشة ورأت رقم مجهول يتصل بها
ردت لمعرفة هوية المتصل: الو مين معايا
جائها صوت امرأه من الجهه الأخري: انا مامة ياسر زميل مريم في الكلية وكنت عايزه اتكلم معاكي ف موضوع خير
كوثر بإهتمام: ايوه اتفضلي تحت امرك
والدة ياسر: احنا كنا عايزين نيجي نقعد معاكوا بكرا شويه بالليل لو معندكيش مانع
كوثر: اه طبعا تشرفينا ف اي وقت
وبعد ان اغلقت معها فهمت ما سيحدث فبالتأكيد ستأتي لان ابنها يريد الزواج من ابنتها مريم فقد قالت لها مريم عن كلامه معها في الجامعة
فدعت الله انا يلين رأس ابنتها وتوافق عليه في حال ان كان شاب ذو اخلاق جيده وسيتقي الله بها
--------------------------------------------------------
رجعت رهف البيت وهي منهمكة جدا فهو كما قال عزالدين يعمل بطريقة مش طبيعية ولكن انهكها كثيرا دخلت غرفتها ورمت نفسها ع السرير في تعب
ساره بترقب: ي عيني ع الحلو لما يبهدله عمار
رهف وهي تنظر لها في تعب: الله يخربيتة اي الواد دا مش ممكن شخص يشتغل ويقعد يشرح فوق السبع ساعات متواصلين من غير ملل ولا تعب جبل الله اكبر انا سيباه هيكمل مع نفسه بقي
ساره بضحك: طب عملتي اي معاة اول م روحتي اكيد هزأك
نظرت لها رهف بتهكم: اكيد يعني وقومت معيطة
ساره بدهشه: اومال مين اللي كان عامل فيها ٣ رجاله ف بعض وانا واثقه من نفسي عرتينا منك لله
رهف بإستنكار وهي تقص عليها ما حدث بغضب
ساره وهي تضحك بشده: انا مش قادره بجد م عنده حق لابسه ارنب ورايحه بيه بس والله حنين انا لو منه كنت طردتك بجد مش تهديد
ضربتها رهف بالوساده في وجهها لتتوقف عن الضحك حتي هدأت قليلا ونظرت لها بتفكير: انا بقي مشكلتي ف البت اللي دخلت دي وواضح ان العشم قاتلها اووي
رهف بحزن: متفكرنيش البت دي زمان لما كانت تلاقي عمار بيلعب معايا ولا قاعد معايا تيجي تغلس عليا ومره ضربتني وشدتني من شعري سحلتني ف قلب المكان
انفجرت ساره ضاحكه بشده و تكاد تختنق من الضحك: لا لا البت دي بتكرهك اوي احذري بقي منها لحسن تاخده منك
رهف بكبرياء: م تاخده ي ستي تبله وتشرب مايته هي هتقرفني لي
ساره بإستغراب: اه ي بياعه بعتي الواد كدا من اول قلم دا انني حتي مقولتليش لا هحارب عشان حبي الوحيد والكلام دا دا اي الكسل دا يهون عليكي عمورك
رهف بزهق: لا بجد مش قادره اتخانق عشان حاجه وخصوصا لو كان راجل يعني خليهولها مش عايزاه
ساره بإبتسامه: هنشوف ي رورو
--------------------------------------------------------
كانت تجلس مريم في غرفتها تتصفح هاتفها حتي دخلت والدتها عليها
كوثر بإبتسامه: مريومة في ضيوف جايين بكرا
مريم بإستغراب: ضيوف مين ي ماما اللي جايين بكرا
كوثر: ياسر ومامته
فزعت مريم عندما قالت والدتها اسمه وتحدثت بغضب: دا بني آدم غلس اوي الصراحة انا قولتله ميجيش هو لي مبيسمعش الكلام
كوثر بهدوء: بصي ي مريم انتي كبرتي وطبيعي هتتجوزي يعني اديله فرصه ي مريم واقعدي معاه وجربي محدش هيغصبك ع حاجه مش يمكن تستلطفيه
مريم بتفكير: طيب ي ماما هديله فرصه بكرا
اخبرت كوثر عمار وقالت له ان يأتي باكرا غدا ليستقبل ياسر ووالدته معها ثم دخل عمار غرفته واتصل علي صديقه الوحيد: اي ي عمر بقولك تعالي عندي نروح لعز عايزنا نقعد معاه
عمر بحزن: ي ريت ي عمار انا اصلا مش طايق نفسي
عمار بإهتمام: ف اي ي عمر مالك اي اللي حصل
عمر وهو يتنهد في تعب: انا بشتغل ليل نهار عشان اقدر اخلص الشقه بتاعتي واقضي مصاريف الفرح وكل دا مش عاجب اهل سلمي وبيضغطوا عليا وانا والله لو ف ايدي اشتغل شغلانه رابعه كنت اشتغلت بس مافيش اعمل اي
عمار بحنان: طب تعالي طيب وان شاءالله هنلاقي حل سوا متقلقش ولا تحط ف دماغك وما ان اغلق معه حتي كتب رساله لعزالدين يقول له انهم سيأتوا في حدود ساعه
-------------------------------------------------------
جهز عزالدين الحديقه ليجلس بها مع عمار وصديقه عمر ثم دخل محمود فجأه
محمود بإبتسامه: ابن عمي حبيبي عامل اي
عزالدين بإبتسامة مجامله: الحمدلله ي محمود اي خير ف حاجه ولا اي
محمود وهو يسحب مقعد ويجلس عليه براحه: لا مافيش اصلي دايما بعدي من قدام الفيلا فقولت اطمن عليكوا
عزالدين بإستهزاء: كتر خيرك بس بتعدي من هنا ازاي كل يوم
محمود بإبتسامه: بروح حتة مكان انما اي عظمه هو نايت كلاب كدا حلو اوي
عزالدين بدهشه: كباريه يعني
محمود بضحك: اللي انت عايزه م تيجي معايا بكرا
عزالدين بتهكم: لا ي حبيبي ماما بتخاف عليا
محمود: بطل هزار بجد تعالي معايا والله هتتبسط اوي
اثناء كلامهم دخل عمار وعمر الي الحديقه ومان رأي عمار محمود حتي تأفف بشده: هو الكائن دا بيعمل اي هنا
محمود بإستهزاء: استاذ عمار الجامد فحت تعالي كنت لسه بقنع عزالدين ييجي نسهر سوا ف نايت كلاب
عمار بتهكم: اعوذ بالله منك يا اخي متسيبه ف حاله
ايده عزالدين بحزن مصطنع: اه قوله ي عمار لحسن انا طيب وع نياتي وهو هيموت ويمشيني ف سكة البلحه المقمعة
عمر بضحك: ي اختي حلوه ي ناس تتحسد ي زوز
عزالدين بتكبر: طبعا هو فيه ف حلاوتي
ظلوا يدردشون مع بعضهم وكثيرا ما يحدث بين عمار ومحمود منازعات ولكن يحاول عزالدين وعمر حلها بسرعه وايضا حاولوا مساعدة عمر في مشكلته فقد اقترح عليه عزالدين ان يعمل معهم في عمل ثابت مقابل مرتب كبير وايده عمار بشده حتي ينتهي صديقه من تلك الضائقه الماليه التي تواجه اغلب الشباب
عمر بفرحه: بجد والله كويس جدا المرتب دا ضعف مرتب ال٣ شغلانات اللي بشتغلهم ربنا يخليكوا بس محتاج حد يفهمني الدنيا ماشيه ازاي
تكلم محمود بهدوء: بص تعالي بس وانا هظبطلك الدنيا متقلقش
عمر بإبتسامه: م انت طيب اهو اومال اي الكلام اللي بسمعه عنك دا
محمود ببراءة مصطنعه: متصدقش بيكرهوووني
عمار بإستهزاء: معلش بقي احنا مفتريين حتي جمبي كمان افتري عليك
--------------------------------------------------------
كانت رهف وساره يسيرون في الحديقة حتي سمعوا صوت عالي ف الجانب الآخر من الحديقه
رهف بإستغراب: اي دا انتوا قاعدين هنا بتعملوا اي
عزالدين بضحك: قاعدين بنتكلم شويه ونحوش بين محمود وعمار شويه والأخ المتخزوق في مشاعره من اهل خطيبته دا وهو يشاور علي عمر
ساره بدهشه: اي دا انت مخطوب
عمر بإستنكار: ي ستي اسمي خاطب اي مخطوب دي انا قاعد قدامك بطرحه
ساره بتوتر: سوري ي عم ف اي مش فارقه يعني
ثم التفتت لرهف الصامته وتكلمت بصوت منخفض: يلا نطلع عشان انا لسه مضيعه كراش ومش طايقه نفسي
هزت رهف رأسها واستدارت لترحل ولكن اوقفها صوت محمود وهو يقول بإبتسامه مستفزه: م تقعدوا معانا شويه
رهف دون ان تنظر له قالت: لا شكرا ثم اردفت وهي تنظر ناحية عمار: اصلي عندي شغل بكرا والمدير بتاعي بعيد عنك لا يطاق وغتت قالت كلماتها ورحلت
ظل عمار ينظر الي الأرض حتي بعدما رحلت
عزالدين وعيناه تضيقان: المدير الغتت اللي لا يطاق دا انت ي عمار صح
هز عمار رأسه في هدوء
فأردف عزالدين: معلش ي بني اصلها مش متعوده بس شكلك بهدلتها دي مرضيتش تتغدا عشان تنام رهف هانم مش متعوده
عمار بتفهم: عارف عارف بس ههتعود يعني هتروح مني فين
ثم انتهت سهرتهم ورحل كل منهم الي بيته
--------------------------------------------------------
كانت الساعه قد تعدت الواحده بعد منتصف الليل وكانت تجلس امام ذلك الشخص المجهول في كبرياء تحاول اخفاء توترها
الشخص بإبتسامه مستفزه: وحشتيني جدا ي رغده
----------------------------------------------------------
#بقلم_منار_السيد
#رواية_اللقاء

اللقاء🫰🏻حيث تعيش القصص. اكتشف الآن