كانت جالسه في هدوء تقرأ كتابها بتأني حتي أتاها صوت تعرف هوية صاحبه
:يا ريتني كنت الكتاب ي ستي عشان تبصيلي وتركزي معايا كدا
كوثر وهي تحاول إخفاء ابتسامتها: قصدك اي بقي
راضي بإبتسامه حانيه وهو يتوه في بؤبؤ عينيها: أنا تقريبا بقول كل يوم انا عايز اي
كوثر محاوله تغيير مجري الحديث: طب لو سمحت امشي من هنا عشان الناس احنا في الكليه عيب كدا
ذهب راضي إلي الكرسي المقابل لها ثم جلس
راضي بإصرار: اللي يشوفنا يشوفنا انا مبعملش حاجه غلط حبيبتي وقاعد معاها اي بقي فيها اي
كوثر وهي ترفع حاجبها: حبيبتك انت قولت حبيبتك
راضي بإبتسامه: اه طبعا حبيبتي وخطيبتي وبنتي امرأتي
كوثر وقد اتسعت عيناها بإندهاش: حيلك حيلك اي كل دا ومين قالك اني موافقه اصلا
راضي ببساطه: أنا قولت
كوثر بكبرياء: لأ طبعا انا لسه قدامي سنتين في الكليه وهخلص واشتغل عشان يبقالي كيان
راضي وقد وضع يده فوق راسه: دا علي كدا احنا هنتجوز واحنا داخلين ع ٦٠
كوثر بغيظ: ومين قالك ان احنا هنتجوز اصلا
راضي بإبتسامه صادقه: أنا قولت
قامت كوثر من مقعدها ومشت قليلا ثم استوقفها راضي قائلا: استني بس انتي رايحه فين تعالي وموافق نتجوز ع ال٦٠ انشالله ع ١٠٠ بس نتجوز
كوثر وهي تحاول ان تخفي ابتسامتها من اصراره: لأ
راضي وقد ضيقت عيناه: وانا بقولك هنتجوز وبكرا تشوفي
كوثر محاوله ايغاظته: بكرا نشوف ي ابن الحسيني
ثم تركته واسرعت من امامه فنظر راضي بإصرار لخيالها واقسم أنها لن ولم تكون لغيره ولو بعد حين
----------------------------------------------
في فيلا الحسيني
كان الجو ساكن وكأن أحدا سكب دلوا باردا عليهم
كوثر وهي لم تتحمل الوقوف كثيرا: أنا انا عاي عايزه ابني
راضي وقد خانته عيناه وسرح بعينيها العسليتان التي لم تفقد لمعانها فاق من شروده علي صوت زوجته
رغده بوحشية وعيناها تبرق بشر: انتي انتي اي اللي رجعك اي اللي جابك هنا
تحاملت كوثر علي نفسها ووقفت أمام تلك المتعجرفه
كوثر بثقه: عايزه ابني وهمشي صدقيني انا مش عايزه اقعد ف المكان اللي انتوا بتتنفسوا منه
ردت عليها رغده بفحيح كفحيح الافعي: شكلك كدا اتجننتي ابنك اي وبتاع اي انتي جايه هنا لي انطقي
إلي هنا ولم يستطع راضي تمالك نفسه
راضي بصوت جهوري: رغده اهدي كدا واعقلي
ثم وجه كلامه إلي كوثر بهدوء عكس ما يموج بداخله: تعالي ي كوثر تعالي اهدي ونشوف ابنك اللي انتي بتقولي عليه
كوثر بعصبيه: متقوليش اهدي اي عايز تاخد ابني كمان
راضي بإستغراب: ابنك كمان انتي عايزه تقولي اي
في تلك الأثناء دخل عزالدين ومعه مريم وما إن وقعت عين مريم علي والدتها حتي ركضت نحوها مسرعه
مريم ببكاء: ماما انتي كنتي فين وفين عمار
كوثر وهي تحتضن ابنتها: مريم انتي اي اللي جابك
كان عزالدين هو من رد علي سؤالها: لقيتها واقفه قدام باب الفيلا وقالت إن حضرتك دخلتي هنا
رغده بحقد: انتي عايزه اي مننا تااااني لا ومش بس كدا وكمان جايبه بنتك توقع ابني
راضي بعصبيه: رغده اطلعي فوق شكلك تعبااانه من السفر اتفضلي
رغده بدهشه: انت بتطلعني عشانها
راضي بصوت آمر: أنا قولت اطلعي فوق
نظرت رغده لكوثر بغل وحقد شديد ثم أسرعت ناحية السلالم واختفت ورائها
راضي بجدية وهو يمنع نفسه أن ينظر لعينيها: اتفضلي ي كوثر ارتاحي شويه
ثم وجه حديثه لمريم
راضي بحنان ابوي: تعالي ي مريم تعالي ي حبيبتي متخافيش انا ابق
قطعت كوثر كلامه بعناد: بقولك اديني ابني خليني امشي
عزالدين بتفكير: ممكن يكون ابن حضرتك اللي فوق تعالي معايا هوديكي ليه
ركضت ناحيته مسرعه كوثر بلهفه: اه ونبي ي بني اشوفه بس هو ولا لأ
اومأ لها برأسه ثم وجهها إلي السلالم المؤديه إلي غرفة الضيوف
كانت رهف تجلس بجانب عمار تضع له الكمدات علي جبينه
ثم سمعت صوت عالي بالخارج وما إن فتحت باب الغرفه حتي وجدت عزالدين أمامها ومعه امرأتان
رهف وهي مقطبه حاجبيها بدهشه: هو ف اي ي عز
عزالدين وهو يزيحها برفق من ناحية الباب: تعالي كدا بس وانا هقولك
ثم أشار لهم بالدخول
عزالدين بإحترام: اتفضلوا
دخلت كوثر مسرعه لتجد ابنها نائم بسكون علي الفراش ولا يحرك جفن وموضع علي جبينه كمادات
كوثر وهي تركض ناحيته: عمار قوم ي حبيبي اي اللي حصلك اي اللي حصله بس
ربتت مريم علي كتف والدتها ورد عليها عزالدين بهدوء: اهدي ي طنط هو بس عنده اصابه خفيفه بس الحمدلله هو كويس جدا دلوقت
كوثر وهي تجلس بجانبه بدموع باكيه: الف سلامه عليك ي حبيبي انشالله عدوينك
عزالدين بهدوء: طيب حضرتك اتفضلي معاه انهارده
كوثر وقد بترا حديثه بإصرار: لا انا هاخد ابني معايا واروح
عزالدين بدهشه: ازاي بس دا لسه مطعون يعني لو اتحرك ممكن جرحه ينفتح تاني
كوثر بصوت باكي: شكرا ي بني بس مش هقدر اقعد هنا
لكن هذه المره جائها الجواب من راضي بأمر: لأ طبعا مش عشان عنادك تاخدي الولد وتمشي وهو حالته متسمحش
ثم نظر إلي عزالدين متسائلا: اي اللي عمل ف عمار كدا ي عز
اندهش عزالدين من معرفة أبيه بإسم ذلك الشاب ثم أردف قائلا بهدوء: دا لقي واحد بيضايق رهف ف اتخانق معاه بس هو كان مرمط الولا لدرجة ان الولا عشان يتخلص منه طلع مطوه وضربه بيها
نظر الأب إلي رهف التي كانت تبكي بصمت وهي تنظر إلي كوثر ومريم رهف بنبرة باكيه: أنا اسفه انا السبب بس والله ماكان قصدي
مريم محاوله تلطيف الاجواء: اكيد متقصديش متخافيش انا اخويا يقدر يستحمل شكرتها رهف بصوت منخفض وذهبت إلي غرفتها
ذهب راضي بجانب التي تنظر إلي ابنها خوفا منها ان تفقده
راضي بهدوء: متخافيش ي كوثر انشاءالله يقوم بالسلامه لم ترد عليه ولم تنظر له حتي نظر إلي عمار الذي كان يشبه أباه كثيرا ابتسم في قرارة نفسه ثم أردف: أنا خليتهم يجهزولك اوضه انتي ومريم عشان تباتوا فيها انهارده
نظرت إليه كوثر وعيناها تشتعل: قولت هاخد ابني وامشي انت فاهم
راضي بإنذار: وانا قولتلك لا وبعدين الولد مالوش ذنب يتبهدل والجرح يفتح ويحصلوا حاجه عشان عناد حضرتك
كوثر وقد خافت علي ابنها كثيرا: طيب بس افضل هنا معاه
راضي باعتراض: لأ طبعا هتنامي فين
كوثر بإصرار: فأي حته انشالله ع الارض
راضي بإستنكار: حرام عليكي ي شيخه وبنتك دي ذنبها اي بس
كوثر موجه حديثها إلي مريم: روحي انتي ي مريم الاوضه نامي فيها
مريم بإعتراض: لأ طبعا انا لا يمكن اسيبك انتي وعمار هنا وامشي
كوثر بأمر: هي كلمه اتفضلي روحي نامي عندك كليه بكرا الصبح يلا
عزالدين محاولا تهدئة الوضع: مامتك عندها حق ي مريم كفايه ان هي قاعده معاه
راضي مكملا: وبعدين انتي المفروض عروسه كبيره يعني مش محتاجه ماما ف حاجه
مريم بإبتسامه رقيقه: خلاص حاضر تصبحوا علي خير ثم توجهت إلي فراش اخيها وقبلت جبينه وذهبت واوصلها عزالدين إلي حيث غرفتها
راضي بعد أن ودعهم بإبتسامه ثم نظر إلي كوثر الساكنه بجانب ابنها
قائلا بحنان: اجيبلك حاجه ي كوثر
كوثر: لأ شكرا مش عايزه
تنهد راضي من تلك العنيدة ثم خرج مغلقا الباب خلفه
-------------------------
في احدي الحانات كان محمود الحسيني يجلس مع فتاه بالحانه لتسكب له ذاك المشروب السام
الفتاه بدلع: عايز حاجه تاني
محمود وهو يتفحص جسدها: لأ كفايه وخدي دول ثم رمي إليها بضعة نقود
كانت تراقبه من بعيد تتلوي علي المسرح أمام الرجال بجسدها الذي لم يغطيه سوا قطعه صغيره كان يعرف أنها تحبه وبشده ولكن لم يهمه الأمر كثيرا فهو محمود الحسيني فلن يحب راقصه مهما حدث
جائت إليه وهي تمسح عرقها وكأنها تقوم بشق الأرض وحرثها
اقتربت منه ثم همست بفحيح: زعلانه منك كدا متجيش امبارح زي موعدتيني
نظر لها ببرود واردف: كان عندي شغل مهم
سمر بحزن مصطنع: اخس عليك انا ولا الشغل
نظر لها بهيام وهو يتفحصها من أعلاها إلي أخمص قدمها: انتي ازاي تقولي كدا ي سوسو
تطلعت به ببريق وعيناها تلمع بإنتظار لسماع رده: حقيقي
محمود بإبتسامه ماكره: طبعا الشغل اهم ي روحي اكيد حتة رقاصه مش اهم من مستقبل عيلة الحسيني
غضبت بداخلها ولعنت ذلك المتعجرف الذي لم يبادلها شعورها وكأنها قطعة قمامه يأتي لها عندما يريد
قالت محاوله الهدوء: طب قولي اي اللي مخرشم وشك بالشكل دا
محمود وقد جز علي أسنانه وظهرت عروقه: دا عيل فاكر نفسه شبح بس انا علمت عليه
سمر وهي تنظر إلي وشه الذي يحمل كدمات ليست هينه: انت متأكد أن انت اللي علمت عليه
نظر لها وعيناه تشعلان نيران: مالكيش دعوه واكتمي
قال جملته الاخيره وذهب من الحانه وركب سيارته وأدار محركها بسرعه جنونيه
------------------------------------------
جلس راضي في شرفة غرفته بالفيلا واخذ يتذكر شريط حياته
فلاش بااااك
كان ينتظرها في كافيه الجامعه كما تعودت ان تجلس دائما ولكن مرت بضعة ساعات ولم تأتي بدأ القلق ينهش قلبه خوفا ان يكون قد أصابها مكروه او أنها مريضه قرر أن يرحل ولكن استوقفه رؤيته لصديقتها ذهب إليها مسرعا
راضي بلهفه: نهي ازيك متعرفيش كوثر مجتش لي انهارده
نهي وهي تهرب من عيناه ولا تعرف ماذا تجيبه: أصل جايلهم ضيوف
راضي بإستغراب: ضيوف مش فاهم بردوا مجتش لي
نهي وهي تعرف ان راضي يكن لصديقتها مشاعر حقيقيه: أصل أصل ف عريس اتقدملها انهارده
الجمت الصدمه لسانه ولم يستطع الكلام لبعض ثوان ثم نظر إليها بضياع وقال لها: متعرفيش هو مين
نهي بشفقه: بيقولوا ابن عمها
وكأن سكب علي رأسه دلوا من الماء البارد لم يستطع الرد تمتمت له نهي ببعض الكلمات التي لم يسمع منها شيئا من مفاجأته وسارت بعيدا عنه سار في الشارع وعيناه مغيبتان لا يصدق ما سمعه احس ان روحه تنسحب منه ببطئ ثم ذهب الي بيت صديقه طرق الباب بسرعه عليه فتح صديقه الباب باستعجال من ذلك المتهور الذي علي وشك كسر الباب
راضي بقهر: ع فين ي عريس
عزالدين هو ابن عم كوثر وصديق راضي الحميم
عزالدين بإبتسامه: راضي تعالي انا كنت لسه هتصل بيك عشان اقولك ان انا هخطب بنت عمي كوثر انت اكيد عارفها
نظر له راضي باستغراب من بساطته في الحديث وكأن الذي يتكلم عنها ليست حبيبته
راضي باستغراب: م انا عارف انا اللي عايز اعرفه اشمعني هي
عزالدين بدهشه: اي اللي اشمعني هي م هي بنت عمي وانا اولي بيها
قد أدرك راضي الخطأ الذي كان سيقوم به فعزالدين لا يعرف ان راضي يحب كوثر بل ويعشقها
راضي بتوتر: انا قصدي انك كنت قايل انها زي اختك ف انا استغربت
عزالدين بابتسمه لصديقه: أصل ولاد الحلال هم اللي خلوني اعرف انها لازم تبقي مراتي لان انا اولي بيها من الغريب
راضي باستفسار: مين دول
كاد عزالدين ان يجيبه ولكن قطع حديثهم صوت الخادمه بتوتر: أهلا ي استاذ راضي اتفضل هحضرلكم حاجه تكلوها
راضي وقد شعر بضياع روحه: شكرا ي عبير انا مستعجل
قال جملته الاخيرة وخرج بسرعه
(عوده)
قطع أفكاره صوت زوجته وهي تشتعل غيظا: انت كمان هتقعدها هنا
راضي ببرود: اه عندك مانع
رغدة بقهر: دي لا يمكن تقعد هنا لا هيا ولا عيالها
راضي وقد نفذ صبره: هي كلمه ومش هتتكرر متنسيش ان الحق خلاص لازم يرجع لاصحابه
رغدة وقد اتسعت حدقتيها: انت انت قصدك اي
راضي بعزيمه: بكرا تعرفي كل حاجه
------------------------------------------
اشرقت شمس بآشعتها الذهبيه لتعلن عن بدء يوم جديد
استيقظت رهف والتي لم تنم الا ساعات قليله قامت من فراشها بتململ وذهبت إلي الحمام ثم غيرت ملابس البيت بملابس مناسبه ارتدت بنطال ابيض وبلوزه ورديه ووضعت شعرها علي كتفها الايمن ونزلت لتجد والدها ووالدتها التي كان معكر صفوها القت عليهم التحيه ليردها والدها بإبتسامه
راضي بابتسامه: انتي اول مره تصحي بدري كدا دا من تغيير المكان ولا اي
رهف بحزن: لأ دا بسبب اللي حصل امبارح متعرفش ي بابا حاسه بالذنب اد اي
راضي وهو ينظر إلي الطعام امامه: متزعليش نفسك عمار من صغره كدا جدع وشايل المسؤلية
نظرت له بإستغراب: وانت اي اللي عرفك ي بابا
راضي بتنهيده: هتعرفي كل حاجه ف وقتها ي حبيبتي المهم اطلعي دلوقت نادي ع طنط كوثر هي ومريم عشان يفطروا
كانت تتابعهم عين كالافعي علي وشك الانقضاض وما إن سمعت ان المدعوه كوثر وابنتها سياكلون معهم حتي جن جنونها
رغدة بعصبيه: نعم مين دي اللي تيجي تاكل معانا خلي حد من الخدم يطلعلها الاكل
راضي بصرامه: رهف انتي سمعتي بابا قال اي
رهف وقد احست ان هناك شئ يخفيه والدها بعلاقتهم مع هؤلاء الناس: حاضر ي بابا
-------------------------
طرقت رهف باب الغرفه الذي ينام بها عمار فاذنت لها كوثر بالدخول دخلت رهف ورأت كوثر وهي تقرأ من آيات الله تنحنحت رهف
فقالت لها كوثر بابتسامه: تعالي ي حبيبتي
رهف باحرج: ازي حضرتك ي طنط وأشارت علي عمار باحراج اكبر: وهو عامل اي
كوثر بنظره حانيه لتلك الفتاه التي ورثت عين والدها ولم ترث طبع امها المكار: احنا الحمدلله ي حبيبتي كويسين تعالي اقعدي ذهبت رهف علي استحياء وجلست بجانب كوثر
رهف بهدوء: طنط انتي مكلتيش حاجه من امبارح ممكن تنزلي تفطري تحت
كوثر بابتسامه وهي تربت علي ظهرها: لأ ي روحي مش جعانه تسلمي
رهف برفض شديد: لأ طبعا مينفعش تقعدي كدا من غير فطار لازم تقومي وقامت وهي تجذبها لتقوم معها
في تلك الأثناء قامت مريم من نومها علي ذلك الفراش المريح نظرت في ساعة محمولها فقامت مسرعه فهي لديها محاضره الحاديه عشر والان الساعه التاسعه صباحا كانت تنام بملابس رهف فغيرت ملابس رهف بملابسها التي أتت بها البارحه ولكنها غيرت من لفة الوشاح الذي كانت ترتديه ليكسب عينيها الشوكولا منظرا جذابا نزلت مسرعه لتحضر كتبها من بيتهم الجديد ثم تذهب إلي الجامعه
في ذلك الوقت كان عزالدين يخرج من غرفته فهو تعمد ان تكون الغرفه التي تنام بها مريم التي بجانب غرفته
عزالدين بلهفه: علي فين ي مريم
مريم محاوله التهرب منه: عندي محاضره ومتأخره
عزالدين بإبتسامه: خلاص اوصلك
مريم بسرعه: لأ لأ شكرا ثم ركضت بعيدا عنه حتي رأت والدتها وراضي ورهف يجلسون حول المائده
راضي بدهشه: معاد محاضرتك دلوقت ي ميرو
مريم بحرج: اه
راضي بحنان: ولا يهمك انا عارف انك مش هتعرفي تفطري فخليتهم يحضرولك سندوتشات
مريم بحرج: لأ شكرا مالوش لزوم
راضي بعتاب: مريم انتي معقوله نسيتي عمو راضي بالسرعه دي دا انا صاحب بابا عز بل واخوه كمان
رهف وعزالدين ومريم بإستغراب وصوت واحد: ايييييييييه
راضي بضحك: معقول ي ولاد مفتكرتوش بعض مش ممكن دا انتوا كنتوا سوا ع طول
كانت كوثر لا تتكلم تنظر إلي الفراغ
عزالدين بدهشه: مش معقول يبقوا دول اللي قعدنا معاهم انا مش قادر اصدق
رهف بإبتسامه: عمااار
والدها وقد لمحها وهي تنطق بإسم عمار باريحيه: لازم ي ولاد ترجعوا زي مكنتوا تاني وانشاءالله مافيش حاجه هتفرقكوا تاني و دلوقت بقي ي انسه مريم عز هيوصلك للكليه
مريم محاوله الاعتراض ولكن لم يسمح لها راضي بذلك: أنا قولت اي عز هيوصلك خلاص هي كلمه
سارت قليلا وتبعها عزالدين وعيون راضي مسلطه عليهم بسعاده كانت تنظر لهم بحقد فها هي غريمتها لم تكف بالماضي فقط بل أيضا تريد الاستحواذ علي أبنائها كما استحوذت علي راضي فيما سبق
رغده وكأنها تحولت لشيطان: مش هسمحلك ي كوثر انا بعدتك مره وهبعدك التانيه
-------------------------------------------
خارج فيلا الحسيني كانت تقف علي استحياء منتظره عزالدين ليوصلها وما إن خرج حتي اردفت قائله: أنا لازم اروح البيت الأول عشان كتبي هناك
عزالدين بهيام: من عنيا انتي تؤمري
ثم سار بها إلي حيث بناء العماره صعدت إلي شقتهم وأخذت كتبها سريعا ونزلت معه وفتح لها باب السياره ثم أخذ هو مقعد السائق وبدأ يدور محرك السياره
-------------------------------------------
استأذنت رهف كوثر ان تذهب وتطمئن علي عمار وسمحت لها كوثر بابتسامه لتلك الفتاه الرقيقه ذهبت إلي حيث غرفة عمار ودخلت الغرفه وأغلقت بابها بهدوء وسارت ناحيته وجذبت الكرسي وجلست عليه ظلت تنظر إليه حوالي نصف ساعه فغفلت وراحت في سبات عميق فهي لم تنم الا سويعات قليله جدا كان شعرها مغطي وجهها بالكامل ولم تعي شيئا استيقظ عمار ببطئ شديد وهو يتمتم ببعض الكلمات حاول النهوض ولكن تفاجأ بتلك النائمه علي الكرسي بجانبه ولا يظهر من وجهها شئ بدأ يربط الأحداث البارحه وأدرك أنها بالطبع الفتاه التي كان يدافع عنها نظر علي جانبه فوجد ضمادات وكأنه جرح حاول النهوض مره ثانيه بهدوء ولكن تأوه بوجع واثر تأوهه نهضت رهف من نومها مسرعه
رهف وهي محدقه به برموشها الكثيفة وخضراوتي عيناها: انت كويس حصلك حاجه اعملك حاجه
عمار ولم يفهم شئ وهو ينظر إلي تلك العيون الخضراء باسبهلال: لأ معلش انا اسف بس عايز امشي عشان امي واختي اكيد قلقينين عليا
رهف بابتسامه: متقلقش مامتك تحت ومريم راحت الكليه
نظر لها بإستغراب ثم ابتسم: حقيقي دا اكيد كان في حفله امبارح
رهف ببساطه: هي فعلا كانت حفله وفيها بومب وصواريخ وفرقعه
عمار مقطبا حاجبيه في خوف: بومب وصواريخ هي ماما كويسه
رهف بهدوء: متقلقش مامتك كويسه اصلك متعرفش مش احنا طلعنا نعرفوكوا
عمار مقلدا اياها: طلعنا نعرفوكوا والفيلم دا ابيض واسود
رهف بغيظ: عمار انت لسه ناسيني ولا الضربه أثرت ع دماغك
عمار بسخريه: ناسيكي اي انا عمري شوفتك
رهف بابتسامه رقيقه: بصلي كويس ي عمار ازااي مش فاكرني
نظر لها عمار باستهتار وقبل أن ينطق بكلمه حتي تاه في تلك العينان الخضراوان ذات الرموش الكثيفه
فلاااش بااااك
عمار بغضب طفولي: رهف انتي اي اللي طلعك من البيت مش قولت مية مره متخرجيش طول م الولا البارد دا هنا
رهف وقد زمت شفاها بحزن طفولي: م انا عايزه العب معاك ي عمار اشمعنا يعني بتلعب مع شروق وبتسيبها معااك
عمار بعصبيه: أولا انتي هتخليه يفضل يغلس عليكي لكن شروق بتضربه
رهف وقد أوشكت علي البكاء: انت بتحبها اكتر مني
عمار بدهشه: لأ طبعا انا بحبك انتي
لم تنسي رهف تلك الكلمه البريئه من سنوات وهي تتذكره معها في أحلامها وتفكيرها لم ينتهي يوم الا وقد تذكرته وتذكرت طفولتها معه وكيف كان لا يحب أن يقترب لها أحد غيره وكأنه حفر في قلبها اسمه وصوته وكأنه اسرها بحنيته
(عوده)
عمار بتركيز: تقريبا افتكرتك بس اسمك مش راضي يجي علي بالي
كان يعرفه بل يحفظه فكيف له أن ينسي تلك العينان التي اسرته منذ أن كان طفلا لقد طبع حبها منذ أن كان صغيرا دخلت قلبه وظل يفكر فيها تلك السنوات الماضية لما اختفت فجأه ولا رد علي سؤاله
رهف بخيبة امل: اسمي رهف
لاحظ حزنها من عدم تذكره لاسمها
قال بابتسامه: ازيك ي رهف وحشتيني
اسمعت ما قاله لها اقال أنه اشتاق لها وقبل أن تكمل تفكيرها بعد تلك الكلمه البسيطه خالف ظنها
عمار بجديه بعد أن وعي لما قاله: حقيقي وحشتينا كلنا انتي كنتي بالنسبالي زي مريم بالظبط
هل نعتها بأخته ذلك الأحمق كيف له أن يلعب بمشاعرها فهي رهف الحسيني التي لم يعجبها اي نوع من الرجال يأتي ذلك ببساطه ويرفعها لسابع سماء ثم يسقطها في سابع ارض
رهف بغيظ: طيب ي عمار بعد اذنك هنزل أنادي طنط تيجي تشوفك
عمار بابتسامه: شكرا ي رهف
-------------------------
كانت جالسه شاردة كيف للماضي ان يرجع ثانيه كيف ستعيش هي وابنائها في سلام ندمت لعودتها ولكن هل يعيد الندم ما فات
راضي بخشونه: كوثر ف حاجه لازم نتكلم فيها
كوثر بهدوء: مافيش حاجه نتكلم فيها ي راضي
راضي بصبر: لأ انتي لازم تسمعيني لازم عيالك ياخدوا حقهم ف مال ابوهم
كوثر بغضب: مال ابوهم اللي انت كلته وسرقته
تفاجأ بذلك الهجوم الذي لا يعرف سببه: سرقته انتي عارفه انا فضلت ادور عليكي اد اي عشان ارجعلك حقك وحق عيالك
كوثر بحزن: بتدور علينا واضح أوي انا مش قادره اصدق انت ازاي عملت فيه كدا
راضي وقد نفذ صبره: أنا مش فاهم انا عملت اي اني سافرت بس انا دورت عليكي كتير
كوثر وعيناها تتهمانه: أنا مش عارفه انت ازاي تكدب وعينك ف عيني طب ياخي احترم سنك واحترم ان خلاص عيالنا كبرت
راضي بحزن: م انتي لو تفهميني اي اللي حصل
فلاااااش بااااااك
خرجت من المطبخ وهي تداعب طفلتها الصغيره فرأت راضي وهي يمسك بياقة قميص عزالدين زوجها
راضي بشراااسه: انت كداب انت مبتحبهاش من الأول عشان كدا بتقول كدا عايز تاخد كل حاجه من ايدي
عزالدين بحزن علي صديقه: ي راضي الست دي مش كويسه صدقني فوق بقي قبل م الوقت يفوت
لكم راضي عزالدين بقوه حتي سال الدم من أنفه بشده
راضي بغضب دفين: انت متستحقش انك تبقي اخويا اللي يطعن ف شرف مرات اخوه يبقي شخص حقير
قال كلمته الاخيره ثم خرج مسرعا إلي شقته ركضت كوثر سريعا عند عزالدين وساعدته علي النهوض
كوثر بخضه: هو اي اللي حصل ي عز مين دا اللي بيطعن ف شرف مراته
عزالدين بأسي: مافيش حاجه ي كوثر ادخلي بس دوري ع مرهم او حاجه وهاتي قطن
لبت طلبه مسرعه وأثناء تحضيرها للشاش والقطن من أجل زوجها فسمعت صوت ضجيج خرجت مسرعه لتري زوجها مفترش الأرض بداخل قلبه سكين وراضي بجانبه ع الارض
(عوده)
كوثر ببكاء مرير: لي لي ي راضي دا كان بيحبك فوق م تتخيل
فهم راضي ما كانت ترمي إليه منذ قدومها فهي تعتقد انه من قتل زوجها
راضي باستغراب: انتي فاكره ان انا قتلته
كوثر بحقد: أنا متأكده انا شوفتك جمبه ع الارض واول م شوفتك وصرخت انت جريت من قدامي
راضي بهدوء: عز مش صاحبي وبس ي كوثر عز كان اخويا عز كان اقرب من كل اهلي ولو كنت بكرهه مكنتش بكل أريحية روحت اسمي ابني ع اسمه ولو فعلا بكرهه او توصل لدرجة اني اقتله فكنت قتلته من زمان مش من اللي قاله ع مرآتي خااالص كنت ممكن اقتله لما اتقدملك لما كان هو اللي قاعد جمبك ف الكوشه مكنتش دورت عليكوا بعدها عشان ادي عيالك حقهم
كوثر باستنكار: انت بتكدب ي راضي
راضي بعصبيه: أنا مبكدبش ي ام عمار
ثم أردف بهدوء: انهارده كل حاجه هتتغير
-----------------------------------------------
دخل بسيارته الفارهه نحو الفيلا ولكن قبل ان يدخل لمح فتاه تلتقط اشيائها من الارض التي بعثرت في كل مكان
نزل من سيارته وسار ناحيتها بهدوء: اساعدك ف حاجه دون أن تلتفت
شروق بلا مبالاه: لأ شكرا مش عايزه
محمود وهو ينزل بجسده: لي بس دا انا عايز اساعد
نظرت له بغيظ من ذلك المتطفل الدخيل: قولتلك شكرا مبتسمعش
تفاجأ من رد وقوة تلك الفتاه الذي كان وجهها برئ إلي حد لا يتخيل أن يخرج من فمها تلك الكلمات بتلك القوه عند تلك النقطه تذكر الفتاه التي كان يلعب معها ف صغره كيف كانت قويه وعنيده وكانت بعض الأحيان تضربه وبشده
محمود بتركيز: مش عارف لي حاسس اني شوفت واحده شبهك قبل كدا
أنهت شروق جمع اوراقها ونهضت وقالت بجمود: ابقي غطي نفسك كويس وانت نايم
ظل يطالع ظلها بإنبهار حتي اختفت عن نظره ثم دخل الفيلا ليحي عمه الذي جاء من السفر البارحه
-----------------------------------------------
كانت تجلس بالسياره شاردة فيما يحدث يبدوا ان والدتها تعرف هؤلاء الاناس وذلك العز الذي يحشر نفسه في حياتها فمنذ ركوبها وهو يسأل اسأله متواصلة عن حياتها ثم يتوقف قليلا ويسأل مره اخري
رفع عزالدين صوته عاليا وهو يقول: وانتي بقي ي مريم سرحانه ف اي اوعي تكوني بتحبي ي مريم
انتفضت مريم علي إثر صوته العالي ثم اردفت وهي تحاول التقاط نفسها: اي ي بني ف حد يطلع ف حد كدا
عزالدين وهو بضيق عيناه: بتفكري ف مين متهربيش وحبيتي قبل كدا ولا لأ
مريم وقد استفزها تدخله: هو ف اي انت بتسأل كمية اسأله ولا كأني بقدم ف الجيش
عزالدين بهدوء: عارفه ي مريم رغم أن ولادتك من زمان الا اني فاكر كويس ان انا اللي نقيت اسم مريم وعمي عز الله يرحمه مرضاش يزعلني وسماكي مريم ساعتها كنت لسه مخلص قراية سورة مريم وكنت بحب السوره دي أوي ف اقترحت عليهم الاسم وممنعوش كنت مبسوط أوي ومن ساعتها كنت بقعد معاكي كتير جدا لدرجة انك لما بتبقي بتعيطي وبتشوفيني كنتي بتجري عليا
مريم بكسوف وانبهار: بجد يعني انت اللي نقيت اسم مريم
اومأ لها برأسه وابتسامه تزين محياه
ثم ضيق عيناه مره ثانيه وقال لها: بردوا مش راضيه تقولي اسمه اي اللي بتحبيه
مريم وقد طار البرج الأخير من عقلها: يااااااااادي النييييييييله
----------------------------------------------
#بقلم_منار_السيد
#رواية_اللقاء
أنت تقرأ
اللقاء🫰🏻
Romanceتقابلا بعد فراق دام 20 سنه لتعاد قصه قديمه من جديد ويفتح ماضي قد دفن ليكشف قصص اخري فماذا سيفعل ابطالنا بعد لقائهم؟